سياتل «د.ب.ا»: أسفرت موجات الحرارة البحرية مؤخرا، عن جرف المياه لملايين من الكائنات الجيلاتينية التي تتغذى بالترشيح، إلى شواطئ الساحل الغربي للولايات المتحدة. وتعد الكائنات التي تتغذى بالترشيح، مجموعة فرعية من الحيوانات المتوقفة عن الطعام (حيث إنها لا تتغذى عن طريق الأكل)، إنما تتغذى عن طريق تصفية المحتويات العالقة في المياه بطرق مختلفة.

وبحسب ما ورد في تقرير لصحيفة «ذا سياتل تايمز» الأمريكية، لم يُفهم سوى القليل بشأن كيفية تأثير التكاثر الضخم لأعداد المخلوقات التي تبدو غريبة، والتي تسمى «البيروسومات»، على حياتها في المحيط الهادي.

إلا أن هناك دراسة جديدة أظهرت أنه من الممكن أن يكون تكاثر الحيوانات قد امتص طاقة ثمينة من شبكة الغذاء، مما يؤثر على الأرجح على الأسماك والحيوانات الأعلى في السلسلة الغذائية.

وحللت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة ولاية أوريجون يعملون مع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، كيف تغير نموذج لشبكة الغذاء في المحيطات، قبل وبعد تعرضها لموجات الحرارة البحرية الأخيرة.

وتوصلت الدراسة إلى أن موجة الحرارة كانت لها تأثيرات واسعة النطاق على حركة الكائنات التي تتغذى بالترشيح والطاقة في المحيط الهادي، حيث تمتص البيروسومات الكثير من الطاقة. وتعتبر النتائج مهمة، حيث تشير النماذج إلى أن معظم الطاقة المعاد توجيهها إلى البيروسومات، لم تذهب لتغذية أنواع أخرى من المخلوقات.

وكان النظام البيئي البحري لتيار شمال كاليفورنيا -الذي يمتد من جزيرة فانكوفر في كندا إلى كيب ميندوسينو في كاليفورنيا- شهد في العقد الماضي فترة من درجات الحرارة الدافئة بقدر غير طبيعي.

وفي عام 2014، أدت موجة حرارة بحرية شديدة بشكل خاص، إلى ارتفاع درجات الحرارة بواقع نحو 5 درجات فهرنهايت فوق المعدل الطبيعي، وتم إطلاق اسم «ذا بلوب» عليها لظهورها على خرائط درجات الحرارة عبر الأقمار الصناعية. ووفقا لـ«الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي»، فقد استمرت موجة الحر هذه حتى منتصف عام 2016، ما أدرى إلى حدوث درجات حرارة دافئة بصورة غير طبيعية في شمال المحيط الهادي، كل عام تقريبا منذ عام 2019.

ومنذ ذلك الحين، وثّقت الأبحاث والدراسات الإقليمية وجود انخفاض في موجات هجرة أسماك السلمون، وحالات نفوق للطيور البحرية، وتكاثر كبير للطحالب الضارة التي أدت إلى إغلاق مصايد سرطان البحر، وهي كلها أمور مرتبطة بموجة الحرارة البحرية.

ومن جانبه يقول ديلان جوميز، الذي شارك في إعداد الدراسة التي أجرتها جامعة ولاية أوريجون: إن الدراسة تعد واحدة من أولى الدراسات التي قدمت تحليلا شاملا لتأثيرات موجة الحرارة عبر شبكة الغذاء بأكملها، بداية من أصغر العوالق النباتية والفُتات في قاع البحر، وصولا إلى الحيتان والأسماك والطيور البحرية.

وأوضح جوميز أن «ما أظهره لنا هذا هو أن موجات الحرارة هذه تؤثر على كل مفترِس وفريسة في النظام البيئي، من خلال مسارات مباشرة وغير مباشرة».

وقارن الباحثون نموذجين للنظام البيئي «من البداية إلى النهاية»، أحدهما مليء بالبيانات منذ عام 1999 وحتى عام 2012، والآخر بعد بداية موجة الحرارة البحرية في عام 2014 وحتى عام2022، وأعطى الباحثون تقديرا للكتلة الحيوية لـ86 مجموعة مختلفة من الكائنات، باستخدام بيانات من عينات «الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي» ومصايد الأسماك التجارية والترفيهية، والمعلومات الواردة عبر الأقمار الصناعية بشأن العوالق النباتية، وغيرها من الدراسات.

وأظهرت المقارنة بين النموذجين الكائنات الحية التي تلقت قدرا أكبر أو أقل من الطاقة، ووجدت أن البيروسومات كانت -إلى حد كبير- الداعم الأكبر، بينما خسرت الأنواع الأخرى، مثل قنديل البحر والسردين وسمك القد، بالإضافة إلى أنواع معينة من القواقع البحرية والرخويات.

وقال جوميز: إنه حتى بداية موجة الحرارة في عام 2014، لم يكن قد تم اكتشاف البيروسومات مطلقا خلال 25 عاما من الدراسات التي أجرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. وأوضح أن كل بيروسوم أسطواني، والذي وُجد أن طوله يصل إلى 3 أقدام، هو مستعمرة من الغلالات (وهي حيوانات بحرية تقضي حياتها ملتصقة بجسم ثابت في قاع المحيط) التي يبلغ طولها بضعة ملليمترات. وعادة ما يتم العثور على البيروسومات في أقصى الجنوب، وهي عبارة عن كائنات عائمة تتغذى على العوالق النباتية.

