بوابة الوفد:
2024-12-22@23:26:02 GMT

بلينكن.. وعبث إعادة إعمار غزة!

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

المتتبع لمواقف وزير الخارجية الأمريكى بلينكن يدرك أن الرجل لا تنقضى عجائبه، وإلا بماذا يمكن تفسير تصريحه بأن الدول العربية غير حريصة على المشاركة فى إعادة إعمار غزة إذا كان القطاع الفلسطينى سيسوى بالأرض مجددا فى بضعة أعوام!

ومن قال إن الدول العربية مسئولة عن تلك العملية أو يقع عليها واجب القيام بها. أعتقد أن بلينكن يناور رغم حقيقة أن الأمر مطروح على مائدة المباحثات خلال جولاته بالمنطقة، غير أن تحول فكرة تكفل الدول العربية بإعادة ا إعمار إلى ما يشبه المسلمة أو البديهية أمر لا يجب القبول به بل وإعادة النظر فيه.

ما الذنب الذى اقترفته الدول العربية أيا كانت هذه الدول الخليجية أم غير الخليجية لكى تتكفل بإعادة الإعمار أيا كانت تكلفة تلك العملية؟

السؤال البديهى الذى يطرح نفسه، من الذى دمر غزة وسواها بالأرض؟ إنها إسرائيل ومن هنا فإن المنطق يحتم أن تتكفل هى تكاليف تلك العملية. ولكن لأن بلينكن يهودى -هذه ليست شتيمة أو انتقاص منه وانما توصيف أعلنه هو بنفسه فى مستهل زيارته بعد طوفان الأقصى- فإنه يبدو كمن يبعد النار عن الدولة التى ينتمى إليها دينيا!

فى أعراف القانون الدولى وتاريخ الصراعات والحروب بين الدول فإن التعويض عن الخسائر التى تسببها دولة لأخرى وارد خاصة إذا كانت تلك الخسائر الناجمة عن عدوان، طبعا المسألة مثيرة للجدل وسيطرح البعض التساؤل حول من الذى بدأ أولا وخلافه لكن الرد على كل ذلك أن إسرائيل فى عملياتها دمرت كل الأهداف المدنية فى القطاع وهو أمر كان يمكن تجنبه هذا بافتراض حقها فى القيام بتلك العمليات.

ليس الأمر متاح هنا لاستعراض تجارب التعويضات ولكن المثل الأبرز هنا يتعلق بالتعويضات التى فرضت على العراق بسبب غزوه للكويت، وهى تجربة من بين تجارب عديدة أعتقد أنه يمكن أن لم يكن يجب القياس عليها.

من الغريب أن هذا الجانب -وقوع عبء تكلفة إعادة الإعمار على إسرائيل- يقع فى إطار المسكوت عنه على صعيد الجدل الدولى بشأن الحرب على غزة، وكأنه هناك توافق بين كل الأطراف على أن العبء بالمنطق يقع على عاتق الدول العربية.

ربما كان ذلك مقبولا فى حالات سابقة غير أن الأمر هذه المرة يتجاوز المعقول، حيث كان مسئول أممى أشار فى بداية العمليات إلى أن التكلفة ربما تتطلب 20 مليار دولار، فيما أشار الرئيس السيسى منذ شهرين إلى أنها تتكلف نحو 90 مليار دولار، وهو ما يعنى أن التكلفة النهائية ربما تزيد فى ضوء حجم الدمار الذى لحق بغزة وهو أمر تتجاوز هذه السطور إمكانية التفصيل فيه.

لو أن بلينكن جاد، ولو أن الدول العربية التى أقرته على موقفه لديها من المخاوف على الفلسطينيين ما يدفعها لإنفاق تلك المبالغ على إعادة الإعمار وهو أمر عبثى إذا حدث عدوان جديد على القطاع كما يحاول بلينكن نفسه أن يلمح وكأنه متعاطف معنا، فربما يبدو من الحماقة الوقوف فى وجه إعادة الإعمار، غير أن الحماقة الأكبر أن يتم ذلك دون ربط الأمر بقيام دولة فلسطينية وسط ظروف تحول دون تكرار ذلك النوع من الدمار. لكن المشكلة أن هذا النوع من التفكير غير موجود لدى بلينكن نفسه أو دولته أو حتى الدولة التى تسببت بذلك الدمار الشامل، حيث أن الرجل يدعو إلى ضرورة «التطرق» -لاحظ التطرق- لقضية إقامة دولة فلسطينية وليس التطبيق على أرض الواقع وهو ما يعنى أننا ربما لو سايرنا منطق بلينكن لكنا نجرى وراء سراب فى سراب!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات وزير الخارجية الأمريكي بلينكن يدرك القطاع الفلسطيني الدول العربیة إعادة الإعمار

إقرأ أيضاً:

