بعد عام من الحرب المستعرة، يشهد السودان والدول المجاورة له "واحدةً من أضخم الأزمات الإنسانية وأزمات النزوح وأكثرها تعقيداً على مستوى العالم"، فيما بلغ عدد الذين أجبروا على الفرار من منازلهم أكثر من 8.5 مليون شخص، من بينهم 1.8 مليون عبروا الحدود الوطنية.

هذا ما قالته المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أولغا سارادو، خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم الثلاثاء في قصر الأمم بجنيف.



أضافت المتحدثة: "دمر الصراع المستمر حياة السكان وملأهم بالخوف وبمرارة الفقدان، في حين تتواصل الهجمات التي يتعرض لها المدنيون وحالات العنف القائم على نوع الجنس المرتبطة بالصراع دون رادع، مما يمثل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. تعرضت الطبقة الوسطى المدنية في السودان لانحسار شبه كامل؛ إذ فقد المهندسون المعماريون والأطباء والمدرسون والممرضون والمهندسون والطلاب كل شيء".

ورغم مرور عام على الحرب في السودان، أكدت السيدة سارادو أن الآلاف لا يزالون يعبرون حدود بلادهم بشكل يومي "وكأن الأزمة قد بدأت في الأمس"، بما في ذلك ما معدله 1,800 شخص إلى جنوب السودان.

وقالت المتحدثة إن أعداد اللاجئين السودانيين المسجلين لدى المفوضية في مصر ازدادت خمسة أضعاف خلال العام الماضي، بمعدل يومي يتراوح بين ألفي وثلاثة آلاف لاجئ وطالب لجوء قصدوا مرافق استقبال المفوضية في منطقة القاهرة الكبرى ومدينة الإسكندرية.

وقالت: "مع استمرار الصراع، وتعمق نقص المساعدات والفرص، سيضطر المزيد من الأشخاص إلى الفرار من السودان إلى الدول المجاورة أو أبعد من ذلك، مخاطرين بحياتهم بقيامهم برحلات طويلة وخطيرة نحو الأمان".

أثنت المتحدثة باسم المفوضية على الدول المضيفة التي أبدت سخاءً كبيراً في استقبالها للاجئين وبذلها للجهود الكفيلة بضمان وصولهم إلى الخدمات العامة، بما في ذلك الوثائق الثبوتية والتعليم والرعاية الصحية والسكن، مؤكدة أن الوكالة الأممية تعمل لإعداد استجابة تنموية مبكرة تهدف لدعم الخدمات الوطنية بما ينسجم مع الميثاق العالمي بشأن اللاجئين.

إلا أنها سلطت الضوء على النقص الحاد في التمويل لخطة الاستجابة الإقليمية للاجئين لعام 2024، والذي بلغ سبعة في المائة فقط، ولخطة الاستجابة الإنسانية داخل البلاد، الذي بلغ ستة في المائة فقط، على الرغم من "هول الأزمة".

واختتمت السيدة سارادو حديثها للصحفيين بالقول: "هناك حاجة لالتزاماتٍ ثابتة من المجتمع الدولي لدعم السودان والدول المضيفة لضمان تمكين الأشخاص المضطرين للفرار، ليتمكنوا من عيش حياةٍ كريمة".  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ألمانيا تدعم السودان بقيمة 125 مليون يورو لتوفير الغذاء والدواء

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن ألمانيا ستقدم مساعدات للسودان بقيمة 125 مليون يورو، وذلك عشية مؤتمر دولي بشأن الوضع في البلاد تزامنا مع إتمام الحرب عامها الثاني.
وأضافت بيربوك في بيان أن هذه الأموال ستُخصص لمساعدة منظمات الإغاثة الدولية والمحلية على توفير الغذاء والدواء الضروريين بشكل طارئ لمن هم بحاجة ماسة إليهما في السودان والمنطقة.مساعدات ألمانيا للسودانواندلعت الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في منتصف أبريل 2023، وقد أدى النزاع الدامي إلى تقاسم الطرفين السيطرة الميدانية، مع إمساك الجيش بالخرطوم ومناطق في الشمال والشرق.
أخبار متعلقة 407 ملايين يورو.. 50 دولة تتعهد بمزيد من الدعم العسكري لأوكرانياالطيار ومساعده.. مقتل رجلين جراء تحطم طائرة صغيرة في ألمانيافي شهر واحد.. رصد 50 منشأة مخالفة ضمن جولات ”الغذاء والدواء“ التفتيشيةوأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص بعضهم إلى دول الجوار، كما تسببت بأزمة إنسانية تعد من الأسوأ في التاريخ الحديث، بحسب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وتستضيف لندن الثلاثاء مؤتمرًا دوليًا حول الوضع في السودان، تتشارك في عقده بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وقالت الوزارة إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم يكونا راغبين بالحضور إلى طاولة المفاوضات.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } صراع الدعم السريع مع الجيش السوداني  - موقع dwصراع الدعم السريع مع الجيش السودانيوأضافت بيربوك أن "الموت حقيقة دائمة في أجزاء كبيرة من السودان"، واصفة النزاع هناك بأنه "أكبر كارثة إنسانية في عصرنا".
ولفتت إلى أن "التركيز في لندن سينصب على العمل مع شركائنا الأفارقة لتحديد خيارات وصول إنساني بلا قيود وحماية السكان المدنيين والتوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع الدامي".
وأكدت بيربوك أن دول الخليج ستكون من بين تلك الممثلة في الاجتماع، حيث دعتها إلى استخدام نفوذها لإنشاء ممرات إنسانية، وأضافت أن "الضغط الدولي المشترك وحده هو الذي سيقنع أطراف النزاع في النهاية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات".

مقالات مشابهة

  • خلال 6 أشهر.. الأمم المتحدة تتوقع عودة 2,1 مليون نازح إلى الخرطوم
  • الأمم المتحدة تتوقع عودة 2.1 مليون نازح للخرطوم خلال 6 أشهر
  • مفوضية اللاجئين تحذر من عواقب كارثية لتجاهل الوضع في السودان
  • ألمانيا تدعم السودان بقيمة 125 مليون يورو لتوفير الغذاء والدواء
  • بحثًا عن الأمان.. 13 مليون نازح سوداني خلال عامين من الحرب
  • حرب السودان تدخل عامها الثالث بـ13 مليون مشرد و24 مليون جائع
  • مفوضية اللاجئين: 13 مليون نازح ولاجئ في السودان خلال عامين من الحرب
  • الدعم السريع يقصف مخيم أبو شوك بالفاشر ويجبر السكان على الفرار
  • قيود غير مسبوقة تُواجه اللاجئين.. ألمانيا تتخذ إجراءات صارمة للحد من الهجرة غير الشرعية
  • نائب وزير الخارجية يترأس اجتماعاً موسعاً للجنة الوطنية لشؤون اللاجئين