"بعد أن أصبح تطبيق تحديد المواقع الخاص بي عديم الفائدة بسبب أجهزة التشويش التابعة للجيش الإسرائيلي خطر لي أن انعدام الأمن والشك اللذين شعرت بهما على الطريق كانا متطابقين تماما مع المزاج الوطني في إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول".

بهذه المقدمة افتتحت الصحفية أليسون كابلان سومر -مقالها بصحيفة هآرتس- لتعبر عن مدى الصدمة التي انتابتها عندما وجدت أن تطبيق تحديد المواقع الذي كانت تعتمد عليه لتوجيهها إلى المناطق التي تقصدها، أصبح يعرض لها متاهة لا توصلها في النهاية إلى شيء، مما أصابها بحالة من انعدام الأمان.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4نيويورك تايمز: هذه دلالات انخفاض شعبية الرئيس بايدنlist 2 of 4تايمز: حماس تخدع إسرائيل كما فعل محمد علي كلاي مع فورمانlist 3 of 4نيويورك تايمز: هذه تفاصيل تزويد أميركا إسرائيل بالأسلحةlist 4 of 46 أشهر من حرب إبادة غزة في أرقامend of list

ولم يكن الجاني وراء التشويش -كما تقول الكاتبة- عدوا لدودا ماكرا، بل الجيش الإسرائيلي نفسه، الذي يقوم منذ أكتوبر/تشرين الأول بتشغيل أجهزة تشويش على نظام تحديد المواقع العالمي في الشمال لمنع حزب الله أو إيران أو الحوثيين أو أي قوة معادية من توجيه المسيرات والصواريخ الانتحارية بدقة نحو إسرائيل.

ضائعون

وروت الكاتبة ما حدث لها عندما قامت بتحديد وجهتها في تطبيق النظام الملاحي، ونظرت إلى الشاشة الموجودة على لوحة القيادة بسيارتها متوقعة أن يتم توجيهها بواسطة الخطوط المستقيمة والصوت المطمئن، فإذا بها تجد مجموعة من الطرق المتقاطعة متداخلة في دائرة ضيقة ولا تؤدي إلى أي مكان، وكأن موقعها الحالي في إحدى ضواحي بيروت أو قرب مطار دمشق.

وبالتالي قدح هذا التشويش الذي أربك الكاتبة، فكرة في ذهنها، وهي أن ما أحدثه نظام تشويش الجيش الإسرائيلي لنظام الملاحة، كان يشبه تماما المزاج الوطني في إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث "إننا ضائعون ونبحث عن الاتجاه، نتوقع صوتا هادئا وموثوقا به ليقوم بتوجيه الأمة في أي اتجاه يخرجها من محنتها الحالية".

وبدلا من ذلك -تقول أليسون كابلان سومر- نجد حكومة أقرب إلى شاشة مشوشة بها أسهم يشير بعضها إلى البعض الآخر، ولا توفر أي طمأنينة بشأن المكان الذي نتجه إليه ولا إلى متى قد نخرج من المكان الذي نحن فيه.

تخبط

ورأت الكاتبة أن العناوين الرئيسية في الأيام القليلة الماضية تثبت ما تقوله وهي تحكي القصة، حيث قيل منذ أكتوبر/تشرين الأول إن هدف حرب غزة هو "النصر الكامل" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأضيف مؤخرا أن شن هجوم كامل على رفح أمر بالغ الأهمية، لأننا لن نتمكن أبدا من استعادة المحتجزين في غزة دون ضغوط عسكرية لا هوادة فيها، ومع ذلك، لم يبق في غزة سوى فريق مقاتل واحد، ويبدو أن الاستعدادات ضئيلة لعملية رفح مع تزايد الضغوط الدولية.

ومن المفترض أن تكون العودة الآمنة للمحتجزين -كما تقول الكاتبة- على رأس أولويات إسرائيل، إلا إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا تمنح فريق التفاوض إلا مساحة للمناورة على مضض.

وتتابع متسائلة "فهل نحن على الطريق نحو اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن إطلاق سراح المحتجزين أم إننا ماضون قدما على الطريق السريع نحو النصر الكامل المفترض؟ إلى أي طريق نتجه؟ لا أحد يعرف".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات أکتوبر تشرین الأول

إقرأ أيضاً:

«أستاذ علوم سياسية»: الداخل الإسرائيلي متأزّم.. ونتنياهو يستمر في الحرب دفاعًا عن منصبه

أوضح الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، العوامل الرئيسة التي تسهم في استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، قائلا: مخطط رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، هو الاستمرار في حرب مفتوحة حفاظا على وضعه، وتأجيل محاكمته بصورة أو بأخرى.

وأضاف الدكتور طارق فهمي خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «extra news»، أن الأمر ربما يمضي في سياقات أخرى، أن الوضع في إسرائيل مقسوم، بصرف النظر عما تم في الصراع الداخلي مع قادة جيش المعلومات والإطاحة برئيس الشاباك والمستشارة القضائية، وهي أمور خاصة بإسرائيل لا تسبب حالة توتر عام، أو يكون لها انعكاسات على المفاوضات.

وأوضح أن إسرائيل وضعها متأزم من الداخل، لافتا إلى أن حالة التأزم موجودة في كل القطاعات، حيث يوجد صراع داخلي غير مرئي وغير واضح تقوده مراكز القوى في إسرائيل.

اقرأ أيضاًأستاذ علوم سياسية: استراتيجية نتنياهو تستهدف الهيمنة على الضفة وغزة

«أسير إسرائيلي» يوجه رسالة نارية لـ نتنياهو: حماس وفرت لنا كل ما نحتاجه.. و نحن مجرد أرقام في حكومتنا

حماس: تصريحات رئيس الشاباك تكشف تلاعب نتنياهو بملف المفاوضات

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت: هناك خطط إسرائيلية لاغتيال السنوار والضيف قبل السابع من أكتوبر
  • «أستاذ علوم سياسية»: الداخل الإسرائيلي متأزّم.. ونتنياهو يستمر في الحرب دفاعًا عن منصبه
  • طارق فهمى: الأوضاع تتأزم داخل إسرائيل.. ونتنياهو مستمر فى الحرب دفاعًا عن منصبه
  • نور غادرت ولم تعُد.. هل من يعرف عنها شيئًا؟
  • ماكرون يعلن أنه سيتحدث مع ترامب ونتنياهو بعد الغارة الإسرائيلية على لبنان
  • مؤشرات إيجابية بقبول المقترح المصري ونتنياهو يجري مشاورات امنية
  • رحم الله نفوسًا تائهة وأبدانًا أعياها المرض
  • هآرتس: انخفاض معدلات التحاق الاحتياط بالخدمة في الجيش الإسرائيلي
  • معرض بسمد الشأن يعرف بالممارسات الصحية السليمة خلال العيد
  • برلمانية: المجازر الإسرائيلية تستوجب تدخلا دوليا عاجلا.. ونتنياهو يتلذذ بدماء الأبرياء