٦ شهور .. حكومة مدبولى مالها وما عليها

أيام قليلة تفصلنا عن مرور ٦ أشهر على عمل وزارة الدكتور مصطفى مدبولى والتى أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم 3 يوليو 2024، كحكومة جديدة ترفع شعار «المواطن أولا» .
١٨٠ يوما عمر هذه الحكومة، فهل نستطيع الحكم عليها؟ بالتأكيد نعم، مالها وما عليها.
من خلال متابعتى لعمل الحكومة لاحظت حرصا كبيرا وشديدا من الدكتور مصطفى مدبولى الذى سن سنة جيدة لها دلالات إيجابية كبيرة، وهى تخصيص موعد مؤتمر صحفى دورى أسبوعياً منتظم عقب اجتماع الحكومة يوم الأربعاء، للرد على الاستفسارات وتوضيح كافة الخطط المستقبلية والقرارات التى تتخذها الحكومة المصرية، اجتماع  مدبولى أجهض كما كبيرا من الشائعات، والادعاءات والمؤامرات التى  تحاك ضد الدولة المصرية.
ودعنى عزيزى القارئ أن أطلق دعوة لكل السادة الوزراء بالسير على نهج مدبولى وتخصيص موعد للمكاشفة والمصارحة حتى وإن كان شهريا، لرصد ما تم إنجازه خلال 30 يوم عمل وإطلاع المصريين على سير العمل فى وزارته والجهات التى يتولى مسئوليتها .. أعتقد أنها ستكون سابقة يشار لها بالبنان.
لفت نظرى خلال متابعتي ٦  أشهر من عمل الحكومة أن هناك طفرة كبيرة وملحوظة لأربعة من الوزراء استحقوا لقب الحصان الأسود لهذه الوزارة وحصدوا وكسبوا رهان المصريين.
أولهم الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والنقل، والثانى هو المستشار عدنان الفنجرى وزير العدل والثالث هو المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والرابع هو الدكتور محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم الذين بانت بشائرهم منذ البداية.
كامل الوزير الذى يسابق الزمن من أجل جعل مصر دولة صناعية، تواكب الدول الصناعية الكبرى وتسير فى ركابهم، وينفذ استراتيجية وطنية بامتياز وضعتها القيادة السياسية، وأصر عليها الرئيس السيسى وكان كامل الوزير، هو الدينامو لهذه الاستراتيجية.
دعنى عزيزى القارئ أن آخذك فى جولة كامل الوزير خلال بضعة أيام ماضية، حيث استقبل بندر إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودى والوفد المرافق له لبحث سبل تعزيز أطر التعاون والتكامل الصناعى بين مصر والمملكة العربية السعودية خلال المرحلة المقبلة... ثم استقبل وفد من المستثمرين الأتراك برئاسة رفعت هيسار أوغلو رئيس اتحاد الغرف التجارية التركية ورئيس اتحاد الغرف العالمية... قبل أن يلتقى محافظ كربلاء بجمهورية العراق، المهندس نصيف جاسم الخطابي، والذى تم خلاله بحث سبل التعاون بين الجانبين فى مجالات النقل المختلفة.
ليعلن أمس، أنه تقرر استقبال هيئة التنمية الصناعية، أمس السبت، المستثمرين الصناعيين بالمناطق الصناعية بمحافظة بورسعيد، بحضور اللواء محب حبشى محافظ بورسعيد، وذلك بمقر الهيئة بالتجمع الخامس...  نشاطات لن تكفى مساحة مقالتى لسردها.
الحصان الأسود الثانى هو معالى المستشار الجليل عدنان الفنجري، وزير العدل الذى يسير بخطوات ثابتة نحو اقرار استراتيجية جديدة للعدالة فى مصر تواكب الجمهورية الجديدة، وتتوافق مع استراتيجية الرئيس السيسى فى تطوير مختلف مناحى الحياة، وذلك بنظرة دعم قوية جدا لأبنية المحاكم لتظل كما كانت حصن وركن العدالة التى يبتغيها الجميع، الفنجرى يعتمد كذلك على أسس حديثة فى إقرار مزيد من التدريب والتثقيف والاطلاع لكل منظومة العدل فى مصر ومن يعمل بها، وستكون له تجربة كبيرة لما أحدثه من طفرة ملموسة للجميع .
فمنذ أيام تابعت تفقد المستشار عدنان فنجرى وزير العدل مبنى محكمة جنوب المنصورة، بمحافظة الدقهلية، بلدتى التى أعتز بها، وكذا محكمة استئناف المنصورة ومفتتحاً لبعض مأموريات الشهر العقارى بها ومصطحباً معه فريق العمل العظيم، المستشار ربيع قاسم والمستشار محمود الشريف ومساعد الوزير للشهر العقارى ، حيث كان فى استقباله بديوان عام المحافظة اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، مؤكداً أن هذا التطوير هو نفاذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي- رئيس الجمهورية، بتطوير وتحديث المنظومة القضائية... وللأمانة الفنجرى اتخذ خطوات جادة وألقى حجراً فى المياة الراكدة وننتظر منه المزيد.
