لبنان ٢٤:
2025-04-10@17:47:31 GMT

الفتيات وترندات المكياج: تسليع للطفولة في العلن!

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

الفتيات وترندات المكياج: تسليع للطفولة في العلن!

من منكم لم تستوقفه مقاطع صورتها فتيات ومراهقات وهنّ يتبرّجن كمحترفات؟ نساء ورجال، توقفتم أمام هذه المشاهد التي أصبحت تتكرر على مواقع التواصل الاجتماعي. قد تكون طريقة التبرّج والثقة التي بدت فيها الفتيات ما لفتكم أو حتى جمالهنّ بالرغم من صغر سنّهن.. مهما كان السبب، تمكّنّ من جذب انتباهكم وحصلن على مشاهدات عالية وهو الأمر المهم بنظر العديد.

لكنّ الأهمّ والأخطر هو تأثير هذه الظاهرة على فتيات صغيرات انجرفن الى عالم الكبار السيبراني وتحوّلن، عمداً أو جهلاً، الى محتوى.. دمى جميلة تسلّع الطفولة!
 
بحماسة كبيرة وسذاجة، بين المرآة وشاشة الهاتف، نجد مراهقات لم تتجاوزن الثانية عشرة من عمرهنّ يقلّدن مشهورات مواقع التواصل الاجتماعي بحركاتهنّ، طريقة وضعهنّ لمستحضرات التجميل وحتى بتعابير وجههنّ. صغيرات يلهون بمستحضرات لم تخصص لبشرتهنّ، يضعنها على وجوههن الصغيرة ويعطين رأيهنّ بجودتها.. لعبة جميلة بتكاليف لن يرغب الأهل بتحميلها لبناتهن.
 
مستحضرات التجميل غير آمنة لبشرة الأطفال
قبل الحديث عن البعد النفسي للهوس بالماكياج، لابدّ من التطرق الى مكونات هذه المستحضرات الجمالية التي تضعها الفتيات على بشرتهنّ. الكلّ يدرك انها مصنّعة من مواد كيميائية تلحق الضرر بالبشرة الهشة والحساسة ويؤدي استخدامها الى احداث التهابات جلدية، ذلك لأنها تتسبب في غلق وانسداد المسامات في بشرة الاطفال.
 
والأخطر هو ملامسة هذه المستحضرات لمحيط العينين لدى الأطفال أو استخدام الفتيات للكحل أو اي مواد أخرى توضع على العين، لأن هذه المواد تعتبر الأكثر تسبباً بالضرر لعيني الطفل وفقاً للخبراء، بحيث ان هذا الجزء من الوجه بحاجة إلى عناية خاصة.
 
أمّا في ما يخصّ أحمر الشفاه الذي تسارع الفتيات لوضعه على شفافهنّ، فيقول الخبراء إنه يتسبب بتشقق الشفاه وجفافها، كما قد يؤدي الى التهاب حول الفم نتيجة ترسّب مكوناته الى طبقات الجلد الداخلية.
 
غير أن معظم مستحضرات الأمهات تستهدف تقليل الخطوط الدقيقة والهالات السوداء تحت العين وتفاوت لون البشرة، الأمر الذي لا تعاني منه الصغيرات والذي قد يتسبب بمشاكل جلدية لهن ان لامست المكونات النشطة فيه بشرتهن. كما أن هناك منتجات مثل المقشرات، إذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح، يمكن أن تمزق جلد الأطفال لأنه حساس جداً.
 
ما تأثير "هوس الجمال" على الطفولة؟
الأفظع مما سبق، هو الأثر النفسي لهذا الهوس والذي قد يكون بتشجيع الاهل، خاصة عندما تقوم "أمّهات تيك توك" بوضع هذه المستحضرات على بشرة بناتهن لإبراز جمالهن والمشاركة بـ"الترند"، معرّضة اياهنّ لمخاطر هذه المنتجات إضافة الى مخاطر العالم الافتراضي.
وتقول الاختصاصية في علم النفس، كاندي أبو سرحال، إن "الأهل غالباً ما يريدون إظهار اطفالهم بأفضل صورة ممكنة، فهم امتداد لهم"، مضيفة: "قد يسعى البعض للمنافسة بالصغار وتحقيق ما لم يتمكنوا أنفسهم من القيام به من خلال حث اطفالهم على تنفيذه".
 
وتوضح أن "عالم السوشيال ميديا خلق مساحة جديدة أمام الأهل للمنافسة، فباتوا ينشرون صور أطفالهم منذ الولادة بأبهى الملابس والزينة ليتطوّر الامر الى دسّ الصغيرات في عالم "سيفورا". قد يكون هذا التصرف النرجسي نابع عن حبّ لكنّه مضر بالأطفال لأنه تسليع لهم".
 
