خطيب المسجد الحرام في خطبة عيد الفطر: مناسبة كريمة للتصافي والمصالحة
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن العيد مناسبة كريمة لتصافي القلوب ، ومصالحة النفوس ، والتحببِّ إلى الأخوة ، وزيادةِ الصلة في القربى.
زيادةِ الصلة في القربىوأوضح " بن حميد" خلال خطبة عيد الفطر المبارك اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة ، أن بين أيديكم خلق عظيم ، وفن من فنون التعامل لا يتقنه إلا الحليم ، وأدبٌ رفيع لا يحسنه إلا الأفاضلُ من القوم ، والكرامُ من الناس .
وأضاف أنه خلق من أرقى شيم ذوي الهمم ، يحفظ الكرامة ، ويكسو المهابة ، ويرفع المكانة ، خلق به تعلو المنازل، وإنه خلق التغافل والتسامح، مشيرًا إلى أن التغافل أقوم الطرق وأحسنها للتعامل مع الناس إذا صدر منهم ما يغيظ ، أو بدر منهم ما يسوء.
ونبه إلى أن أن التغافل هو ترك ما لا يعنى ، والحرص على ما ينفع ، وتحمل الأذى الصغير من أجل دفع الأذى الكبير، وهو إعراض عما لا يستحسن من القول والفعل ، والتصرف ، وغض الطرف عن الهفوات ، والترفعُ عن الصغائر.
وأفاد بأن المتغافل النبيل يتعمد الغفلة عن الأخطاء والعيوب التي يراها ، وهو مدرك لها عالم بها ، ولكنه يغض عنها تكرما وترفعاً ، وفضلا ونبلاً، والمتسامح ذو إرادة قوية ، ونفسٍ راقية ، يقدر الشعور الإنساني ويجبر الخاطر ، ويحافظ على الحياء ، تقوده الحكمة ، ويحكمه العقل ، ولا يجره هوى ، ولا تغلبه شهوة .
الودَّ بين الأخوة نعمةونوه بأن الودَّ بين الأخوة نعمة ، والتواصلَ بينهم رحمة ، والنعمة يزيدها الشكر، والبلاء يخففه الصبر ، والذنب يمحوه الاستغفار وعيدكم مبارك، و كتب الله لكم سعادة إهلاله ، ورزقكم بركة كماله ، وزادكم من فضله ونواله .
وتابع: ووفقكم لفرضه ونفله ، وصالح أعماله ، وقرن عيدكم بالقبولِ ، وإدراكِ المسؤول ، والفوز بالمأمول ، وقبل الله بالقبول صيامكم ، وبعظيم المثوبة قيامكم، وعيد مبارك لولاة أمرنا لخادم الحرمين الشريفين ، وسموه ولي العهد الأمين.
وواصل ، مهنئًا: وعيد مبارك لأهلنا وبلادنا وللمسلمين أجمعين ، وعيد مبارك للطائفين والقائمين ، والعاكفين ، والزائرين ، وجميع قاصدي الحرمين الشريفين ، منوهًا بأن صور المكرمات من هذه البلاد تتوالى .
وأشار إلى أن أنواعُ الفضائل تتسابق وتتعالى ، في كل حين ، وفي كل مرفق ، رعايةً ، وخدمةً ، واهتمامًا ، وجدًا واجتهادًا ، وتفانيًا وإتقاناً ، فالمستهدف هو قاصدو الحرمين الشريفين ، وخدمتُهم ، وتيسيرُ أمورهم ، في حلهم وترحالهم ، تسابقٌ كريم في ميادين الخير تحوزه هذه البلاد المباركة، وقيادتهُا الصالحة، بلاد كريمة مباركة .
ولفت إلى أنه قد من الله عليها بالأمن والإيمان ، والعيش الكريم ، فهي تطعم الجائع ، وتغيث الملهوف ، وتؤي اللاجئ ، وتمسح رأس اليتيم، أما ضيوف الرحمن فخدمتهم شرف ، وتيسير مناسكهم هدف ، والبذل من أجلهم قربة .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطبة عيد الفطر المبارك إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: الزكاة حق لله تزيل الغل والحقد وتنشر المودة
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، المسلمين بتقوى الله، منوها أن كمال الإنسان وعلو درجته لا يكون إلا بعبادة الله تعالى والإحسان إلى خلقه وأن صرف الشرور هو بأداء حق الله عليه ونفعه للعباد وأن مايلحقه من شر ومكروه هو بقدر ما ترك من عبادة الله وبقدر ما قصر في نفع الخلق.
