يمانيون/ حوارات أكد مدير عام فرع شؤون القبائل بمحافظة صنعاء الشيخ وليد حميد قمبور على أن ما يحدث اليوم للشعب الفلسطيني وخاصة أهل غزة هو عدوان، وحصار لامثيل له في قاموس البشرية.

ووصف في حوار خاص مع “المسيرة” ما حدث بأنها حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة، من قبل أعتى الدول في العالم ممثلة بأمريكا وإسرائيل وارتكابهم أبشع الجرائم في القتل الجماعي والمنظم بإشراف أمريكي، وهو منهج وثقافة لدى اليهود في قتل المسلمين والعرب بوحشية وإجرام.

إلى نص الحوار

 في البداية ما يحصل في غزة من جرائم إنسانية للعزل والمدنيين يندى لها الجبين.. ما تعليقكم على ذلك؟

 حقيقة ما يحدث اليوم للشعب الفلسطيني وخاصة على أهل غزة، هو عدوان، وحصار لم يسجل في قاموس البشرية منذ زمن، أو في هذا القرن بالذات، فهي جريمة إبادة بكل ما تعنيه الكلمة، تمارس من أعتى الدول في العالم، ممثلة بأمريكا وإسرائيل في حصارهم، وارتكابهم لأبشع الجرائم في القتل الجماعي والمنظم الذي هو بإشراف أمريكي وبأحدث الوسائل، فهم يقتلون الأطفال والنساء ولا يفرقون بين مدني ولا عسكري، وهو منهج وثقافة لدى اليهود في قتل المسلمين والعرب، بوحشية وإجرام.

في ظل صمت عربي مخيف ومخزي وموقف ضعيف جداً برز الموقف اليمني الشجاع بقيادة السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في الدفاع عن غزة.. ما تعليقكم؟

 الحمد لله الذي منّ علينا بقيادة حكيمة ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي، الذي أعاد للأمة العربية والشعب اليمني هيبته إلى مستوى الصدارة، وأعاد له مجده وتاريخه، وأعاده إلى الدين القويم، ومن خلاله كان له الموقف والصدارة من بين الدول العربية لأكثر من 50 دولة لم تجرؤ أن تقدم موقفاً يليق بها، وإنما بيانات ركيكة لا ترقى إلى مستوى الإعلان، وحتى بعضهم منع الدعاء لفلسطين، والتظاهرات والاحتجاجات ،لكن -بفضل الله- السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي له موقف، وهذا المشروع القرآني منذ بدايته، ومنذ أن أسسه السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-  فأول ملزمة هي يوم القدس العالمي، وهذه قضية متجذرة لهذا المشروع أنه مرتبط بقضية فلسطين، فكل المحاضرات لا تخلو من قضيتنا الأولى التي يشيد بها السيد القائد أنها فلسطين، واليوم أثبت ذلك بالقول والفعل، بالمواقف الجريئة التي لم يكن يتوقعها صديق أو عدو، بأن الشعب اليمني بهذه القوة والجرأة، وقادة الدول العربية مرتهنين للخارج ومطبعين معهم، ولذلك أي موقف تحتاجه أمريكا وتمرره على الشعوب، فيحركوا القادة بأفواههم لاتخاذ المواقف، لكن إذا كان الموقف الأمريكي غير مصرح لهم فمواقفهم ركيكة، ولا ترقى إلى مستوى أن يكون لها موقف، وهذا موقف، ووصمة عار في جميع القادة العرب والمسلمين.

مشاركة القوات المسلحة في تسديد ضربات محكمة على القواعد العسكرية الصهيونية.. ما تقييمكم لمدى فاعليتها؟

