الفتن في لبنان بدأت بحوادث فردية...هل تذكرون؟
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
على ما يذكر الجميع، في الداخل والخارج، أن الفتنة في لبنان بدأت بحوادث شبيهة بالجريمة، التي ذهب ضحيتها منسق "القوات اللبنانية" في منطقة جبيل باسكال سليمان، مع ما رافقها من ملابسات وغموض لا تزال تفاصيلها غير واضحة، وان الاغتيالات التي طاولت النائب والوزير طوني فرنجية والرئيس الشيخ بشير الجميل والزعيم كمال جنبلاط والرئيس رينيه معوض والمفتي حسن خالد والرئيس رشيد كرامي قبل سنوات من اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تلاه من اغتيالات سياسية، كان الهدف منها خلق الفتن بين اللبنانيين أو تسعير نيرانها، وبالتالي إبقاء لبنان في دوامة الأزمات والحروب المتنقلة والمتعددة الأوجه، التي تراوحت ملامحها بين ما هو داخلي وبين ما هو خارجي، من دون نسيان ملابسات إخفاء الامام موسى الصدر.
وقد تكون لهجة التهديد التي اعتمدها البعض على أثر جريمة الاغتيال أخطر بكثير من الجريمة بحدّ ذاتها على رغم بشاعتها، خصوصًا أن ما تضمّنته من كلام عالي السقف فيه من التحريض الطائفي أكثر بكثير مما سبق أن قيل. وهذا ما يؤشّر إلى أن المرحلة الآتية قد تكون حبلى بالمفاجآت السياسية بعدما بلغ مستوى التخاطب السياسي حدًّا غير مسبوق من شأنه أن يصعّب مهمة، الذين لا يزالون يؤمنون بأنه من غير الصعب ردم الهوة التي تفصل بين ضفتي الوطن بشّقه السياسي.
ما سمعه هؤلاء المؤمنون بوحدة لبنان، شعبًا وأرضًا ومؤسسات، من كلام تصعيدي وتهديدي جعلهم يعيدون حساباتهم وفق الأولويات الوطنية، لكن ذلك لم يدفعهم إلى اليأس والقنوط ولطم الخدود، بل زادهم إصرارًا على مواصلة ما بدأوا به، عن ايمان وقناعة، بأنه لا يصح في النهاية إلاّ الصحيح، وأن مصير اللبنانيين التلاقي أيًّا تكن الصعوبات والمعوقات، التي تحول دون تلاقيهم في الظروف الراهنة، وذلك نظرًا إلى ما يربط البعض بمشاريع خارجية.
وفي الاعتقاد أن مواجهة أزمة النزوح السوري وما ينتج عنها من مضاعفات ديموغرافية واقتصادية واجتماعية وأمنية لا تكون بتشتيت قوى الداخل، بل بوحدة الكلمة والمشروع والهدف مهما باعدت الظروف الراهنة بين اللبنانيين المحكومين بتوحيد بعض المصطلحات السياسية تمامًا كما هي الحال بالنسبة إلى الاجماع اللبناني على اعتبار إسرائيل عدوًا تاريخيًا للبنان، وإن اختلفوا على طريقة مواجهة أطماعها، إذ يرى البعض أن مهمة الدفاع عن جميع اللبنانيين يجب أن تكون محصورة بالجيش، على أن يلتف الجميع حوله، فيما يعتبر آخرون أن الجيش بتركيبته الحالية وعدم حيازته على الأسلحة الملائمة للمواجهة غير قادر على حماية لبنان من أي اعتداء خارجي بحجم الاعتداءات الإسرائيلية.
إلا أن توحيد كلمة اللبنانيين حول ما يشكّله النزوح السوري الكثيف من خطر وجودي بات مطلوبًا اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبالأخص حول السبل الكفيلة بتأمين عودة آمنة وسالمة لجميع النازحين إلى الداخل السوري. وهذه الوحدة تفرض على الجميع الوقوف صفًا واحدًا خلف حكومتهم، وهي الوحيدة القادرة اليوم أن تخاطب المجتمع الدولي عمومًا والأوروبي خصوصًا باسم جميع اللبنانيين للمطالبة بحل سريع لهذه الأزمة الوجودية، التي قد تتطور إلى ما لا يصّب في مصلحة المجتمع الغربي، الذي لا يزال يمارس أقصى الضغوطات لإبقاء السوريين النازحين حيث هم، مع ما يمكن أن يؤدي إليه هذا الاختلاط الهجين بين اللبنانيين والسوريين في أكثر من منطقة من مضاعفات، من دون أن يعني هذا الكلام الواقعي أي تلميحات عنصرية أو طائفية أو مذهبية. وعلى المجتمع الغربي أن يدرك أن ما حصل في منطقة جبيل قد يحدث في المستقبل في أي منطقة فيها سوريون بهذا الشكل الفوضوي وغير المنظم سواء في المخيمات أو خارجها.
فكما أن المطلوب من جميع اللبنانيين من دون استثناء أن يكون خيارهم الأول والأخير هو الدولة بمؤسساتها الشرعية، كذلك مطلوب من أجهزة الدولة الأمنية منها وغير الأمنية أن يكون خيارها الأول والأخير الوقوف إلى جانب المواطنين والدفاع عنهم وحمايتهم من أي أذى داخلي أو خارجي.
بهذه الطريقة وحدها يمكن تفويت الفرصة على الخلايا الإرهابية النائمة، التي تتحين الفرص لإشعال نار الفتنة بين اللبنانيين من جهة، وبينهم وبين السوريين من جهة ثانية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بین اللبنانیین
إقرأ أيضاً:
الخطيب: لرعاية النازحين الجدد من سوريا الى منطقة الهرمل
اتصل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي ،مهنئا بمناسبة عيد مار مارون، متمنيا ان يعيده الله على لبنان واللبنانيين بالخير والبركات.
واتصل بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مطمئنا الى صحته بعد الوعكة الصحية التي ألمت به. واتصل بكاثوليكوس الارمن الارثوذكس آرام الاول كيشيشيان معزيا بالارشمنديت أنانيا كوجاجيان نائب مطران الارمن الارثوذكس الذي لقي مصرعه الاسبوع الماضي في برج حمود.
وكان عرض خلال الاتصالات للشؤون الراهنة وآفاق المرحلة المقبلة، وكان اتفاق على ضرورة دعم العهد والحكومة من اجل الخروج من الأزمات وتحقيق الاصلاحات التي تضمن ذلك بما يؤمن العدالة لجميع المواطنين، وتأمين الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية.
وكان الخطيب تابع اليوم الوضع على الحدود الشمالية الشرقية في ضوء الاشتباكات التي حصلت على الحدود بين منطقتي الهرمل وحمص، وطالب الدولة بوضع يدها على المنطقة وحماية الاهالي، داعيا العشائر الى اقصى التعاون مع الجيش اللبناني لمعالجة هذه القضية.
وأكد ضرورة رعاية النازحين الجدد من سوريا الى منطقة الهرمل، مطالبا الدولة والامم المتحدة بمعالجة هذا الملف أسوة باللاجئين السوريين الموجودين في لبنان.