سلطت وزارة الخارجية الأمريكية، الاثنين، الضوء على أهمية الشراكة الاستراتيجية متعددة الأشكال بين الولايات المتحدة والمغرب، بما يخدم السلام والازدهار في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، لاسيما من حيث التعاون العسكري الاستثنائي الذي ما فتئ يتعزز.

وأبرز مكتب الشؤون السياسية والعسكرية التابع للخارجية الأمريكية، أن “المغرب شريك مهم للولايات المتحدة في مجموعة واسعة من القضايا الأمنية الإقليمية، خدمة لهدف مشترك يتمثل في ضمان استقرار وأمن وازدهار منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

وبعد الإشادة بتنوع أوجه التعاون الوطيد بين واشنطن والرباط، ذكر المصدر ذاته بأن الولايات المتحدة “تتعاون بشكل وثيق مع المغرب للنهوض بالاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب وتقوية العلاقات التجارية والاستثمارية ودعم جهود التنمية والإصلاحات” في المملكة.

وفي ما يتعلق بالتعاون العسكري، أشارت واشنطن إلى أن التحالف في المجال الأمني بين البلدين يعود إلى نهاية الخمسينيات، “مما يعكس الطبيعة المستدامة للعلاقات الثنائية”.

وسجلت الخارجية الأمريكية أن هذا الالتزام تجسد من خلال العديد من مذكرات التفاهم، التي تحدد المجالات الأساسية للتعاون الأمني والاقتصادي، مما يساعد المغرب على كسب التحديات الإقليمية والتصدي لتأثير الأزمات في مناطق الجوار”.

وفي مجال الدفاع متعدد الأطراف، أشادت الولايات المتحدة بالمغرب باعتباره “شريكا موثوقا” انضم إلى الحوار المتوسطي لحلف شمال الأطلسي في 1995، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، قبل أن ينال وضع حليف رئيسي من خارج الناتو سنة 2004.

وتجسيدا لكثافة التعاون العسكري الاستثنائي الذي ما فتئ يتعزز، توضح الخارجية الأمريكية أن الشراكة الثنائية تشمل، وإلى جانب مختلف صفقات المعدات العسكرية، الدعم العسكري وبرامج التعليم والتكوين، بغية تعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب.

وذكر المصدر ذاته بأن “المغرب يعد من بين المساهمين العشرة الرئيسيين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في العالم”، مبرزا أن المملكة تتوفر على مركز التميز لعمليات حفظ السلام، يتيح التكوين في مجالات حماية المدنيين، ومكافحة التضليل الإعلامي، والرقمنة، والتطبيب عن بعد والصحة العقلية، وكذا حماية البيئة.

وتطرقت واشنطن إلى الدور “الرائد” الذي يضطلع به المغرب في مجال مكافحة الإرهاب، مذكرة بأن المملكة عضو في الشراكة العابرة للصحراء لمحاربة الإرهاب منذ سنة 2005، وعضو مؤسس إلى جانب الولايات المتحدة للمنتدى العالمي لمحاربة الإرهاب.

كما أن المغرب كان أول بلد مغاربي ينضم إلى التحالف العالمي ضد داعش سنة 2014، ويتولى حاليا الرئاسة المشتركة لمجموعة التفكير حول إفريقيا (مجموعة التركيز المعنية بإفريقيا) التابعة للتحالف.

ونوهت الدبلوماسية الأمريكية بمحور آخر للتعاون العسكري الثنائي “المتين” بين البلدين، والمتمثل في العمليات الأمنية المشتركة، لا سيما تدريبات الأسد الإفريقي.

وذكرت بأن المغرب احتضن، ومنذ نهاية التسعينيات، هذا التمرين العسكري الذي يجمع قوات أمريكية ومغربية فضلا عن مشاركين من أزيد من 20 دولة وحلف شمال الأطلسي، موضحة أن تمرين “الأسد الإفريقي” أضحى، ومنذ سنة 2008، “أكبر مناورة عسكرية مشتركة في القارة”، يشارك فيها آلاف الجنود كل سنة.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

«الدبيبة» يستقبل وفد «أفريكوم» لبحث التعاون العسكري والتطورات الأمنية بالمنطقة

استقبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، وفدا من القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، لبحث أوجه التعاون العسكري بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية، وسبل تعزيز الشراكة في مجالات التدريب ورفع كفاءة القوات.

وحضر الاجتماع من الجانب الليبي، رئيس الأركان العامة الفريق أول ركن محمد الحداد، ووكيل وزارة الدفاع، العميد عبدالسلام الزوبي، ومستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء، إبراهيم الدبيبة، فيما ضم الوفد الأمريكي نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا الفريق جون برينان، والعميد كرافوري، والقائم بالأعمال بالسفارة الأمريكية لدى ليبيا، جيريمي برنت.

وتناول اللقاء “مستجدات الوضع الأمني في إفريقيا، والتحديات الإقليمية المرتبطة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وآليات تنسيق الجهود المشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة”.

وأكد الدبيبة، خلال الاجتماع، “على أهمية استمرار التعاون العسكري مع الجانب الأمريكي، والاستفادة من الخبرات الدولية في تطوير المؤسسة العسكرية الليبية، بما يعزز قدراتها في حفظ الأمن والاستقرار”.

من جانبه، أشاد وفد “أفريكوم”، “بمستوى التعاون القائم بين الجانبين، مؤكدا التزام الولايات المتحدة بدعم جهود بناء القدرات الأمنية في ليبيا وتعزيز التنسيق المشترك في القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

ويأتي هذا اللقاء في “إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين ليبيا والولايات المتحدة، بما يسهم في ترسيخ الأمن الإقليمي ومكافحة التهديدات التي تواجه المنطقة”.

مقالات مشابهة

  • مسؤولة أممية تبرز بطنجة ريادة المغرب في مجال الطاقات المتجددة
  • “الدوما” الروسي: وكالة USAID الأمريكية شبكة إجرامية موّلت الإرهاب والمخدرات
  • «الدبيبة» يستقبل وفد «أفريكوم» لبحث التعاون العسكري والتطورات الأمنية بالمنطقة
  • إن بي سي: الولايات المتحدة تضع خططا لسحب كامل القوات الأمريكية من سوريا
  • الرئيس أردوغان: الشعب السوري الذي ألهم المنطقة بعزيمته على المقاومة قادر على إعادة إحياء بلده 
  • الولايات المتحدة تعرب عن قلقها إزاء الشراكة بين روسيا وإيران
  • الصفدي: جاهزون للعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام العادل الدائم على أساس حل الدولتين
  • لميس الحديدي: الكنيسة المصرية غالية على قلوب المصريين.. خاصة البابا تواضروس الذي واجه معنا الإرهاب
  • وزير التعليم يلتقي نظيره بالمملكة المتحدة لبحث تعزيز أوجه التعاون
  • تقارير: واشنطن تدرس نقل القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا إلى المغرب