سرايا - من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي أنوتي بلينكن، إن أفكاره تتجه الآن نحو محنة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية

وأضاف بلينكن خلال تهنئته بمناسبة عيد الفطر، أنه "فقد عدد كبير أحباءهم خلال العام الماضي ويشعر كثيرون بالقلق على سلامة أسرهم".

وفي وقت سابق قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد تهنئته المسلمين بعيد الفطر، إنه يتعاطف مع من يعانون الصراع والجوع والنزوح بمن في ذلك بأماكن مثل غزة والسودان.



وأضاف بايدن في تصريحات أدلاها فجر الأربعاء، اليوم الأول لعيد الفطر السعيد، أنه حان الوقت لإعادة الالتزام بالعمل من أجل بناء السلام والدفاع عن كرامة الجميع.

وأشار بايدن إلى أن استهداف قافلات الإغاثة في قطاع غزة أمر شنيع، وأن سياسة نتنياهو خاطئة.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

نعم يجب أن يستقيل بلينكن لكن ليس وحده

ترجمة: أحمد شافعي

تشير السهام جميعا فـي الآونة الأخير إلى وزير الخارجية الأمريكية أنطوني بلينكن بعد إدانته فـي تقرير بروببليكا الذي وثَّق تجاهله وإهماله للنتائج التي توصلت إليها وكالات تابعة له ومفادها أن حكومة إسرائيل تتسبب عامدة فـي مجاعة فـي غزة. وبذلك، يكون بلينكن قد انتهك أيضا قوانين أمريكية تنظم مبيعات الأسلحة لمنتهكي حقوق الإنسان. ووفقا لبروريببليكا:

«قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقديرها لوزير الخارجية أنطوني بلينكن كما قام مكتب اللاجئين فـي الخارجية الأمريكية بإطلاع كبير الدبلوماسيين على موقفه فـي أواخر أبريل. وكانت النتيجة التي توصلا إليها مذهلة لأن القوانين الأمريكية تلزم الحكومة بقطع شحنات الأسلحة عن البلاد التي تحول دون وصول الدعم الإنساني الأمريكي. وإسرائيل تعتمد اعتمادا كبيرا على قنابل وأسلحة أخرى أمريكية فـي غزة منذ هجمات حماس فـي السابع من أكتوبر».

تفاصيل تقرير بروريببليكا مزعجة. فقد انتهت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى أن ما جرى فـي غزة كان «من أسوأ الكوارث الإنسانية فـي العالم». وقد استقالت ستايسي جيلبرت، المستشارة العسكرية المدنية السابقة فـي مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية، اشمئزازا من تقديم بلينكن تقريرا مضللا تضليلا صارخا إلى الكونجرس. وقالت جيلبرت إن «هذا التقرير سوف يظل يطاردنا بأكاذيبه الصارخة».

وفـي مقال بمجلة «ذي نيو ريببليك»، أشار يوسف منير رئيس برنامج فلسطين/إسرائيل فـي المركز العربي فـي واشنطن إلى أنه:

«عندما يكتب تاريخ حرب إسرائيل فـي غزة، لن تعوزنا الكلمات المخصصة للأشرار الأمريكيين فـي هذه القصة، وسيكون وزير الخارجية أنطوني بلينكن قريبا من قمة هذه القائمة. فلقد سنحت الفرصة لبلينكن ـ كما علمنا هذا الأسبوع ـ لتغيير مسار هذه الحرب، وإنقاذ أرواح لا حصر لها، وذلك بمحض اتباع القانون الأمريكي. لكنه اختار التحايل على القانون ومخادعة الكونجرس والشعب الأمريكي، وليس ذلك إلا ليضمن استمرار تدفق القنابل إلى إسرائيل وهي ترتكب المذبحة تلو الأخرى فـي غزة».