الزكاة في الإسلامواستشهد خطيب المسجد النبوي، خلال خطبة الجمعة، بقول الله تعالى (وَٱلْمُؤْمِنُونَ ولمؤمنات بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۢ ۚ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ ۚ أولئك سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).
وأشار إلى أن الزكاة هي نفع مخصوص ومفروض على من تجب عليهم لمن تجب لهم قال جل من قائل (كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ ).
وأوضح خطيب المسجد النبوي، أن من محاسن الإسلام أن جعل الزكاة ركنًا من أركان الإسلام تؤدى على وجه مخصوص ولطائفة مخصوصة من المسلمين لسد حاجتهم وهي جالبة للمودة والبركة مبعدة للحقد والغل مطهرة للقلب من البخل والشح وهي من أخطر ما تصاب به القلوب ففي الحديث ( اتَّقُوا الظُّلمَ ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ ، واتَّقُوا الشُّحَّ ؛ فإنَّ الشُّحَّ أهلكَ مَن كانَ قبلَكُم ، حملَهُم على أنْ سَفكُوا دِمائَهم ، واستَحَلُّوا مَحارِمَهم ).
وبين الحذيفي أن الزكاة تنفي عن المجتمع وحر الصدور وغلها والحقد وتشيع المودة والرحمة والتسامح بين الناس والتكافل، فالزكاة أوجبها الله على الأغنياء لترد على الفقراء فهي حق لله تعالى أمر أن تصرف للفقراء ولم يترك تحديد مقدارها لأحد.
ففي الحديث عن أبي هريرة (ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالإِبِلُ قالَ: ولا صاحِبُ إبِلٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها -ومِنْ حَقِّها حَلَبُها يَومَ وِرْدِها- إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ أوْفَرَ ما كانَتْ، لا يَفْقِدُ مِنْها فَصِيلًا واحِدًا، تَطَؤُهُ بأَخْفافِها وتَعَضُّهُ بأَفْواهِها، كُلَّما مَرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخْراها، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قِيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْبَقَرُ والْغَنَمُ؟ قالَ: ولا صاحِبُ بَقَرٍ ولا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ، لا يَفْقِدُ مِنْها شيئًا، ليْسَ فيها عَقْصاءُ، ولا جَلْحاءُ، ولا عَضْباءُ، تَنْطَحُهُ بقُرُونِها وتَطَؤُهُ بأَظْلافِها، كُلَّما مَرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخْراها، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْخَيْلُ قالَ: الخَيْلُ ثَلاثَةٌ: هي لِرَجُلٍ وِزْرٌ، وهي لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وهي لِرَجُلٍ أجْرٌ؛ فأمَّا الَّتي هي له وِزْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها رِياءً وفَخْرًا ونِواءً علَى أهْلِ الإسْلامِ، فَهي له وِزْرٌ، وأَمَّا الَّتي هي له سِتْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها في سَبيلِ اللهِ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللهِ في ظُهُورِها ولا رِقابِها، فَهي له سِتْرٌ، وأَمَّا الَّتي هي له أجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها في سَبيلِ اللهِ لأَهْلِ الإسْلامِ في مَرْجٍ ورَوْضَةٍ، فَما أكَلَتْ مِن ذلكَ المَرْجِ أوِ الرَّوْضَةِ مِن شَيءٍ، إلَّا كُتِبَ له عَدَد ما أكَلَتْ حَسَناتٌ، وكُتِبَ له عَدَدَ أرْواثِها وأَبْوالِها حَسَناتٌ، ولا تَقْطَعُ طِوَلَها فاسْتَنَّتْ شَرَفًا أوْ شَرَفَيْنِ، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له عَدَدَ آثارِها وأَرْواثِها حَسَناتٍ، ولا مَرَّ بها صاحِبُها علَى نَهْرٍ، فَشَرِبَتْ منه ولا يُرِيدُ أنْ يَسْقِيَها؛ إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له عَدَدَ ما شَرِبَتْ حَسَناتٍ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْحُمُرُ؟ قالَ: ما أُنْزِلَ عَلَيَّ في الحُمُرِ شَيءٌ، إلَّا هذِه الآيَةُ.
وفي الخطبة الثانية أوضح الحذيفي أن الإخلاص في العبادة والمداومة أوضح على الدعاء ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الدعاء هو العبادة)، ختم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف بالحث على إعطاء القرآن حقه من التلاوة والإكثار من النوافل والإحسان إلى الناس.