الحرة:
2025-11-08@06:16:20 GMT

هل أصبحت الوحدة مرضا قاتلا؟

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

هل أصبحت الوحدة مرضا قاتلا؟

اختيارية أحيانا وإجبارية في بعض الأوقات، ينعزل خلالها الشخص عن الآخرين، في حالة قد تكون "قاتلة"، هكذا تحذر دراسة ومختصون تحدث معهم موقع "الحرة" من "الوحدة" وتداعياتها على الصحة النفسية والجسدية للإنسان.

حالة "اختيارية أو إجبارية"

يشعر حوالي 25 بالمئة من البالغين في العالم بـ"الوحدة الشديدة أو إلى حد ما"، بحسب استطلاع للرأي أجرته شركة ميتا لوسائل التواصل الاجتماعي المالكة لفيس بوك عام 2023، وشركة استطلاعات الرأي غالوب.

والأميركيون في منتصف العمر يشعرون بـ"الوحدة" أكثر من نظرائهم الأوروبيين، وفق دراسة حديثها نشرتها "مجلة علم النفس الأميركي".

ويوضح استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، أن الوحدة قد تكون "اختيارية" أو "إجبارية".

وهناك شخصيات "انطوائية" تختار الوحدة ولا تريد الاختلاط مع الآخرين، وتكون سعيدة بالتواجد "منفردة"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ويشير استشاري الطب النفسي إلى أن "بعض الأشخاص لا يختارون الوحدة لكنها تفرض عليهم جبرا، من خلال ابتعاد الآخرين عنهم رغما عنهم".

والوحدة "الإجبارية" هي الأكثر خطورة لأن من يعاني تلك الحالة يشعر بأن الناس "تتجاهله وتتنافر منه"، ما يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية خطيرة، حسبما يحذر فرويز.

ومن جانبها، توضح المعالجة النفسية والاختصاصية الاجتماعية، لانا قصقص، أن "الوحدة" تعتبر مشكلة صحية "عالمية عامة"، وتتسبب في مشكلات "نفسية وجسدية" لمن يعاني من تلك الحالة.

ويشعر من يعاني الوحدة أنه "منعزل اجتماعيا ومنفصل عن الآخرين، ولديه شعور دائم بعدم الراحة، ويواجه مشاعر مضطربة نتيجة الانعزال عمن حوله"، وفق حديثها لموقع "الحرة".

وتشير قصقص إلى وجود "تداعيات نفسية واجتماعية وصحية لمن يعاني من الوحدة".

هل أصبحت الوحدة "وباءا"؟

في عام 2023، حذر تقرير من "انتشار وباء الوحدة العالمي"، مشيرا إلى الحاجة الملحة لزيادة التواصل الاجتماعي.

والشعور بالوحدة الذي المرتفع لدى الأميركيون مقارنة بدول أخرى، يعود إلى شبكات الأمان الاجتماعي المحدودة والأعراف الثقافية التي تعطي الأولوية للفردية على حساب المجتمع.

وحسب الدراسة فإن الأميركيين لديهم ميل أكبر للانتقال، وهو ما يرتبط بضعف الروابط الاجتماعية والمجتمعية.

ومن المرجح أن تؤدي عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية إلى زيادة شعور الفرد بالوحدة من خلال تقويض قدرته على تلبية الاحتياجات الأساسية، وفق موقع "theconversation".

وتشير قصقص إلى عدة أسباب وراء الشعور بالوحدة، وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي الذي تجعل البعض "منغمس بالواقع الافتراضي ومنفصل عن الواقع".

وهناك عوامل بيئية واجتماعية ونفسية واقتصادية قد تتسبب بالشعور بالوحدة مثل "الشعور بالتمييز ومشكلات العمل، والعيش ببيئة فقيرة، أو في مجتمع تنتشر به الأوبئة والأمراض والحروب"، وفق المعالجة النفسية والاختصاصية الاجتماعية.

والبعض يمر بتغييرات حياتية شخصية قد تتسبب في إصابة الشخص بالوحدة، مثل "فقدان أشخاص محبوبين، أو ترك الوظيفة"، حسبما تضيف قصقص.

تداعيات نفسية وجسدية خطيرة

يشير فرويز إلى أن الوحدة "الإجبارية" قد تتسبب في ارتفاع معدلات "النورأدرينالين" بالمخ.

و"النورأدرينالين" هي مادة كيميائية عضوية ضمن الهرمونات والناقلات العصبية في الدماغ والجسم.

وارتفاع نسبة "النورأدرينالين" يتسبب في حدوث "نزيف أو جلطات بالقلب والمخ"، وفق استشاري الطب النفسي.

ويتحدث فرويز عن أعراض جسمانية أخرى مثل "الصداع وزيادة معدلات ضربات القلب، الآلام بالمعدة، والإصابة بالقولون العصبي".

ومن جانبها، تحذر قصقص أن "الوحدة" تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق إذا كان الشخص لديه "استعداد للإصابة باضطرابات عقلية ونفسية".

