قال قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، إن المتاحف المصرية تحتفي اليوم بالعيد القومي لمحافظة سوهاج، الموافق 10 إبريل من كل عام، لافتا إلى أن اختيار هذا اليوم كعيد قومي للمحافظة جاء تخليدًا لذكرى انتصار أهالي سوهاج على الحملة الفرنسية في معركة جهينة عام 1799.

سوهاج مقصد سياحي مميز

أضاف قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، فى بيان، أن محافظة سوهاج تعد مقصدا سياحيا مميزا يمزج بين الحضارة والتاريخ والجمال الطبيعي، يضم العديد من الآثار المصرية القديمة مثل معبد سيتي الأول بأبيدوس، ومعبد رمسيس الثاني بأخميم وتمثال الأميرة ميريت آمون ابنة الملك رمسيس الثاني ومعبد أتريبس الذي شيده ‏بطلميوس الثاني.

جامع الفرشوطي ومسجد العارف بالله

أشار القطاع إلى أن محافظة سوهاج بها مجموعة مميزة من الآثار المسيحية منها دير الأنبا شنودة الشهير بالدير الأبيض ‏ودير الأنبا بيشاي والأنبا بيجول الشهير بالدير الأحمر، كذلك عدد كبير من ‏الأديرة مثل أديرة أخميم: (دير الملاك - دير العذراء - دير الشهداء)، كما تضم العديد من ‏الآثار الإسلامية مثل الجامع العتيق يعرف باسم جامع الفرشوطي ومسجد العارف بالله ومسجد الأمير حسن بأخميم، والمسجد الصيني وحمام علي بك الكبيربجرجا .

أوضح قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، أن المحافظة  تضم متحف سوهاج القومي الذى يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل بضاحية مدينة ناصر بمحافظة سوهاج، لافتا إلى أن تصميم المتحف مستوحى من معبد سيتي الأول بأبيدوس على مساحة إجمالية تبلغ ن‏حو ‏5600 متر مربع.

متحف سوهاج القومي

أشار القطاع إلى أن متحف سوهاج القومي يضم مجموعة مميزة من القطع الأثرية جرى استخراجها من أماكن متفرقة في المحافظة تُسلط الضوء على جوانب مختلفة من الحياة في مصر القديمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: متحف سوهاج المتاحف قطاع المتاحف السياحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ثنائية الماء والتاريخ في رواية «عروس الغرقة» للكاتبة أمل الصخبورية

منذ ظهور أولى الروايات التي اعتمدت جانب التأريخ في سرديتها والتي يعتقد أنها رواية "وايفرلي" لوالتر سكوت والرواية التاريخية تحظى بقبول وشعبية، سيما أنها ارتبطت في أذهان القراء والمتلقين بروائع عالمية تناولت الشأن التاريخي بقلم الإبداع الأدبي المحافظ على روح الأدبية ومزج التاريخ ببعض الخيال. وهذا ما فعله ليف تولستوي في "الحرب والسلم" عندما قدم حالة اجتماعية صاخبة بالحياة وقصص الحب والخيانة واللهو والسعي وراء المال والمكانة الاجتماعية. وهذا ما فعله "ألكسندر دوما" وما فعله أيضا جرجي زيدان بإفراط شديد في إعمال الخيال في التأريخ، فهل هذا ما حاولت الكاتبة أمل بنت عبدالله الصخبورية من سلطنة عمان مجاراته وتجريبه في روايتها "عروس الغرقة" الصادرة عن دار "الآن ناشرون وموزعون" الأردنية؟

وإذا كان تولستوي قد حرص على التفريق بين عمل الكاتب وعمل المؤرخ فجعل ما ينقله الأديب المبدع بقلمه أهم مما يدونه المؤرخ لأسباب تتعلق بنظرته إلى دور كل منهما في نقل التاريخ وتوثيق الإنسان، وما يكتنفه من مشاعر تلازم كل مرحلة حاسمة تمر بها البشرية في بقعة ما من الكرة الأرضية، فإن أمل عبدالله تضع نفسها في خضم مواجهة مع التاريخ من زاوية معينة، وكأنها تعلم أن كتابة التاريخ وحده كما هو لا يسمى أدبا، فكان المحك كبيرا وحساسا ذلك الذي امتحنت فيه قدرة قلمها وخيالها على إحاطة المادة التوثيقية التي تسجل فيها أحداثا ومواقف مرت على بلدها سلطنة عمان بسردية أدبية فيها من الخيال الذي يغذّي حوارات الشخصيات وينمي المشاعر التي تحملها كل شخصية ويمتلئ بها كل موقف، غازلة لخيوط رفيعة تربط الحكاية وتمسك بيد السرد سائرة به قُدما في زمنين متوازيين، لتبدو رواية "عروس الغرقة" نصين لا نصا وسيرتين لا سيرة واحدة وعالمين مختلفين في الظاهر: عالم غدق الشابة العمانية "العروس" وحياتها الجديدة في منزل سعود "الزوج" والذي حددته الكاتبة بعام 2007م، وعالم زيانة حمد المولودة في زنجبار لوالد عماني وأم زنجبارية. وهذه إحالة تاريخية ذكية من الكاتبة التي فتحت نصًا موازيًا على تاريخ غير معلن في الرواية وهو العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان وزنجبار التي كانت ذات يوم مرتبطة بسلطنة عمان ارتباطا وثيقا.

"رغم أننا لم نلتق إلا على الورق، إلا أنها زارتني في المنام بلباس تقليدي أخضر تسحب شالها مثل عروس شامخة.. وبقربها طبق فخاري مملوء بالحلوى العمانية حفر على سطحها اسم زنجبار وبجانبه رسمة هلال".