وقال جوميز: «لقد تحولت من كونها صفرا -حيث كانت غير موجودة على الإطلاق بحسب ما يعلمه الجميع- إلى كونها واحدة من أكثر الأشياء وفرة في النظام البيئي بأكمله».

وبحسب الدراسة، فقد تم اعتبار البيروسومات «غذاء مسدود الطريق»، وذلك بسبب احتوائها على محتوى منخفض من الطاقة، كما ينتهي الأمر بمعظمها على صورة مخلفات. وأوضح جوميز أنه ليس من الواضح مدى قيمتها الغذائية بالنسبة للأنواع التي استهلكتها خلال الأعوام الأخيرة، مما يعني أنه من المحتمل أن الأنواع التي تقع في أعلى السلسلة الغذائية، قد تأثرت بالمقارنة مع الأسماك التي يتم صيدها تجاريا ووصلت إلى الثدييات البحرية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحرارة البحریة موجات الحرارة موجة الحرارة فی المحیط

إقرأ أيضاً:

موجة حر تاريخية محتملة تهدد 130 مليون أمريكي.. تحذيرات من خطورتها

حطمت موجة حر مستمرة منذ فترة طويلة بالولايات المتحدة الأمريكية، الأرقام القياسية وأشعلت العشرات من حرائق الغابات وتركت نحو 130 مليون شخص تحت تهديد درجات الحرارة المرتفعة، على وشك أن تشتد بما يكفي لدرجة أن هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية اعتبرتها تاريخية، بحسب ما كشفت صحيفة الجارديان البريطانية. 

تفاصيل موجة الحر التاريخية

وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية، يوم السبت، أن نحو 133 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد يتعرضون للحرارة الشديدة، معظمهم في الولايات الغربية، حيث من المتوقع أن تستمر الحرارة أعلى من المتوسط ​​بمقدار 15 إلى 30 درجة فهرنهايت، حتى الأسبوع المقبل.

 وقال جاكوب آشرمان، عالم الأرصاد الجوية في هيئة الأرصاد الأمريكية، إن الحرارة الشديدة والرطوبة قد تتضافران لتتسببا في ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 100 درجة فهرنهايت (نحو 38 درجة مئوية) في أجزاء من شمال غرب المحيط الهادئ ومنطقة وسط المحيط الأطلسي والشمال الشرقي.

تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة

وفي يوم الجمعة، تم تسجيل رقم قياسي جديد للحرارة في وادي الموت بكاليفورنيا، أحد أكثر الأماكن حرارة على وجه الأرض، وتحطم الرقم القياسي السابق بمقدار 5 درجات فهرنهايت، حيث ارتفعت درجة الحرارة إلى 127 درجة فهرنهايت (53 درجة مئوية)، وكان الرقم القياسي القديم 122 درجة فهرنهايت قد تم تسجيله آخر مرة في عام 2013.

ومن المتوقع أن تسجل درجات الحرارة ارتفاعات أكثر تطرفًا، بما في ذلك 129 درجة فهرنهايت يوم الأحد في فرنيس كريك في منتزه وادي الموت الوطني، ثم نحو 130 درجة فهرنهايت حتى يوم الأربعاء.

وكانت أعلى درجة حرارة مسجلة رسميًا على الإطلاق على الأرض هي 134 درجة فهرنهايت (57 درجة مئوية) في وادي الموت في يوليو 1913، رغم أن بعض الخبراء يشككون في هذا القياس ويقولون إن الرقم القياسي الحقيقي كان 130 درجة فهرنهايت المسجلة هناك في يوليو 2021.

والحرارة الشديدة، مصحوبة بالرياح وانخفاض الرطوبة، تعني أن احتمال انتشار حرائق الغابات مرتفع.

وقالت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا إن التحذيرات الحمراء سارية المفعول في معظم أنحاء كاليفورنيا حتى مساء السبت، وحث المسؤولون الناس على البقاء يقظين واتخاذ احتياطات إضافية مثل تجنب الأنشطة التي يمكن أن تؤدي إلى إشعال الحرائق واتباع أوامر الإخلاء.

وبحلول يوم السبت، أجبر الحريق آلاف الأشخاص على الإخلاء وأصاب اثنين من رجال الإطفاء. وتم احتواء الحريق بنسبة 71%، وذكرت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا أن الحريق دمر 26 مبنى .

 

مقالات مشابهة

  • موجة حر تاريخية محتملة تهدد 130 مليون أمريكي.. تحذيرات من خطورتها
  • ارتفاع قياسي لـ «حرارة المحيطات»
  • بالأدلة القاطعة.. الماء أفضل مرطّب خلال موجات الحرارة
  • لا موجات لاهبة حتى الساعة.. هذا ما كشفه الأب خنيصر عن طقس القسم الأول من تموز
  • باكستان: الحر يقتل 50 شخصاً في كراتشي
  • موجات الحر تهدّد الملايين في الولايات المتحدة الأمريكية
  • متابعة نشرات الطقس .. اليونيسيف تقدم نصائح للتعامل مع موجات الحر
  • أكثر من 50 وفاة بسبب الحر الشديد في باكستان
  • باكستان.. موجة حر شديدة تودي بحياة أكثر من 50 قتيلا في كراتشي
  • دي ستيفانو.. الأسطورة التي غيرت تاريخ ريال مدريد