عاش التاسع من نيسان يوما للخلاص من الديكتاتورية والبعث المجرم ..
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
بقلم: أياد السماوي ..
حدثان يتزاحمان في ذاكرة العراقيين في مثل هذا اليوم من كلّ عام ، ففي التاسع من شهر نيسان عام ١٩٨٠ ، أقدمت سلطات البعث الصدامي المجرم على هتك حرمة الإسلام والمسلمين بإعدامها فيلسوف العصر محمد باقر الصدر وأخته العلوية الطاهرة آمنة الصدر ، وقد تركت هذه الجريمة ألما كبيرا في نفوس أبناء طائفة شيعة العراق والعالم ، لا زال قائما حتى يومنا هذا .
والحدث الثاني الأهم الذي جرى في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ، حين صحى العراقيون في هذا اليوم الخالد على سقوط الصنم في بغداد وزوال دولة المنظمّة السريّة ، وانتهاء حقبة عصابة البعث المجرم .. ففي مثل هذا اليوم تخلّص العراقيون من صدام وبرزان ووطبان وسبعاوي وعدي وقصي أبناء الطاغية صدًام ، وتخلّصوا من أعتى نظام مجرم عرفته الإنسانية في تأريخها الحديث على يد المحتل الأمريكي .. وفي مثل هذا اليوم الخالد تحررّ العراقيون من خوفهم من أجهزة القمع والموت الصدامية ، ليبدأ عهد جديدا لم يحسن العراقيون فيه بناء دولتهم بالشكل الذي يمّكنهم من بناء مؤسساتهم الديمقراطية بشكل صحيح تضع العراق على جادّة التقدّم والازدهار والنمو والرفاه .. حيث استلمت السلطة في العراق أحزاب وتيارات سياسية اندفعت وبتأييد مطلق من المحتّل الأمريكي لتأسيس نظام المحاصصات الطائفية والقومية البغيضة ، ومما يؤسف له أنّ هذا الأحزاب التي ذاقت المرارة من نظام البعث المجرم ، غرقت جميعها في الفساد والطائفية والقومية ، ولم ينأى حزبا واحدا من هذه الأحزاب من التوّرط في هذا الفساد الجامح ، الذي نهب ثروات البلد وثروات أجياله القادمة .. لينتقل العراقيون من دولة القتل والإجرام وانتهاك الحرمات إلى دولة الفساد والطائفية والعصابات المسلّحة ، وليتحول حلم العراقيين في الحياة الحرّة الكريمة إلى كابوس جديد يتمّثل بالفساد وغياب الأمن .. وقد تكون حكومة السوداني الحالية هي بارقة الأمل الأخيرة في تحقيق حلم العراقيين في الحياة الحرّة والكريمة ، وإذا ما فشلت حكومة السوداني لا سامح الله في تحقيق هذا الأمل للعراقيين والانتقال بهم إلى دولة المواطنة ودولة القانون ، حينها سيتحوّل هذا اليوم الخالد في حياة الشعب العراقي الذي أطاح بنظام البعث المجرم إلى يوم أسود آخر في حياة العراقيين .. في الختام نقول .. الخزي والعار لنظام البعث المجرم ، وعاش التاسع من نيسان يوما للخلاص من الديكتاتورية والبعث المجرم ..
أياد السماوي
في ٩ / ٤ / ٢٠٢٤ اياد السماوي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات هذا الیوم التاسع من
إقرأ أيضاً:
السوريون يحذفون مصطلحات مخيفة من قاموسهم.. كان لها وقع مرعب
زخرت حقبة حكم حزب البعث في سوريا، بمصطلحات تركت بصمتها على الأحاديث في سوريا، وصدرها الإعلام، وأصبحت جزءا لا تجزأ من حياة المواطن السوري، لا سيما تلك التي ظهرت مع الثورة في السورية في 2011.
وكان لبعض الكلمات وقع مخيف على السوريين لا سيما تلك التي تتعلق بالأجهزة الأمنية، غير أنها سقطت كلها في يوم وليلة، ولا يبدو أن أحدا من السوريين سيفتقدها.
المخابرات
كانت كلمة المخابرات في سوريا مختلفة عنها في أي دولة أخرى، إذا كانت جهازا مسلطا على رقاب السوريين، بفروعها المختلفة (الأمن الداخلي، الأمن الخارجي، الشؤون الفلسطينية، المخابرات الجوية) ويعني أن يصل أي سوري إليها احتمالية أن يصبح رقما في السجون إلى أمد غير محدود.
