لجريدة عمان:
2025-03-31@10:33:41 GMT

الحناء.. لون العيد ورائحة الفرح

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

الحناء.. لون العيد ورائحة الفرح

«عمان»: قبل العيد بليلة أو ليلتين تجلب الأمهات الحناء كمسحوق بعد أن كانت مجرد أوراق، حاملات معهن رائحة العيد إلى البيوت، الرائحة المميزة التي تكونت من اللونين الطبيعيين الأحمر والبني المستخدمين في تركيبها فتتنوع رائحتها حسب مكوناتها المستخدمة في تركيبها، التي تشمل عادةً أوراق الحناء المجففة ومسحوق الحناء والزيوت العطرية مثل زيت اللافندر أو زيت الياسمين.

وما إن تصل الأمهات منازلهن حتى يكِلن المسحوق حسب عدد الأطفال والنساء والبنات الموجودين في البيت، ومع المكيال نفسه يضفن الليمون الجاف بعد أن حولنه أيضا إلى مسحوق ويخلطن المزيج مع رشة ملح وماء، وتبدأ عملية العجن كما يفعلن مع الطحين، ويتركنه نصف ساعة وبعد ذلك ينتشر لون العيد الأحمر على الكفوف والأقدام، ويرسمن به وسط الكفوف دوائر ومعينات، ويلبسن عقلات الأصابع قبعات، ويرسمن على أطراف الأقدام منحنيات وتموجات.

قصة المسحوق الأخضر

تعود قصة المسحوق الأخضر إلى آلاف السنين، واستخدمت في العديد من الثقافات والتقاليد حول العالم، خاصة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا؛ ليصبح جزءا مهما من الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية مثل الزفاف والأعياد، ويُعتقد أن استخدام الحناء وصل إلى العرب منذ العصور القديمة، عبر التجارة والتبادل الثقافي مع الثقافات القديمة مثل الهند ومصر وبلاد ما بين النهرين. وقد انتشرت ممارسة الحناء في العالم العربي بشكل واسع نتيجة لقيمتها الثقافية والجمالية، واستخدمت في مختلف المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والحفلات والاحتفالات الدينية.

وقد تطورت طريقة وضعها واستخدامها عبر الزمن. ففي الهند والخليج وأماكن أخرى أصبح العجين يوضع داخل قمع أو مخروط من الورق المقوى ليسهل رسم الأشكال والنقوش على الأيادي، ليصبح فنا يتنافس ممارسوه من النساء على تطوير رسمهن في كل موسم من مواسم الأعياد والأفراح بعد أن كانت عملية النقش بالحناء تتم بأساليب بسيطة تشمل استخدام الأوراق والنباتات المجففة لإنتاج الألوان وتطبيقها على الجسم بشكل مجرد دون أشكال أو نقوش، إلى أن توسعت الفكرة لتشمل استخدام أدوات مخصصة مثل الأنابيب الدقيقة أو الفرش الصغيرة لتطبيق الحناء بدقة أكبر وتفاصيل أدق. كما تطورت أيضًا أساليب تصميم الأنماط والزخارف، حيث أصبحت تشمل تأثيرات فنية متقدمة وتقنيات متنوعة مثل الهندسة المعمارية والزخارف النباتية والهندسية التي ترسم في قوالب قابلة للطباعة في ورق لاصق ومفرغ ثم تعبأ في الفراغات دون الحاجة لوجود من تجيد هذا الفن. وتعدّ النقوش الهندية بالحناء معقدة وجميلة. كما تشتهر السودان والمغرب أيضًا بتقنيات فن الحناء واستخدامها الشائع في المناسبات والاحتفالات.

تقليد ثقافي اجتماعي

أصبحت الحناء تقليدا ثقافيا في العديد من الثقافات والبلدان، حيث يُعدّ استخدامها جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية مثل الزفاف والأعياد كما أسلفنا، إلى جانب كونها جمالية وتزيينا حيث تستخدم لتزيين الأيادي والكفوف بأنماط فنية جميلة، مما يضيف جمالًا إلى المظهر خلال المناسبات، بل ويُعدّ تطبيق الحناء على العروس جزءًا من تقاليد الزواج في العديد من الثقافات، حيث تعدّ رمزًا للجمال والتزين في هذه المناسبة الخاصة.