تحوّل الفتيات الى دمى أمر ببالغ الخطورة بالنسبة لأبو سرحال، التي تشير في حديثها الى "لبنان 24" الى أن ابراز "مفاتن" الصغيرات في عالم غريب مليء بالوحوش هو جرم بحقّ الطفولة التي تنتهك بموافقة الأهل ومباركتهم. وتفسّر: "الجميلات الصغيرات بشكلهنّ سيصبحن في مهب الانتقاد والتنمّر والتسليع الجنسي. فور نشر الصور والفيديوهات على مواقع التواصل ستأتي التعليقات وبعضها لن يكون بريئاً".
 
وتضيف أبو سرحال: "يحمّل الأهل أطفالهم ضغوطاً نفسية كبيرة، فالطفل والمراهق يتأثر بمن حوله وبما يقال له".
 
وتكمل متسائلة: "أي صورة عن النفس تمنحونها للصغيرات؟ أنتم تحطمون ثقتهن بأنفسهن وبجمالهن الطبيعي. فبرأي هذه الصغيرات، الجمال ناتج عن مستحضرات التجميل وعدم استخدامها سيجعلهنّ قبيحات أو أقل جمالاً من صديقاتهن".
 
الأفضل هو احتواء "هوس الفتيات بالمكياج"، هذا ما تنصح أبو سرحال الأمهات القيام به. وتقول: "الفتيات تقلدن أمهاتهنّ أولا، فلنبدأ من هنا. لتكن الأم قدوة ولتقضي وقتاً جيداً مفيداً مع طفلتها"، مضيفة: "لنقلل الوقت الذي تمضيه الفتيات بمشاهدة الفيديوهات عبر الهاتف باستبداله بالألعاب التربوية المفيدة والمسليّة، بنزهة صغيرة أو حتى جربي الاستفادة من سعي طفلتك لتقليدك وبدل تصوير فيديو لوضع مستحضرات التجميل، اصنعي بمساعدتها محتوى آخر قد يكون عن الطهي مثلاً".
 
وتؤكد أبو سرحال أن "عالم الأطفال لم يكن يوماً عالم سيفورا أو غيرها. الهوس الحاصل يعود الى محتوى مواقع التواصل الاجتماعي والرغبة بتقليد المشاهدات". وتلفت الى ان "الفتيات الصغيرات تحبّ تقليد أمهاتهنّ أولا لهذا ترغبن بوضع مستحضرات التجميل، لذا على الأم اخبار طفلتها بخطورة هذه المستحضرات على بشرتها. كما يجب اخراج الفتيات في عالم صيحات السوشيال ميديا والعودة بهن الى عالم الطفولة، الى اللعب بالدمى واللهو مع الاصدقاء".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مستحضرات التجمیل هذه المستحضرات مواقع التواصل

إقرأ أيضاً:

معلومات الوزراء يستعرض أهمية الاستثمار في تعليم الفتيات لتحقيق النمو المستدام

استعرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان "لماذا يعد الاستثمار في تعليم الفتيات ضرورة اقتصادية وأخلاقية؟"، والذي يسلط الضوء على أهمية تعليم الفتيات في تعزيز الإنتاجية العالمية وتقليل الفقر، ويؤكد على ضرورة التوسع في الاستثمارات الموجه لمجالات مثل برامج التعليم المعجل والتعلم الرقمي لضمان تكافؤ الفرص وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.

أوضح التقرير أن الاستثمار في تعليم الفتيات يُعد أمرًا ضروريًا من الناحيتين الاقتصادية والأخلاقية، حيث تشير الأبحاث إلى أن تمكين الفتيات من إكمال تعليمهن الثانوي يمكن أن يضيف ما بين 15 إلى 30 تريليون دولار إلى الإنتاجية والأرباح العالمية على مدار حياتهن. ورغم أن الوصول المتساوي إلى التعليم يُعتبر حقًا إنسانيًا أساسيًا، فإن الفوائد الاقتصادية المترتبة على تعليم الفتيات تتجاوز ذلك، إذ يساهم بشكل مباشر في الحد من الفقر، وتعزيز النمو الاقتصادي، والتصدي للتفاوتات الهيكلية في المجتمعات.