الضربات العسكرية، والعمليات النوعية حققت أهدافها المطلوبة، ونبارك لها وبفضل الله، وبفضل هذه القيادة الحكيمة فقد أصبحنا من الدول التي هي معدودة، وتمتلك هذه القوة العسكرية والصاروخية، إلى مديات بعيدة، وما نشاهده اليوم في البحر الأحمر، أكبر دليل على ذلك، وكان في البداية يسخر منه الكثير من الدول العربية والإسلامية والعالم، أنها مقذوفات وما شابه، واليوم أصبح العدو يصيح ويستنجد ويعترف بمدى هذه الصواريخ والطيران المسير الذي أذهل القريب والبعيد، وكما أشار السيد القائد، والعدو يعرف ذلك أنها عملية معقدة ضد استهداف السفن في البحر الأحمر والعربي، وأول مرة تستهدف السفن الأمريكية والحربية من بعد الحرب العالمية الثانية، وتستهدف وهي في البحر، وعملية تدل على أن هناك للشعب اليمني يمتلك قدرات متطورة من الصواريخ الباليستية والمعلومات الدقيقة، ومنذ بداية الضرب لم نسمع أن الجيش اليمني استهدف أي سفينة غير إسرائيلية أو متجه إليه وكذا السفن الأمريكية والبريطانية، واليوم أصبحنا نضرب في المحيط الهندي، ونمنع السفن في المحيط الهندي المتجهة إلى إسرائيل عبر الرجاء الصالح، وهذه خطوة مذهلة والعمليات ما زالت في تصاعد ونحمد الله على ذلك.

كيف تنظرون إلى موقف السيد القائد، والشعب اليمني الذين يسطرون مواقف بطولية عظيمة في مواجهة ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا واسرائيل؟

هذا الموقف البطولي، لم يتوقعه أحد، والحمد لله، سمعنا الكثير من القادة العرب (فارس العرب، وزعيم العرب، وخادم الحرمين) لكنهم ذابوا وتقزموا أمام أمريكا وإسرائيل، وأصبحوا خرفاناً، ونحمد الله على أن السيد كان في المقدمة التي لها الصدارة في هذا الموقف، ولم يجرؤ عليه لا قائد عربي ولا إسلامي ولا غيره، فموقفه يشيد به القريب والبعيد، ونفتخر ويفتخر كل أبناء الشعب اليمني بهذا القائد حتى في الدول الخارجية الذين بدأوا يرفعون صوراً وأعلام الشعب اليمني والسيد القائد.

كونك أحد مشائخ أرحب، ومدير عام فرع شؤون القبائل بمحافظة صنعاء.. حدثنا عن دور القبيلة اليمنية في الدفاع عن الوطن؟

 القبيلة اليمنية لها دور واسع منذ بدء العدوان على اليمن، لقد كان العدو يسعى  بعد أن ضرب مؤسسات الدولة، وتفكيك الجيش اليمني، وانشقوا منه المرتزقة وتصريحات عاصفة الحزم أنه سيتم السيطرة على اليمن في أسابيع، وهذه الدراسات العسكرية حقيقية، لكن القبيلة اليمنية وتماسكها خلف القيادة أثبت لهم عكس ذلك، فمن خلال القبائل واللجان الشعبية في رفد الجبهات بالمال والقوافل والرجال، وهي ما تزال إلى اليوم هي الداعم الأساسي في نصرة الشعب اليمني والدفاع عن أي خطر، فالقبلية اليمنية هي الدفاع الأساسي، لأن الشعب اليمني مكون من قبائل، وكل قبيلة معروفة تحتها كم أفرادها ومشايخها وأعيانها ومشايخ الضمان ومشايخ القرى، وكان لهم الدور البارز الذي يعول عليه قائد المسيرة، ونحمد الله أن الشعب اليمني شعب قبلي وواعي ومترسخ فيه الهوية الإيمانية وحب آل البيت والدفاع عن الوطن والدين في سبيل الله ونصرة الحق.

 قبيلة أرحب من القبائل السباقة للدفاع عن الوطن ضد العدوان.. حدثنا عن ذلك وعن تقديم القوافل للجبهات؟

 دور قبيلة أرحب مثل بقية قبائل اليمن، وقبيلة أرحب من القبائل المعطاة، فالرجال في جميع الجبهات، وقد قدمت أكثر من 700 شهيد، وكذلك في رفد الجبهات، وهذه نعمة كبيرة، وندعو كل القبائل أنها تتحرك وتجود من أجل هذه القضية،وكل قبائل طوق صنعاء قبائل معطاءة ولها دور أساسي في ترسيخ الأمن والاستقرار والدفاع عن الوطن والدفاع عن الدين.

 ماذا قدمتم في أرحب لأبناء غزة المحاصرة؟

 قبيلة أرحب جمعت قافلة مالية وعينية قبل أشهر وما زالت كذلك استجابة لدعوة السيد القائد في فتح مجال للدورات العسكرية (طوفان الأقصى)، فقبيلة أرحب تخرج منها حوالي ألفي مقاتل، وهم رهن الإشارة للسيد القائد بأي توجيه أو مسار.

