إنجمينا.. قلب تشاد ومركز حضارتها وتاريخها العريق
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
عاصمة جمهورية تشاد وكبرى مدنها من حيث عدد السكان، تقع في الجزء الغربي منها على ضفاف نهر شاري، الذي يعتبر مصدرا رئيسيا للمياه في المنطقة. تعتبر مركزا محوريا متنوعا في البلاد، إذ توجد فيها المتاحف والمساجد والمراكز الثقافية والفنية والدينية، التي تعكس تاريخ وتراث البلاد، كما تتميز المدينة بأسواقها النابضة التي تعكس الحياة اليومية والثقافة التشادية.
تأسست في القرن الـ19، وكانت محطة تجارية، ثم تطورت بسرعة لتصبح العاصمة الرسمية لتشاد بعد الاستقلال عام 1960، وباتت مركزا حيويا للأنشطة التجارية والاقتصادية والثقافية في البلاد.
الموقع والسكانتقع إنجمينا وسط غرب تشاد، عند ملتقى نهر شاري ونهر لوغون، على الضفة اليمنى لنهر شاري، بالقرب من حدود تشاد مع الكاميرون، وعلى بعد 50 ميلا جنوب بحيرة تشاد.
تربط إنجمينا 3 جسور بالضفة اليسرى لنهر شاري، منها اثنان في تشاغوا، أحدهما ذو مسار واحد (جسر تشاغوا)، والآخر ذو مسارين (جسر تايوان)، وتوجد مدينة كوسيري الكاميرونية على بعد حوالي 10 كيلومترات من إنجمينا، على الضفة اليسرى لنهر لوغون الذي يمثل الحدود، ويمكن الوصول إليها عن طريق جسر نغيلي.
ورغم أنها بعيدة عن المركز، فإنها تعد مركز الاتصالات الرئيسي في تشاد، وتقع إنجمينا على بعد 450 كيلومترا من مدينة موندو، ثانية كبريات مدن البلاد، و750 كيلومترا من أبيشي، أكبر مدينة في شرق تشاد.
يقدر تعداد سكان العاصمة إنجمينا بمليون و605 آلاف و696 نسمة حسب إحصاءات أجريت في عام 2012، وتعد كبرى مدن تشاد من حيث المساحة.
التاريخوفي عام 1900، وبعد هزيمة القائد السوداني رابح بن الزبير في معركة "كوسيري" أمام الجيش الفرنسي، أطلق الفرنسيون على المدينة اسم "فورت لامي"، نسبة إلى أميدي فرانسوا لامي، ضابط الجيش الفرنسي الذي توفي في المعركة آنذاك.
ظلت فورت لامي مدينة صغيرة طوال فترة الاستعمار الفرنسي، وشهدت فور استقلالها نموا ديمغرافيا سريعا، إذ ارتفع عدد سكانها مما يقدر بنحو 53 ألف شخص عام 1958 إلى 130 ألف شخص عام 1972، وبحلول عام 2002، كان هناك ما يقدر بنحو 600 ألف شخص يقيمون في إنجمينا، مما جعلها أكبر مدينة في تشاد وأكثرها اكتظاظا بالسكان.
وفي عام 1973، غيّر الرئيس فرنسوا تومبالباي اسم المدينة من "فورت لامي" إلى إنجمينا، وهو اسم يعني "مكان الراحة والاستجمام"، كما قيل إن هذا الاسم مستمد من "أم نجامينا" وهي قرية صغيرة لصيد الأسماك في مدينة كوتوكو الكاميرونية.
اللغةإلى جانب اللغة الفرنسية، يعتمد سكان المدينة اللغة العربية لغة وطنية ثانية، وتتميز المدينة بتنوع الديانات والعقائد، لكن الإسلام يعتبر الدين الرئيسي في إنجمينا، إذ إن 95% من السكان مسلمون.
المناختتمتع إنجمينا بمناخ جاف قريب من مناخ الخرطوم عاصمة السودان، وتغيب عنها الأمطار 5 أشهر في العام من نوفمبر/تشرين الثاني إلى مارس/آذار، في حين يسجل شهرا يوليو/تموز وأغسطس/آب تساقطات جيدة بمعدل 144 مليمترا و175 مليمترا على التوالي.
الاقتصادتحتل إنجمينا مكانة مهمة باعتبارها عاصمة اقتصادية لتشاد، لا سيما بسبب نموها الديمغرافي القوي، وتشتهر بتنوع القطاعات الاقتصادية فيها، منها الخدمات والتجارة والصناعة، مما يجعلها مركزا تجاريا رئيسيا، إذ تضم العديد من الأسواق التقليدية والمراكز التجارية الحديثة، ويتوافد عليها التجار والمواطنون من جميع أنحاء البلاد.
وتوجد فيها العديد من فروع البنوك والمؤسسات المالية، مما يدل على أهمية المدينة ومركزها المالي الرئيسي في البلاد، إذ تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات المالية للأفراد والشركات، بما في ذلك الودائع والقروض والتحويلات المالية.
