لجريدة عمان:
2025-04-17@12:43:09 GMT

بالغناء تقاتل المدن الجميلة أيضا

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

بالغناء تقاتل المدن الجميلة أيضا

حين أعود إلى زمن فلسطين الثقافي قبل النكبة أكاد أجن فرحا وغصة في آن وأنا أشاهد عشرات الفعاليات الثقافية في المجالات كافة، الغناء والمسرح والأمسيات الشعرية والرقص والرسم والنحت، الفرح لانتمائي إلى بلد يعج بالحياة والحرية والغصة لأنني أشهد الآن احتلالا يحاول خنق حياتنا وطمس صوتنا الثقافي، تعودت أن أزور ذلك الزمن الأصيل الأزرق وهو يهب في وجه العالم فنا وجمالا وإبداعا، من ينسى زيارات الفنانين العرب للقدس وإحياءهم الحفلات في قاعة جمعية الشبان المسيحية بالقدس في الأربعينيات مثل فيلمون وهبي وفريد الأطرش وأم كلثوم وأسمهان ومحمد عبد الوهاب ومحمد عبد المطلب وآخرين كثيرين؟ لم تتوقف القدس عن الغناء والإبداع على مدى زمن الاحتلال الذي ما زال مستمرا رغم كل محاولاته لعرقلة وقتل كل الفرص والمواهب بالاعتقال وسن القوانين الظالمة، ومع ذلك عُرضت عشرات المسرحيات والأغاني والأفلام والأمسيات ومعارض الرسم والكتب ومهرجانات الرقص.

بالصدفة رأيتهن في مطار عمَّان الدولي، كن ينتظرن موعد الطائرة، وفجأة شرعن في الطيران- الغناء:

(سلام لغزة سلام سلام،

سلام لغزة،

سلام سلام،

سلام لكل العيون الحزينة،

تفيض دموعها بأسًا وعزة،

سلام لغزة، سلام سلام،

سلام لشعب أبيّ عنيد،

بسهل خزاعة يلم الحصيد،

وحين يصد وحوش الحروب،

يشيع في كل يوم شهيد،

ويصمد في وجه كل الخطوب،

بعزم وفخر وبأس شديد،

فقد علمته قضايا الشعوب...) الخ.

ارتجف بدني أو (اقشعر) وأنا أرى بنات القدس يتجمعن ويغنين في مطار الملكة علياء الأردني، (أمام أحد فروع مطعم داعم مقزز لجنود الإبادة الجماعية في غزة)، يغنين لغزة محبوبتنا جميعا، يبهرني دائما هذا اللاترتيب واللارسمي الذي يفرضه سياق وتحميه عفوية، وانتماء للبلاد فكرة وألما، أذوب انفعالا وأنا أراقب انفعالات وجوه البنات وهن يغنين لسلام غزة، عرفت لاحقا أن هؤلاء البنات هن أعضاء «فرقة بنات القدس» التابعة للمعهد الوطني للموسيقى، بالقدس، وأنهن كن ذاهبات إلى الكويت ودول أخرى لإحياء حفلات تضامن مع غزة.

تتكوّن «فرقة بنات القدس» من خمسة وعشرين عازفة ومغنيّة من طلبة المعهد الوطنيّ للموسيقى، ويشرف على تدريبها سهيل خوري (غناء) ولؤي عباسي (عزفا). عملت الفرقة على تقديم أعمال عربيّة كلاسيكيّة أصيلة مثل أغاني ومقطوعات موسيقيّة لمحمّد عبد الوهاب، الرّحابنة وفيروز وسيد درويش، فريد الأطرش والشّيخ إمام. وقد حرصت الفرقة، أيضًا، على تقديم أعمال موسيقيّة ملتزمة، تحاكي النّضال الوطنيّ الفلسطينيّ، فقدّمت بعضًا من الأعمال المهمّة لأحمد قعبور ولفرقة العاشقين الفلسطينيّة وملحنها الكبير حسين نازك، وقدمت بعضًا من أعمال الفنان سهيل خوري.. وكانت هناك مُساهمات فنّيّة للمدربين لإضفاء توزيعات جديدة لبعض الأعمال لتمنح للأغاني روحًا جديدة. حاملة أغانيها الطربيّة وأغانيها الوطنيّة شاركت الفرقة في المهرجانات المركزيّة المهمّة، التي أقيمت في القدس، كمهرجان القدس، الذي ينظمه مركز يبوس الثّقافيّ، ومهرجان «ليالي الطرب في قدس العرب» الذي ينظمه المعهد الوطنيّ للموسيقى بالإضافة للمشاركة في مناسبات خيريّة تطوعيّة.

