أبعاد الإبداع في شعر محمد بشير عتيق
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
زهير عثمان حمد
كما يتجلى للقارئ الكريم، فإن الجهود المبذولة في دراسة نهج الأستاذ محمد بشير عتيق في فن الشعر، التي أبداها الأستاذ محمد جمال، تعد بمنزلة نافذة مشرعة على أفق الشعر الأندلسي والزجل الذي استلهم منه الشاعرمحمد بشير عتيق ورفاقه من الشعراء في الأغنية الامدرمانية . ولقد أثلج صدري أن هناك من يعنى بتراث الأغنية السودانية ويبحر في أعماق طرق كتابة الشعر الغنائي السوداني.
قصيدة اذكرينى يا حمامه
أذكريني يا حمامة كل ما ساجع ترنم بي هواي وحب جمالك
أذكريني يا حمامة كلما هطلت غمامة في مساءك أو في صباحك
وفي غدوك أو في رواحك وكلما بارق تبسم أو نسيم الصبح نسم
عني دايماً يكون سؤالك..
***
فيمَ هجراني وعلام يالهواك صار لي علامة
شاهر لي داماً سلاحك
وموتي واجب في اصطلاحك
طرفي عن رؤياكم يحرم وذنبي ايه غير اني مغرم
ولي هواك من بدري مالك..
***
كل من في الكون ناما وعيني ليه فقدت مناما
وإنت يالكاحلك نعاسك يزدري الأغصان مياسك
حظي زي ليل فرعك اسحم
والجحيم من هجرك ارحم عني يالشاغلك دلالك..
***
صرت اعشق فيكي قاما خصرها يعيرني السقاما
فيها اشرق نور صباحك لي سنا البرق افتضاحك
فكري في خصرك مقسم وخطبي ذي ردفك مجسم
هل يصح ويرضيكى ذلك..
وسوف أبدأ بقصيدة “أذكريني يا حمامة” للشاعر محمد بشير عتيق تعد من الأعمال الشعرية الغنائية التي تحمل بصمة خاصة في الأدب السوداني. يتميز الشاعر بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين الشعر العربي الكلاسيكي والحداثة، وهو ما يعرف بـ شعراء الحقيبة، حيث يضيف إلى شعر الحقيبة لمسة من الطرافة والخفة أحيانًا ,و بالنسبة للاتهامات الموجهة للشاعر بأنه استلهم أو “سرق” من الشعر الأندلسي، فهذا يتطلب تحليلًا معمقًا للنصوص ومقارنتها بأعمال الشعراء الأندلسيين. الإلهام والتأثر بأعمال الآخرين أمر شائع في الأدب، ولكن الاتهام بالسرقة يحتاج إلى دليل قاطع يظهر تطابقًا واضحًا بين النصوص, تعالوا نتامل قصيدة “الصبح البديع” لمحمد بشير عتيق تحمل في طياتها روح الشعر العربي التقليدي وتظهر تأثرها بالأشكال الشعرية الأندلسية مثل الزجل والموشحات. الزجل الأندلسي هو فن شعري استحدثه أهل الأندلس ويتميز بلغته المعربة وأوزانه التي قد تخرج عن أوزان الخليل بن أحمد. ويتشابه الزجل والموشح في بعض الجوانب ويختلفان في أخرى، خاصة من حيث اللغة والإيقاع. في قصيدة “الصبح البديع”، يمكن ملاحظة استخدام اللغة العربية الفصحى والإيقاع الموسيقي الذي يشبه إلى حد ما الزجل الأندلسي، ولكن بدون الالتزام باللغة العامية التي تميز الزجل. كما أن القصيدة تحمل بعض الخصائص الحسية من حيث الإيقاع والموسيقى، وهي سمات مشتركة مع الشعر الأندلسي الذي كان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالموسيقى والغناء. بالنظر إلى النص، يمكن القول إن القصيدة تعكس الجمال الطبيعي والحياة الروحية التي كانت محورية في الشعر الأندلسي، ولكن لا يمكن الجزم بأنها تنتمي بشكل كامل إلى نمط الزجل أو الحسي الأندلسي دون تحليل أعمق للنص ومقارنته بأشكال الشعر الأندلسي المعروفة. ومع ذلك، فإن القصيدة تظهر بوضوح تأثر الشاعر بالتراث الأندلسي وإعجابه به، مما يضفي على أعماله طابعًا فريدًا يجمع بين الأصالة والتجديد. وكذلك قصيدة “ما بنسى ليلة كنا تايهين في سمر” للشاعر محمد بشير عتيق، والتي لحنها وغناها كرومة، هي تحفة فنية تعكس الأسلوب الشعري الذي يُعرف بـ “فوق الحقيبة”، وهو أسلوب يجمع بين الشعر التقليدي ولمسات من الحداثة
لغويًا، تتميز القصيدة بلغة عربية فصحى ممزوجة ببعض الكلمات العامية، ما يعطيها نكهة خاصة تقربها من قلوب المستمعين. القصيدة تستخدم الصور الشعرية الجميلة والمعاني العميقة لتصوير مشاعر الحب والحنين. من ناحية النظم، تتبع القصيدة بنية الشعر العربي التقليدي مع استخدام القافية الموحدة في نهاية كل بيت، وهو ما يُعرف بالقصيدة الموزونة. الإيقاع الموسيقي للقصيدة يتناغم مع الكلمات بشكل يعزز من جماليتها ويسهل حفظها وترديدها.