الفرع
تعتبر الفروع الأمنية رديفا للمخابرات، ولها أسماء وأرقام كثيرة، أبرزها "فرع فلسطين" أو "فرع 215"، وكانت معروفة كمراكز للتعذيب والاختفاء القسري، مجرد استدعاء إلى أو اقتياده إلى أحد هذه الفروع كان يعني احتمال التعرض للتعذيب أو الاختفاء لفترة طويلة.
التقرير الأمني
كانت "كتابة التقارير" مهنة سهلة وسريعة للإيقاع بأي أحد، يكتبها متطوعا أو مكلفا، وتكون عبارة عن شكوى من شخص ما ضد آخر، تقدم للأجهزة الأمنية، قد يكون كاذبًا أو نتيجة خلاف بسيط، ولكنه كان كافيًا لتدمير حياة الشخص المستهدف.
الحاجز
كانت الحواجز الأمنية المنتشرة على كافة الطرق في سوريا محطات للرعب، حيث يمكن اعتقال أي شخص بناءً على الشك أو تقرير أمني أو إذا كان مطلوبا للخدمة العسكرية، أو متهما بكونه "معارضا" للنظام.
التعفيش
كلمة استخدمت للإشارة إلى مجموعات النهب المرتبطة بالقوات العسكرية والأمنية، وهي رمز للفوضى واستغلال النفوذ، وكان دخولهم إلى منطقة بعد خروج المعارضين منها يعني أن يصبح كل ما في بيوتها غنائم لعناصر النظام.
الشبيحة
اختفى "المشبحون" في سوريا بيوم وليلة، ورغم أن كثيرا منه كانوا يمارسون "التشبيح" الشفوي، إلا أن عددا منهم كان جزءا من ميليشيات موالية للنظام معروفة بممارساتها العنيفة ضد المدنيين.
الرفاق
كانت تُستخدم للإشارة إلى أعضاء حزب البعث الحاكم، خاصة أولئك الذين يشغلون مناصب في الدولة أو الحزب، وكانت تستخدم لتعكس انتماءهم الأيديولوجي للحزب، وكانت توضع قبل منصبه مثل "الرفيق الأمين العام".
الطلائع
تشير الكلمة إلى "طلائع البعث"، وهي منظمة مثل الكشافة تابعة لحزب البعث وكانت مخصصة للأطفال في المرحلة الابتدائية، وكان لها مهرجانات واحتفالات وفعاليات تبث عن التلفزيون الرسمي وتهدف إلى غرس أفكار الحزب في عقول الأطفال.
حيدر جوية
ارتبط المصطلح بعمليات القصف الجوي، لا سيما بالبراميل المتفجرة، التي كانت تستهدف المدنيين بشكل أعمى وعشوائي.
البراميل المتفجرة
كانت "البراميل المتفجرة"، سلاحا غير تقليدي استخدمها النظام السوري لقصف المنازل، والبلدات، والمدن، بشكل أعمى وغير موجه، وراح ضحيتها الكثير من السوريين المدنيين، وكانت تحوي متفجرات، وشظايا، وتلقى من المروحيات على رؤوس المواطنين.
الخدمة الإلزامية
كانت الخدمة العسكرية الإلزامية تؤرق السوريين، أفرادا وعائلات، لأنها كانت تعني أن يذهب الشاب إلى الجبهة ويوضع على الصفوف الأمامية للقتال، حتى وإن كان غير مقتنع بجدوى المعركة، أو مبرراتها، وكانت تستمر لفترات طويلة، ودفعت الكثير من الشباب إلى الهروب من سوريا حتى لا يكونوا وقودا للحرب.
الباصات الخضراء
كانت "الباصات الخضراء" حافلات استخدمها النظام لنقل السكان أو المقاتلين من المناطق المحاصرة بعد اتفاقيات "المصالحة"، لكنها في حقيقتها تهجير قسري بالقوة من مناطقهم إلى مناطق أخرى.
ورغم دلالات هذه المصطلحات وقساوتها إلا أنها اختفت في يوم وليلة من سوريا الجديدة، لكنها ستبقى أثرا في ذكرياتهم مع النظام الذي حكم سوريا خمسة عقود.