من دون شكّ، يُعتبر قيام "حزب الله" بإسقاط الطائرة المسيّرة الإسرائيليّة "هرمز 900"، إنجازاً عسكريّاً لـ"المقاومة الإسلاميّة"، ورسالة للعدوّ الإسرائيليّ بأنّ "الحزب" أصبح يمتلك صواريخ مضادة للطائرات. وقد شهدت سماء جنوب لبنان إستهداف طائرتين من هذا الطراز المتطوّر، في حين أنّ عشرات المسيّرات لا تزال تُحلّق في أجواء كافة المناطق اللبنانيّة، وتجمع المعلومات الإستخباراتيّة، وتُنفّذ مهمّات الإغتيال التي تطال أسماءً بارزة، وآخرها من قوّة "الرضوان"، وأوّلها القياديّ في حركة "حماس" صالح العاروري.


 
وفي هذا السياق، قال أمين عامّ "حزب الله" السيّد حسن نصرالله، إنّ "المقاومة" أسقطت "فخر الصناعة الإسرائيليّة"، في إشارة إلى المسيّرة "هرمز 900". ووفق مراقبين عسكريين، فإنّ لـ"الحزب" القدرة على ضرب وتدمير ليس فقط المسيّرات الإسرائيليّة، وإنّما الدبابات، وخصوصاً "الميركافا" منها، ما يضع الصناعة العسكريّة الإسرائيليّة في مرمى الخطر، من حيث الترويج لها وتصديرها إلى الخارج.
 
ويلفت المراقبون العسكريّون إلى أنّ إسرائيل تعتمد على المسيّرات أكثر من الطائرات الحربيّة منذ 8 تشرين الأوّل في المعارك مع "حزب الله"، وانتقلت إلى استخدام وسائل تكنولوجيّة أكثر تطوّراً ودقّة، لقصف الأهداف داخل الأراضي اللبنانيّة. ويرى المراقبون أنّ "الحزب" أسقط مسيرتين حتّى الآن، وهو عددٌ قليل جدّاً، بينما لا تزال أعداد كبيرة من مسيّرات العدوّ الإسرائيليّ تُحلّق في سماء لبنان، وتقوم بمهامها بشكل طبيعيّ.
 
ولا يعتبر المراقبون العسكريّون أنّ إسقاط "هرمز 900" هو بمثابة الإنجاز الكبير، لأنّ هذه الطائرة وغيرها من المسيّرات يسهل ضربها، ورؤيتها وهي تُحلّق في الجوّ. كما يوضح المراقبون أنّ الطائرات من دون طيّار ليس فيها منظومة دفاعيّة، وهي فقط هجوميّة واستخباراتيّة.
 
وتجدر الإشارة إلى أنّه لم يسبق لـ"حزب الله" أو غيره من "المقاومين"، أنّ أسقطوا طائرة حربيّة إسرائيليّة. وهنا، يقول المراقبون العسكريّون إنّ هناك فرقاً شاسعاً بين القدرة على استهداف المسيّرات، وبين ضرب الطائرات المقاتلة، وخصوصاً الـ"اف -16" الأميركيّة الصنع، والتي تستخدمها تل أبيب في أيّ عدوان على لبنان. ويُتابع المراقبون أنّ الإنجاز يكمن في قدرة "الحزب" أو غيره بتهديد هذا النوع من المقاتلات في الجوّ، ما يضع العدوّ أمام أزمة كبيرة، ويحرمه من أفضليّة التفوّق الجويّ في المعارك والحروب.
 
وفي هذا السياق، نُقِلَ في وسائل إعلام إسرائيليّة وغربيّة منذ فتح "حزب الله" جبهة الجنوب لمساندة غزة، أنّ هناك نيّة روسيّة بإعطاء "المقاومة الإسلاميّة" منظمومة دفاع جويّ، من طراز "اس اي 22" الموجودة في سوريا، الأمر الذي نفته موسكو. أمّا إذا كان هذا الأمر صحيحاً، وأمسى "الحزب" يمتلك ترسانة مضادة للطائرات الحربيّة، فيقول المراقبون إنّه لن يكشف عنها إلّا بدخول إسرائيل حرباً مباشرة معه. ويُضيفون أنّه لم يستخدم حتّى الساعة أبرز صواريخه الجديدة، وهو لا يزال يقصف المستوطنات والمراكز العسكريّة الحدوديّة بصواريخ مضادة للدروع، وأخرى قديمة كـ"الكاتيوشا".
 
وإذا كان إسقاط "الحزب" لـ"هرمز 900" غير كافٍ، يُشير المراقبون إلى أنّ "المقاومة" لم تكشف عن كافة أوراقها الدفاعيّة، وهي لا تزال تعتبر نفسها أنّها في موقع الهجوم، فيما إسرائيل التي اعترفت بلسان وزير دفاعها يوآف غالانت أنّها كانت تُدافع، أصبحت الآن على حدّ قوله تُهاجم.
 
