السيد فضل الله: للوعي الدائم لمخاطر التسرع في قذف الإتهامات قبل التحقيقات
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
أشار السيّد علي فضل الله، خلال خطبة عيد الفطر المبارك في حارة حريك، الى أننا "نجدد اليوم اعتزازنا بصمود الشعب الفلسطيني وصبره ومقاومته رغم الجراح الذي يعاني منها والآلام التي تصيبه، ما يربك من مخططات هذا العدو، ويجعل هذا الشعب جديراً بالحياة والحرية ومستحقاً للنصر".
وجدد فضل الله، دعوته للشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم أن "يستمروا في مساندة الشعب الفلسطيني، وعدم تركه وحيداً يستفرد به الكيان الصهيوني".
وتوقف عند الوضع اللبناني حيث "يستمر فيه العدو الصهيوني باستهدافه لقرى وبلدات الجنوب والبقاع، فيما يستمر قادته بالحديث عن استعداد لشن حرب واسعة على لبنان، وحيث يواكب ذلك تقارير عن سيناريوهات للحرب الواسعة".
ورأى أن "ذلك يندرج في سياق التهويل ت من قبل هذا العدو، الذي يعي مكامن القوة في هذا البلد وأن معركته معه لن تكون نزهة وهو يحسب لها ألف حساب، لكن هذا لا يعني أن ننام على حرير، بل يدعو إلى الجهوزية لمواجهة ذلك إن على الصعيد العسكري أو الدبلوماسي لمنع أية تداعيات قد تحصل من وراء ذلك".
وقدر "الحكمة التي لا تزال تتحلى بها المقاومة في مواجهة ما يجري وأخذها في الاعتبار واقع هذا البلد وظروفه، فهي لا تغامر بهذا الوطن وشعبه.. في الوقت الذي نشدد فيه على تحصين الساحة الداخلية".
وطالب القيادات الدينية والسياسية أن "تتجنب الخطاب الانفعالي والموتر، فليس الوقت وقت مناكفات وصراعات وإثارة حساسيات وتصفية حسابات، بل للتعاون في مواجهة عدو لا يستهدف طائفة أو مذهباً أو موقعاً سياسياً بل يستهدف الوطن كله مدينا الجريمة التي حصلت أخيراً في جبيل، وأودت بأحد أبنائها، ومشيدا بالسرعة التي قامت بها القوى الأمنية في كشف أهداف هذه الجريمة، منعاً للفتنة التي كادت تحدث من وراء ذلك وعدم السماح للمصطادين في الماء العكر أن يستفيدوا من ورائها".
وجدد الدعوة للبنانيين إلى "الوعي الدائم لمخاطر التسرع في قذف الاتهامات والكف عن هذا الأسلوب من الاتهام السياسي قبل التحقيقات، والاحتكام إلى القضاء النزيه العادل، ليتبينوا، حتى لا يصيبوا قوماً بجهالة فيصبحوا على ما فعلوا نادمين، وحتى لا يقع البلد في فخ الفتنة ويتحول إلى لقمة سائغة بيد أعدائه".
ودعا القوى السياسية بالعمل إلى "معالجة الأزمات التي تعصف في البلد والصراع الحاصل في مواقعه الرئيسية، والذي إن استمر فقد يهدد كيان هذا البلد وقدرته على مواجهة التحديات".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
السيد القائد يستنهض الأمة ويطلق صرخة الحرية في وجه مشاريع أخطبوط الشرّ الصهيوني
يمانيون../
في لحظةٍ تتكالب فيها قوى الطغيان والاستكبار العالمي على الأمّة الإسلامية، ويشتد فيها الحصار وتتوالى المجازر، يصدح صوت قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، ليجدد الوعي، ويهزّ الضمير، ويعيد رسم خارطة المواجهة من جديد.
وفي سياق نداء إيماني عميق جاء ليوقظ الشعوب من سباتها، ويعيد للأمة اعتبارها في معركة المصير، حيثُ الكلمة المبدئية موقف، والموقف سلاح، والسلاح جهاد ومقاومة.
وقال السيد القائد صادحًا: إن “الأعداء اليهود الصهاينة وأذرعهم في أخطبوط الشر المتمثل بأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وقوى الغرب المتصهينة معهم يدركون ما تمتلكه أمتنا الإسلامية من عوامل القوة المعنوية والمادية”.
وبمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين، وضمن كلمته الأسبوعية، حول آخر المستجدات، وتحديدًا على وقع المجازر اليومية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتصعيد العسكري المستمر في لبنان وسوريا، والتورط الأمريكي المباشر في العدوان على اليمن؛ جاءت الكلمة الفصل.
