لبنان ٢٤:
2024-12-25@20:14:09 GMT

الفتيات وترندات المكياج: تسليع للطفولة في العلن!

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

الفتيات وترندات المكياج: تسليع للطفولة في العلن!

من منكم لم تستوقفه مقاطع صورتها فتيات ومراهقات وهنّ يتبرّجن كمحترفات؟ نساء ورجال، توقفتم أمام هذه المشاهد التي أصبحت تتكرر على مواقع التواصل الاجتماعي. قد تكون طريقة التبرّج والثقة التي بدت فيها الفتيات ما لفتكم أو حتى جمالهنّ بالرغم من صغر سنّهن.. مهما كان السبب، تمكّنّ من جذب انتباهكم وحصلن على مشاهدات عالية وهو الأمر المهم بنظر العديد.

لكنّ الأهمّ والأخطر هو تأثير هذه الظاهرة على فتيات صغيرات انجرفن الى عالم الكبار السيبراني وتحوّلن، عمداً أو جهلاً، الى محتوى.. دمى جميلة تسلّع الطفولة!
 
بحماسة كبيرة وسذاجة، بين المرآة وشاشة الهاتف، نجد مراهقات لم تتجاوزن الثانية عشرة من عمرهنّ يقلّدن مشهورات مواقع التواصل الاجتماعي بحركاتهنّ، طريقة وضعهنّ لمستحضرات التجميل وحتى بتعابير وجههنّ. صغيرات يلهون بمستحضرات لم تخصص لبشرتهنّ، يضعنها على وجوههن الصغيرة ويعطين رأيهنّ بجودتها.. لعبة جميلة بتكاليف لن يرغب الأهل بتحميلها لبناتهن.
 
مستحضرات التجميل غير آمنة لبشرة الأطفال
قبل الحديث عن البعد النفسي للهوس بالماكياج، لابدّ من التطرق الى مكونات هذه المستحضرات الجمالية التي تضعها الفتيات على بشرتهنّ. الكلّ يدرك انها مصنّعة من مواد كيميائية تلحق الضرر بالبشرة الهشة والحساسة ويؤدي استخدامها الى احداث التهابات جلدية، ذلك لأنها تتسبب في غلق وانسداد المسامات في بشرة الاطفال.
 
والأخطر هو ملامسة هذه المستحضرات لمحيط العينين لدى الأطفال أو استخدام الفتيات للكحل أو اي مواد أخرى توضع على العين، لأن هذه المواد تعتبر الأكثر تسبباً بالضرر لعيني الطفل وفقاً للخبراء، بحيث ان هذا الجزء من الوجه بحاجة إلى عناية خاصة.
 
أمّا في ما يخصّ أحمر الشفاه الذي تسارع الفتيات لوضعه على شفافهنّ، فيقول الخبراء إنه يتسبب بتشقق الشفاه وجفافها، كما قد يؤدي الى التهاب حول الفم نتيجة ترسّب مكوناته الى طبقات الجلد الداخلية.
 
غير أن معظم مستحضرات الأمهات تستهدف تقليل الخطوط الدقيقة والهالات السوداء تحت العين وتفاوت لون البشرة، الأمر الذي لا تعاني منه الصغيرات والذي قد يتسبب بمشاكل جلدية لهن ان لامست المكونات النشطة فيه بشرتهن. كما أن هناك منتجات مثل المقشرات، إذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح، يمكن أن تمزق جلد الأطفال لأنه حساس جداً.
 
ما تأثير "هوس الجمال" على الطفولة؟
الأفظع مما سبق، هو الأثر النفسي لهذا الهوس والذي قد يكون بتشجيع الاهل، خاصة عندما تقوم "أمّهات تيك توك" بوضع هذه المستحضرات على بشرة بناتهن لإبراز جمالهن والمشاركة بـ"الترند"، معرّضة اياهنّ لمخاطر هذه المنتجات إضافة الى مخاطر العالم الافتراضي.
وتقول الاختصاصية في علم النفس، كاندي أبو سرحال، إن "الأهل غالباً ما يريدون إظهار اطفالهم بأفضل صورة ممكنة، فهم امتداد لهم"، مضيفة: "قد يسعى البعض للمنافسة بالصغار وتحقيق ما لم يتمكنوا أنفسهم من القيام به من خلال حث اطفالهم على تنفيذه".
 
