هآرتس: إسرائيل تائهة ونتنياهو لا يعرف إلى أين يأخذها
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
#سواليف
“بعد أن أصبح تطبيق تحديد المواقع الخاص بي عديم الفائدة بسبب أجهزة التشويش التابعة للجيش الإسرائيلي خطر لي أن انعدام الأمن والشك اللذين شعرت بهما على الطريق كانا متطابقين تماما مع المزاج الوطني في #إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول”.
بهذه المقدمة افتتحت الصحفية #أليسون_كابلان سومر -مقالها بصحيفة #هآرتس- لتعبر عن مدى الصدمة التي انتابتها عندما وجدت أن تطبيق تحديد المواقع الذي كانت تعتمد عليه لتوجيهها إلى المناطق التي تقصدها، أصبح يعرض لها متاهة لا توصلها في النهاية إلى شيء، مما أصابها بحالة من #انعدام_الأمان.
ولم يكن الجاني وراء التشويش -كما تقول الكاتبة- عدوا لدودا ماكرا، بل الجيش الإسرائيلي نفسه، الذي يقوم منذ أكتوبر/تشرين الأول بتشغيل أجهزة تشويش على نظام تحديد المواقع العالمي في الشمال لمنع حزب الله أو إيران أو الحوثيين أو أي قوة معادية من توجيه المسيرات والصواريخ الانتحارية بدقة نحو إسرائيل.
مقالات ذات صلة المقاومة تكشف تفاصيل مقترح لاتفاق هدنة 2024/04/10ضائعون
وروت الكاتبة ما حدث لها عندما قامت بتحديد وجهتها في تطبيق النظام الملاحي، ونظرت إلى الشاشة الموجودة على لوحة القيادة بسيارتها متوقعة أن يتم توجيهها بواسطة الخطوط المستقيمة والصوت المطمئن، فإذا بها تجد مجموعة من الطرق المتقاطعة متداخلة في دائرة ضيقة ولا تؤدي إلى أي مكان، وكأن موقعها الحالي في إحدى ضواحي بيروت أو قرب مطار دمشق.
وبالتالي قدح هذا التشويش الذي أربك الكاتبة، فكرة في ذهنها، وهي أن ما أحدثه نظام تشويش الجيش الإسرائيلي لنظام الملاحة، كان يشبه تماما المزاج الوطني في إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث “إننا #ضائعون ونبحث عن الاتجاه، نتوقع صوتا هادئا وموثوقا به ليقوم بتوجيه الأمة في أي اتجاه يخرجها من محنتها الحالية”.
وبدلا من ذلك -تقول أليسون كابلان سومر- نجد حكومة أقرب إلى شاشة مشوشة بها أسهم يشير بعضها إلى البعض الآخر، ولا توفر أي طمأنينة بشأن المكان الذي نتجه إليه ولا إلى متى قد نخرج من المكان الذي نحن فيه.
تخبط
ورأت الكاتبة أن العناوين الرئيسية في الأيام القليلة الماضية تثبت ما تقوله وهي تحكي القصة، حيث قيل منذ أكتوبر/تشرين الأول إن هدف حرب غزة هو “النصر الكامل” على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأضيف مؤخرا أن شن هجوم كامل على رفح أمر بالغ الأهمية، لأننا لن نتمكن أبدا من استعادة المحتجزين في غزة دون ضغوط عسكرية لا هوادة فيها، ومع ذلك، لم يبق في غزة سوى فريق مقاتل واحد، ويبدو أن الاستعدادات ضئيلة لعملية رفح مع تزايد الضغوط الدولية.
ومن المفترض أن تكون العودة الآمنة للمحتجزين -كما تقول الكاتبة- على رأس أولويات إسرائيل، إلا إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا تمنح فريق التفاوض إلا مساحة للمناورة على مضض.
