لجريدة عمان:
2024-10-02@00:04:30 GMT

«كسوة العيد».. تُراثٌ مصري لا يغيب

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

«كسوة العيد».. تُراثٌ مصري لا يغيب

القاهرة «د.ب.أ»: تعد «كسوة العيد» مظهرا ثابتا من مظاهر احتفال المصريين بالعيد على مدار قرون مضت، وتدل مؤلفات المؤرخين على أن تلك الكسوة عادة تعود جذورها إلى زمن الخلافة الإسلامية في عصور بني أمية وبني العباس.

وكان الحكام وقتها يأمرون بتوزيع «الخلع» (لباس جديد) على موظفي الدولة قبيل الاحتفال بعيد الفطر، وذلك حتى يظهر موكب الخليفة وهو في طريقه لصلاة العيد ومن حوله الموظفون ورجال الدولة في صورة لائقة، مزدانا بتلك الملابس الجديدة الزاهية.

وبحسب المصادر التاريخية، اهتم الفاطميون بكسوة العيد، وحرصوا على توزيعها قبل نهاية شهر رمضان استعدادا لموكب عيد الفطر حين يذهب الحاكم لأداء صلاة العيد في موكب بهيج.

ويروي الباحث حسن عبدالوهاب في كتابه «رمضان» الصادرة عن دار القلم بالقاهرة، أن الفاطميين اهتموا بختام شهر رمضان وقدوم عيد الفطر بنفس قدر اهتمامهم بقدوم شهر الصوم، وأن خلفاء الدولة الفاطمية بالغوا في الاحتفاء بقدوم شهر رمضان وعيد الفطر بأشكال متنوعة من الاحتفالات، حتى أن عيد الفطر عندهم صار هو «الموسم الكبير»، الذي توزع فيه كسوة العيد على العامة والخاصة حتى صار اسمه «عيد الحلل» أي الكسوات الجديدة.

وتُسجّل المصادر التاريخية أن الفاطميين أسسوا ما عُرف بـ «دار الكسوة» التي كانت مهمتها تجهيز الملابس الجديدة لكل العاملين بالدولة بداية من الوزير مروراً بكل موظفي الدولة، وكان الفاطميون يرون في عيد الفطر مناسبة يُحسن فيها الناس هيأتهم ويأخذوا خلالها زينتهم عند كل مسجد.

وفي كتابه «رمضان زمان»، الصادر عن مركز الحضارة العربية بالقاهرة، يشير الدكتور أحمد الصاوي إلى أن المسؤول عن «دار الكسوة» كان يعرف بـ «صاحب المقص»، وهو مُقدّم الخياطين، ولرجاله مكان يقومون فيه بالخياطة والتفصيل، وهو يعمل وفق الأوامر الصادرة إليه من الخليفة وحسب ما تدعو إليه الحاجة ويحمل إلى دار الكسوة ما يعمل من نسيج وملابس من دور الطراز الحكومية التي تُنتج النسيج.

ويقول الصاوي: إن تلك الدور كانت تنقسم إلى نوعين «دار طراز العامة» وهي تصنع منسوجات تباع في الأسواق أو تهدى لموظفي الدولة في المواسم والمناسبات، و«دار طراز خاصة» وإنتاجها موقوف على الخليفة وآل بيته فقط.

ووفقا لما تنقله المصادر التراثية وكتب المؤرخين، كانت الدولة آنذاك تخصص ميزانية ضخمة للإنفاق على كسوة العيد، وبلغ ما أنفقته الدولة على تلك الكسوة في عام 515 هجرية 20 ألف دينار ذهبي، صنعت بها ملابس من الحرير الموشى بالذهب والديباج الملون من القطيفة والقطن والكتان المطرز وأقمشة أخرى.

وكانت الأوامر التي تصدر لدار الكسوة تقضي بضرورة توصيل الكسوات إلى أصحابها قبيل ليلة العيد، حتى إذا ما خرج الخليفة لصلاة العيد يكون موكبه أشبه بكرنفال للملابس الجديدة الزاهية الألوان التي يرتديها الأمراء وموظفو الدواوين والجنود وكافة أصحاب الرواتب في الدولة.

وتعددت طرق زخرفة المنسوجات التي كانت تصنع منها كسوات العيد قديما، فشملت الصباغة والتلوين والتذهيب والتطريز والطبع والزخرفة المنسوجة.

