طعام دسم وتنزّه في اليوم الثاني.. العيد في كردستان لا يشبه الوسط والجنوب
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
يكتسب عيد الفطر أهمية كبرى لدى الكرد في إقليم كردستان لعاداتهم الخاصة المميزة عن باقي المناطق العراقية، وعلى خلاف باقي المحافظات التي يتناول سكانها "الكاهي والقيمر" في فطور أول أيام العيد، فأن الكرد يأكلون المواد المطبوخة من الفاصوليا والقيسي وباقي الأكلات المطبوخة مع اللحوم الحمراء والبيضاء، إضافة الى تبادل الزيارات وتوزيع الحلوى بالزي الكردي التقليدي.
وفي اليوم الثاني تخرج العوائل إلى الطبيعة لإقامة الاحتفالات في المزارع والأماكن السياحية، مع إقامة موائد الشواء للأسماك والكباب واللحوم وغيرها، على أن تخرج العوائل وتجتمع في أماكن معينة، ورغم أن، بعض العادات صارت تتقلص بفعل التقدم التكنلوجي، لكن الكثير من العوائل ماتزال محافظة على عاداتها.
ويقول المؤرخ الكردي خالد عبد الكريم في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "العيد في السليمانية وباقي مناطق كردستان كانت له نكهة خاصة، مبينا أن "العوائل كانوا يزورون القبور بعد صلاة العيد، وكل شخص يعايد المتوفين، ومن ثم يعودون للمنزل ليأكلوا طعام العيد".
وأشار إلى أن "عادة زيارة القبور بدأت تتقلص بسبب التمدد المتشدد في بعض مدن الإقليم، والذي يعارض زيارة القبور".
وأضاف أنه "في ليلة العيد كان الرجال يذهبون إلى حمامات السوق ويتحمموا بها، ويحضروا أجمل ما عندهم من الملابس ليرتادوها في صلاة العيد، ويتبادلون الزيارات فيما بينهم على شكل مجموعات، لكن بعض العادات بدأت تتقلص".
وشهدت أسواق الإقليم، انتعاشا غير مسبوق، بعد اطلاق وجبتين من رواتب الموظفين، بعد فترة طويلة انعكست سلباً على وضع الحركة الاقتصادية والتجارية، وزادت حركة التبضع بشكل ملحوظ، فضلا على الاقبال الكبير للسياح في فترة العيد حيث توقعت السلطات المعنية بان يصل عدد السياح خلال عطلة العيد لاكثر من نصف مليون سائح.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
جدل حول إعادة عوائل داعش من مخيم الهول إلى العراق ومخاوف أمنية في نينوى
بغداد اليوم - بغداد
أثارت عودة دفعات جديدة من العوائل العراقية من مخيم الهول السوري إلى العراق جدلًا واسعًا بين الجهات الرسمية والزعامات العشائرية في محافظة نينوى، وسط مخاوف من تأثير هذه الخطوة على الوضع الأمني في المحافظة.
وبينما تؤكد الحكومة أن عمليات الإعادة تتم وفق إجراءات أمنية صارمة وبرامج إعادة تأهيل، يحذر معارضو الخطوة من مخاطر اندماج هذه العوائل في المجتمع دون ضمانات كافية لإمكانية استمرار تبنيها "الفكر المتطرف".
تفاصيل العودة وإجراءات التدقيق
أعلنت مديرية الهجرة والمهجرين في نينوى، التابعة لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية، عن عودة 148 عائلة عراقية من مخيم الهول في سوريا، معظمهم من النساء والأطفال، بعد إتمام عملية التدقيق الأمني والتأكد من عدم تورط العائدين بقضايا إرهابية أو كونهم مطلوبين أمنيًا.
وصرح خالد عبد الكريم، مدير فرع مديرية الهجرة والمهجرين في نينوى، بأن العائدين استقروا في مركز الأمل للدعم النفسي داخل مخيم الجدعة جنوبي الموصل، حيث سيخضعون لبرنامج خاص بإعادة التأهيل قبل السماح لهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية.