والمصاب بالوحدة يشعر بمستويات "سعادة ورضا"، وتتراجع لديه نسبة "الثقة بالنفس"، وترتفع لديه نسب "التشاؤم" بينما ينخفض "التفاؤل"، ويعاني من "توتر وضغط نفسي" بشكل أكبر من الآخرين، وفق المعالجة النفسية والاختصاصية الاجتماعية.

وترتبط "الوحدة" بالقلق والاكتئاب ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 30 بالمئة بحسب "منظمة الصحة العالمية".

وهناك تأثيرات "فسيولوجية" للوحدة بما في ذلك "زيادة مستويات هرمون التوتر وزيادة التعرض للعدوى"، وفق مجلة "نيتشر".

والأشخاص الذين يشعرون بالوحدة هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف، وارتفاع ضغط الدم واختلال وظائف الجهاز المناعي مقارنة بأولئك الذين لا يشعرون بالوحدة.

وبالمقارنة مع العديد من الدول الأوروبية، يعاني البالغون في منتصف العمر في الولايات المتحدة حاليا من أعراض اكتئاب أكثر ومعدلات أعلى من الأمراض المزمنة والألم والإعاقة، حسب موقع "ساينس أليرت".

هل الوحدة قاتلة؟

حسب الدراسة التي نشرتها "مجلة علم النفس الأميركي"، فإن الأميركيين في منتصف العمر يعانون من الشعور بالوحدة أكثر من أقرانهم في الدول الأوروبية، ويتزامن هذا مع الأدلة الموجودة على أن معدلات الوفيات آخذة في الارتفاع بين البالغين في سن العمل في الولايات المتحدة.

والشعور بالوحدة لا يقل خطورة عن التدخين، فهي تزيد من تعرض الإنسان لـ"الأمراض المزمنة والوفاة المبكرة".

ويتفق كلا من فرويز وقصقص على أن "الوحدة" قد تقود البعض للوفاة أحيانا، نتيجة "تفاقم" التداعيات النفسية والجسدية الناجمة عن ذلك الشعور.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الشعور بالوحدة من یعانی

إقرأ أيضاً:

لا شىء مقدسًا!

كلما أمعن الشخص النظر فى حجم الهيافة التى تحيط به فى كافة المستويات، من انتشار القيم السيئة لتحل محل قيم الصدق والأمانة لدرجة أنها أصبحت محل تفاخر، فأصبح شعار المرحلة «لا شىء مقدسًا»، كله معروض للبيع وقابل للشراء، ويقول لك بفخر «اللى تغلب به إلعب به» ولتحل الديكتاتورية محل الديمقراطية، حتى أصبحت المقولة الأشهر عند الناس بدون خجل «دع الخلق للخالق»، ويطالبك الجميع بأن تساير هذه الهيافة، لأنها أصبحت الشىء الوحيد الذى يسعد به الآخرون. حتى أولو الأمر فرضوا علينا طاعتهم، وهناك أيضاً من يلهمون الناس بالموضوعات العبيطة مثل زواج فلانة وطلاق علانة، وأشياء أخرى وكلها بذات المستوى حتى جعلوا الناس لا يتناقشون حول أمور تختص بحياتهم مثل ارتفاع أسعار الوقود من حيث الأثر والآثار المترتبة عليه، فيخرج علينا هؤلاء الهايفين ليقولوا لنا إن الخطأ خطأ الناس الذين يطالبون بأن تكون الحاجة «ببلاش» ولا يفعلون سوى الخلفة الكثيرة وربى يا حكومة، فهل يعلمون أن هؤلاء المطحونين يعملون أكثر من عمل فى اليوم الواحد من أجل الحصول على ما يُسد رمق أولادهم وسداد فواتير الماء والغاز والمواصلات، تلك المشاكل التى كانت تُناقش فيما سبق مثل انتشار الفساد وأصبحت تسمى الأشياء بغير أسمائها، فيقال على الرشوة «عمولة» وعلى الخيانة «وجهة نظر».

مقالات مشابهة

  • استشاري نفسي: الطموحات غير الواقعية سبب رئيسي في زيادة الاضطرابات النفسية بين الشباب
  • الرياض.. القبض على شخص يقود مركبة مسروقة ويعرض حياة الآخرين للخطر
  • لا شىء مقدسًا!
  • خريس: الاعتداءات الإسرائيلية تهدف إلى إخضاع لبنان لكنها ستواجه بالوحدة الوطنية
  • استغلال مشاعر الآخرين بـالخديعة!
  • الأزهر للفتوى: تجاهل تنمر الأطفال خطر يهدد صحتهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي
  • شوقي غريب: غياب بيزيرا مؤثر على الزمالك أمام بيراميدز.. والأهلي يعاني في مركز المهاجم
  • الأمم المتحدة تطلق مبادرة عالمية جديدة لدعم الصحة النفسية للشباب
  • آليات جديدة للمدارس.. أبرز توصيات ملتقى ”الصحة النفسية“ بالدمام
  • فرنسا: فتح تحقيق جنائي في تيك توك بسبب تأثيره على الصحة النفسية للأطفال