دعت النائبة رشيدة طالب بدورها بلينكن إلى الاستقالة. وهذا مطلب منطقي تماما، لكن يجدر بنا أن نوضح لماذا لن يلتفت إليه. فواقع الأمر هو أن نقد رشيدة طالب لبلينكن لن يجد آذانا مصغية إلا من حفنة أعضاء فـي الكونجرس كلهم ينتمون إلى جناح اليسار فـي الحزب الديمقراطي. والحقيقة المؤسفة هي أن بلينكن لم يكن أكثر من محض انعكاس لسياسة خارجية أمريكية متفق عليها من الحزبين وتعلي أولوية علاقة أمريكا بإسرائيل إعلاء كبيرا على حقوق الإنسان الفلسطينية. ومن المؤكد أنه يشار فـي بعض الأحيان إلى معاناة الفلسطينيين بعبارات الأسى والأسف على ألسنة زعماء سياسيين من أمثال جو بايدن وكامالا هاريس، لكن الأدلة الوافرة توضح أن حياة الفلسطينيين لا تمثل فـي المطلق أحد عوامل القرارات السياسية.

لقد اتضح الفساد الحقيقي فـي سياسة بايدن الخارجية ـ التي لا يمثل بلينكن أكثر من منفذ لها ـ فـي مقالة مطولة لفرانكلين فوير نشرت أخيرا فـي ذي أطلنطيك. والكاتب والمجلة كلاهما له وزنه. ففوير هو مؤلف كتاب «السياسي الأخير» (2023)، وهو سرد شديد التعاطف مع ولاية بايدن الرئاسية، أساسه اطلاع عميق على البيت الأبيض. ويتضح هذا الاطلاع العميق بالقدر نفسه فـي المقالة الأخيرة. ومجلة «ذي أطلنطيك» واحدة من أشد المجلات الأمريكية صهيونية، ورئيس تحريرها هو جيفري جولدبرج الذي كان حارسا سابقا فـي سجن تابع للجيش الإسرائيلي.

فـي ضوء نشر المقال فـي هذا المصدر، لا غرابة فـي أن تفوح من مقالة فوير رائحة الدفاع، بل إن المقالة تبدو فـي بعض المواضع وكأنها مرافع محامي دفاع مكلف بتمثيل مذنب صارخ الإدانة. وثقل الحجة الكبيرة فـي المقالة هو أن بيت بايدن الأبيض قد عمل مخلصا من أجل السلام لكنه قوبل طيلة الوقت بظروف «وضع مستحيل».

غير أن فوير كاتب أمين، والصورة التي يصورها، سواء عمد إلى ذلك أم لم يعمد إليه، صورة مدمرة بقدر تقرير بروببليكا.

بشأن مسألة المجاعة الإسرائيلية العمدية، يطرح فوير تفصيلا مثيرا يؤكد ذلك. فـي مطلع أبريل، التقى مستشار الأمن الوطني جيك سوليفان بمسؤولين إسرائيليين فـي غرفة تقدير المواقف وكان مستعدا لأن يقول لهم «إنكم على وشك أن تتحملوا مسؤولية ثالث مجاعة فـي القرن الحادي والعشرين». ولكن سوليفان لم يستطع قط أن يقول كلمته، لأن الإسرائيليين أثاروا أزمة جديدة فـي البيت الأبيض بأن قالوا لسوليفان إنهم قصفوا للتو القنصلية الإيرانية فـي سوريا وقتلوا قادة عسكريين إيرانيين بارزين.

وهذا مثال ممتاز للقصة التي يرويها فوير: يحاول البيت الأبيض أن يفعل الصواب لكن الأحداث والتهورات اليومية تطغى عليه.

لكن بالإمكان قراءة الأدلة التي يطرحها فوير قراءة أخرى: لقد سمح البيت الأبيض لنفسه بالتعرض دائما لغلبة إسرائيل بسبب التزام بايدن الطاغي بإيجاد نظام تحالف إقليمي يربط بقوة بين الولايات المتحدة والدولة اليهودية والأوتقراطيات السنية الثرية بالنفط.

يوجز فوير أجندة بايدن بأنها ضمان لدعم لا يتزعزع لإسرائيل فضلا عن هذه الأهداف الأخرى:

إذ أرادت الأجندة اجتناب حرب إقليمية قد تستدرج إليها الولايات المتحدة. وطمحت إلى التوسط من أجل إنهاء الصراع، وتحرير ما يقدر بـ251 رهينة اختطفتهم حماس وأخذتهم إلى قطاع غزة. وسعت إلى إخلاء غزة من حكم حماس، وتفكيك القدرات العسكرية للجماعة. وبالرغم حجم هذه المهام، فقد سارعت الأجندة إلى سعيها باتجاه صفقة التطبيع السعودية.