وأضاف عبد الكريم أن البرنامج يهدف إلى إعادة دمج العوائل في المجتمع العراقي عبر جلسات دعم نفسي وتوعية فكرية، إضافة إلى تقديم مساعدات إنسانية لتخفيف معاناتهم.
تحذيرات عشائرية من التسرع في الإعادة
في المقابل، عبّر عضو مجلس عشائر جنوب الموصل، خالد الجبوري، عن قلقه من إعادة هذه العوائل دون دراسة شاملة لجميع المخاطر المحتملة.
وقال الجبوري في حديث لـ"بغداد اليوم": "تلك العوائل ما تزال تؤمن بفكر داعش، وبالتالي يجب التأني وعدم إعادة الآلاف دفعة واحدة، خشية على وضع محافظة نينوى الأمني."
وأضاف أنه "يجب حصر هذه العوائل في مخيم الجدعة جنوبي الموصل، وعدم السماح بعودتهم إلى مناطقهم الأصلية دون التحقق من استعدادهم للاندماج مجددًا في المجتمع"، كما دعا إلى "ضرورة توزيعهم على محافظات أخرى بدلاً من تركيزهم في نينوى، مع تعزيز إجراءات التدقيق الأمني لضمان عدم تشكيلهم خطرًا مستقبليًا".
تحديات إعادة التأهيل والاندماج
رغم تأكيد الحكومة العراقية على اتباع خطوات مدروسة في إعادة هذه العوائل، لا تزال هناك تحديات جوهرية تعيق عملية إعادة التأهيل والاندماج، من بينها:
1. الرفض المجتمعي: تعاني العوائل المرتبطة بعناصر داعش من وصمة اجتماعية كبيرة، حيث ترفض بعض العشائر والمجتمعات المحلية عودتهم خوفًا من تسلل الفكر المتطرف مجددًا.
2. إجراءات التدقيق الأمني: رغم عمليات الفرز والتحقق الأمني، يرى البعض أن هذه الإجراءات قد لا تكون كافية، خاصة مع غياب رقابة طويلة الأمد على العائدين بعد خروجهم من مخيم الجدعة.
3. الجانب النفسي والاجتماعي: كثير من النساء والأطفال العائدين نشأوا في بيئات تسيطر عليها أيديولوجيا داعش، مما يستدعي جهودًا مكثفة لإعادة تأهيلهم فكريًا ونفسيًا قبل دمجهم في المجتمع.
4. مخاوف من استغلال سياسي: قد تتحول قضية إعادة العوائل إلى ورقة سياسية بيد بعض القوى، ما قد يعرقل إيجاد حلول واقعية توازن بين البعد الإنساني والأمني.
مواقف الحكومة والمجتمع الدولي
في ظل هذه المخاوف، تواصل الحكومة العراقية تنفيذ برامج إعادة التأهيل بدعم من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية، التي تؤكد أهمية معالجة هذه القضية من منظور حقوقي وإنساني، مع مراعاة المخاوف الأمنية المشروعة.
وتسعى بغداد إلى إغلاق ملف العراقيين في مخيم الهول نهائيًا خلال الأشهر المقبلة، حيث تقدر التقارير أن ما يقارب 25 ألف عراقي لا يزالون في المخيم، وسط ضغوط دولية لإيجاد حلول نهائية لهذا الملف الشائك.
يبقى ملف عوائل داعش من أكثر القضايا تعقيدًا في العراق بعد سنوات من هزيمة التنظيم. وبينما تحاول الحكومة الموازنة بين المسؤولية الإنسانية والاعتبارات الأمنية، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه إعادة دمج هذه العوائل في المجتمع، مما يتطلب استراتيجيات طويلة الأمد لضمان نجاح هذه العملية دون تهديد الاستقرار في نينوى وباقي المحافظات.
إعداد: قسم الشؤون السياسية في "بغداد اليوم"