معركة الوعي والميدان بوجه الهيمنة والخذلان:
في خطابٍ استثنائي اتّسم بالقوة والوضوح والاتساع الجغرافي والإنساني، أطلق السيد القائد صرخته، مجددًا دعوته للأمة الإسلامية لتفعيل عناصر قوتها، والوقوف صفًا واحدًا في وجه مشاريع الهيمنة الأمريكية الغربية والصهيونية العالمية التي وصفها بـ “أخطبوط الشر الشيطاني”.
وراسمًا ملامح المشهد الإسلامي والعربي في وجه الهيمنة الأمريكية والصهيونية، كاشفًا عمق الاختلالات في بنية الأمّة، ومبشرًا في ذات الوقت بصلابة المشروع القرآني وجدواه الواقعية.
في ثنايا هذه الكلمة توصيف دقيق لحالة الأمّة، وتحذير صريح من الانحدار نحو الهاوية نتيجة الهوان والخنوع أمام العدوّ، وهي دعوة جادة لاستعادة زمام المبادرة من خلال وعي جماهيري متصل بالإيمان ومحصن بالموقف.
وأشار السيد القائد إلى أن الأنظمة العربية باتت عاجزة عن تخطي “سقف البيانات”، التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وهو توصيف دقيق لحالة التبلد السياسي الرسمي في مقابل الدماء النازفة في غزة واليمن وكلّ الجبهات الحرة.
وكشف عن معضلةٍ خطيرة، حيثُ يتم احتواء كلّ ردة فعلٍ شعبيةٍ في الأمّة، من خلال أدوات داخلية، تصدّر الهزيمة النفسية وتزرع بذور اليأس في صفوف الشعوب، بينما العدوّ يرتكب مجازره ويواصل مخططاته لتفتيت الأمّة والسيطرة على فكرها وثقافتها.
غزة: المجازر في ذروتها والمقاومة تُبدع
وأبرز ما ركّز عليه السيد القائد، بل ومفتتحٌ بها، هي الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، واصفًا إياها بـ “الإبادة الجماعية” بحق الأسر والعوائل الفلسطينية.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي أباد أكثر من 7 آلاف عائلة بالكامل، وقتل ما يزيد عن 18 ألف طفل وأكثر من 12 ألف امرأة، مشيرًا إلى أن ثلثي الشهداء هم من الأطفال والنساء وكبار السن.
ووصف الجريمة بأنها “رهيبة جدًّا” تجري في نطاق جغرافي محاصر وضيق، مؤكداً أن الاحتلال يستخدم التجويع كسلاحٍ قاتل، حيثُ يواجه أكثر من مليونَي فلسطيني خطر الموت جوعًا؛ بسبب الحصار المزدوج الذي يمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية.
وأضاف أن أكثر من 1400 طبيب وكادر صحي تم استهدافهم، في محاولة لإنهاء الخدمة الطبية بشكلٍ كلي.
وفي المقابل، حيّا السيد القائد صمود المجاهدين في غزة، وعلى رأسهم كتائب القسام وسرايا القدس، مشيرًا إلى أنهم “شكلوا مفاجأة عملياتية كبيرة” للعدو وأحدثوا ضربات نوعية أثّرت على قراراته الميدانية؛ ما جعله مترددًا في التقدم نحو عمق القطاع.
وفي سياق انتهاكات وتهويد العدوّ للضفة الغربية بلا توقف، أشار السيد القائد إلى استمرار الاحتلال في سياسة القتل والخطف والهدم والتجريف في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والانتهاكات الصارخة لحرمته، بما في ذلك مشروع مصعد حائط البراق الذي وصفه بـ “خطوة خطيرة” في مشروع تهويد القدس.
لبنان وسوريا: جبهات الردع والرباط
أكّد السيد القائد أن الاعتداءات الصهيونية على لبنان في تصاعد مستمرّ، ولفت إلى قيام العدوّ باستحداث مواقع جديدة، في انتهاك فاضح للاتفاقيات الدولية، واصفًا الموقف الرسمي اللبناني بـ “الضعيف”، ومشددًا على أن ضمانة لبنان في مقاومته، وليس في التبعية للقرارات الغربية.
وفي هذا السياق، حيّا السيد القائد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، واصفًا كلمته بالقوية والمؤثرة، مؤكداً الوقوف جنبًا إلى جنب مع المقاومة في لبنان ضد أي تصعيد.