هكذا تبدأ أمل منذ العتبات الأولى للرواية بشحن عقل القارئ وتهيئته للجرعة المكثفة والمختزلة التي سيمتلئ به نصها لعرض الموروث العماني الفكري والاجتماعي، واستخدامه كمؤثث لنص يصلح للمحاكمة الثقافية التي تحدث عنها عبد الله الغذامي في "إشكاليات النقد الثقافي".

لقد اعتمدت الكاتبة على التأثيث الثقافي المستند إلى الموروث العماني اعتمادا واضحا، وهذا يفسره الطبيعة التاريخية للحكائية التي تسردها عن "سيرة انتفاضة الماء". وثيمة الماء تكاد تكون مؤثثًا حاضرًا في كثير من الروايات العمانية ومن أشهرها بلا شك رواية الكاتب زهران القاسمي "تغريبة القافر" التي وصِفت أنها رواية مائية فهل يمكننا إطلاق ذات الوصف على رواية "عروسة الغرقة"؟

الماء حاضر في كل تفاصيل حياة الإنسان وممارساته ولكنه في الموروث العماني يأخذ خصوصية متفردة، فهو من جهة يتصف بالشح والندرة وما يتبعه من سرديات البحث والتنقيب ومتابعة جريانه في الأرض، ومن جهة أخرى يرتبط بالكوارث الطبيعية والأعاصير الناجمة عن غزارة الأمطار والتي أحدثت أضرارا بالغة وخلّفت مآسي كثيرة. وربما ارتبط عنصر الماء روائيا بمفردات البيئة العمانية المليئة بالعيون المتفجرة مثل عين غلا وعين الحمام وعين الفج والمسفاة وعين وضاح وغيرها، التي أضفى عليها العقل الشعبي هالة من القداسة والتبرك وجعلها أسبابا للاستشفاء والعلاج.

وإذا كان دور الحكايات الشعبية استخدام هذا الموروث بطريقة تلائم المتلقي البسيط الذي يرى في توفر الماء نوعا من الأمل بالخير والبركة فإن الروائي له أدوات أكثر صرامة وليونة في ذات الوقت. ومن أهم هذه الأدوات الوصف الذي يشكل مع السرد علاقة عكسية من حيث التأثير على الإيقاع. فالسرد يسرع إيقاع النص والوصف يعرقل مسيرته ويخضعه لمجموعة من الإحالات التي تتناص على تلك المؤثثات التي أشرت إليها. تقول زيانة حمد الشخصية القادمة من 1874م من زنجبار: "أكتب رسالتي الأولى في فناء بيتنا تحت شجرة البيذام" وتقول أيضا: "عملت أمي من باب التسلية وتحسن الدخل مربية لأحد الأمراء في قصر بيت الساحل". وتقول غدق "العروس": "حين تأملت الخالة زيانة الصندوق كانت كمن يغوص في البحر" وتقول في موضع آخر من الرواية: "فبيوت القرية أغلب بنائها الأساسي من الطين ومكوثها تحت الماء لساعات يجعلها عرضة للانهيار بلا سابق إنذار". ولكن سمة الاعتدال بين المتعاكسين: السرد والوصف مكنت الكاتبة من السير بأمان والتنقل بين عالمين راغبة في الوصول إلى نهاية منطقة ومبررة لولوجها خطين من الزمن والتاريخ..فعالم غدق المليء بحكايات القرية وعادات أهلها الاجتماعية التي أظهرتها الكاتبة بوضوح تام في وصف الطعام واللباس والأمكنة التي تتنقل فيها الشخصيات،أما عالم زيانة حمد فيعكس صورة لحقبة تاريخية احتاجت معها الكاتبة إلى العودة إلى بعض المراجع، تلك الحقبة التي قد لا نعرف عنها الكثير ولو لم يحمل الأدب على عاتقه مهمة الإضاءة على المظلمات لظلت غارقة في غياهب الجهل والنسيان.

"عروس الغرقة" للكاتبة أمل بنت عبدالله الصخبورية نموذج من نماذج الأدب العماني الحديث الذي لم يتخلَّ رواده عن هاجس التاريخ العماني الذي ارتبط وثيقا بالماء وسردياته المتنوعة وهي نموذج روائي مكتمل العناصر اتصف بلغة سامقة وتمكن واضح من المكون اللغوي وتوظيف للأداة الوصفية بشكل يساهم في رسم صورة متخيلة لعناصر الرواية.

مقالات مشابهة

  • ثنائية الماء والتاريخ في رواية «عروس الغرقة» للكاتبة أمل الصخبورية
  • وزير البترول: نعمل كفريق واحد مع وزارة الكهرباء على تشكيل مزيج الطاقة الأمثل لمصر
  • "القومي لذوي الإعاقة" يشارك في المؤتمر العلمي الدولي للعلاج الطبيعي والتأهيل بالقاهرة
  • ترشيح 3 متاحف تركية لجائزة المتحف الأوروبي 2025
  • لليوم الثاني على التوالي.. الاحتلال يستهدف مسشتفى كمال عدوان شمال غزة
  • شاطئ سميسمة.. قطر تطلق مدينة ترفيهية لتعزيز قطاع السياحة
  • منصور بن زايد: متحف نور وسلام نافذة لاستكشاف ثراء الحضارة الإسلامية
  • وزارة السياحة خلال مشاركتها بمؤتمر المناخ .. تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
  • خريطة افتتاحات المساجد في 9 محافظات اليوم.. اعرفها
  • خاص لـ "الفجر الفني" عفاف مصطفى: العمل مع محمد سلام في "كارثة طبيعية" تجربة مليئة بالراحة والجمال (حوار)