وتوضح أن "عالم السوشيال ميديا خلق مساحة جديدة أمام الأهل للمنافسة، فباتوا ينشرون صور أطفالهم منذ الولادة بأبهى الملابس والزينة ليتطوّر الامر الى دسّ الصغيرات في عالم "سيفورا". قد يكون هذا التصرف النرجسي نابع عن حبّ لكنّه مضر بالأطفال لأنه تسليع لهم".
 
تحوّل الفتيات الى دمى أمر ببالغ الخطورة بالنسبة لأبو سرحال، التي تشير في حديثها الى "لبنان 24" الى أن ابراز "مفاتن" الصغيرات في عالم غريب مليء بالوحوش هو جرم بحقّ الطفولة التي تنتهك بموافقة الأهل ومباركتهم. وتفسّر: "الجميلات الصغيرات بشكلهنّ سيصبحن في مهب الانتقاد والتنمّر والتسليع الجنسي. فور نشر الصور والفيديوهات على مواقع التواصل ستأتي التعليقات وبعضها لن يكون بريئاً".
 
وتضيف أبو سرحال: "يحمّل الأهل أطفالهم ضغوطاً نفسية كبيرة، فالطفل والمراهق يتأثر بمن حوله وبما يقال له".
 
وتكمل متسائلة: "أي صورة عن النفس تمنحونها للصغيرات؟ أنتم تحطمون ثقتهن بأنفسهن وبجمالهن الطبيعي. فبرأي هذه الصغيرات، الجمال ناتج عن مستحضرات التجميل وعدم استخدامها سيجعلهنّ قبيحات أو أقل جمالاً من صديقاتهن".
 
الأفضل هو احتواء "هوس الفتيات بالمكياج"، هذا ما تنصح أبو سرحال الأمهات القيام به. وتقول: "الفتيات تقلدن أمهاتهنّ أولا، فلنبدأ من هنا. لتكن الأم قدوة ولتقضي وقتاً جيداً مفيداً مع طفلتها"، مضيفة: "لنقلل الوقت الذي تمضيه الفتيات بمشاهدة الفيديوهات عبر الهاتف باستبداله بالألعاب التربوية المفيدة والمسليّة، بنزهة صغيرة أو حتى جربي الاستفادة من سعي طفلتك لتقليدك وبدل تصوير فيديو لوضع مستحضرات التجميل، اصنعي بمساعدتها محتوى آخر قد يكون عن الطهي مثلاً".
 
وتؤكد أبو سرحال أن "عالم الأطفال لم يكن يوماً عالم سيفورا أو غيرها. الهوس الحاصل يعود الى محتوى مواقع التواصل الاجتماعي والرغبة بتقليد المشاهدات". وتلفت الى ان "الفتيات الصغيرات تحبّ تقليد أمهاتهنّ أولا لهذا ترغبن بوضع مستحضرات التجميل، لذا على الأم اخبار طفلتها بخطورة هذه المستحضرات على بشرتها. كما يجب اخراج الفتيات في عالم صيحات السوشيال ميديا والعودة بهن الى عالم الطفولة، الى اللعب بالدمى واللهو مع الاصدقاء".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مستحضرات التجمیل هذه المستحضرات مواقع التواصل

إقرأ أيضاً:

بعد موافقة «مدبولي».. «تطوير التعليم بالوزراء» يبحث مع «العربي للطفولة» بدء تنفيذ مشروع روضات «جيل ألفا»

التقت د. رشا سعد شرف، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، وفدًا من المجلس العربي للطفولة والتنمية برئاسة المهندس محمد رضا فوزي، مدير إدارة البحوث والتوثيق وتنمية المعرفة، بحضور د. عبد الله عمارة، الباحث بإدارة البحوث والتوثيق وتنمية المعرفة بالمجلس، لبحث توقيع بروتوكول تعاون للشراكة في مشروع روضات «جيل ألفا».

