بنيامين نتنياهو يلعب بالنار الأمريكية
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
من غير المسموح لنتنياهو أن يعامل الرئيس بايدن بازدراء. وإذا لم يستجب لمخاوف أمريكا فسوف تحترق بلاده! دوف زاخيم – ناشيونال إنترست
يزعم نتنياهو أن النصر الإسرائيلي على حماس هو وحده الذي سيؤدي لإطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين. ولتحقيق هذه الغاية، يواصل التأكيد على أنه سيأمر قوات الدفاع الإسرائيلية بمهاجمة رفح، ومع انتهاء شهر رمضان، فإن هذا الهجوم قد يأتي في غضون أيام.
ولكن افتراض أن هذه العملية ستؤدي تلقائياً إلى تحرير الرهائن أمر مثير للإشكالية إلى حد كبير؛ فكما أشار المفاوض المخضرم جيرشون باسكن، فإنها قد تؤدي إلى وفاة العديد من الرهائن، إن لم يكن أغلبهم.
لقد ادّعى الإسرائيليون، بقيادة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، أن إسرائيل يمكنها تنفيذ خطة إعادة التوطين في غضون بضعة أسابيع.
ولكن تأكيدهم قوبل بقدر كبير من الشك من جانب محاوريهم الأمريكيين الذين كانت شكوكهم في محلها؛ حيث لم يقم ديرمر، الذي اكتسب شهرته كناشط سياسي وليس كمحلل استراتيجي، ولا هانغبي، زعيم حركة الاستيطان، بتوضيح كيفية قيام إسرائيل بتنفيذ خطة الأسابيع الأربعة.
إن تصميم رئيس الوزراء الإسرائيلي على مهاجمة رفح سيقوض بشكل خطير موقفه المهتز بالفعل مع بايدن. إن صدق نوايا الرئيس فيما يتعلق بدعمه لإسرائيل لا شك فيه، فقد قاوم الضغوط المتزايدة من الديمقراطيين العاديين لمدة ستة أشهر، وخاصة الشباب، ومن أعضاء الكونغرس من حزبه لمنع المزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل.
ولم يعد الضغط من الكابيتول هيل يقتصر على أمثال ألكساندريا أوكازيو كورتيس (ديمقراطية من نيويورك)، ورشيدة طليب (ديمقراطية من ولاية ميشيغان)، وإلهان عمر (ديمقراطية من ولاية مينيسوتا)، وغيرهم من اليساريين من الكتلة الديمقراطية في الكونغرس، الذين يعارض معظمهم بلا تردد وجود دولة يهودية.
كما أن الضغط على بايدن لا يقتصر على الكتلة التقدمية الأكبر بكثير في مجلس النواب، ولا على أعضاء مجلس الشيوخ بيرني ساندرز (ديمقراطي من ولاية فرجينيا)، وكريس فان هولين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند)، وغيرهم من منتقدي إسرائيل منذ فترة طويلة.
وفي أعقاب القتل المأساوي لسبعة أفراد من عمال الإغاثة، دعا المزيد من الديمقراطيين، وأبرزهم رئيسة مجلس النواب السابقة المؤيدة بشدة لإسرائيل نانسي بيلوسي، بايدن إلى "حجب أي عمليات نقل للأسلحة الهجومية حتى يتم التحقيق في الأمر". وإذا تبين أن هذه الضربة تنتهك القانون الأمريكي أو الدولي، فسيتم محاسبة المسؤولين عنها.
ويجد بايدن أنه طالما بقي نتنياهو في السلطة فلن يتمكن من مقاومة اتخاذ خطوات أخرى أكثر قوة لتقييد قدرة إسرائيل على مواصلة شن حربها الشاملة ضد حماس.
وإذا قطع بايدن جزءًا من عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل، فمن المؤكد أن الدول الأخرى ستحذو حذوه. فرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يتعرض لضغوط لوقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل. كما أعلنت كندا أنها ستجمد شحنات الأسلحة إلى الدولة اليهودية.
إن لدى بايدن طرقا أخرى للضغط على إسرائيل؛ إذ يمكنه الحد من مستوى التعاون العسكري مع إسرائيل. أو يمكنه أن يصدر تعليماته للوفد الأميركي لدى الأمم المتحدة بدعم قرار جديد يدين العملية الإسرائيلية.
من المؤكد أن نتنياهو يجب أن يدرك أنه يلعب بالنار الأمريكية. وإذا لم يلتفت إلى المخاوف الأميركية، فإن بلاده، التي تعاني بالفعل من أهوال السابع من أكتوبرومحنة الرهائن، سوف تحترق بالفعل نتيجة لذلك.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الكونغرس الأمريكي بنيامين نتنياهو جو بايدن جيك ساليفان حركة حماس ريشي سوناك طوفان الأقصى قطاع غزة مجلس الأمن الدولي معبر رفح من ولایة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: لا حاجة للقوات الأمريكية في غزة
قال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال تصريحاته مساء اليوم الخميس، إنه لا حاجة للقوات الأميركية في غزة، وفقا لقناة العربية.