واحتراما وفخرا بأعضاء الفرقة أحب أن أذكر أسماءهن: لينا كمال (فلوت)، مارغو حنا مصلح (غناء)، هيفاء متولي (غناء)، سارة مشعشع (غناء)، عايدة قنبر (غناء)، سهى أبو عكر (غناء)، نور جمال علوي (غناء)، يارا قاسم (غناء)، أميرة إمام (كلارينيت)، ياسمين أبو شلباية (إيقاع)، ريم عبيدي (قانون)، سلمى عبّاسي (عود)، ريم شريف (غناء)، مريم عفيفي (كونترباس)، انتصار أبو شلباية (عود)، سهيد عزة (غناء)، رامة بدارنة (قانون)، شادن مكاوي (غناء)، رند خوري (تشيللو)، عرين شامي (غناء)، لمى إلياس (كمان)، كارول إبراهيم (كمان)، إلين مسعود (كمان).

سلام لغزة وللقدس ولفلسطين بلاد الغناء والحب والسلام والكبرياء الوطني أيضا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلام لغزة

إقرأ أيضاً:

حسين خوجلي: ‎وللكلمة أيضاً ألم وأسف ونصف ابتسامة

(1) وجد المزرعة، فلم يجد التمويل. وجد التمويل ففسدت التقاوي.
‎ما حصده كان دون نصيب المزارعة والمزارعين.
‎حاصره المصرف. استسلم، وقد أثقل الصك الأبدي، بسجن ما ومزرعة غريبة تحفها الأعاصير والتباريح.
‎ولذا فإن حديث الغرباء له وقع خاص في قلوب السمر المعروقين..
(2)

‎قال لرفيقته إننا كثيراً ما نحتاج للفرح والتبسم ولقليل من الضحك غير البعاث، ولكننا أيضاً نحتاج للحزن وبأضعاف ما نرتجيه من الفرح والحزن الذي يقوم على التدبر والشوق والفكرة هو الأبقى ومن سماته أنه يستدعي. فطلبت منه أن يستدعي حادثة محزنة
‎قال: (عن عائشة: لما بلغها موت علي قالت دامعة لتصنع العرب ما شاءت فليس أحد ينهاها). وغاص في لجة من البكاء المستدام حتى أنفضت النجوم والسمار وجف الدمع وتقرحت المآقي.

(3)

‎الأول زوجوه بمن يحب. والثاني أقاموا له المشروع الذي كان يحلم به منذ صباه الباكر، والأخير سلموه مفتاح الدائرة الانتخابية دون أن يتحدث في ندوة أو يجامل منتدى بخطاب عابر.
‎ذهب الأول لحبيبة قلبه متعثراً
‎وذهب الثاني صوب مشروعه متأثراً
‎وذهب الثالث نحو برلمانه متحسراً
‎الجملة أخفوها عن الناس والعبرة كانت (لقد جئنا في زمان باخت فيه الأشياء).
(4)
‎الإفلاس ليس في أننا نفتقد العمر
‎والذكريات والأصدقاء والملتقى عن طواعية وحب
‎الإفلاس أن ترى الوطن يرفل مزهواً في إغلاله وهو سعيد ببئر ماء وسفر طارئ وأن هنالك إرهاصات لدواء جديد للملاريا..

(5)

‎الكثير من الشجاعة التي يجب أن تحتفي بها العشيرة بقليل من الاكتراث.. أن يقف فارسها الأول وشجاع المدن والبيادر ويقولها بمنتهى الفخر إني أعلنها على رؤوس الأشهاد وأقسم عليها بأني خائف.

(6)

‎أليست هذه ذات الشركة التي أسسناها سوياً ودعونا لها العامة والأذكياء وأحرقنا ليوم نصرها وأكتتابها البخور؟
‎قال سكرتير مجلس الإدارة النزق الجديد المفتري بمنصب وأمتياز لا يستحقه، نعم إنها ذات الشركة.
‎قلنا: إذاً لماذا لم تدعنا للجمعية العمومية ولمَ لمْ ترسل لنا شيك الأرباح الضئيلة وفوتوغرافيا الانجازات الهواء..
‎قال لأننا بلغنا بألا نبلغكم حتى لا تموتون غماً ويصبح رحيلكم هو وحده المتنعم باشتغال المحل بحركة المناسبة.

