لجريدة عمان:
2025-04-11@01:43:48 GMT

أعياد الخلاص

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

مع حلول العيد، تحلّ الأفراح والمسرّات، وتبتسم الأرواح، وتتعانق القلوب، فيشعر الجميع بالسعادة، والهناء، يقول إيليا أبو ماضي:

يا شاعر الحسن هذي روعة العيد

فاستنجد الوحي واهتف بالأناشيد

هذا النعيم الذي قد كنت تنشده

لا تله عنه بشيء غير موجود

ومن مسرّات العيد لقاء الأحبة، لذا فبُعد الأحبّة ينغص على الشعراء فرحتهم بالعيد، هذا البعد تحدّث عنه المتنبّي في قصيدته الشهيرة:

عيد بأية حال عدت يا عيد

بما مضى أم بأمر فيك تجديد

أما الأحبة فالبيداء دونهم

فليت دونك بيدا دونها بيد

فحين يحول ظرف دون ذلك، يفقد العيد طعمه، كما جرى مع الشيخ الشاعر عبدالله بن علي الخليلي، حين حلّ العيد وشقيقه (سعود الخليلي) كان في القاهرة يشغل موقع السفير، فتذكّره وتذكّر كذلك شقيقه (هلال) فببعدهما عنه، فقدَ العيد حلاوته، فقال قصيدة تعبّر عن هذا الإحساس، وتحمل هذا المعنى وقد بدأها مُطلِقا مجموعة من أسئلة لا جواب لها، فقال:

سل العيد هل غادى ربوعي هناؤه

وهل ساق غير الذكريات مساؤه

وهل صافحتني بالسبات نجومه

وألحفني بالياسمين رداؤه

وهل بات منه جانبي غير شوكة

وهل لذّ لي مقليّه وشواؤه

وهل ساعدتني في الظلام جفونه

على النوم أم أدنى سروري ضياؤه

ثم يعرّج على شقيقيه البعيدين عنه (سعود) و(هلال) فيقول:

سل الراحلين التاركين أخاهما

وراءهما والدهر وعر وراؤه

هل ارتضعا ثدي النعيم فهوّما

عليه وفي النعماء للمرء داؤه

ويفتقد الشاعر مصطفى جمال الدين الأهل عندما كان بعيدا عنهم في دمشق، مستحضرا حال النازحين عن ديارهم، فيقول:

هـذا هـو العيـدُ، أيـنَ الأهـلُ والفـرحُ

ضاقـتْ بهِ النَّفْسُ، أم أوْدَتْ به القُرَحُ؟!

وأيـنَ أحبابُنـا ضـاعـتْ مـلامحُـهـم

مَنْ في البلاد بقي منهم ، ومن نزحوا؟!

وليس بُعد الأحبّة هو الوحيد الذي ينغّص فرحة العيد، فقد تحول ظروف تعيشها منطقة بأكملها، فيفقد العيد طعمه، فحين يتذكر الشاعر عمر أبو الريشة حال الفلسطينيين في العيد يقول :

يا عيـدُ ما افْتَرَّ ثَغْرُ المجدِ يا عيد

فكيـف تلقاكَ بالبِشْـرِ الزغـاريـدُ؟

يا عيدُ كم في روابي القدسِ من كَبِدٍ

لها على الرَّفْـرَفِ العُلْـوِيِّ تَعْييــدُ؟

وفي (غزّة) يحمل العيد شكلا آخر، فبدلا من الألعاب الناريّة، التي ترافق العيد في الكثير من المناطق، امتلأت سماء(غزّة) بالصواريخ وقذائف المدافع التي تسقط على البيوت الآمنة، لتحصد أرواح الأبرياء، ولنا أن نتخيّل عيد الذين يعيشون في الخيام، كما صوّرته الشاعرة فدوى طوقان:

أختاه، هذا العيد رفَّ سناه في روح الوجودْ

وأشاع في قلب الحياة بشاشة الفجر السعيدْ

وأراك ما بين الخيام قبعتِ تمثالًا شقيًّا

متهالكاً، يطوي وراء جموده ألمًا عتيًّا

يرنو إلى اللاشيء.

. منسرحًا مع الأفق البعيدْ

ومع أصوات القصف، والرصاص، والانفجارات، وأنين الجرحى، وصراخ الأطفال اللائذين بأدعية أمهاتهم، يفقد العيد طعمه، والفرح معناه، والأمل بريقه، وكيف يعيّد الجائعون؟ يقول الشاعر يحيى السماوي :

وكفرتُ بالأسنانِ

جائعةً تلوكُ طحينَ أدعِيَةٍ

وتدرأ جوعَها بالمغفرةْ

نام الجياعُ على وسائِدِ « سورةِ الماعونِ»

