اللاذقية-سانا

بالعرض المسرحي “كان ياما كان” تأليف وإخراج رغداء جديد افتتحت اليوم على مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية فعاليات تظاهرة فرح الطفولة التي تقيمها مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة في كل المحافظات تزامناً مع عطلة عيد الفطر.

وتتضمن التظاهرة التي باتت تقليداً سنوياً يستقطب الأطفال ويقدم لهم مساحة فنية ترفيهية عرضين مسرحيين على مدى ثلاثة أيام.

عرض الافتتاح الذي قدمه مركز فنون الأداء تمكن عبر 18 طفلاً وطفلة اعتلوا خشبة المسرح من أن يخاطب جمهور الأطفال بلغة أقرب إليهم من خلال أداء جميل وعفوي، واستحضار شخوص العديد من الحكايات التي رسخت في ذاكرة الأطفال وتوظيفها ضمن حكاية ومغزى جديد.

مخرجة ومؤلفة العرض رغداء جديد نوهت بأهمية التظاهرة التي تسهم في تعريف الطفل بالمسرح وتقريبه إليه، متمنية أن تحمل التظاهرة عروضاً أكثر ليستطيع الطفل أن يتعرف من خلالها على مختلف أنواع المسرح.

ولفتت جديد إلى دور المسرح وأهميته في بناء شخصية الطفل وقدرته على تنمية خياله وزيادة تركيزه وإكسابه قوة الشخصية والحضور مع تشديدها على ضرورة عدم الاستسهال في تناول المواضيع وطرق العرض المسرحي وعدم التعامل مع الطفل بخفة بل احترام ذكائه وقدرته على الفهم.

وضمن التظاهرة تستضيف خشبة دار الأسد غداً عند الواحدة ظهراً العرض المسرحي إنسان أنا إنسان للمخرج وسام أبو حسين.

فاطمة ناصر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

أدب الطفل: مسؤولية بناء الأجيال وصناعة الوعي

17 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة:

رياض الفرطوسي

تعليم الأطفال اللغة العربية ليس مجرد مهمة تعليمية عابرة، بل هو مسؤولية عميقة تتطلب رؤية تربوية واعية وفهماً دقيقاً لاحتياجات الطفل النفسية والثقافية. إن غرس حب اللغة العربية في نفوس الأطفال يبدأ من مراحل التعليم الأولى، وعندما يفقد الأطفال التعليم الصحيح في هذه المرحلة، فهذا يشير إلى وجود خلل عميق في المنظومة التعليمية.

دور المعلم في بناء شخصية الطفل : لا يمكن لأي معلم أن يؤدي دوره بفعالية إذا كان يفتقر إلى المعرفة الكافية بثقافة الطفل واحتياجاته. المعلمون في المراحل الأولى من التعليم يتحملون مسؤولية كبيرة في تشكيل وعي الأطفال اللغوي والثقافي.

لذلك، لا يمكن أن يكون معلم اللغة العربية ناجحاً ما لم يكن مطلعاً على مجموعة واسعة من كتب أدب الأطفال والناشئة.

المعلم بحاجة إلى فهم أن التعليم ليس مجرد تلقين للمعارف، بل هو تفاعل حي بينه وبين الطفل يعتمد على الإبداع والتواصل الفعّال. فالمعلم الذي يقرأ في أدب الأطفال يكتسب أدوات تساعده على تقديم اللغة العربية بطريقة مشوقة وممتعة للطفل، مما يعزز ارتباط الطفل بلغته الأم ويشجعه على التعبير بها بطلاقة.

الكتابة للأطفال عملية حساسة للغاية، لأنها تعكس أفكار الكاتب ومخاوفه وقيمه. الأطفال، بطبيعتهم، أذكياء ويميزون بين ما هو ممتع وما هو تلقيني ممل. لذلك، يجب أن تُقدم المادة الأدبية للأطفال بأسلوب جذاب ومبدع بعيداً عن أسلوب الوعظ المباشر.

أدب الأطفال ليس مجرد أداة للتعليم، بل هو وسيلة للتثقيف والمتعة. يجب على الكتاب الذين يوجهون أعمالهم للأطفال أن يكسروا الصور النمطية التقليدية، ويقدموا محتوى يواكب اهتمامات الطفل ويستجيب لتساؤلاته بأسلوب تلقائي بعيد عن التلقين السطحي.

يواجه أدب الأطفال في العالم العربي قيودًا ثقافية تحد من تنوع موضوعاته. ومع ذلك، يجب على الكُتاب اقتحام القضايا الحساسة التي تؤثر على حياة الأطفال واليافعين، مثل الأمراض النفسية، التنمر، الانتحار، تعاطي المخدرات، الزواج المبكر، وحتى الميول الجنسية.

معالجة هذه القضايا بأسلوب مناسب لعمر الطفل ومستواه الفكري تساعد على خلق وعي مبكر وتمكن الطفل من مواجهة تحديات الحياة بثقة ووعي. كيف يكون تعلم اللغة نافذة على العالم ؟ تعليم الأطفال حب اللغة العربية وإتقانها ليس فقط حفاظاً على الهوية الثقافية، بل هو تمكين لهم من الإبداع والتواصل مع العالم.

اللغة ليست وسيلة للتعبير فحسب، بل هي نافذة للتفكير والتعلم والنمو. لذا، فإن تحسين تعليم اللغة العربية للأطفال يبدأ من إعداد معلمين مؤهلين، وكتابة أدب أطفال يتسم بالجاذبية والعمق، ومواجهة القيود الثقافية التي تعيق تطور هذا المجال.

أدب الأطفال ليس رفاهية أو مجالًا ثانوياً، بل هو أساس لبناء أجيال قادرة على التفكير النقدي والإبداعي. المعلمون والكتاب يحملون مسؤولية كبيرة في هذا المجال، وعليهم أن يدركوا أن المستقبل يبدأ من الطفل، وأن التعليم الحقيقي هو الذي يفتح أمام الطفل آفاقًا واسعة ويجعله محبًا للمعرفة واللغة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تقبيل الرضيع قد يقتله
  •  الاستفادة من تجارب "الشرقية" في تطوير رياض الأطفال
  • ترفيه وثقافة
  • أكاديميون سعوديون بمعرض جدة للكتاب يكشفون أهمية مسرح الطفل في صناعة الوعي وتعزيز القيم
  • أدب الطفل: مسؤولية بناء الأجيال وصناعة الوعي
  • رئيس جامعة الفيوم يشهد العرض المسرحي "Sale" للتوعية بأضرار المخدرات
  • أشرف زكي وأبطال مسرحية الصالون يتحدثون عن كواليس العرض في "واحد من الناس"
  • آثار ومتاحف رأس الخيمة تنظم العرض المسرحي «فرجانا الأولية»
  • 8 قواعد لضمان نجاح الطفل
  • ما هي أعراض التوحد عند الأطفال وكيفية التعامل مع الطفل التوحدي