وتتابع متسائلة “فهل نحن على الطريق نحو اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن إطلاق سراح المحتجزين أم إننا ماضون قدما على الطريق السريع نحو النصر الكامل المفترض؟ إلى أي طريق نتجه؟ لا أحد يعرف”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف إسرائيل هآرتس أکتوبر تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
من طفولته في الإسكندرية إلى المنفى بباريس.. بيرم التونسي شاعر لم يعرف الحب أبدا
في العدد 287 من مجلة الكواكب، الصادر يناير عام 1957، قدم الشاعر الغنائي الكبير بيرم التونسي اعترافاته للجمهور والقراء، وبدأ بيرم بالحديث عن فترة الطفولة إذ قال «شغفت بالمطالعة وأنا طفل في السابعة، ولم يكن بمقدوري أن أفهم أكثر من القصص الشعبية الشائعة في ذلك الحين، وأعجبتني منها قصة «السلك والوابور» و«الفقر» و«الإسكافي» وكلها ملاحم تستهوي الأطفال وأشباه الأطفال من الرجال، وزدت شغفا بهذه الملاحم، عندما سمعتها ملحنة تلقى على الدفوف من المداحين الذين كانوا ولا يزالون يملؤن ميدان أبو العباس في الإسكندرية، فكنت أسير خلف الأدباتية الشحاذين، الذين يلقون أزجالهم على الجالسين في المقاهي مسافات طويلة، فكانوا يلقون الأزجال موقعة على دربكة يحملها الأدباتي».
وتابع بيرم مشدد على إن محصوله الأول من الأدب الشعبي جاء من هذه المصادر، حتى وصل إلى سن 12 عاما، وقتها عرف مصدرا جديدا، «كان عمري وقتها 12 سنة حين عرفت طريق مكتبة البلدية، فاستعرت منها مجموعة مجلة الأستاذ التي كان يصدرها عبدالله النديم، وكان هو أول من استخدم الأزجال السياسية لمعالجة المشاكل، وحين بلغت 16 سنة كنت أتأرجح بين المدارس الأهلية ومصنع الحرير الذي تركه والدي تحت وصاية أحد المغاربة بالإسكندرية في حي الميدان، وفي سن 18 سنة تزوجت وماتت زوجتي قبل أن أغادر البلاد منفيا».
بعدها ينتقل الشاعر الكبير للحديث عن كواليس النفي، ويقول: «حين اندلعت الثورة المصرية 1919 أخرجت مجلة المسلة دون أن استخرج إذنا من إدارة الداخلية، وكانت المجلة السبب في نفيي إلى فرنسا، إذ صدرتها بمقطوعة عن زواج الملك السابق فؤاد تحت عنوان «البامية السلطاني»، وفي باريس عانيت شظف العيش واحترفت كل الحرف إلا الأدب، عملت حمالا في مصنع للبيرة وفي مصنع سيارات وفي مصنع للحرير الصناعي ومصنع للبسكويت، ولما أضناني التعب تسللت إلى مصر في غفلة من العيون وفي ذلك كتبت "غلبت أقطع تذاكر وشبعت يا رب غربة.. بين الشطوط والبواخر ومن بلادنا لأوروبا».
كما أشار التونسي في اعترافاته إلى أنه لم يعرف الحب يوما، لأن في رأيه «الحرمان أقوى من الحب»، كما أنه كان دائما يعاني من الفقر، وبرأيه «المرأة لا تحب الرجال اللي على الحديدة».
وختاما تحدث بيرم عن رحلته مع المرض بقوله «الربو يعيش في صدري منذ زمن بعيد، واستطعت أن أدرس خصائصه وأحببته، لأنه مرض جميل، وأجمل ما فيه أنه ديكتاتور، لا يسمح لأي مرض آخر أن ينافسه أو يشاركه في جسدي، ولكنه يقتلني، لقد استطعت أن أقلع عن كثير من عاداتي ولكني رغم كل المحاولات لم أستطع أن أبتعد عن المحروقة السيجارة، وياعمر ما بقى فيك عمر».