أمْسَكَتِ الكرامةُ والمَذلَّةُ مُفطِرةْ

العيدُ عريانٌ

ولا من ناسِجٍ ثوبَ الخلاصَ

لِيَسْترَهْ

لكنّ العيد في كلّ حالاته، يمثّل فرحة، تتجدّد في كلّ عام، ومعه تتجدّد الآمال، فيعود البعيد إلى دياره، وترتفع في المناطق التي تتعرّض للعدوان بشائر النصر والخلاص

وتعلو الزغاريد ، فنردّد مع عمر أبو ريشه:

سينجلـي لَيْلُنا عـن فَجْـرِ مُعْتَرَكٍ

ونحـنُ في فمـه المشْبوبِ تَغْريـدُ

عبدالرزّاق الربيعي شاعر وكاتب مسرحي عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

حسام الشاعر: شقق الإجازات تتزايد بمصر.. وإصدار ضوابط ترخيصها إضافة مهمة

أكد حسام الشاعر، رئيس اتحاد الغرف السياحية، أن القرار الوزاري الذي أصدره وزير السياحة والآثار بشروط وضوابط ترخيص وحدات شقق الإجازات (Holiday Home) يعد إضافة قوية ومهمة لصناعة السياحة، مشيرا إلى أن بيوت الإقامة تعد نمطا سياحيا وفندقيا مهمًا تعتمد عليه الكثير من الدول السياحية الكبرى حول العالم.

وقال الشاعر إن بيوت الإقامة تشهد تناميا كبيرا ومتزايدا بمصر منذ سنوات، لكن لم تكن هناك قواعد تنظم الإقامة بتلك الشقق والوحدات مثل باقي الأسواق السياحية الكبرى، ما كان يمثل خطرا نظرا لبعد تلك الوحدات عن أعين وضوابط الوزارة.

وأضاف أنه ينادي منذ فترة ليست بالقصيرة بضرورة تقنين الإقامة بتلك الوحدات تحقيقا للاستفادة القصوى منها على الدخل السياحي ووضع ضوابط لها حفاظا على سمعة مصر السياحية، وتحقيقا لراحة وسلامة السائحين.

وأوضح أنه بصدور قرار وزير السياحة الخاص بضوابط الإقامة بتلك الوحدات، فإنه يضمن تقديم خدمات بجودة متميزة للسائحين المقيمين بها طبقا للضوابط المشددة والمدروسة التي تضعها وزارة السياحة والآثار للخدمات المقدمة للسائحين.

شقق الإجازات 

وأشاد الشاعر بالتيسيرات التي تضمنها القرار لترخيص تلك الوحدات، ما يشجع الكثير من المواطنين المالكين بتلك الوحدات على الإسراع بترخيصها من وزارة السياحة ليتمكنوا من استضافة السائحين بها طبقا للضوابط التي وضعتها الوزارة.

وأشار إلى أن مثل تلك الوحدات أصبحت تنتشر بغالبية المدن والمقاصد السياحية بمصر من الساحل الشمالي إلى البحر الأحمر وجنوب سيناء وكذلك صعيد مصر، وبالطبع في محافظات القاهرة الكبرى.

وشدد حسام الشاعر، رئيس اتحاد الغرف السياحية، في تصريحاته، على أن هذا القرار يسهم في زيادة الطاقة الفندقية المرخصة بمصر توفيرا لغرف إقامة بمواصفات ومعايير سياحية مبسطة، كما أنه يحد من عشوائية تقديم خدمات للسائحين، ويسهم في تعزيز الفائدة المنتظرة من القانون رقم 8 لسنة 22 الخاص بالمنشآت السياحية وترخيصها الذي يسعى لتوفير أكبر قدر من التسهيلات في ترخيص المنشآت السياحية وأماكن الإقامة وتوفير أكبر قدر من الضوابط السياحية بها.

مقالات مشابهة

  • «عطر الأحباب» يكرم الشاعر رفعت سلام بقرية طحانوب بالقليوبية
  • مئات المعارضين التونسيين يتظاهرون "للدفاع عن الحريات"  
  • تطوّرات دعوى شيرين عبد الوهاب ضد منتج استولى على حساباتها
  • مباشرة أم غير مباشرة؟.. فريقان إيرانيان يتنازعان القرار وروحاني يقول كلمته
  • جبهة الخلاص بتونس تحيي عيد الشهداء.. وسياسيون قلقون من تدهور الوضع السياسي
  • بتشوف فلان.. تامر حسين يكشف أحدث أعماله مع بهاء سلطان
  • المجلس الرئاسي اليمني يدعو إلى دعم دولي لخوض معركة الخلاص من الحوثيين
  • عاجل.. الرئيس العليمي يبحث عن تأمين دعم دولي لمعركة الخلاص من الانقلابيين ويؤكد أن المرحلة باتت الآن حاسمة
  • حسام الشاعر: شقق الإجازات تتزايد بمصر.. وإصدار ضوابط ترخيصها إضافة مهمة
  • اتحاد الغرف السياحية: ضوابط ترخيص شقق الإجازات إضافة إيجابية لتعزيز المنظومة