وتوجد في إنجمينا مقرات العديد من مكاتب الطيران والوزارات والمؤسسات الحكومية الرئيسية، إضافة للمكاتب الدبلوماسية، ويساعد هذا الحضور الحكومي على دعم الاقتصاد المحلي وتشجيع الاستثمار والتنمية، كما يعتبر شارع "شارل ديغول" المركز التجاري للمدينة.
تُعتبر العاصمة التشادية محورا اقتصاديا مهما في البلاد، وتؤدي دورا حيويا في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير الخدمات والموارد الأساسية للسكان والشركات في تشاد.
وتعد إنجمينا سوقا إقليمية للماشية والملح والتمور والحبوب، وتعد اللحوم والأسماك وتجهيز القطن من الصناعات الرئيسية، وتنقسم العاصمة الاقتصادية للبلاد إلى 10 بلديات و64 حيا.
ومن أبرز الأسواق النشيطة فيها:
سوق ديمبي. السوق المركزي. سوق ديغيل. سوق العدالة في الدائرة السابعة. سوق العافية. سوق جيرونا. سوق الجزيرة. جامعة إنجمينا تأسست عام 1970 (موقع الجامعة على فيسبوك) التعليميواجه التعليم في إنجمينا تحديات كثيرة، مثل نقص التمويل والبنية التحتية التعليمية ونقص الموارد البشرية المؤهلة، إضافة لانعدام النظام الأمني في بعض المناطق، ورغم ذلك فإن المدينة تتوفر على العديد من المعاهد والجامعات والمؤسسات التعليمية العالية العامة والخاصة، ومراكز البحث العلمي، ومنها:
جامعة إنجمينا (أنشئت عام 1970). جامعة إيمي كوسي. جامعة الملك فيصل الإسلامية. جامعة (إتش إيه سي) للدراسات الاقتصادية العليا والمحاسبية والتجارية والاتصالات في تشاد (خاصة)، أنشئت في عام 2004. الجامعة (آي إس بي إف): المعهد العالي للفنون التطبيقية "الفرنكوفونية". المدرسة الوطنية للإدارة (إيه إن إيه). الثقافةتعد إنجمينا مركزا حضريا في تشاد، وتتميز بتنوع ثقافي كبير نتيجة تنوع القبائل والمجموعات العرقية التي تعيش فيها، وتظهر هذه الثقافات في اللغة والأزياء والعادات والتقاليد وغيرها.
وتشتهر المدينة بتقاليدها الفنية والحرفية، التي تعتبر جزءا مهما من التراث الثقافي للمدينة، مثل النحت والنسيج والفخار، بحيث تعكس هذه الفنون مهارة الفنانين المحليين وتفانيهم في الحفاظ على التراث الثقافي للمنطقة.
وتشهد إنجمينا نشاطا ثقافيا حيويا، إذ تستضيف العديد من المهرجانات الفنية والمعارض، إلى جانب عروض الموسيقى والرقص، وتحتفظ بجذورها العميقة في تاريخ تشاد، وتعبر عن هوية الشعب التشادي، على غرار "مهرجان داري" الذي أنشئ عام 2018، وهو حدث احتفالي وثقافي سنوي يقام على مدار شهر تقريبا في المدينة، يعزز التنوع الثقافي للبلاد من خلال تمثيل الثروات الثقافية وتذوق الطعام.
تزخر إنجمينا بعدة مراكز ثقافية، لها دور مهم في جذب السياحة إلى المدينة مثل "متحف تشاد الوطني"، و"مركز المنى الثقافي"، و"كاتدرائية سيدة السلام"، والعديد من المساجد الدينية.
وتتسم عاصمة تشاد بتنوع ديني كبير، يمارس فيه السكان الإسلام والمسيحية والديانات التقليدية بنسب متفاوتة، وتتضح هذه التنوعات في الطقوس والاحتفالات الدينية التي تشهدها المدينة.
وتمزج ثقافة إنجمينا بين التقاليد القديمة والتأثيرات الحديثة، مما يخلق بيئة ثقافية متنوعة ومثيرة تجذب السكان المحليين والزوار على حد سواء.
السياحةتعد إنجمينا بوابة رئيسية للسياحة في تشاد، ففيها عدد من المعالم السياحية، مما يجلب العديد من السياح بمختلف جنسياتهم لاستكشاف ثقافة وتاريخ تشاد من خلال هذه المدينة.
