يأتي العيد هذا العام والعالم العربي يعاني على أكثر من صعيد، فمن جهة أولى تُلقي المجزرة الإسرائيلية المستمرة على غزة بظلالها على العيد، ومن جهة أخرى تعاني الشعوب العربية التضخم وغلاء الأسعار وتآكل دخل المواطن في مختلف أنحاء العالم العربي.

وتراجع معدل نمو الاقتصادات العربية عام 2023 نحو 2.2%، منخفضا من نحو 5.

8% عام 2022، وذلك بسبب أثر تشديد السياسة النقدية، والتطورات الأخيرة في المنطقة، كما ارتفع التضخم في الدول العربية إلى 9.3% خلال عام 2023، حسب تقرير لصندوق النقد العربي، وتتأثر هذه الأرقام بعدة عوامل، بما في ذلك ضغوط صرف العملات لدى بعض الدول العربية، وتقلبات أسعار الطاقة والغذاء، وغيرها من العوامل الخاصة بكل دولة.

آلام غزة

يأتي العيد هذا العام، والشعب الفلسطيني في غزة ما زال تحت القصف والعنف الإسرائيلي الذي لا يتوقف، تاركا خلفه دمارا هائلا وأكثر من 32 ألف شهيد، وعشرات آلاف الجرحى، وسط عجز عربي مريب ترك أهل غزة وحدهم في مواجهة آلة بطش همجية تدعمها أكبر القوى الغربية، وهو ما ألقى بظلاله على العيد، وخطف الفرحة من عيون المواطنين العرب في كل مكان.

من جهته، يقول الكاتب الصحفي الأردني زيدون الحديد -للجزيرة نت- إن "أشلاء الجثث التي تتناثر في كل جانب شكلت صدمة نفسية كبيرة، وإن مشاهد الموت والدمار والقصف أثرت وبشكل كبير أيضا على نفسية الموطنين العرب في كل مكان".

ويضيف أن "أجواء العيد هذا العام أجواء باهتة، وليس لها طعم لدرجة أن أي شخص يفكر في شراء ملابس وحلويات العيد لعائلته يشعر بالخيانة، بسبب القتل والدمار الواقع في غزة، فلا بهجة للعيد في ظل هذه الظروف".

ويؤكد الحديد أنه ستكون لهذه الحرب الهمجية على قطاع غزة آثار نفسية ارتدادية كبيرة على الناس، وهذه الآثار ستظهر أكثر بعد الحرب، وستكون لها انعكاسات دموية وانتقامية في المستقبل.

التضخم

ليست حرب غزة وحدها التي تخطف فرحة العيد، ولكن ازدياد معدلات الفقر والتضخم وغلاء الأسعار تفعل فعلها أيضا في الشعوب العربية، مما يزيد من معاناتهم في مختلف الدول، غنيها وفقيرها.

وفي هذا السياق، يقول الحديد إن "الحرب الإسرائيلية على غزة خلقت حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي في المنطقة برمتها، خصوصا في دول الجوار كالأردن ومصر ولبنان، التي لا تزال تعاني التأثيرات السلبية التي أحدثتها جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية".

إلا أن أبرز التأثيرات السلبية المباشرة -في رأي الحديد- على اقتصاد الدول العربية المجاورة لفلسطين بدأت تتضح معالمها من خلال "الارتفاع المستمر للأسعار، وبالذات المواد الغذائية، والركود العام في الأسواق، وضعف القوة الشرائية في القطاعات التجارية والصناعية والسياحية كافة، خصوصا القطاع السياحي الذي تلقى ضربة كبيرة بسبب الحرب، ومني بخسائر فادحة نتيجة الموقع الجغرافي، وكل هذا ألقى بظلاله على الناس في العيد".

أسعار الغذاء

وذكر تقرير البنك الدولي أن "معدل تضخم أسعار الغذاء على أساس سنوي ارتفع في جميع بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقريبا، وكان معدل تضخم أسعار الغذاء في 14 دولة من أصل 16 بلدا أعلى من معدل التضخم العالمي العام. وانخفض نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة، وهو مقياس أكثر دقة للفقر، إلى 1.6% عام 2023 من 4.4% عام 2022".

وقال البنك الدولي -في تقريره- إن "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه حتى لو كان تضخم أسعار المواد الغذائية مؤقتا، فإن تأثيره قد يكون محسوسا لأجيال عديدة، لأن الأطفال الذين يعانون سوء التغذية غالبا ما يكون أداؤهم سيئا في المدارس، ويكون دخلهم وفرصهم الوظيفية أقل، كما يعانون أيضا اعتلال الصحة".

وتشير تقديرات متحفظة إلى أن "ما لا يقل عن 200 ألف طفل ولدوا مصابين بالتقزم عام 2022 بسبب قلة التغذية، وتعرضهم داخل الرحم لانعدام الأمن الغذائي بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية".

الأسعار ترتفع

ووفق دراسة أجرتها وكالة "نوفوستي" الروسية على أساس بيانات من الخدمات الإحصائية الوطنية لـ193 دولة عضو في الأمم المتحدة:

جاء لبنان في المرتبة الثانية عالميا بعد الأرجنتين في معدل ارتفاع الأسعار، حيث ارتفع معدل نمو الأسعار من 70% إلى 192% على مدار العام الماضي. أما في أكبر دولة عربية وهي مصر، فقد وصل معدل التضخم إلى 34% العام الماضي، وواصل التضخم ارتفاعه هذا العام أيضا، إذ أدى الخفض المستمر للجنيه إلى ارتفاع التضخم وزيادة الأسعار بشكل غير طبيعي.

