د.حماد عبدالله يكتب: "العيد" وبعض الذكريات !!
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك اعاده الله علينا جميعا بالخير والبركات ولى مع العيد ذكريات فكان عيد الفطر المبارك يأتي إلينا ونحن علي أتم الأستعداد في الأيام الأخيرة من رمضان بإعداد "الحذاء الجديد" – عند عم سعيد "الجزمجي" – الذي يشُدْ (الفوندي ) الذي نختاره تحت رعاية وعناية الوالد وكنت في بعض الأحيان أذهب بعد الإفطار وصلاة التراويح علي محل عم سعيد (الله يرحمه ) – لكي أري شد (الفوندي ) علي القالب الصغير الخاص بي، حيث كل (زبون)له (قالب ) برقم – ومقاس قدمه – وكنت أمكث مراقبًا للصانع وهو يشد "الفوندي" ويدق أطرافه بالمسامير – وهو يرسم (النعل ) من الجلد، وكانت ليلة الوقفه هي ليلة إستلام الحذاء من عند عم سعيد، لامعًا – رائعًا – حتي رائحته، كان لها معني ولا أذيع سرًا، حيث أهلي وأصدقائي يعلموا ذلك عني – كنت أحتضن الحذاء بجانبي حتي صباح العيد (صلاة العيد ) !!
وبجانب الحذاء، كان هناك عم (عبد الجليل ) الترزي الله يرحمه أيضًا، حيث كان يقوم بتفصيل القميص والبنطلون، وفي أحيانًا كثيرة جاء العيد في الشتاء فكانت (الجاكتة) هي حكاية (عبد الجليل) معي حيث أذهب إليه بعد المدرسة لكي يأخذني (بروفه) بالدبابيس والطباشير ويخطط على أكتافي، حتي يضبط مقاسي، وكانت أيضًا تلك المنحة الرمضانية الجميلة أنالها قبل العيد بساعات – حيث لا أعلم، لماذا ؟ – لماذا نتأخر؟، ويتأخر صناع هذه المنح حني صباح العيد وطبعًا هناك (حُمٌايِة ) العيد (وحِلاَقة) العيد،نعم (عم عبد المنعم ) الله يرحمه هو "الحلاق" الخاص بوالدي، وليلة العيد، ننتظر بجوار المحل، وإما نقضي الوقت بعد الفطار في اللعب – (عساكر وحرامية ) أو لعبة (السبع طوبات ) أو لعبة (الطره والوزير) وهي لعبة (مؤذية ) أو لعبة (صلح) – حتي يأتي الدور علي من يجلس بين يدي "عم عبد المنعم" رحمه الله، ولا أعلم أيضًا لماذا الحلاقة في أخر ليلة من رمضان، ولعل من المقالب التي لا يحبها الأطفال حينما يعلن عن هلال شوال بأنه متأخر يومًا – (يادي الحوسة ) وحيث نتعجل بمجئ العيد، ولكن تأجيل ظهور هلال شوال له مزايا لدي أخرين – وهم الصناع الذين لديهم واجبات إنهاء طلبات الزبائن من أحذيه وصنادل (عموله ) أو الطرزية للملابس والفساتين وغيرهم من طلبات الأولاد، ويأتي العيد مع التكبير ونتجمع في مسجد "قايتباي" بمنيل الروضة – حيث تفترش الشوارع، وتُؤَّدَى الصلاة، ونعود للإفطار ونستقبل العدايا ويكون عائدها كله لعم (حُزَيٌن) العجلاتي، حيث طرز العجل (الدراجات) بأوراق (الكريشة ) الملون وغيرها من ركائب – (موتسيكلات ) صغيرة للأشقياء منا أو دراجة بثلاثة عجلات – لمن هم مثلى ممن يخافون الدراجة ذات العجلتين، وهكذا يمر يوم عيد فطر فى ذاكرتى فى الخمسينيات وأنظر اليوم وأتعجب شديد العجب !!
أ.
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
لماذا يحاسبنا الله طالما أقدارنا مكتوبة؟.. مفتي الجمهورية يوضح الحقيقة
تحدث الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، عن مسألة القضاء والقدر، موضحًا أن الجدل حول الجبر والاختيار شغل عقول البشر على مدار التاريخ، لكنه شدد على أن الإنسان يشعر بإرادته الحرة، وهو ما لا يمكن إنكاره.
وخلال حلقة برنامج حديث المفتي مساء أمس أشار عياد إلى أن أي شخص حين يُقبل على فعلٍ ما، فإنه يفكر ويخطط ويوازن بين الأمور، ثم يتخذ قراره بحرية تامة، مما يثبت أنه مسؤول عن أفعاله وليس مجبرًا عليها.
ورفض فكرة أن الله قدّر على الإنسان كل شيء ثم يعاقبه عليه، معتبرًا ذلك مغالطة كبيرة، مستشهدًا بالقوانين الوضعية التي تفرض ضوابط على الجميع، ومع ذلك لا يستطيع المخالف أن يدّعي أن القانون أجبره على الخطأ.
وأكد مفتي الجمهورية أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وزوّده بالعقل، وأرسل إليه الرسل، وأنزل الكتب، ليكون على بيّنة من أمره ويُحسن الاختيار في حياته، مستشهدًا بقول الله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي".
وأوضح أن علم الله المطلق لا يعني إجبار الإنسان على أفعاله، بل هو كشف مسبق لما سيختاره الإنسان بحرية تامة.
وفي ختام حديثه، شدد عياد على أن الإيمان بالقضاء والقدر ركن أساسي من أركان الإيمان، وأن الله لا يُحاسب العبد إلا على ما قام به بإرادته واختياره، مستشهدًا بقول الله تعالى: "من عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد".