فيلهلم رونتغن.. مُكتشف الأشعة السينية وأول فائز بجائزة نوبل للفيزياء
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
مهندس وفيزيائي ولد عام 1845 في ألمانيا، اكتشف الأشعة السينية التي أحدثت ثورة في المجالين الطبي والفيزيائي، يعد أول من فاز بجائزة نوبل في الفيزياء عام 1901، توفي عام 1923 نتيجة إصابته بسرطان الأمعاء.
المولد والنشأةولد فيلهلم كونراد رونتغن يوم الـ27 مارس/آذار 1845، في مدينة بريمشايد شمال الراين الألماني، لأب ألماني وأم هولندية، كان والده يعمل في صناعة الألبسة وتجارتها، وأمه تشارلوت فراوين ربة منزل ومن أصول هولندية، وكان فيلهلم ابنهما الوحيد، انتقل فيلهلم في عمر 3 سنوات مع والديه إلى هولندا، وذلك بسبب تراجع تجارة الأب في ألمانيا.
بينما كان يتردد على مقهى في أبلدورن بهولندا، التقى بفتاة سويسرية من زيورخ اسمها آنا بيرثا لودفيج، وكانت ابنة صاحبة المقهى، وأعجب بها وتزوجها لاحقا في عام 1872، ولم ينجبا أطفالا لكنهما تبنيا عام 1887 فتاة في عمر الـ6 كانت ابنة أخي زوجته، وذلك بعد 4 سنوات من وفاة والدتها، وبقي فيلهلم وآنا والفتاة يعيشون في ميونخ حتى وفاته.
التكوين العلميبدأ تعليمه الابتدائي في مدرسة "فان دور هيرمان" الداخلية وأكمل فيها الدراسة الثانوية، ثم انتقل إلى مدرسة "أمبخت" في مدينة أوترخت الهولندية، ولكنه طرد منها لاحقا بسبب تهمة وجهت له برسم أحد أساتذته بشكل مسيء، كما حُرم من دخول صالات الألعاب الرياضية في كُلّ من ألمانيا وهولندا.
التحق عام 1865بالقسم الفني الميكانيكي في مدرسة زيورخ للفنون التطبيقية في سويسرا، وذلك بعد اجتيازه اختبارات القبول الخاصة بها، وتخرج منها بعد 3 سنوات بشهادة في الهندسة الميكانيكية.
حصل عام 1869على درجة الدكتوراه في دراسات الغازات من مدرسة زيورخ، ثم عاد إلى ألمانيا صحبةَ أستاذه البروفيسور أوغست كوندت وتعينا في جامعة فوتسبورغ، لكنهما لم يبقيا طويلا هناك، كما رفض عدة دعوات لرئاسة قسم الفيزياء في جامعتي يينا وأوترخت.
فيلهلم رونتغن عُين أستاذا في الفيزياء النظرية بجامعة القيصر عام 1876 (غيتي) دراساتهنُشر أول عمل لرونتغن عام 1870، وتناول فيه دراسة درجات الحرارة النوعية للغازات، بعدها ببضع سنوات، قدّم ورقة بحثية عن التوصيل الحراري للبلورات، ثم استكمل أبحاثه بدراسة خصائص حجر الكوارتز، إضافة لتأثير الضغط على معامل الانكسار للسوائل المختلفة.
كما استكشف طريقة تعديل مستويات الضوء المستقطب عن طريق التأثيرات الكهرومغناطيسية، وتغيرات درجات الحرارة وانضغاط الماء والسوائل الأخرى، إضافة للظواهر المصاحبة لانتشار قطرات الزيت على سطح الماء.
