لجريدة عمان:
2025-01-22@19:57:50 GMT

«كسوة العيد».. تُراثٌ مصري لا يغيب

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

«كسوة العيد».. تُراثٌ مصري لا يغيب

القاهرة «د.ب.أ»: تعد «كسوة العيد» مظهرا ثابتا من مظاهر احتفال المصريين بالعيد على مدار قرون مضت، وتدل مؤلفات المؤرخين على أن تلك الكسوة عادة تعود جذورها إلى زمن الخلافة الإسلامية في عصور بني أمية وبني العباس.

وكان الحكام وقتها يأمرون بتوزيع «الخلع» (لباس جديد) على موظفي الدولة قبيل الاحتفال بعيد الفطر، وذلك حتى يظهر موكب الخليفة وهو في طريقه لصلاة العيد ومن حوله الموظفون ورجال الدولة في صورة لائقة، مزدانا بتلك الملابس الجديدة الزاهية.

وبحسب المصادر التاريخية، اهتم الفاطميون بكسوة العيد، وحرصوا على توزيعها قبل نهاية شهر رمضان استعدادا لموكب عيد الفطر حين يذهب الحاكم لأداء صلاة العيد في موكب بهيج.

ويروي الباحث حسن عبدالوهاب في كتابه «رمضان» الصادرة عن دار القلم بالقاهرة، أن الفاطميين اهتموا بختام شهر رمضان وقدوم عيد الفطر بنفس قدر اهتمامهم بقدوم شهر الصوم، وأن خلفاء الدولة الفاطمية بالغوا في الاحتفاء بقدوم شهر رمضان وعيد الفطر بأشكال متنوعة من الاحتفالات، حتى أن عيد الفطر عندهم صار هو «الموسم الكبير»، الذي توزع فيه كسوة العيد على العامة والخاصة حتى صار اسمه «عيد الحلل» أي الكسوات الجديدة.

وتُسجّل المصادر التاريخية أن الفاطميين أسسوا ما عُرف بـ «دار الكسوة» التي كانت مهمتها تجهيز الملابس الجديدة لكل العاملين بالدولة بداية من الوزير مروراً بكل موظفي الدولة، وكان الفاطميون يرون في عيد الفطر مناسبة يُحسن فيها الناس هيأتهم ويأخذوا خلالها زينتهم عند كل مسجد.

وفي كتابه «رمضان زمان»، الصادر عن مركز الحضارة العربية بالقاهرة، يشير الدكتور أحمد الصاوي إلى أن المسؤول عن «دار الكسوة» كان يعرف بـ «صاحب المقص»، وهو مُقدّم الخياطين، ولرجاله مكان يقومون فيه بالخياطة والتفصيل، وهو يعمل وفق الأوامر الصادرة إليه من الخليفة وحسب ما تدعو إليه الحاجة ويحمل إلى دار الكسوة ما يعمل من نسيج وملابس من دور الطراز الحكومية التي تُنتج النسيج.

ويقول الصاوي: إن تلك الدور كانت تنقسم إلى نوعين «دار طراز العامة» وهي تصنع منسوجات تباع في الأسواق أو تهدى لموظفي الدولة في المواسم والمناسبات، و«دار طراز خاصة» وإنتاجها موقوف على الخليفة وآل بيته فقط.

ووفقا لما تنقله المصادر التراثية وكتب المؤرخين، كانت الدولة آنذاك تخصص ميزانية ضخمة للإنفاق على كسوة العيد، وبلغ ما أنفقته الدولة على تلك الكسوة في عام 515 هجرية 20 ألف دينار ذهبي، صنعت بها ملابس من الحرير الموشى بالذهب والديباج الملون من القطيفة والقطن والكتان المطرز وأقمشة أخرى.