ووفقا لرواية فوير، لا تبدو الموازنة العامة جيدة:

واجهت الإدارة موقفا مستحيلا، ولقرابة السنة، تمكنت بطريقة ما من منع توسع الحرب إقليميا. لكنها لم تعثر بعد على سبيل إلى إطلاق سراح الرهائن، أو إيقاف القتال، أو إعادة عملية سلام أوسع نطاقا إلى مسارها. وهو ما يجعل من هذا التاريخ تشريحا للفشل، وقصة قوة عظمى أفرطت فـي التوسع ورئيسها الهرم وقد عجزا عن فرض كلمتهما فرضا حاسما فـي لحظة أزمة.

وسط تصاعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان، ما من سبب يدعو إلى تصديق أن الحرب قد اجتنبت حقا. وفـي حدود عدم تفاقم الأزمة، يجب ألا ينسب الفضل إلى إدارة بايدن وإنما إلى ضبط النظام الإيراني الحاكم نفسه، برغم أن إسرائيل لم تزل تختبر صبره. بعبارة أخرى، ما من شيء إيجابي يذكر فـي تركة بايدن.

ووفقا لما كتب فوير، بحلول التاسع من مارس:

«كان بايدن يشعر بالانخداع. أولا قال الإسرائيليون إن الحرب سوف تنتهي بحلول الكريسماس، ثم قالوا إنها سوف تنتهي بحلول فبراير. والآن عادوا يقولون إنهم سوف يغزون رفح بما من شأنه أن يطيل أمد الحرب لشهور عديدة.

لكن الإسرائيليين لم يخدعوا بايدن، وإنما هو الذي سمح لنفسه أن ينخدع، لأن سياسته الخارجية تقوم على الأوهام.

وليس عزم أنطوني بلينكن على التضليل بشأن مجاعة غزة غير مثال ساطع لسياسة بايدن الخارجية المضللة الوهمية. وسوف تكون استقالة بلينكن موضع ترحاب، لكنها لن تحقق شيئا يذكر. ويجب أن يأتي التغيير الإيجابي فـي حال فوز كامالا هاريس بالانتخابات وتغييرها فريق بايدن المختص بالسياسة الخارجية كله. لكن سوف يجب أيضا أن ترفض الالتزام الوهمي بالتحالف السعودي الإسرائيلي الذي يمثل جذر المشكلة. فبرغم جاذبيته، يبقى هذا السيناريو مستبعدا ما لم تتوافر معارضة أكبر وأوسع لإجماع الحزبين الأمريكيين على السياسة الخارجية.

جيت هير مراسل الشؤون الوطنية في مجلة ذي نيشن ومقدم بودكاست (ذي تايم أوف مونسترز) الأسبوعي فيها.

عن ذي نيشن

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يعتقل عدد من الفلسطينيين خلال اقتحام الضفة والقدس
  • نتضامن مع محنة اللبنانيين.. كتلة البارتي بالبرلمان العراقي تدعو لضبط النفس وتحذر من الأحداث الجارية
  • نصر الله إمافوف يهزم المقاتل الأمريكي ألين في مواجهة مثيرة
  • على هامش معرض كتاب "الصحفيين".. غدًا ندوة لمناقشة الأعمال الشعرية "محنة الأيام ومنحة الشعر"
  • جيش الاحتلال يواصل عدوانه الوحشي على «القطاع والضفة الغربية»
  • تامر حسني ينفي شائعة تتعلق بفيلمه الجديد “ريستارت”
  • نعم يجب أن يستقيل بلينكن لكن ليس وحده
  • تامر حسني يعلق على شائعة عرض ريستارت في رأس السنة
  • الجزائر والمغرب بعد قرار التأشيرة.. محنة جديدة لعائلات عابرة للحدود
  • مستشار سابق للبنتاغون: حرب أوكرانيا كانت ستنتهي خلال شهر لولا الدعم الأمريكي