الوظائف والمسؤوليات انتقل للتدريس في جامعة القيصر فيلهلم في مدينة ستراسبورغ الفرنسية عام 1872. أصبح أستاذا للفيزياء في أكاديمية شتوتغارت في ألمانيا عام 1875. عاد إلى جامعة القيصر وعُين أستاذا في الفيزياء النظرية عام 1876. انتقل إلى جامعة "يوستوس ليبيغ" في مدينة غيسن الألمانية وعُين رئيسا لقسم الفيزياء عام 1879. انتقل إلى المعهد الفيزيائي في جامعة فورتسبورغ عام 1888، حيث اكتشف الأشعة السينية أثناء فترة تدريسه في الجامعة. انتقل إلى ميونخ عام 1900 وتولى رئاسة قسم الفيزياء في الجامعة بناء على طلب من الحكومة الألمانية، وبقي في منصبه حتى وفاته عام 1923. اكتشافه للأشعة السينيةاهتم فيلهلم بداية بالخصائص الفيزيائية لأنابيب الأشعة المهبطية، وهي عبارة عن أنابيب كهربائية يكون ضغط الغاز فيها منخفضا وفرق الجهد بين طرفيها يصل إلى 10 آلاف فولت.
ومع تركيزه أثناء أبحاثه على خصائص الغاز والتأثيرات المغناطيسية وضغط الماء، بدأ بتجربة تمرير التيار الكهربائي عبر غازات متنوعة، ولكن مع تكرار تجربته لاحظ تشكل موجات كهرومغناطيسية تمر عبر مواد متنوعة وتشكل شحنة كهربائية تخترق هذه الأنابيب لتبدأ بالتوهج.
ومع امتلاك تلك الشحنة لنشاط قوي، استطاعت عبور معظم المواد الصلبة سواء كانت أنسجة بشرية أم مواد بلاستيكية، ولكن تستطيع المواد الأكثر صلابة أن تحجب مرورها مثل المعادن والعظام البشرية.
توماس أديسون حرص على تحسين اكتشاف رونتغن حيث طور منظارا محمولا يعمل بالأشعة السينية (غيتي)ومع الاستمرار في التجربة، لاحظ فيلهلم أن كأسًا مطلية بالرصاص لم تستطع الأشعة اختراقها، ومن ثم اكتشف ما يقي من تلك الأشعة، ومع استمراره في تجاربه أطلق على الأشعة اسما مؤقتا وهو أشعة "إكس" نسبة إلى الحرف "إكس" الذي يدل على القيمة المجهولة في اللاتينية (كما ترجمت إلى سينية نسبة إلى رمز المجهول "س" في اللغة العربية).
كانت أولى تجاربه البشرية على يد زوجته، إذ التقط صورة ليد آنا بيرثا وظهرت في الصورة عظام يدها مع خاتم الزواج في إصبعها دون أن تظهر الأنسجة أو الأربطة المُحيطة بالعظام.
قدم فيلهلم بتاريخ 27 ديسمبر/كانون الأول عام 1895 ورقة بحثية إلى جمعية الطب الفيزيائي في مدينة فورتسبورغ بعنوان "حول نوع جديد من الأشعة"، وبعد تسليمه الورقة ونشرها بعام واحد؛ استخدمت أشعة "إكس" في المجال الطبي السريري لأول مرة في الولايات المتحدة الأميركية بمدينة دارتموث عن طريق الطبيب أدوين برانت فوست، كما أنشئ أول قسم للأشعة في مشفى غلاسكو في بريطانيا.
اعتمد المشفى على اكتشاف فيلهلم لالتقاط صور لحصوات الكلى لدى مرضاها، وعملات معدنية ابتلعها أشخاص قَدِموا للمشفى من أجل تشخيص حالاتهم.
في عام 1901 حصل فيلهلم رونتغن على جائزة نوبل في الفيزياء وكان أول من حصل عليها، تلاه الهولنديان هندريس لورنتس وبير زيمن عام 1902 والفرنسي هنري بيكريل في عام 1903، والبريطاني جون ستروت في عام 1904، والنمساوي الألماني فيليب لينارد في عام 1905، وذلك بعد تطويرهم لنظريات متعلقة بالظاهرة الإشعاعية ونشاطها، معتمدين على اكتشاف فيلهلم في أبحاثهم.
تبرع رونتغن بأموال جائزته لجامعته، كما أنه رفض الحصول على براءة اختراع للأشعة السينية، وذلك في سبيل ضمان حرية استفادة العالم من اكتشافه، وفي وقت وفاته عام 1923 كان على وشك الإفلاس بسبب التضخم الذي أعقب نهاية الحرب العالمية الأولى.
رونتغن نُشر له أول عمل عام 1870 وتناول فيه دراسة درجات الحرارة النوعية للغازات (غيتي)كان توماس أديسون من بين أولئك الذين حرصوا على تحسين اكتشاف رونتغن، إذ طور منظارا محمولا يعمل بالأشعة السينية، على الرغم من فشله في صنع "مصباح الأشعة السينية" التجاري للاستخدام المنزلي.
وفاتهتوفي فيلهلم يوم العاشر من فبراير/شباط 1923، وذلك بعد إصابته بسرطان الأمعاء بفترة قصيرة، وتحول منزله الذي ولد فيه في ريمشايد إلى متحف وحمل اسم "متحف روتنغن الألماني".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الأشعة السینیة فی الفیزیاء انتقل إلى فی مدینة وذلک بعد فی عام
إقرأ أيضاً:
تكريم الفائزين بـجائزة الإمارات للريادة في سوق العمل 14 الجاري
تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، تنظم وزارة الموارد البشرية والتوطين، في 14 نوفمبر الجاري، حفل تكريم الفائزين بالدورة الثانية من "جائزة الإمارات للريادة في سوق العمل" التي تعد الأولى من نوعها في تكريم شركات القطاع الخاص والقوى العاملة المتميزة على مستوى الدولة وإبراز الممارسات الناجحة في مجال سوق العمل في القطاعات الاقتصادية كافة.وتُكرم الجائزة في دورتها الثانية 90 فائزاً سيحصلون على مجموعة من الجوائز تصل قيمتها إلى 37 مليون درهم.
وأكدت الوزارة أن اللجان المختصة قيمت أكثر من 7700 طلب ترشح للدورة الثانية من الجائزة التي شهدت زيادة بنسبة 120% على طلبات الترشح التي استقبلتها في دورتها الأولى والتي بلغ العدد فيها نحو 3500 طلب.
وأوضحت الوزارة، أن التنافس الكبير بين ملفات المشاركين في الدورة الثانية من جائزة الإمارات للريادة في سوق العمل، يجسد أهمية هذه الجائزة ودورها في تعزيز بيئة العمل الريادية التي تتبناها المنشآت المشاركة، ورسوخ معايير الالتزام والتميز والريادة، وعمق مفهوم الشراكة والمسؤولية الاجتماعية لديها.وأشارت إلى أن تقييم طلبات الترشح يستند إلى معايير واضحة وآلية حوكمة دقيقة تغطي الجوانب المختلفة المؤثرة في سوق العمل بما فيها التوظيف والتمكين، واستقطاب المهارات، والصحة والسلامة المهنية، وعلاقات العمل والأجور، والمرافق وبيئة العمل، والجاهزية للمستقبل، والتشجيع والتحفيز، والإنجاز، والإبداع والابتكار، والتعلم المستمر، والمسؤولية المجتمعية، وغيرها.
وشهدت الدورة الثانية من الجائزة إقبالاً واضحاً من الشركات والمؤسسات الوطنية الكبرى لرعايتها، إذ وصل عدد الجهات الراعية إلى 13 جهة رائدة في الدولة، ما يجسد رسوخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية في سوق العمل الإماراتي، ومدى ثقته بالسياسات والتوجهات الحكومية التي حققت الازدهار والريادة الاقتصادية للدولة.وتتبنى الجائزة منهجية رائدة للارتقاء بمنظومة سوق العمل وتكريس ثقافة التميز لدى منشآت القطاع الخاص، وتعزيز الابتكار والريادة في بيئة الأعمال، عبر تكريم الممارسات المتميزة وتسليط الضوء عليها، ما يعزز التوجه نحو تبني الاقتصاد المعرفي والابتكار في سوق العمل، ويزيد من قدرته على جذب أهم العقول والكفاءات لتسهم في دعم مسيرة التنمية المستدامة في الدولة.