القصيدة تعبر عن لحظات السمر والجمال الطبيعي والحب العذري، وتستخدم الشاعرية في تصوير الليل والنجوم والنيل كشهود على الحب الذي يُغنى عنه. هذه الأساليب تجعل من القصيدة عملاً فنيًا يتجاوز الزمان والمكان، ويظل خالدًا في ذاكرة الأدب السوداني
وهنا قصيدة “الصبح البديع” لمحمد بشير عتيق تحمل في طياتها روح الشعر العربي التقليدي وتظهر تأثرها بالأشكال الشعرية الأندلسية مثل الزجل والموشحات. الزجل الأندلسي هو فن شعري استحدثه أهل الأندلس ويتميز بلغته المعربة وأوزانه التي قد تخرج عن أوزان الخليل بن أحمد1. يتشابه الزجل والموشح في بعض الجوانب ويختلفان في أخرى، خاصة من حيث اللغة والإيقاع.
في قصيدة “الصبح البديع”، يمكن ملاحظة استخدام اللغة العربية الفصحى والإيقاع الموسيقي الذي يشبه إلى حد ما الزجل الأندلسي، ولكن بدون الالتزام باللغة العامية التي تميز الزجل. كما أن القصيدة تحمل بعض الخصائص الحسية من حيث الإيقاع والموسيقى، وهي سمات مشتركة مع الشعر الأندلسي الذي كان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالموسيقى والغناء.
ولمن يرغب في مقارنة الأشعار وتفكيك الشعر الغنائي، أنصح نفسي بداية والاخرين بالتالي , الفهم العميق للثقافة من المهم فهم السياق الثقافي الذي نشأ فيه الشعر لتقدير أبعاده الجمالية والفنية , دراسة الأوزان والقوافي يجب على الباحث أن يكون لديه معرفة جيدة بعلم العروض والقافية لفهم بنية الشعر وإيقاعه.
التحليل اللغوي**: تحليل اللغة والألفاظ والصور الشعرية المستخدمة للكشف عن الطبقات العميقة للمعنى. المقارنة النقدي , استخدام نظريات النقد الأدبي المعاصرة لمقارنة الأشعار وتحليل الأساليب والتقنيات الشعرية وكذلك الاستعانة بالدراسات المتخصصة مع الرجوع إلى الدراسات الأكاديمية والأبحاث المتخصصة التي تُعين على فهم أعمق للشعر الغنائي وتقديم تحليلات مستنيرة بالاضاافة الي التفكير النقدي و تطوير التفكير النقدي لتجاوز الفهم السطحي والوصول إلى تقدير أعمق للجوانب الفنية والجمالية للشعر , والتبادل الأكاديمي المشاركة في المنتديات الأكاديمية والندوات لتبادل الأفكار والحصول على وجهات نظر متنوعة , هنالك مؤتمر سنوي للاغنية العربية وكذلم قام الاتحاد الافريقي بعمل معهد متخصص في الاغنية الافريقية بالعاصمة النيجيرية القديمة لاجوس بالنظر إلى النص، يمكن القول إن القصيدة تعكس الجمال الطبيعي والحياة الروحية التي كانت محورية في الشعر الأندلسي، ولكن لا يمكن الجزم بأنها تنتمي بشكل كامل إلى نمط الزجل أو الحسي الأندلسي دون تحليل أعمق للنص ومقارنته بأشكال الشعر الأندلسي المعروفة. ومع ذلك، فإن القصيدة تظهر بوضوح تأثر الشاعر بالتراث الأندلسي وإعجابه به، مما يضفي على أعماله طابعًا فريدًا يجمع بين الأصالة والتجديد.وأخيرا أقول أ ن هناك عدة دراسات يمكن الرجوع إليها لفهم أعمق للأغنية السودانية وتاريخها وتطورها:
“لمحات تاريخية عن الموسيقى والغناء في السودان”، وهي تقدم نِظْرة شاملة عن تاريخ الموسيقى والغناء في السودان وتأثيراته الثقافية.
