فضل الله: حضور أبناء الحدود الى قراهم اليوم رسالة قوة وثبات
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "عيد الفطر المبارك هذا العام يأتي مخضباً بدماء الأطفال في غزة وبدماء المقاومين والمدنيين من لبنان وفلسطين وكل محاور المقاومة". وخلال جولته في عدد من القرى الحدودية، قال فضل الله: نوجه التحية لأرواح الشهداء، ونواسي ونبارك لعوائلهم الصابرة والمضحية التي قدمت أغلى ما عندها لتبقى لنا كرامة وعزة، ويبقى لنا وطن محرر من الاحتلال، وبفضل هذه التضحيات كان حضور أبناء القرى الحدودية الكبير منذ صباح اليوم في القرى الأمامية، وقد وجه للجميع رسالة قوة وصمود وثبات وتمسك بالارض، وصلاة العيد التي اقيمت في القرى الأمامية هي صلاة تحدٍّ في وجه العدو، ولم يفاجئنا موقف أبناء الحدود، فهذا هو تاريخهم في المقاومة".
وقال: "رغم ما قدمه أبناء هذه المنطقة من تضحيات من دمائهم وأرزاقهم، فإنهم اليوم أكثر تمسكاً بمقاومتهم، فهي عامل الاطمئنان لحاضرهم ومستقبلهم، ووجودهم على الحدود اليوم هو لصلابة موقفهم ولإدراكهم أن العدو لن يجرؤ على استهدافهم خشية رد المقاومة، لأنه بعد ستة أشهر من الحرب ورغم كل ما حصل، فإن معادلة الحماية قائمة، والمقاومة تثبت معادلات للمستقبل، وإن التدمير الذي مارسه العدو لن يغير من خيارات أبناء الجنوب، وسيعاد اعمار القرى أفضل مما كانت كما حصل بعد حرب تموز".
ورداً على التهديدات الاسرائيلية للبنان، قال: "المقاومة تخوض هذه الحرب وفق معادلات ترد فيها على أي تمادٍ، وإذا ما قرر العدو توسعة الحرب، فستواجهه المقاومة بكل امكاناتها، والعدو الذي يهددنا بحرب برية، سبق له وهزم على أبواب بنت جبيل عام 2006، وسيلقى مصيراً أشد إذا ما سوّلت له نفسه القيام بهكذا حماقة، وهذا العدو بعد ستة أشهر من الحرب لا يجرؤ على الاقتراب من الحدود ومستوطنوه مهجرون، ويخضع للمعادلة التي فرضها ايقاع المقاومة، وصحيح أنه يمتلك آلة دمار كبيرة، ولكننا نملك إرادة المقاومة، وهي ارادة صلبة وسينتصر أصحاب الحق، وسنرفع رايات النصر على الحدود".
وأضاف: " المعركة الأساسية في غزة وبقية الجبهات هي للمساندة، وعندما تقف الحرب في غزة تقف في جنوب لبنان، ولذلك تراجعت حركة الموفدين الدوليين إلى لبنان بعدما فشلت الضغوط السياسية والتهديدات العسكرية في ثني المقاومة عن موقفها، ولقد بدأت الطروحات بمنطقة عازلة في جنوب الليطاني، وبعدها الدعوة إلى تراجع 10 كلم ثم 3 كلم عن الحدود، ولكنهم يئسوا من هذه الطروحات، لأن موقف المقاومة كان واضحاً، وهو أن المطلوب وقف العدوان على غزة، ولذلك فإن الجهد بات ينصب على التفاوض على وقف الحرب على غزة، وهو الذي تتولاه المقاومة الفلسطينية".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
نتنياهو ووقف إطلاق النار
أجمع، ويجمع، أغلب المتابعين لمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بأن الطبخة التي على النار، قد اقتربت من الاستواء.
