عرفت مصر أعيادًا كثيرة عبر تاريخها الطويل.. فقد كانت الأعياد الفرعونية فى مصر القديمة هى السائدة وحدها، وعندما دخلت المسيحية إليها مع دخول الرومان عرفت الأعياد المسيحية، ولما دخل العرب مصر عرف المصريين أعياد الإسلام.. وفى العصر الحديث زادت على الأعياد المناسبات الوطنية!
ومن أقدم الاعياد المصرية ما ارتبط بتقويم السنة المَصرية القديمة «أول رأس السنة» واعياد الفصول الأربعة لعلاقتها بمراحل الزراعة مثل البذر، والحصاد، والفيضان، وعيد شم النسيم، ثم أعياد تتويج الملك أو الفرعون، وأعياد أخرى جنائزية مثل أعياد الموتى عندما تزور أسرة المتوفى المقابر لإحضار الطعام للموتى، وهو طقس لازال المصريين يمارسونه حتى الان فى القرى والمدن، وأيضا أعياد واحتفالات الالهة المصريون بعيد مثل حورس، سوكر، مين، أنوبيس، سيشات، حتحور، سخمت، بس، وغيرها.
أما الأعياد القبطية فهى نوعان أو ثلاثة نوع يسمى الأعياد السيدية الكبرى مثل عيد البشارة، وعيد الميلاد، وعيد الغطاس، واحد الشعانين: الذى يسبق عيد القيامة، ثم عيد القيامة (عيد الفصح المسيحي) وعيد الصعود يحتفل به فى اليوم 40 من عيد القيامة. وهناك الأعياد السيدية الصغرى مثل عيد الختان، ودخول السيد المسيح الهيكل، وعيد دخول السيد المسيح ارض مصر، وعيد التجلى.. وغيرها أعياد أخرى شهرية وأعياد القديسيين!
واحتفل المصريون بعيدى الفطر والاضحى بعد مرور ١٩ عاما على احتفال المسلمين بهما فى المدينة بجزيرة العرب.. ففى السنة الثانية للهجرة النبوية، فرض صيام رمضان لأول مرة، واحتفل المسلمون بالعيد، وفى نفس السنة شرع الأضحى بالمدينة، كما قال ابن حجر فى التلخيص: «اشتهر فى السير أن أول عيد شرع عيد الفطر، وأنه فى السنة الثانية من الهجرة».
وروى الترمذى وأبو داود عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله سبحانه وتعالى بهما خيرًا منهما: يوم الفطر والأضحى. والحديث صححه ابن حجر فى البلوغ. وقال الصنعاني: الحديث يدل على أنه قال صلى الله عليه وسلم ذلك عقب قدومه المدينة.
وقد نص كثير من فقهاء الشافعية والمالكية والحنابلة والحنفية على أن أول عيد صلاه النبى صلى الله عليه وسلم عيد الفطر فى السنة الثانية من الهجرة، وقد ذكر بعض أصحاب السير أن أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عيد الأضحى كما فى تاريخ الطبري: وحضرت الأضحى فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى، وأهل اليسر من أصحابه يوم العاشر من ذى الحجة، وخرج بالناس إلى المصلى فصلى بهم فذلك أول صلاة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس بالمدينة بالمصلى فى عيد وذبح فيه بالمصلى بيده شاتين وقيل ذبح شاة. وكل عام والمصريون كلهم بخير.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر مصر القديمة رسول الله صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
حكم تسمية الأشخاص باسمي "طه وياسين"
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي جاء مضمونه كالتالي: هل يجوز التسمية باسمي طه وياسين؟ وهل هما من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟.
وقالت الإفتاء إنه يجوز شرعًا التسمية بهذين الاسمين، وعدّهما بعض العلماء من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
واوضحت الإفتاء أنه لاحرج في تسمية الأبناء بهذه الأسماء، وكون هذه الأسماء من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ليست من أسمائه أمرٌ مختلفٌ فيه؛ فقد ورد حديثٌ ضعيفٌ عند ابن عدي وابن عساكر يذكر فيه أن (طه، ويس) من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أخرج ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (4/ 509)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (3/ 29)، عَن أَبِي الطُّفَيْلِ عامر بن واثلة الكناني رضي الله عنه قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي عَشْرَةَ أَسْمَاءٍ»، قَالَ أبو الطفيل: قد حفظت منها ثمانية: «محمد، وأحمد، وأبو القاسم، والفاتح، والخاتم، والماحي، والعاقب، والحاشر»، قَالَ أبو يَحْيى: وزعم سيفٌ أن أبا جعفرٍ قَالَ له: إن الاسمين الباقيين: يس، وطه.
وأضافت دار الإفتاء أن لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم أسماء كثيرة، بعضهم أوصلها إلى ثلاثمائة اسم، منها أسماء وردت في القرآن الكريم، وهي: (الشاهد، والمبشر، والنذير، والمبين، والداعي إلى الله، والسراج المنير، والمذكر، والرحمة، والنعمة، والهادي، والشهيد، والأمين والمزمل، والمدثر).
ومنها ما ورد في القرآن والسنة النبوية، وهي: (أحمد، ومحمد)، ومنها ما ورد في السنة فقط، وهي: (الماحي، والحاشر، والعاقب، والمقفي، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، والمتوكل)، ومن أسمائه المشهورة صلى الله عليه وآله وسلم: (المختار، والمصطفى، والشفيع، والمشفع، والصادق، والمصدوق).
وورد عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِي خَمْسَة أسْماءٍ: أَنا محمَّدٌ، وَأَنا أحْمَدٌ، وَأَنا الحاشِرُ الّذِي يُحْشَرُ النّاسُ على قَدَمي، وَأَنا المَاحِي الذِي يَمْحُو الله بِيَ الكُفْرَ، وَأَنا الْعاقِبُ» أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما".
قال العلامة المناوي في "فيض القدير" (2/ 518) في شرح الحديث السابق: [وفيه جواز التسمية بأكثر من واحد، قال ابن القيم: لكن تركه أولى؛ لأن القصد بالاسم التعريف والتمييز والاسم كاف، وليس كأسماء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن أسماءه كانت نعوتًا دالة على كمال المدح لم يكن إلا من باب تكثير الأسماء لجلالة المسمى لا للتعريف فحسب، (تتمة) قال المؤلف -يقصد السيوطي- في "الخصائص": من خصائصه أن له ألف اسم، واشتقاق اسمه من اسم الله تعالى، وأنه سمي من أسماء الله بنحو سبعين اسمًا، وأنه سمي أحمد، ولم يسم به أحدٌ قبله] اهـ.
ولقد اهتم علماء الأمة رحمهم الله تعالى بإفراد أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتأليف، فأُلِّف في أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدة مؤلفات، وفي "كشف الظنون" و"ذيليه" تسمية أربعة عشر كتابًا، وهي للأئمة: ابن دحية، والقرطبي، والرصاع، والسخاوي، والسيوطي، وابن فارس، وغيرهم، وقد طبع منها "الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة" للسيوطي، و"البهجة السنية في الأسماء النبوية" للسيوطي أيضًا.