المسجد الكبير أكبر مساجد تشاد ويعود تاريخ بنائه إلى السبعينيات من القرن العشرين (أسوشيتد برس)ومن أبرز معالمها السياحية:
المتحف الوطني التشادي: يعرض العديد من القطع الأثرية والتاريخية التي تعكس تاريخ البلاد وثقافتها، ويقع في حي "أمريغيبي"، بالمنطقة الخامسة للعاصمة. سوق إنجمينا المركزي: يقع في قلب الحي الإسلامي مقابل المسجد الكبير. المسجد الكبير: يعد أكبر مسجد في تشاد، ويعود تاريخ بنائه إلى السبعينيات من القرن العشرين. كاتدرائية سيدة السلام: تسمى كاتدرائية السيدة العذراء، وهي الكاتدرائية الكاثوليكية في إنجمينا، تقع بالقرب من شارع شارل ديغول وشارع فيليكس إيبوي، كان افتتاحها عام 1965 ودمرت في 1980 أثناء الحرب الأهلية، ثم أعيد بناء مبناها بين عامي 1983 و1986. تمثال كيلو ابنة ديغيل: ولقبه "كيلو ابنة ديغيل"، يقع في باحة المتحف الوطني في إنجمينا، وبحسب دليل المتحف الوطني، فقد صُورت هذه الفتاة العربية المنحدرة من قرية توكرا، يوم إعلان الاستقلال وسط سوق إنجمينا من قبل عامل إغاثة فرنسي جذبته أظافر أصابعها. ثم اقترحت هذه الصورة فيما بعد على رئيس الجمهورية آنذاك فرانسو تومبالباي بهدف اعتبارها رمزا لتجسيد جمال المرأة التشادية، وهكذا اختيرت لتكون أحد الأختام التي تظهر على شعار الجمهورية وعلى الطوابع الإدارية العامة في تشاد، وصنع لها تمثال في باحة المتحف الوطني.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات المتحف الوطنی فی إنجمینا فی البلاد العدید من فی تشاد فی عام
إقرأ أيضاً:
أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المهاجرين في تاريخ المدينة
تحتفل مدينة أمستردام بمرور 750 عامًا على تأسيسها من خلال تنظيم فعاليات متنوعة، تشمل نحو 300 نشاط موزعة بين مهرجانات محلية وحفلات ومعارض وعروض موسيقية. وتعد "قصص الوصول" أحد المعارض البارزة هذا العام، حيث يتم عرض جدارية في مركز للاجئين تعكس دور المهاجرين في تاريخ المدينة.
اعلانيسرد المعرض ماضي أمستردام وحاضرها من خلال دمج قصص طالبي اللجوء مع صور تاريخية تبرز كيف ساهم المهاجرون في ازدهار المدينة. ويمثل هذا المعرض ردًا غير مباشر على تصاعد الخطاب المعادي للهجرة في هولندا، بعد صعود اليمين المتشدد إلى الحكم.
Relatedمعرض جديد في أمستردام يكشف عن روائع الفن البرونزي الآسيوي شاهد: الآلاف يحتفلون بيوم التوليب في أمستردام وسط أكثر من 200 ألف زهرة معارضة في أمستردام لنقل بيوت الدعارة من "الحي الأحمر" إلى مجمّع في الضواحيمن بينها أمستردام ولندن ومدريد.. التغير المناخي يُهدّد نصف المدن الكبرى في العالموأكد توم فان دير مولن، المؤرخ الفني، أن تاريخ المدينة يظل مرتبطًا بالمهاجرين الذين ساهموا في تشكيل هويتها، وأضاف أن النقاش حول الهجرة جزء من نقاش طويل بدأ منذ قرون. بينما ترى الفنانة أليينا يلدز، التي ساهمت في إنشاء الجدارية، أن تنوع الثقافات في المدينة جعلها أكثر غنىً وتماسكًا.
يُذكر أن أمستردام، التي تأسست في 1275 عندما منح الكونت فلوريس الخامس سكانها امتيازات جمركية، أصبحت مدينة عالمية ومركزًا للتجارة والابتكار، ولعب المهاجرون دورًا كبيرًا في تحقيق هذا النجاح.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في خطوة غير مسبوقة.. طهران تفتح معرضاً يضم أبرز لوحات الفن الغربي من بينها أعمال لبيكاسو وفان غوخ ميلانو تستضيف معرض يوشيتاكا أمانو.. من الرسوم المتحركة إلى ألعاب الفيديو عملية سرقة جريئة.. تفجير باب معرض فني وسرقة أعمال شهيرة للفنان آندي وارهول في هولندا لوحاتمعرضنمو اقتصاديتاريخأمستردام/سكيبولالهجرةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة وصواريخ حزب الله تنهمر على تل أبيب يعرض الآن Next رومانيا تبدأ التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وسط منافسة بين 13 مرشحاً يعرض الآن Next مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائيلية بعمان يعرض الآن Next زيلينسكي: تدمير قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب يهدد الأمن الغذائي في دول مثل مصر وليبيا ونيجيريا يعرض الآن Next مفاوضات "كوب 29" للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة تمويل مكافحة تغير المناخ اعلانالاكثر قراءة 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات بعد أيام من اختفائه جرائم حرب وإبادة: قادة صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية.. تعرف عليهم؟ تحذير أوروبي شديد اللهجة لأوربان: دعوة نتنياهو انتهاك للالتزامات الدولية حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تدمرضحاياإسرائيلقطاع غزةالصحةالاتحاد الأوروبيأزمة المناخاعتداء إسرائيلعاصفةحركة حماسالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024