الحناء مصدر دخل

استغلت الفتيات ممن يجدن النقش في اليد بالحناء هذه المهارة وحولنها إلى مصدر دخل، ففي العديد من المجتمعات، خاصة في المناطق التي تمتلك تقاليد الحناء المتأصلة، استغلت الفتيات مهاراتهن في النقش بالحناء واتخذنه وسيلة لتحقيق الاستقلال المالي ودعم أنفسهن وعائلاتهن، حيث تقدم هؤلاء الفتيات خدمات النقش بالحناء في المناسبات والاحتفالات مثل الأعراس والحفلات والمهرجانات ويرسمن بالحناء على الأيادي ويكسبن المال من وراء ذلك. ومع ظهور وسائل التواصل قامت الفتيات بتسويق مهاراتهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإنشاء صفحات أو حسابات ترويجية لعملهن، مما يسمح لهن بوصول أوسع إلى الجمهور المهتمين بالحناء. كما استغلت الفتيات مهارتهن هذه في تقديم دورات تعليمية في فن الحناء لزيادة دخلهن ونشر المعرفة بالفن بين الآخرين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی العدید من

إقرأ أيضاً:

واجهة المجاز في الشارقة تزهو بمظاهر فرحة العيد

الشارقة: محمود محسن
توافد آلاف الأسر والسياح إلى واجهة المجاز المائية والحدائق العامة في إمارة الشارقة، للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية بالعيد المبارك المميزة التي أعدتها الإمارة خصيصاً، إذ تعيش الشارقة أجواء استثنائية من الفرح والبهجة.
وتحولت الواجهة إلى واحدة من أبرز الوجهات الترفيهية، حيث ازدانت بالأضواء والزينة المبهجة التي تعكس أجواء الفرح، فيما استمتع الزوار بالعروض الترفيهية وألعاب الأطفال. كما قدمت مجموعة متنوعة من الفعاليات الأسرية، بما فيها العروض الموسيقية، والفرق الاستعراضية المتجولة، والأنشطة التفاعلية للأطفال، ما جعلها الوجهة المثالية لقضاء أوقات ممتعة.
بهجة الأطفال
لم تقتصر أجواء الفرح على واجهة المجاز، بل امتدت إلى الحدائق والمتنزّهات العامة التي استقبلت الأسر الباحثة عن المرح والراحة، وشهدت، توافد أعداد كبيرة من الزوار الذين استمتعوا بجلسات في ظل الطبيعة الخلابة، بينما انتشر الأطفال في المساحات الخضراء يستمتعون بالألعاب والنشاطات الترفيهية التي نظمتها الجهات المعنية لإدخال البهجة على قلوبهم.
بيئة مثالية
وحرصت بلدية مدينة الشارقة على تقديم بيئة مثالية، بتهيئة الحدائق والمسطحات الخضراء وتجهيزها لاستقبال العائلات والزوار، تضمن أعمال الصيانة والتجميل المكثفة للحدائق والمتنزهات، وتوفير فرق النظافة على مدار الساعة لضمان راحة الزوار. كما خصصت فرقاً لمتابعة سلامة المرافق العامة، وضمان نظافة الأماكن الترفيهية، ونشر فرق التوعية البيئية للحفاظ على المساحات الخضراء وتعزيز مفهوم الاستدامة البيئية بين الزوار.
وعكست فرحة العيد جهود المؤسسات الحكومية في الإمارة، بأجواء الفرح والدفء الأسري، إذ قدمت تجربة استثنائية تمتزج فيها المتعة مع الأمان، في ظل تنظيم دقيق وخدمات متكاملة توفرها لضمان قضاء أوقات ممتعة وآمنة خلال أيام العيد المباركة.

مقالات مشابهة

  • حين يكون العيد مُرّاً…!
  • العيد في المدينة المنورة… عادات أصيلة وذكريات متوارثة
  • تقليد لا يفقد بريقه.. نقوش الحناء تزين كفوف الفتيات في ليلة العيد (صور)
  • غزة: العيد يُدفن مع شهيد.. والضحايا تروي حكايات "الفرح المسلوب"
  • واجهة المجاز في الشارقة تزهو بمظاهر فرحة العيد
  • في خطبة العيد .. السديس يحث على صلة الرحم والتواصل والتوسيع على الأهل
  • الفرح في العيد من مظاهر المقاومة المعنوية
  • عائلة شوشة.. أساتذة فن النقش على النحاس في شارع المعز
  • هبة عوف تحذّر من مظاهر سلبية بين الفتيات في صلاة العيد
  • على طريقة الجدات.. نصائح لصنع كعك منزلي بمذاق رائع