ويُتابع المراقبون أنّ أيّ حربٍ مستقبليّة على لبنان، سيكشف فيها "حزب الله" صراحة عن حقيقة إمتلاكه لمنظومات دفاع جويّ أم لا، وهذا الأمر سيكون مفاجئاً لإسرائيل لو كان صحيحاً. ويختم المراقبون قولهم إنّ نصرالله هدّد أميركا فور إرسالها سفناً ومُدمّرات إلى المنطقة، بعد بدء العدوان الإسرائيليّ على غزة، أنّ في ترسانة "الحزب" صواريخ مضادة لهذه السفن، وهو سيستعملها لو شنّت الولايات المتّحدة هجوماً على مواقع "المقاومة" في لبنان. ويُضيفون أنّ ترسانة "حزب الله" غير معروفة بكاملها، وقد تكون مباغتة لتل أبيب، كما هو الحال عليه في استخدامه الطائرات المسيّرة الهجوميّة والإنقضاضيّة في عمليّاته العسكريّة في الجنوب. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ة الإسرائیلی ة المسی رات حزب الله

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: المقاومة تصعّد عملها العسكري والمواجهة الصفرية تؤكد تفوقها

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي، إن فصائل المقاومة الفلسطينية صعّدت من عملها العسكري بمختلف الجبهات في قطاع غزة، لافتا إلى أن المواجهة الصفرية في حي الشجاعية شمال القطاع، أكدت تفوق المقاومة الميداني.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي؛ إنهما تخوضان اشتباكات ومعارك ضارية مع قوات الاحتلال في حي الشجاعية، وتكبده قتلى وجرحى عبر عمليات مختلفة.

وقال الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- إن المعارك الآن تجري من مسافات قريبة، وهذا ما يحد من عمل القطاعات الجوية والمدفعية للجيش الإسرائيلي، مضيفا أن فصائل المقاومة نفذت عمليات عسكرية كثيرة ومؤلمة لجيش الاحتلال ورفعت من فاتورته خلال الساعات الأخيرة.

وأشار إلى أن توغل الاحتلال نفذه اللواء السابع المدرع واللواء 35 من الفرقة 98؛ لافتا إلى أن الاحتلال يبحث عن أهداف إستراتيجية لم تتحقق حتى الآن، ويواجه صعوبة في تحقيق أهدافه بسبب عمليات المقاومة النوعية وما يتكبده من خسائر.

وأوضح الفلاحي أن قوة المقاومة تكمن في جغرافيا المنطقة المعلومة لها واستخدام الأنفاق، وهذا ما يميل الكفة لصالحها، مشيرا إلى ما أورده مراسل الجزيرة من هبوط طائرات إسرائيلية لإخلاء قتلى وجرحى بحي الشجاعية، وهو ما يدل على ضراوة المعارك.

وذكر أن الشجاعية تعتبر منطقة صعبة على جيش الاحتلال منذ الحروب السابقة، لافتا إلى أن عامل الوقت يصب في صالح المقاومة بفضل معرفتها بالمنطقة وقدرتها على الرصد والمباغتة.

انسحاب متوقع

وأكد أن الخسائر الكبيرة التي يتكبدها جيش الاحتلال ستؤثر على الروح المعنوية والإرادة القتالية لجنوده، وأن تلك الخسائر تعزز احتمالية انسحابه في وقت قريب.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن 4 جنود إسرائيليين قتلوا وأصيب 5 آخرون على الأقل في اشتباكات بالشجاعية، في حين أعلنت كتائب القسام أنها أوقعت قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي في حي الشجاعية حيث يخوض الجانبان معارك ضارية مساء اليوم الجمعة.

من جانبها، قالت سرايا القدس إنها أجهزت على قوة صهيونية بعد أن استدرجتها داخل مبنى فيه فوهة نفق مفخخ في حي الشجاعية، في حين نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن المعارك الأخيرة بالقطاع شملت تفجير مبان وأنفاق مفخخة في الجنود وهو ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.

ولفت الفلاحي إلى أن القصف الإسرائيلي حقق تمهيدا محدودا للتوغل على الأرض، لكن المواجهات المباشرة أفقدت هذا القصف قيمته، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال دخل إلى مناطق مليئة بمقاومة شديدة في الشجاعية وبدأ يصطدم بمقاومة عنيفة، ما أدى إلى ارتفاع خسائره.

وذكر الفلاحي أن جيش الاحتلال لم يغير من أدواته بعد العودة الثالثة للشجاعية، وإنما كثف القصف المصاحب اعتمادا على معلومات استخباراتية، مشيرا إلى أن تصعيد المقاومة لعملياتها العسكرية زاد من تعقيد الوضع للجيش الإسرائيلي.

وأشار إلى أن المعارك الجارية من مسافات قريبة تساهم في كشف القدرات الحقيقية لكل طرف، لافتا إلى أن الاحتلال يطلق على حي الشجاعية "عش الدبابير" بسبب ما يواجهه من صعوبة في الدخول إليه.

مقالات مشابهة

  • صحة غزة: استشهاد 37874 فلسطينيا وإصابة 86858 في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر
  • خبير عسكري: المقاومة تصعّد عملها العسكري والمواجهة الصفرية تؤكد تفوقها
  • حزب الله يوسّع هجماته من دون أي اعتبارات… فما هي أهدافه؟!
  • القسام تعلن إسقاط طائرتين مسيرتين بحي تل الهوا
  • حماس تعلن إسقاط طائرتي "درون" للجيش الإسرائيلي مزودتين بتقنية لإلقاء القنابل
  • قتلى وجرحى في هجوم من لبنان.. بيانٌ مهم لـحزب الله!
  • "كتائب القسام" تعلن إسقاط طائرتي "درون" للجيش الإسرائيلي مزودتين بتقنية لإلقاء القنابل
  • تقرير غربي: النجاح المتكرر لحزب الله واليمن في إسقاط المسيرات يهدد الهيمنة الجوية لإسرائيل وأمريكا
  • طرد وزير الدفاع الصيني السابق من الحزب الشيوعي
  • موقع أميركيّ يصف حزب الله بـالجيش.. ماذا قال عن قدراته العسكريّة؟