خطيب المسجد الحرام: العيد مناسبة جليلة لمزيد من الترابط والتآلف
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
وسط أجواء روحانية وإيمانية، أدى المسلمون صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد الحرام.
وأمّ المصلين المستشار بالديوان الملكي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، الذي حمد الله تعالى وأوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل.خطبة صلاة عيد الفطر في المسجد الحراموأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن العيد مناسبة جليلة لمزيد من الترابط والتآلف، متابعا: أفشوا السلام، وتبادلوا التهاني، وتصالحوا، وتسامحوا، وتغافلوا، والتمسوا بهجة العيد في رضا ربكم، والإقلاع عن ذنبكم، والازدياد من صالح أعمالكم.
أخبار متعلقة صلاة العيد في الحرمين.. صالح بن حميد إمامًا للحرم المكي وأحمد الحذيفي للحرم المدني"الشؤون الإسلامية" تُحدد أوقات صلاة عيد الفطر المبارك في الشرقية تجهيز أكثر من 1300 جامع ومسجد بجازان لإقامة صلاة عيد الفطر المباركوأضاف: واعلموا إن من مظاهر الإحسان بعد رمضان استدامةَ العبد على الطاعة، وإتباعَ الحسنة الحسنة، وقد ندبكم نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، بأن تُتْبِعوا رمضان بست من شوال، فمن فعل ذلك فكأنما صام الدهر كله.
وقال: "إن الودَّ بين الأخوة نعمة، والتواصلَ بينهم رحمة، والنعمة يزيدها الشكر، والبلاء يخففه الصبر، والذنب يمحوه الاستغفار وعيدكم مبارك، كتب الله لكم سعادة إهلاله، ورزقكم بركة كماله، وزادكم من فضله ونواله، ووفقكم لفرضه ونفله، وصالح أعماله، وقرن عيدكم بالقبولِ، وإدراكِ المسؤول، والفوز بالمأمول، وقبل الله بالقبول صيامكم، وبعظيم المثوبة قيامكم، وعيد مبارك لولاة أمرنا لخادم الحرمين الشريفين، وسموه ولي العهد الأمين، وعيد مبارك لأهلنا وبلادنا وللمسلمين أجمعين، وعيد مبارك للطائفين والقائمين، والعاكفين، والزائرين، وجميع قاصدي الحرمين الشريفين.#ولي_العهد يؤدي صلاة #عيد_الفطر_المبارك مع جموع المصلين في #المسجد_الحرام.#اليوم
للمزيد: https://t.co/1zssKG6jpw pic.twitter.com/lCQEeRq1GS— صحيفة اليوم (@alyaum) April 10, 2024بلاد كريمة مباركةوأضاف فضيلته إن صور المكرمات من هذه البلاد تتوالى، وأنواعُ الفضائل تتسابق وتتعالى، في كل حين، وفي كل مرفق، رعايةً، وخدمةً، واهتمامًا، وجدًا واجتهادًا ، وتفانيًا وإتقاناً ، فالمستهدف هو قاصدو الحرمين الشريفين، وخدمتُهم، وتيسيرُ أمورهم، في حلهم وترحالهم، تسابقٌ كريم في ميادين الخير تحوزه هذه البلاد المباركة، وقيادتهُا الصالحة، بلاد كريمة مباركة، قد من الله عليها بالأمن والإيمان، والعيش الكريم، فهي تطعم الجائع، وتغيث الملهوف، وتؤي اللاجئ، وتمسح رأس اليتيم، أما ضيوف الرحمن فخدمتهم شرف، وتيسير مناسكهم هدف ، والبذل من أجلهم قربة.
وأشار إلى إنها مناسبة كريمة لتصافي القلوب، ومصالحة النفوس، والتحببِّ إلى الأخوة، وزيادةِ الصلة في القربى، وبين أيديكم خلق عظيم، وفن من فنون التعامل لا يتقنه إلا الحليم، وأدبٌ رفيع لا يحسنه إلا الأفاضلُ من القوم، والكرامُ من الناس، خلق من أرقى شيم ذوي الهمم، يحفظ الكرامة، ويكسو المهابة، ويرفع المكانة، خلق به تعلو المنازل، وإنه خلق التغافل والتسامح.
وأوضح الدكتور بن حميد أن التغافل أقوم الطرق وأحسنها للتعامل مع الناس إذا صدر منهم ما يغيظ، أو بدر منهم ما يسوء، مبينًا أن التغافل هو ترك ما لا يعنى، والحرص على ما ينفع ، وتحمل الأذى الصغير من أجل دفع الأذى الكبير، وهو إعراض عما لا يستحسن من القول والفعل، والتصرف، وغض الطرف عن الهفوات، والترفعُ عن الصغائر.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } صلاة عيد الفطر المبارك من المسجد الحرام - واس المتغافل النبيلوذكر فضيلته أن المتغافل النبيل يتعمد الغفلة عن الأخطاء والعيوب التي يراها، وهو مدرك لها عالم بها، ولكنه يغض عنها تكرما وترفعاً، وفضلا ونبلاً، والمتسامح ذو إرادة قوية، ونفسٍ راقية، يقدر الشعور الإنساني ويجبر الخاطر، ويحافظ على الحياء، تقوده الحكمة، ويحكمه العقل، ولا يجره هوى، ولا تغلبه شهوة .
وأبان أنه من صلة الرحم نشر التغافل ، ومن دعائم الاستقرار في البيوت التغافل ، ومن المعاشرة بالمعروف التغافل ، وذو الرحم لا يستقصي من رحمه، فإن الاستقصاء فُرقة، ومن اعتصم بالله لا يضل، ومن اعتز به لا يذل، ومن جميل ما قيل من سوء خلقك وقوع بصرك على سوء خلق غيرك، ومن تمسك بزمام التغافل ملك زمام المروءة ، وما الفاضل إلا الفطن المتغافل.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الدمام المسجد الحرام السعودية عيد الفطر صلاة عید الفطر المبارک المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين
نقلت قناتا القرآن الكريم وقناة السنة النبوية، شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
حكم صلاة الجمعةوصلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط. دار المعارف): [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم] اهـ.
ولذلك افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (الجمعة: 9-10).
وهاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:
الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.
الثاني: أن النداء للصلاة مقصودُه الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 542، ط. دار إحياء التراث العربي).
الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).
حضور صلاة الجمعةالرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.
قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق].
وهو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".
وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.