وكانت الأوامر التي تصدر لدار الكسوة تقضي بضرورة توصيل الكسوات إلى أصحابها قبيل ليلة العيد، حتى إذا ما خرج الخليفة لصلاة العيد يكون موكبه أشبه بكرنفال للملابس الجديدة الزاهية الألوان التي يرتديها الأمراء وموظفو الدواوين والجنود وكافة أصحاب الرواتب في الدولة.

وتعددت طرق زخرفة المنسوجات التي كانت تصنع منها كسوات العيد قديما، فشملت الصباغة والتلوين والتذهيب والتطريز والطبع والزخرفة المنسوجة.

وتنوعت الأزياء التي كان يرتديها المصريون، بحسب الشريحة الاجتماعية التي ينتمي إليها أصحابها، أو الوظائف التي يعملون بها وإن اتفقت جميعها في توخي الاتساع والاحتشام، ولا فرق في ذلك بين أزياء الرجال وأزياء النساء، ورسم أعضاء الحملة الفرنسية والرحالة الذين كانوا يفدون لمصر من بلدان أوروبا الكثير من تلك الملابس التي اشتهر بها المصريون قبل قرون مضت.

وعلى مدار القرون الماضية وحتى اليوم، يحرص المصريون بمختلف طبقاتهم الاجتماعية على شراء «كسوة العيد» التي كانت ولا تزال مظهرا رئيسيا بين مظاهر احتفالات المصريين بالعيد على مر العصور.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کسوة العید دار الکسوة عید الفطر فی الدولة

إقرأ أيضاً:

وزير المالية يكشف عن مصير مرتبات موظفي الدولة التي لم تصرف خلال الفترة الماضية

الوحدة نيوز/ لا تزال الشكوك مخيمة في أوساط موظفي الدولة حول مصير المرتبات التي لم تصرف لهم، منذ بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن في مارس 2015، لا سيما بعد اقرار صنعاء القانون الجديد للآلية الاستثنائية لصرف المرتبات، بيد أن وزير  المالية في حكومة التغيير والبناء عبدالجبار أحمد، بدد ارتياب موظفي الدولة من تصفية مرتباتهم التي لم تصرف، حيث أكد أن هذه الحلول مؤقتة وأن مرتبات الموظفين خلال الفترة الماضية واللاحقة استحقاق قانوني لن تسقط بالتقادم.

وقال عبدالجبار أن مرتبات موظفي الدولة خلال الفترة الماضية استحقاق قانوني تتحمله دول العدوان وعليها جبر الضرر.

وأضاف،” تتحمل دول العدوان أيضا مبالغ العلاوات والتسويات السنوية المستحقة لموظفي الدولة قانونا”

وأشار عبدالجبار إلى أن القانون الجديد للآلية الاستثنائية لا يفرض أي ضرائب أو رسوم جديدة على المرتبات، لافتاً أن صرف المرتبات أو نصفها شهرياً وتسديد الدين العام لصغار المودعين لها دور مهم في تحريك عجلة دوران السيولة النقدية، وتخفيف حدة الركود الاقتصادي في البلاد.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية يكشف عن مصير مرتبات موظفي الدولة التي لم تصرف خلال الفترة الماضية
  • متى يبدأ رمضان ومتى ينتهي 2025؟.. شهر يقتصر على العطلات الأسبوعية فقط
  • رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان المواضيع التي تهم شؤون الوطن في العين
  • رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان في العين عددا من الموضوعات التي تهم شؤون الوطن
  • رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان في العين عدداً من الموضوعات التي تهم شؤون الوطن
  • رئيس الدولة يستقبل مساعدة الرئيس الإيراني التي تقوم بزيارة عمل إلى الدولة
  • باقي كام يوم؟.. موعد بدء شهر رمضان 2025
  • فلكيا.. أول أيام شهر رمضان 2025 وموعد إجازة عيد الفطر المبارك
  • كسوة الشتاء.. طريقة حصول الأطفال والزوجة على حقوقهم حال رفض الزوج الإنفاق
  • «الهلال» توزع كسوة الشتاء على 7500 مستفيد في كازاخستان