ووفق متوسط توقعات 12 محللًا، من المتوقع أن يقفز التضخم السنوي في المدن المصرية إلى 36.3% من 35.7% في فبراير/شباط الماضي، وفق رويترز.

وسمح البنك المركزي بانخفاض قيمة الجنيه المصري إلى نحو 49.5 مقابل الدولار في السادس من مارس/آذار الماضي من مستوى 30.85 الذي أبقاه عنده في الشهور الـ12 السابقة.

في الأردن، أظهرت بيانات من دائرة الإحصاءات العامة الأردنية أن معدل التضخم في فبراير/شباط 2024 ارتفع بنسبة 1.57% على أساس سنوي.

ووفق التقرير، فإن من أبرز المجموعات السلعية التي أسهمت في الارتفاع: النقل، والخضراوات والفواكه، واللحوم والدواجن.

وكان معدل التضخم في الأردن قد سجل ارتفاعا خلال عام 2023، بنسبة 2.08%، ليصل إلى 109.02% مقابل 106.79 للفترة ذاتها من عام 2022.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات معدل التضخم هذا العام عام 2023 عام 2022

إقرأ أيضاً:

التضخم في إسرائيل يقفز لأعلى مستوى بسبب حرب غزة

ذكرت دائرة الإحصاء المركزية بإسرائيل، اليوم الجمعة، أن التضخم ارتفع بأكثر من المتوقع في يناير/كانون الثاني إلى 3.8%، وهو أعلى مستوى له في أكثر من عام، ومن المرجح أن يمنع صناع السياسات من خفض أسعار الفائدة قريبا.

ويعزو المراقبون مواصلة ارتفاع التضخم إلى الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وما يستتبعها من نفقات ومصاريف.

ومعدل التضخم السنوي في يناير/كانون الثاني هو الأعلى منذ سبتمبر/أيلول 2023، وارتفع من 3.2% في ديسمبر/كانون الأول.

وتجاوز المعدل توقعات بلغت 3.7% في استطلاع أجرته رويترز وظل فوق نطاق المستهدف السنوي للحكومة ما بين 1% و3%.

وأرجع مسؤولون حكوميون ارتفاع التضخم إلى مشكلات تتعلق بنقص الإمدادات على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وعمليا يرجع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها:

زيادة الضرائب، حيث أقرت الحكومة زيادات ضريبية أثرت على أسعار السلع والخدمات.  ارتفاع أسعار الفواكه والأغذية والسكن، فقد سُجلت هذه الفئات زيادات ملحوظة في الأسعار خلال الفترة المذكورة.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بأكبر من المتوقع ليزيد 0.6% في يناير/كانون الثاني مقارنة بديسمبر/كانون الأول بسبب ارتفاع أسعار الفواكه والأغذية والسكن. وتوقع استطلاع أجرته رويترز ارتفاعا بواقع 0.5%.

ارتفاع التضخم سيمنع بنك إسرائيل من خفض أسعار الفائدة قريبا (غيتي) ارتفاع التضخم في إسرائيل يحمل دلالات اقتصادية مهمة، أبرزها: إعلان تراجع القوة الشرائية وزيادة تكاليف المعيشة، فارتفاع الأسعار، خاصة في السكن، والغذاء، والخدمات، يؤدي إلى تآكل دخل المواطنين، مما يزيد الضغط على الأسر محدودة الدخل، وقد يرفع من معدلات الفقر. ضغوط على بنك إسرائيل لرفع الفائدة للحد من التضخم، ما يجعل القروض (السكنية، والتجارية، والاستهلاكية) أكثر تكلفة. وارتفاع الفائدة قد يؤدي إلى تباطؤ الاستثمارات والنمو الاقتصادي، خاصة في قطاع التكنولوجيا والعقارات. ارتفاع التضخم قد يؤدي إلى انخفاض قيمة الشيكل مقابل العملات الأخرى، مما يزيد من تكلفة السلع المستوردة. المستثمرون الأجانب قد يفقدون الثقة في استقرار الاقتصاد الإسرائيلي، مما يؤدي إلى تباطؤ تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر. وبالتالي الشركات المحلية قد تجد صعوبة في جذب رؤوس الأموال، مما يؤثر على نمو القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا الفائقة.

مقالات مشابهة

  • التضخم يسجل 2% خلال يناير 2025
  • التضخم في المملكة يصل إلى 2.0% خلال شهر يناير
  • ضمن أقل المعدلات بين دول الـ20.. 2 % نسبة التضخم السنوي بالمملكة خلال يناير 2025
  • “الإحصاء”: التضخم في المملكة بلغ 2.0% خلال شهر يناير 2025
  • الزعاق: رمضان يبدأ السبت 1 مارس وعيد الفطر الأحد 30 مارس .. فيديو
  • باخد 2.5 مليون دولار.. عمرو أديب: مهنة الإعلام بالعالم العربي ليست سهلة
  • التضخم في إسرائيل يقفز لأعلى مستوى بسبب حرب غزة
  • عبد الوهاب غنيم: انخفاض معدل التضخم يشير إلى استقرار الأسعار
  • مدبولي: معدل التضخم في انحسار مستمر.. وربط زيادة الأجور برفع الأسعار غير صحيح
  • رئيس الوزراء: معدل التضخم في انحسار وينخفض كل شهر