 ما رسالتك للمتخاذلين عن غزة وفلسطين؟

 رسالتي، خاصة للدول العربية أولاً أن هذا الأمر واجب ديني ومسؤولية، وحق، وباطل، ومعنا قضية هي قضيتنا الأولى فلسطين التي نتغنى بها منذ الصغر، وأن عدونا الأول هم اليهود والصهاينة وأنها محتلة، وهناك حديث عن الرسول يقول: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) فكل هذه الأشياء التي تحدث من جرائم على مرأى ومسمع من القادة والأحزاب، فهذا خزي لا يجوز لهم بذلك، وأنا أنادي المجتمعات، ولا نراهن على القادة العرب، لكن الأحزاب والأنظمة والعشائر والقبائل في الدول العربية نرجو أن يكون لهم موقف يتخذونه، وأن يتحركوا للساحات وأن يكون لهم موقف معبر، وخاصة الدول المجاورة، وغزة تحاصر ويمنع عنها الغذاء، فما موقف هذه الدول في فك الحصار، وهي تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة ، لكننا لا نراها تستخدمها الا في قمع شعوبها.

كلمة أخيرة

 رسالتي لقبائل اليمن وطوق صنعاء خاصة، أن تستمر فيما بدأت به بدون كلل أو ملل خلف القيادة العظيمة التي تسعى بالارتقاء باليمن وهداية الأمة وتوعيتها، وكذلك مواصلة الدرب، واليوم لنا تسع سنوات من العدوان على الشعب اليمني وخرجنا بقوة أفضل مما كانت عليه من قبل، واليوم معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي لنا شرف وعزة أن يكون الشعب اليمني والقبيلة اليمنية لها الأصالة في رفد الجبهات وفتح المراكز، وأناشد قبائل طوق صنعاء بأن يهتموا بذلك فلهم الدور البارز في مواجهة العدوان، وأن يستمروا في فتح المجالس لطوفان الأقصى، وحشد الناس وتجهيزهم لأي إشارة من السيد القائد، وكذلك أدعو القبائل اليمنية والمشايخ أن يتناسوا الخلافات الداخلية والمشاكل وأن يقوموا بحلحلة القضايا قدر الاستطاعة، فالعدو فشل في الجبهة العسكرية ولذلك يحاول تفكيك النسيج الاجتماعي من خلال زرع المشاكل وتغذية الصراعات بين القبائل.

ورسالة أخرى أوجهها للقائد السيد عبدالملك الحوثي- يحفظه الله- بأن القبيلة اليمنية، وكل قبائل محافظة صنعاء على استعداد تام ورهن الإشارة، ومثل ما قال بالأمس جدنا المقداد (لو خضت هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد).

#مدير شؤون القبائلمحافظة صنعاء

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القبیلة الیمنیة الدول العربیة شؤون القبائل السید القائد الشعب الیمنی والدفاع عن قبیلة أرحب عن الوطن أن یکون

إقرأ أيضاً:

الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك

الثورة نت/..

توجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وإلى كافة أبناء الشعب اليمني في كل ربوع الوطن والمغتربين منهم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.

وعبر الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، عن التهاني للمرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الصابرين والأسرى الأوفياء وأسر الشهداء والجرحى وأهالي المرابطين والأسرى.

وقال” يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإن مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن”.

وأشار الرئيس المشاط إلى أن الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم في يوم القدس العالمي يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس.

وأضاف” إننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقل ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الايمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني”.

وثمن الرئيس المشاط الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تأل جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات.

وجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر وإيقاف المجازر المرتكبة بحقه ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن يتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما يقدر عليه وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وحذر فخامة الرئيس دول العالم كافة وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، كما حذر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب.

وقال” من ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط الجديد” والذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية”.

وأشار إلى أن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، والذي لم يأت إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل المنطقة العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية.

وأكد أن هذا العدوان لن يثني اليمني عن القيام بواجبه ولن يفت من عضد وإرادة الشعب اليمني، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدرات اليمن العسكرية وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية.

وأضاف” فلدينا بفضل الله وعونه التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات”.

كما أكد أن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم.

وجدد التأكيد على أن القوات المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر إن شاء الله تعالى.