وذلك بمعنى اقتراب التوصل إلى اتفاق، أصبح قابلاً للتحقق، بعد أن مرّت أشهر على إفشاله، ومواصلة العدوان الصهيوني على غزة، بحربيه: الحرب البريّة التي استهدفت القضاء على المقاومة. ومن ثم احتلال القطاع عسكرياً. أما الحرب الثانية فكانت حرب الإبادة (القتل الجماعي لفلسطينيي غزة، وتدمير القسم الأكبر من عمرانها وبنيتها التحتية.
لقد توفرت في أغلب تلك المراحل التي مرت بالحربين، وسلسلة من المفاوضات، عوامل داخلية وإقليمية وعالمية، تفرض على نتنياهو، قبول التوصل إلى اتفاق، خصوصاً، بعد أن تأكد لأشهر، عبث مواصلة العدوان في مجاليه، الحرب البريّة وحرب الإبادة التدميرية.
وذلك بدليل الفشل، في القضاء العسكري، على قوات المقاومة التي تقودها كتائب عز الدين القسام، كما الفشل في أن ينتج عن حرب الإبادة، ما يعود على نتنياهو، بانتصار يحقق هدفه من العدوان.
أكثر من أربعة عشر شهراً، وحرب العدوان مستعرة في غزة، ويد المقاومة هي العليا، في كل الاشتباكات الصفرية، وأكثر من أربعة عشر شهراً، والرأي العام العالمي ينقلب، يوماً بعد يوم ضد الكيان الصهيوني، الذي أصبح يحمل لقب، قاتل الأطفال ومدمّر المستشفيات، ومرتكب جرائم الحرب على أنواعها كافة.
ولكَم تجمعت ضغوط داخلية وخارجية على نتنياهو، ليوقف ذلك العدوان. ولكنه عاند عناد الخاسر الطفلي، أو المقامر العبثي، ليواصل الحرب بأي ثمن، وبالرغم من كل الضغوط.
أكثر من أربعة عشر شهراً، وحرب العدوان مستعرة في غزة، ويد المقاومة هي العليا، في كل الاشتباكات الصفرية، وأكثر من أربعة عشر شهراً، والرأي العام العالمي ينقلب، يوماً بعد يوم ضد الكيان الصهيوني، الذي أصبح يحمل لقب، قاتل الأطفال ومدمّر المستشفيات، ومرتكب جرائم الحرب على أنواعها كافة.مما يسمح بالقول، أنه غير قادر على عقد اتفاق، خشية الإقرار بانتصار المقاومة، وبسبب خوفه من انفراط تحالفه، كما خوفه من تحميله، مسؤولية الهزيمة أمام طوفان الأقصى، إلى جانب محاكمته بقضايا فساد.
وقد ساعد نتنياهو على هذا العناد العبثي، في حربه ضد المقاومة والشعب في قطاع غزة، انجرار بايدن وراءه، وما أدّاه له من دعم عسكري وتغطية سياسية، كان هو وجيشه، لولاهما، ذاهبين إلى هزيمة عسكرية ميدانية. فمواصلة نتنياهو لحربه ضد غزة، لم تقم على أساس موازين قوى في مصلحته.
وهنا يطرح السؤال، ما الذي استجدّ في هذه الجولة من المفاوضات، إلى الاقتراب الجدّي، من وقف إطلاق النار، فيما نتنياهو هو نتنياهو، والموانع التي تفرض عليه أن يستمر بالحرب، ولو بالخسارة، وبالاستراتيجية الفاشلة عسكرياً، ما زالت كما هي؟
الجواب يكمن، في ما مارسه ترامب، من ضغط لوقف الحرب، كما يكمن في محاولة بايدن، إنهاء عهده بالوصول إلى اتفاق، بعد أن ألحق بحزبه الخسائر الفادحة، أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي.
ومع ذلك فإن استدعاء نتنياهو لوفده المفاوض، ليس له من تفسير، إلاّ محاولة أخيرة لعرقلة، التوصل إلى اتفاق. فنتنياهو، والحالة هذه، يواجه مأزقاً خانقاً، بالرغم مما يحاول ترويجه من "انتصارات" على المستوى العام. الأمر الذي سوف يكشف وهمية ما يدّعيه، من "انتصارات" على المستوى العام كذلك.