وتسهم الجائزة في تعزيز تنافسية قطاع الأعمال في الدولة ضمن استراتيجية متكاملة تنتهجها وزارة الموارد البشرية والتوطين، للوصول بسوق العمل الإماراتي إلى المرتبة الأولى عالمياً. وشهدت الجائزة في دورتها الثانية استحداث فئتين رئيسيتين للسكنات العمالية والتكريم الخاص لتصبح فئات الجائزة خمس فئات بدلا من ثلاث، كما تمت زيادة القيمة الإجمالية للجوائز لتصل إلى نحو 37 مليون درهم بدلا من 9 ملايين درهم، فضلا عن تطوير معايير الجائزة بما يتلاءم مع معايير الاستدامة والابتكار، وينسجم مع مكانتها الرائدة ودورها في تعزيز ريادة سوق العمل في الدولة.وتضم الجائزة خمس فئات هي: فئة "الشركات" وتمنح جائزتها للشركات التي تطبق أفضل الممارسات لمواردها البشرية بناء على معايير التوظيف والتمكين واستقطاب المهارات، ومعيار بيئة العمل وجودة حياة القوى العاملة، ومعيار الابتكار والجاهزية للمستقبل، وتحقق أعلى مستوى في الالتزام بأنظمة ومعايير بيئة العمل في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وسيتم اختيار 33 شركة للفوز ضمن هذه الفئة.وتشمل الفئة الثانية "القوى العاملة المتميزة" 3 فئات فرعية، هي "العمالة الماهرة" و"العمالة من المستويات المهنية الأخرى" و"العمالة المساعدة"، وسيتم اختيار 48 فائزا ضمن هذه الفئة.وتمثل الفئة الثالثة "السكنات العمالية" التي يتم منحها لأفضل استثمار في السكنات العمالية التي تطبق أفضل المعايير من حيث مرافق السكن والخدمات الإضافية التي تقدم للعمال مستخدمي السكن ومدى تبني وتطبيق مبادرات الاستدامة ورفاهية القوى العاملة.وتكرم الفئة الرابعة من الجائزة "شركاء خدمات الأعمال" من الشركات التي أسهمت في تطوير ممارسات سوق العمل الرائدة، وتنقسم إلى ثلاث فئات فرعية هي "مكاتب استقدام العمالة المساعدة" و"وكالات التوظيف"، و"مراكز خدمات الأعمال".وتتمثل الفئة الخامسة في "فئة التكريم الخاص" وتشمل أربع فئات فرعية هي فئة "نخبة الشركات" ، وفئة "شخصية العام" الخاصة بتكريم شخصية استثنائية أسهمت في تطوير سوق العمل الإماراتي، وفئة "المبادرة الرائدة" في تنظيم علاقات العمل، وفئة "المؤثر الاجتماعي" الذي أسهم في مبادرات لنشر قوانين وسياسات وقرارات تنظيم سوق العمل والتعريف بها.وكانت وزارة الموارد البشرية والتوطين نظمت مجموعة من ورش العمل للتعريف بأهمية جائزة الإمارات للريادة في سوق العمل، ودورها في تعزيز تنافسية سوق العمل بالدولة وزيادة إنتاجيته وكفاءته، وتعريف الجمهور المستهدف بالإسهامات الكبيرة والمسؤولية المجتمعية لشركات القطاع الخاص، وأثر هذا الأمر على مكانة هذه الشركات محلياً وعالمياً.وتضمنت ورش العمل شرحاً مفصلاً عن فئات الجائزة الرئيسة والفرعية وطريقة المشاركة وتقديم الملفات، إضافة إلى الإجابة على الأسئلة والاستفسارات، ما أسهم في زيادة إقبال المنشآت على المشاركة، من خلال تحفيزها على المنافسة وتوضيح فكرة الجائزة وفرصها للفوز في فئاتها المتنوعة.
المصدر: وام