أما في سوريا، فقد كشف القائد الحوثي أن العدوّ الصهيوني يستولي حتى على الأراضي الزراعية لتحويلها إلى مهابط للطائرات، ويطارد الرعاة والفلاحين في محاولة لبسط السيطرة الكاملة.
المشروع القرآني.. جبهة متماسكة:
أعاد السيد القائد التأكيد على أن المشروع القرآني ليس تنظيرًا عاطفيًا، بل تجربة ميدانية صلبة أثبتت فاعليتها في بناء موقف ثابت ومحصن من الولاء لأمريكا و”إسرائيل”، وهو مشروع واجه أدوات العدوان على اليمن وخرج منها أقوى وأصلب.
وأكّد أن الميدان شاهد والتاريخ يسجّل؛ من “الاشتباك المتواصل مع حاملات الطائرات الأمريكية إلى العمليات المستمرة في عمق فلسطين المحتلة”، يواصل المجاهدون اليمنيون “صناعة المفاجأة وتثبيت معادلة الردع، في وقتٍ يعاني فيه العدوّ من فشلٍ ذريعٍ في كسر إرادة الشعوب الحرة”.
وحذّر السيد القائد من مشروعٍ شاملٍ لاستهداف الأمّة الإسلامية، يتجاوز العمل العسكري ليصل إلى الحرب الناعمة وتفكيك الوعي والقيم والمقومات الذاتية، موضحًا أن الأعداء يعملون على “إبقاء الأمّة مكبلة، بل وتحويلها إلى أداة في تنفيذ مخططاتهم”، مشددًا على ضرورة تحرر الأمّة من هذه القيود.
واعتبر أن شعار “الصرخة في وجه المستكبرين”، التي أُطلقت قبل أكثر من عقدين، كانت البداية العملية لمشروع قرآني تحرري يواجه الاستكبار من موقع الوعي والإيمان والبصيرة.
ودعا السيد القائد إلى مواصلة التحرك الشعبي والإعلامي والميداني في دعم غزة وفلسطين، معتبرًا أن ما يجري ليس شأناً فلسطينياً محضاً، بل معركة الأمّة كلها مع المشروع الصهيوني الأمريكي، مؤكداً أن الإسلام العظيم هو ما يمنح الأمّة العزة والنصر.
ومن قلب الميدان، حيا السيد القائد القبائل اليمنية التي وصفها بالجيش الكامل، المليء بالإرادة والإيمان والشهامة والكرامة، “القبائل اليمنية.. جيش الإيمان”، مشيرًا إلى أن “اليمن بثقافته وقيمه الإيمانية، عصيٌّ على الكسر” مهما تصاعدت مؤامرات العدوان.
الخطاب كوثيقة مواجهة ورؤية شاملة
كلمة السيد القائد لم تكن مجرد عرض للوقائع أو توصيف للمآسي، بل جاءت كرؤيةٍ استراتيجية متكاملة تشخص الواقع وتحدد الاتجاه وتبني على رصيدٍ طويل من المواجهة مع المشروع الشيطاني الصهيوأمريكي.
وتتضح ملامح الصراع والمواجهة -بحسب السيد القائد- بين مشروع قرآني متجذر في قيم العزة والكرامة، وبين مشروع استكباري يسعى لطمس الهوية وسحق الإرادة.
وما بين هذا وذاك، ينهض شعب الإيمان والحكمة، بقبائله ومجاهديه ووعيه وبصيرته، ليؤكد من جديد أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن دماء الشهداء هي التي ترسم خرائط العزة القادمة.
ومع تأكيده على أهمية المشاركة المليونية في فعاليات يوم غدٍ الجمعة، شدّد السيد القائد على أن هذه الحشود تمثل “صفعة معنوية للأمريكي، ودلالة واضحة على أن الشعب اليمني لا ينكسر ولا يتراجع، بل يزداد وعيًا وصلابة مع كلّ جريمة جديدة”، وغداً، سيكون الخروج المليوني صفعة مدوية للطغاة، وشاهدًا جديدًا على أن أمّةً لا تموت.. طالما فيها من يقول: “لا” للهيمنة، و”نعم” للثبات والجهاد.
بالمحصلة يمكن اعتبار كلمة قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وثيقة تعبئة وتحفيز، تستنهض الأمّة نحو مرحلةٍ جديدةٍ من الجهاد المتواصل والمقاومة الشاملة واليقظة المستمرة في مواجهة قوى الهيمنة والاحتلال والخذلان والتطبيع والاستسلام.
عبدالقوي السباعي | المسيرة