الحصان الأسود الثالث هو المستشار محمود فوزى وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسى، ذلك الوزير الشاب الذى يقود تجربة جديدة على مجتمعاتنا، وهو يقود الدبلوماسية الداخلية، بنزع فتيل جميع الأزمات على الساحه السياسية، فوزى الذى نجح بامتياز فى تقريب وجهات النظر فى قانون الإجراءات الجنائية بين مختلف أطراف القانون من المحامين والقضاة والنواب وكان اختبار صعب تفوق فيه فوزى بجدارة.
أشاهده وأتابعه داخل أروقة مجلس النواب والشيوخ، وخلفه خلية نحل، أشفق عليهم من نشاطه الكبير، حيث أقر فوزى فى مكتبه سنة جديدة وهى أشبه بغرفة عمليات دائمة فى التواصل مع الحكومة والنواب والأحزاب والنقابات وجميع الجهات.
حسن اختيار فوزى لهذا المنصب جدد شباب الوزارة وأعطاها بريقاً، بوزير شاب مستنير وأعتقد أنه لو لدينا 10 وزراء على هذا المستوى من الكفاءة سنكون فى مقدمة دول العالم فى مختلف المجالات.
فى إحدى جلسات البرلمان شاهدت محمود فوزى فى المجلس منذ الساعة العاشرة صباحاً، حضر الجلسة بكل نشاط وحيوية، وانتهت الجلسة وغادرنا جميعا، لأعود الى المجلس فى المساء فى أمر مهم ... لأجد فوزى يحضر اجتماعات لجنة الصحة لمناقشة قانون المسئولية الطبية، ويصر على البقاء لما يقرب من الساعة الحادية عشرة مساء ... أعتقد أنه تجربة فريدة له منا كل الثناء العادل المستحق. 
الحصان الأسود الرابع هو الدكتور  محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى والذى أبلى بلاء حسناً وأكد أنه الاختيار الصحيح ودحض كل الهجمات التى أثيرت ضدة من أعداء النجاح، ليعلن أن الإنجاز والتحصيل والانضباط هما عنوان التعليم فى مصر خلال المرحلة المقبلة.
عبداللطيف الذى تابعت عملة ورأيت ولاحظت نشاطا كبيرا منها أنه شارك فى فعاليات «يوم التعاون المصرى - الألمانى للتنمية»، المقام بسفارة جمهورية ألمانيا بالقاهرة؛ لتسليط الضوء على التعاون استراتيجى بين البلدين فى عدة مجالات، والجهود المبذولة من أجل التنمية المستدامة... ثم استقبل محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، السيد أولريك شانون، سفير كندا بالقاهرة، والوفد المرافق له؛ لبحث المشروعات المشتركة ذات الأولوية لتطوير التعليم قبل الجامعى فى مصر.
الوزراء أصحاب لقب الحصان الأسود قضوا على فكرة وزير المكاتب ووزير التكييفات، وبات العمل الجاد فى الشارع، هو تذكرة دخول قلوب المصريين، ننتظر منهم المزيد، لكن وعلى صعيد آخر نجد وزارات ووزراء لم نسمع عنهم ولم نسمع بهم سنخصص لهم مقالاً آخر منتظرين منهم السير فى ركاب تلك النماذج من الوزراء العظام.
ولكى أكون عزيزى القارئ عادلاً ومنصفاً فلابد وأن يكون تناولى لتقييم فترة الوزارة مرتبطاً بالأداء دون  ذكر لهذه السلبيات، فبالطبع ليسوا ملائكة فلكل منهم اجتهاداته وسلبياته، ولكن التحديات كبيرة والوطن ينتظر منا جميعاً المزيد.
تعودنا على البناء ولن نكون معولا للهدم، فالوطن لن ينهض إلا بالمخلصين وليس بالمغامرين الذين لا يرون إلا مصالح ضيقة عفانا الله منها.
وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية
المحامى بالنقض 
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ

مقالات مشابهة

  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات
  • رسالة من نائب أردوغان حول إعادة إعمار سوريا
  • وكيل لجنة الشؤون العربية بـ«النواب»: مصر شريك موثوق به في تحقيق السلام إقليميا ودوليا
  • جون أفريك: درنة.. إعادة إعمار بنكهة الفساد
  • ٦ شهور .. حكومة مدبولى مالها وما عليها
  • جون أفريك: مشاريع إعمار درنة تغذّي الفساد
  • سوريا.. حنين لا يغادر محبيها
  • مؤتمر الصحفيين ونقطة الانطلاق
  • كأسك يا وطن
  • «صندوق النقد» يتحدث عن خطط إعادة إعمار سوريا