وعلى صعيد آخر، عقد يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي ، مساء يوم اليو الخميس، اجتماعا تشاوريا أمنيا في مقر الوزارة بتل أبيب، لمناقشة إمكانية وخيارات تهجير سكان قطاع غزة "طوعا".
وبحسب روسيا اليوم، وقال كاتس: "أرحب بالخطة الجريئة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يجب أن يُسمح لسكان غزة بالتمتع بحرية الخروج والهجرة كما هو معتاد في كل مكان في العالم.. وستتضمن الخطة خيارات الخروج في المعابر البرية بالإضافة إلى ترتيبات خاصة للخروج عن طريق البحر والجو".
وأضاف الوزير، "لقد استخدمت حماس سكان غزة كدروع بشرية وأقامت بنى تحتية إرهابية في قلب السكان، وهي الآن تحتجزهم كرهائن، وتبتز منهم الأموال باستخدام المساعدات الإنسانية، وتمنعهم من مغادرة غزة".
كما أشار إلى أن "دولا مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج وغيرها، وجهت اتهامات وادعاءات كاذبة ضد إسرائيل بسبب أنشطتها في غزة، ملزمة بموجب القانون بالسماح لكل سكان غزة بالدخول إلى أراضيها وسوف ينكشف نفاقهم في حالة رفضهم القيام بذلك".
وشدد على أن "هناك دولا مثل كندا، لديها برنامج هجرة منظم وأعربت في السابق عن رغبتها في استقبال سكان من غزة".
وفي وقت سابق من اليوم، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس تعليماته للجيش بإعداد خطة للسماح لسكان غزة بالمغادرة "طواعية"، وذلك في أعقاب طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رؤيته لمستقبل القطاع.
وأعرب كاتس، حسب ما جاء في بيان صدر عن مكتبه، عن دعم ما وصفها بـ"الخطة الجريئة" لترامب والتي تتيح "مغادرة طوعية" للفلسطينيين من القطاع "إلى أماكن مختلفة"، متهما حركة "حماس" بأنها "تمنع السكان من المغادرة، وتستغلهم كدروع بشرية".
وهنأ وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وزير الدفاع على إصداره تعليمات للجيش بإعداد خطة للسماح لسكان غزة بالمغادرة.
وفي إطار آخر، أبدت وزارة الخارجية الروسية، في بيانٍ لها اليوم الخميس، رفضها لمُقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إقراغ غزة من اهلها.
وقالت الوزارة الروسية عن مُقترح ترامب إنه حديث شعبوي، واضافت مُشددةًَ على أن موسكو تعتبره اقتراحاً غير بناء يزيد التوتر.
وأضاف بيان الخارجية الروسية :"نأمل الالتزام التام والصارم بما تم التوصل إليه من اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أثار جدلاً كبيراً حينما اقترح تفريغ أرض غزة من سُكانها الأصليين وإرسالهم إلى مصر والأردن.
واضاف ترامب قائلاً إنه يرغب في تحويل قطاع غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، والتي ستفتح أبوابها أمام الجميع، على حد قوله.
وكان إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، قد قال إن مُقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير مُواطني غزة لا يبدو خيارًا منطقيًا، واصفًا إياه بـ"الخيالي".
وقال باراك، في تصريحاتٍ صحفية لإذاعة الجيش الإسرائيلي،: "هذه لا تبدو خطة درسها أي شخص بجدية، يبدو أنها مثل بالون اختبار، أو ربما في مُحاولة لإظهار الدعم لدولة الاحتلال".
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان أثار الجدل بمُقترحه بشأن تهجير أهالي غزة إلى الأردن ومصر، وذلك بغيةً إفراغ الأرض من أهلها.
وواصل ترامب مُقترحه بالإشارة إلى خطته بشأن تحويل القطاع إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، التي ستفتح أبوابها أمام جميع الجنسيات، على حد قوله.
وتُعتبر قضية فلسطين قضية عادلة لأنها تتعلق بحقوق شعب تعرض للتهجير القسري والاحتلال العسكري لأرضه، وهو ما يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية، منذ نكبة عام 1948، تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا، وتمت مصادرة أراضيهم دون وجه حق، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
وتؤكد قرارات الأمم المتحدة، مثل القرار 194 الذي ينص على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، والقرار 242 الذي يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، على أن للفلسطينيين حقًا مشروعًا في تقرير مصيرهم.
كما أن استمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية يمثل انتهاكًا للقانون الدولي، ويؤكد أن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع سياسي، بل هي قضية عدالة وحقوق أساسية.