قالت د. رشا شرف، الأمين العام للصندوق، إن اللقاء يأتي في إطار تنفيذ قرار مجلس إدارة صندوق تطوير التعليم برئاسة د. مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، للبدء في تنفيذ مشروع روضات «جيل ألفا»، الذي وافق عليه مجلس إداة الصندوق في اجتماعه الأخير، والذي يهدف إلى بناء قدرات النشء وتأهيلهم لمرحلة التعليم الأساسي، وذلك تنفيذًا لرؤية القيادة السياسية نحو بناء مجتمع متقدم ومتكامل يبدأ من الاهتمام بالنشء.

وأضافت في - البيان الصحفي الصادر عن الصندوق - أن اللقاء مع وفد المجلس العربي للطفولة والتنمية، شهد استعراضًا لأبرز ملامح المشروع ومكوناته وأهدافه، والتباحث حول آليات التعاون، تمهيدًا لتوقيع بروتوكول للشراكة في المشروع، كما شهد الاجتماع مناقشة كافة بنود وتفاصيل البروتوكول تمهيدًا لعرضه على الجهات المختصة لتوقيعه.

وأوضحت «شرف» أن رئيس الوزراء وجه بضرورة التنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ليكون بروتوكول التعاون بين الصندوق ومجلس الطفولة، متوافقًا ومتسقًا مع استراتيجية الوزارة في توفير فرص أفضل لإتاحة وجودة التعليم في مرحلة رياض الأطفال، تلك المرحلة الهامة التي يتشكل فيها وعي الطفل وشخصيته، حتى يتم تأهيله وإعداده لمرحلة التعليم الأساسي بشكل أكثر كفاءة واحترافية.

وأشارت الأمين العام لصندوق تطوير التعليم، أن اللقاء تبعه جولة ميدانية بحضور أعضاء الجهاز الإداري والمكتب الفني والإدارة الهندسية بالصندوق، في مركز تنمية الطفولة المبكرة بالمدينة التعليمية في السادس من أكتوبر «روضة الأمير طلال بن عبد العزيز»، للوقوف على متطلبات التطوير المادية والبشرية، لتكون هي النموذج الوطني لروضات «جيل ألفا».

مقالات مشابهة

  • مصدر أمني يكشف حقيقة بيع مناديل لتخدير الفتيات بالسكك الحديدية
  • إطلاق مبادرة «حماية الفتيات من العنف الرقمي والابتزاز الإلكتروني» بالغربية
  • أفضل مستحضرات التجميل الطبيعية لبشرة نضرة وطبيعية
  • اختصاصية: ‏لابد من الانتباه لضرورة التواصل المستمر مع الطفل.. والطفل يتعلم من التصرفات التي يفعلها الأهل أمامه
  • جامعة الإسكندرية تضع خطة لمواجهة النوات الشتوية
  • ضبط 309 عبوة مستحضرات تجميل بمركز دون ترخيص بالفيوم
  • «تطوير التعليم بالوزراء» يبحث مع «العربي للطفولة» بدء تنفيذ مشروع روضات «جيل ألفا»
  • بعد موافقة «مدبولي».. «تطوير التعليم بالوزراء» يبحث مع «العربي للطفولة» بدء تنفيذ مشروع روضات «جيل ألفا»
  • صندوق تطوير التعليم يبحث مع «العربي للطفولة» بدء تنفيذ مشروع روضات «جيل ألفا»
  • نداهة الأطفال والبنات.. كيف واجهت «الداخلية» شائعات خطف الفتيات؟