“اتجاهات البحث في الموسيقى السودانية”، وهي تستعرض مختلف الاتجاهات البحثية في مجال الموسيقى السودانية، بما في ذلك الآلات الموسيقية التقليدية والأنماط الغنائية.
“تاريخ الغناء السوداني”، وهي سلسلة مقالات تستكشف تاريخ الغناء السوداني وتطوره عبر الزمن.
هذه المصادر توفر معلومات قيمة وتحليلات معمقة حول الأغنية السودانية ويمكن أن تكون مفيدة للباحثين والمهتمين بهذا المجال
وهنالك الدراسات حول الأغنية السودانية قد أُجريت بواسطة عدد من الباحثين والمهتمين بالموسيقى والثقافة السودانية. إليك بعض الباحثين الذين قاموا بدراسة هذا المجال معاوية ياسين: باحث سوداني في مجال الأغنية السودانية، قدم نظرة شاملة حول تاريخها وتطورها
أحمد مرجان: من أوائل السودانيين الذين نالوا دراسات موسيقية بفرق سلاح الموسيقى
محمود عثمان ومحمد لإسماعيل بشير: أيضًا من أوائل السودانيين الذين نالوا دراسات موسيقية , هؤلاء الباحثين وغيرهم قد أسهموا في فهم أعمق للأغنية السودانية وتاريخها المتنوع , ونحمد للأستاذ محمد جمال بما قام به من جهد في هذه الدارسة الجميل
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الأغنیة السودانیة الموسیقى والغناء الشعر العربی یجمع بین تحلیل ا من حیث الذی ی
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: يمكن النظر الفوضى كمحفز للإبداع والابتكار
صرح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية السابق، أن مفهوم "الفوضى" لا يجب أن يُفهم بمعناه السلبي فقط، بل يمكن إعادة النظر فيه باعتباره محفزًا للإبداع ومصدرًا للابتكار، مشيرًا إلى أن الفوضى ليست دائمًا مرادفة للارتباك والضياع، بل قد تكون حالة تسبق النظام والإبداع.
الفوضى في سياق الفلسفة والدينواستشهد جمعة بما ذكره الكاتب الأمريكي تشاك بولانيك، الذي يرى أن ما يُسمى بالفوضى هو نظام جديد لم نتمكن بعد من فك شفراته، وكذلك بما قاله كيري ويندل ثورنلي، مؤسس ديانة الفوضى، الذي اعتبر أن النظام السائد ما هو إلا نوع من الفوضى.
وأكد جمعة أن غياب التوحيد والإيمان بأن العالم مخلوق بتقدير إلهي دقيق، أدى إلى التناقض في تفسير الظواهر الطبيعية والاجتماعية. وأضاف: "السؤال هنا: هل ما نراه حولنا هو تنوع خلاق أم فوضى عشوائية؟"
الفوضى والإبداعوأشار جمعة إلى رأي الأب ديف فليمنج الذي يرى أن الفوضى ليست بالضرورة أمرًا سلبيًا، بل قد تكون خطوة أساسية في الإبداع والخلق. وأوضح الدكتور جمعة: "الإنجيل يؤكد أن الكون خُلق من فوضى، وهذا يتفق مع ما نفهمه في الإسلام عن القدرة الإلهية التي خلقت الكون من عدم."
وأضاف: "المشكلة ليست في الفوضى بحد ذاتها، بل في ردود فعل البشر تجاهها، سواء كانوا حكامًا أو محكومين. الفوضى قد تكون مصدرًا للإبداع إذا أحسنّا التعامل معها، لكن إذا اعتبرناها خطرًا يجب القضاء عليه دون تفكير، فإننا نفقد فرصة ثمينة للإبداع."
الفوضى والاستقراروأكد جمعة أن محاولة القضاء التام على الفوضى والسيطرة المطلقة على المجتمع قد تؤدي إلى تقييد الإبداع الإنساني.
وقال: "الاستقرار الحقيقي لا ينبع من فرض النظام فقط، بل من التوازن بين الإبداع والنظام، وهو ما يُمكن أن يتحقق من خلال فهمنا العميق للفوضى كجزء من دورة الخلق والإبداع."
دعوة للتفكرواختتم الدكتور علي جمعة حديثه بدعوة الجميع إلى التأمل في المفهوم الحقيقي للفوضى وإعادة النظر في ردود أفعالنا تجاهها. وأكد أن الإسلام، كدين شامل، يدعو إلى التوازن بين النظام والإبداع، ويحثنا على التعامل مع التحديات بروح منفتحة تؤمن بأن كل شيء في هذا الكون يسير بتقدير إلهي حكيم.