أشار التقرير إلى أن تقدم المساواة بين الجنسين في التعليم لا يزال غير متوازن عبر العالم، خصوصًا في أفريقيا، حيث تحقق الأسر الغنية في المناطق الحضرية مكاسب ملحوظة، في حين أن العديد من المجتمعات الريفية لم تشهد تغيرًا يُذكر. ففي جنوب السودان، على سبيل المثال، يواجه 2.8 مليون طفل وشاب حرمانًا مستمرًا من التعليم، حيث تُظهر الإحصاءات أن واحدة فقط من كل عشر فتيات تُكمل تعليمها الابتدائي، بينما لا يمثلن سوى ثلث طلاب المرحلة الثانوية. ولمعرفة أسباب التسرب من التعليم، تُشير 40% من الفتيات إلى أن الزواج المبكر أو الحمل كانا السبب الرئيس في ترك الدراسة، كما أن الأولوية تُمنح عادةً لتعليم الذكور على حساب الإناث في تلك المجتمعات.

أوضح التقرير أن قطاع التعليم يواجه تحديات متعددة، إذ رغم التركيز المستمر على توسيع البنية التحتية التعليمية، إلا أن ذلك لم ينعكس على تحسين نتائج التعلم، وفي أفريقيا، لا يستطيع 9 من كل 10 أطفال قراءة جملة بسيطة بحلول سن العاشرة، وهو ما يشكل أزمة تربوية لها تبعات اقتصادية خطيرة. إضافةً إلى ذلك، فإن نقص المعلمين المؤهلين والموارد الأساسية يؤدي إلى تدهور جودة التعليم.

ولحل هذه الأزمة، أشار التقرير إلى وجود حاجة إلى استثمارات أذكى وحلول أكثر ابتكارًا في مجال التعليم. فبعض الدول مثل كينيا وسيراليون نجحت في تنفيذ برامج منخفضة التكلفة تعتمد على مناهج تدريس منظمة، وتعليم الصوتيات، والتعلم الرقمي، وبرامج تدريب المعلمين المستهدفة، مما أدى إلى تحقيق نتائج إيجابية.

ومن جانب آخر، توفر التكنولوجيا إمكانيات تحوّلية إذا ما أُتيحت للجميع بشكل متكافئ، حيث تتيح منصات التعلم التكيفي تقديم دروس مخصصة لكل طالب، بينما تظل أساليب التعلم عبر الراديو والهواتف المحمولة - التي توسعت خلال جائحة "كوفيد-19" - وسيلة فعالة للوصول إلى الطلاب الذين لا يمكنهم الالتحاق بالمدارس التقليدية.

أكد التقرير أن إحدى المبادرات الناجحة التي أثبتت فعاليتها في القارة الإفريقية هي برامج التعليم المعجل، التي لا تتطلب الوصول إلى المدارس التقليدية، بل تعتمد على إشراك المجتمعات المحلية مع توفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، مما يعزز الشعور بالانتماء والكرامة، لا سيما للفتيات والشابات.

أشار التقرير في ختامه إلى أنه بحلول العقد القادم، ستشهد إفريقيا قوى عاملة تصل إلى مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و65 عامًا، مما يجعل الاستثمار في التعليم، لا سيما للفتيات، عاملًا حاسمًا للاستفادة من هذه الطفرة الديموجرافية. ومع اختتام "عام التعليم" الذي أطلقه الاتحاد الإفريقي، يوصي التقرير الحكومات والشركاء في التنمية تكثيف الاستثمارات في الحلول المبتكرة والفعالة من حيث التكلفة لمواجهة أزمة التعلم التي تعاني منها القارة، وإلا فإن تكلفة الإهمال ستكون باهظة على مستقبل الاقتصاد والمجتمعات.

مقالات مشابهة

  • سقوط «مبتز السوشيال ميديا» في بورسعيد.. استغل صفحات وهمية لابتزاز الفتيات والرجال
  • معلومات الوزراء يستعرض أهمية الاستثمار في تعليم الفتيات لتحقيق النمو المستدام
  • مركز تدريب الفتيات يواصل فعاليات مشروع ألف بنت ألف حلم بالأقصر
  • ابنة حلا شيحة تشجع الفتيات على ارتداء الحجاب.. تفاصيل
  • برسالة “ذكاء اصطناعي” صوتية.. عصابات تبتز الفتيات في مصر
  • مدبولي: مصر صدرت مستحضرات الطبية بقيمة مليار دولار العام الماضي
  • رئيس الوزراء : مصر تصدر بمليار دولار مستحضرات دوائية
  • مصر.. تحقيق مع سيدة ألقت بطفليها من أعلى كوبري بالإسكندرية وبيان يكشف تفاصيل
  • ترك المكياج على الوجه قبل النوم يسرع ظهور التجاعيد
  • محافظ قنا يناقش آليات تطوير خدمات نادي الفتيات الجديد