(7)

‎هذا المعرض الفسيح للكتاب لم أجد به كتاباً واحداً يستحق الاقتناء حتى هذا المصنف القديم لمطربنا المعتق وجدنا أن تكنلوجيا الأبناء لا تتقبله..
‎حتى الشوارع لم تقربنا من قريتنا اضطررنا لايقاف سياراتنا قرب شرطة المدينة واستأجرنا سيارة أجرة للنادي القديم وعندما أكملنا ليلة التعازي لم نعرف مكان الشرطة ولا أرقام سياراتنا ولم نحدث أحداً بمأساتنا
‎فالضحك من الدهماء على غباء أهل الفطرة أكثر إيلاماً من فراق التي علمتها الحب فظنت أنه درس عذري لتحب عبره أحد الزناة من أوغاد المدينة بوعد سيارة لن تأتي وشقة سيدفع قسطها الأول بعد مائة عام من الكذبة..
(8)
‎الصحافة السودانية قديما كانت ‎تقاوم معركة التوزيع ‎ومعركة الطباعة وإيجار الصحف وشح الإعلان وتكشيرة أولي العزم من العسس والدرك وكراهية الساسة من كل التيارات وكل هذا مقدور عليه..
‎المعركة الوحيدة التي كانوا لا يحسبون لها حساباً الصحافة الأثيرية المتاحة المجانية التي تملك كل ما نملك بجانب رذيلة الحذر والتسلل والاختلاء.
أما الآن فقد صار هم حلم الإعلام المسموع والمشاهد والمقروء بعد هجمة عصابة دقلو التدميرية (كفن من طرف السوق وشبر في المقابر).

(9)

‎هنالك حضارات وصراعات وإنقلابات في شعوب الطير والنمل والنحل والجراد السوداني.
‎(وآه من حائط اللغة آه)
‎فحتى الآن لا نعلم ماذا يفعلون بانقلاباتهم وأزماتهم وعلاقتهم بدول الجوار وحركاتها المسلحة.. وما هو سعر عسل النحل المعد للتصدير وجيش اللسعات وماذا أعد سلاح الطيران الجرادي لمعركة العبور.
ويبقي أدب الباطنية هو الأكثر وضوحاً من أدب المكشوف.
(10)

‎قال تعالى:
(حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا أحمل فيها من كل زوجين إثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل).
‎صدق الله العظيم
‎وبالرغم من الاقناع والصبر والرسالات والمعجزات والماء المتلاطم الموار بالفجيعة الكبرى القادمة والهلاك .. ورغم كل ذلك ما آمن معه إلا قليل..
‎والبداية الجسورة تبدأ دائماً بالقليل المنفعل بالقضية والإيمان وحرية الإنسان في كسر قيد الإنسان للدخول في رحاب فيوضات خالق الإنسان.. ومن هنا يأتي معنى الاستشراف والنصر القادم فهل أدركتم قيمة (الطليعة) في محيط (الناس الساكت) والأكثرية المغيية؟!

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الليلة.. توزيع جوائز مشروعات طلبة الفنون الجميلة بجاليري ضي المهندسين
  • أنوشكا ترد على الانتقادات: أستعد للعودة إلى الغناء قريباً
  • انتظروا الدويتو الجديد.. أول ظهور لـ حسام حبيب بعد تصدره التريند (فيديو)
  • عشنا وشفنا دكاترة موية
  • حسين خوجلي: ‎وللكلمة أيضاً ألم وأسف ونصف ابتسامة
  • خامنئي: لسنا متفائلين بشكل مفرط بالمفاوضات ولا متشائمين أيضاً
  • زيلينسكي يهاجم أمريكا.. ترامب: لا يمكنك أن تقاتل من هو أكبر منك 20 مرة
  • مدير مركز القدس: نأمل الاقتداءَ باليمن للخروج في الساحات نصرة لغزة
  • "في عالم الحكايات الجميلة".. مسرحية إنشادية للأطفال لتعزيز القيم الثقافية
  • الموتى أيضا يضحكون