وفيما يلي نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم،

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين.

قال تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم.

يا أبناء الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج:

باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أتقدم بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العزيز في كافة ربوع الوطن، وللمغتربين منهم خارج الوطن، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأخص بالتهنئة أبطال شعبنا المجاهدين المرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الأعزاء الصابرين والأسرى الأوفياء، وأسر الشهداء والجرحى، وأهالي المرابطين والأسرى.

سائلاً من الله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وأن يجعلنا ممن فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يكون شهر رمضان المبارك قد ترك أثراً في تزكية النفوس، وأن يجعلنا ممن يحافظ على ما اكتسب فيه من التقوى طوال عامه لتكون لنا دافعاً للتحرك وفق توجيهات الله، ودرعاً واقياً دون مخالفة أوامره ونواهيه.

شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:

يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإنّ مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرَّفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبَّر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن.

وها هو الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم، في يوم القدس العالمي، يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس، وإننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعُزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقلّ ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الإيمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني، ليبقى موقفكم يا شعب الإيمان والحكمة دليلاً على وعيكم ويقظة الضمير وعميق الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، وهو الموقف الذي يعبِّر عن الاستفادة من الشهر الكريم، شهر رمضان شهر التقوى، فلا تقوى بلا مناصرة فلسطين، ولا تقوى بدون مواجهة قوى الاستكبار الشيطانية (أمريكا و”الكيان الصهيوني”).

يا أبناء شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:

إن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز، وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، الذي لم يأتِ إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل منطقتنا العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية، ولكنه لن يثنينا عن القيام بواجبنا، ولن يفت من عضد وإرادة شعبنا العزيز، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدراتنا العسكرية، وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية فلدينا -بفضل الله وعونه- التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات.

إن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم، وبعون الله فإن قواتنا المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية، وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر -إن شاء الله تعالى- انطلاقاً من توجيه المولى عز وجل: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، والله خير الناصرين، وقاصم المتجبرين.

ونعبّر عن عظيم الشكر وبالغ الفخر والاعتزاز للشعب اليمني على صموده الأسطوري وثباته الراسخ في مواجهة العدوان الأمريكي المتجدد، كما نتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسر الضحايا من الشهداء والجرحى نتيجة الغارات العدوانية الأخيرة على بلدنا، سائلاً الله العظيم أن يرحم الشهداء بواسع رحمته، وأن يشفي الجرحى أنه سميع مجيب.

وفي الختام، نؤكد على بعض النقاط:

أولاً: نثمن الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تألُ جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات، وقد عكس هذا التكافل واحداً من أهداف الصيام وغاياته الإسلامية الراقية، وعلى رأسها هيئة الزكاة والأوقاف والجمعيات وكل الخيرين من أصحاب المال والأعمال.

ثانياً: نجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض، وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر، وإيقاف المجازر المرتكبة بحقة ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن تتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما تقدّر عليه، وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

ثالثاً: نحذِّر دول العالم كافة، وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية، من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، ونحذّر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب، ومن ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ، فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني، ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الإستراتيجي في “الشرق الأوسط الجديد”، الذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية.

الرحمةُ للشهداءِ، والشفاءُ العاجلُ للجرحى، والحريةُ للأسرى.

والنصرُ والعزةُ والتمكينُ لشعبِنا اليمنيِّ العظيمِ.

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة يبارك الشعب اليمني والشعب الفلسطيني بعيد الفطر
  • الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني بعيد الفطر
  • قائد الثورة يهنئ الشعب اليمني والأمة الإسلامية بحلول عيد الفطر المبارك
  • مستشار المجلس السياسي الأعلى القيسي يهنئ السيد القائد والرئيس المشاط بعيد الفطر
  • الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك
  • نص كلمة رئيس مجلس السيادة القائد العام للشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر المبارك
  • شاهد| السيد القائد يُشيد بالخروج الواسع والكبير للشعب اليمني في يوم القدس العالمي بالعاصمة صنعاء والمحافظات
  • السيد القائد : الصراع مع أعداء الله ليس مؤقتا والمعركة مستمرة
  • السيد القائد : لا يوجد اي نجاح للأمريكي .. وقصفنا للاراضي المحتلة مستمر!
  • (نص) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة يوم القدس العالمي 1446هـ