وتنوعت الأزياء التي كان يرتديها المصريون، بحسب الشريحة الاجتماعية التي ينتمي إليها أصحابها، أو الوظائف التي يعملون بها وإن اتفقت جميعها في توخي الاتساع والاحتشام، ولا فرق في ذلك بين أزياء الرجال وأزياء النساء، ورسم أعضاء الحملة الفرنسية والرحالة الذين كانوا يفدون لمصر من بلدان أوروبا الكثير من تلك الملابس التي اشتهر بها المصريون قبل قرون مضت.

وعلى مدار القرون الماضية وحتى اليوم، يحرص المصريون بمختلف طبقاتهم الاجتماعية على شراء «كسوة العيد» التي كانت ولا تزال مظهرا رئيسيا بين مظاهر احتفالات المصريين بالعيد على مر العصور.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کسوة العید دار الکسوة عید الفطر فی الدولة

إقرأ أيضاً:

عبدالله آل حامد: اليوم الإماراتي للتعليم يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد

أكد عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، أن تخصيص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، يوم 28 فبراير (شباط) يوماً للتعليم في الإمارات، يجسد المكانة المتميزة التي يحظى بها العلم والمعرفة في فكره باعتباره الركيزة الأساسية في بناء وتطور المجتمعات وأداة مهمة لتمكين مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها دولة الإمارات.

وقال عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد بهذه المناسبة: "يُترجم اليوم الإماراتي للتعليم رؤى رئيس الدولة للاستثمار في رأس المال البشري القادر على مواصلة مسيرة الدولة نحو تحقيق مراكز متقدمة على مختلف مؤشرات التنافسية العالمية حيث وضع سموه التعليم على رأس الأولويات الوطنية لدوره المحوري في تأهيل أجيال شابة تمتلك القدرة على القيادة ومواجهة مختلف تحديات المستقبل.
وأضاف رئيس المكتب الوطني للإعلام أن هذه اللفتة الكريمة من رئيس الدولة تؤكد تقديره الكبير لأعضاء المنظومة التعليمية كافة وعلى رأسها المعلم .

محمد بن زايد يعتمد 28 فبراير "اليوم الإماراتي للتعليم" - موقع 24وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، باعتماد الثامن والعشرين من شهر فبراير (شباط) من كل عام "اليوم الإماراتي للتعليم"، وذلك احتفاءً بأهمية التعليم في دولة الإمارات ودوره المحوري في تنميتها وتقدمها وبناء أجيالها ومجتمعها والإسهام في نهضتها الحضارية.

وأكد أن اختيار الـ28 من فبراير يوماً للاحتفاء بالتعليم في الإمارات، وهو اليوم الذي شهد فيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات تخريج أول دفعة من المعلمين من جامعة الإمارات عام 1982، يجسد تقديره الكبير للرسالة الحضارية للمعلمين باعتبارهم المسؤولين عن بناء أجيال المستقبل التي ستتولى قيادة مسيرة التنمية الشاملة وتترجم طموحات القيادة الرشيدة الساعية إلى تحقيق الريادة في مختلف القطاعات.

ونوه في ختام كلمته إلى أن دولة الإمارات تعمل على تمكين تعليم عصري متطور باعتباره القاطرة التي تقودنا بأمان إلى المستقبل وتحقيق رؤية الإمارات 2071، مؤكداً أن التعليم في الإمارات رهان صائب على المستقبل واستثمار مستدام العائد ساحته العقول وهو الثروة الحقيقية المكتسبة التي تضمن لنا الرخاء والسعادة والمكانة العظمى بين الأمم فالتعليم غدٌ نغرسه الآن".

مقالات مشابهة

  • تحديد الثالث من تشرين الأول عطلةً رسميةً بمناسبة العيد الوطني لجمهورية العراق
  • خبراء يحذرون: غوغل يعرض صوراً بالذكاء الاصطناعي لها عواقب وخيمة
  • وزير الإعلام : تصريحات المدعو نصر الله حول مأرب كشفت عن حجم المؤامرة التي كانت تستهدف هذه المحافظة البطلة
  • عبدالله آل حامد: اليوم الإماراتي للتعليم يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • طلاب الدفعة (26 طب) مارسوا نفس الفوضي التي كانت تحدث في الخرطوم فتم طردهم الى السودان
  • نائب حسن نصر الله يكشف أسماء القيادات التي كانت مع الأخير ولقيت مصرعها بعملية الاغتيال بضاحية بيروت الجنوبية
  • كورتوا يغيب عن ريال مدريد 20 يوماً للإصابة
  • الحوار الوطني يستعرض أوجه الدعم المباشر التي تقدمها الدولة لمواطنيها
  • الموت يغيب الشاعر السوداني الكبير محمد المكي إبراهيم
  • سون يغيب عن قمة مانشستر يونايتد