عربي21:
2024-07-02@11:46:06 GMT

وطن.. على مذبح الانتخابات الأمريكية

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

لم يختلف اثنان منذ السابع من أكتوبر على أن استطالة أمد المحرقة المفروضة على الفلسطينيين اليوم، لن تكون إلا بمثابة المادة الدسمة والورقة الضاغطة في خضم السباق الرئاسي الأمريكي المقبل، وأن توظيف هذه الحرب لغايات هذا السباق لن يكون إلا نتيجة حتمية أمام حمى الحاجة للظفر بالناخبين الأمريكيين عبر قلوبهم وجيوبهم وولاءاتهم.



ولعل المفارقة المرة لا تكمن فقط في طبيعة هذه الانتخابات، أو في توظيف قضية خارجية فيها فحسب، إنما لأن فلسطين التي حضرت في سباقات سابقة لم تمتلك الأثر الذي تمتلكه اليوم أمام فداحة الجريمة المرتكبة بحقها في هذا الوقت، وهولها وما رشح عنها من كارثة غير مسبوقة. أما المفارقة الثانية فتكمن في طبيعة المتنافسين، وتحديداً الرئيس دونالد ترامب المتعطش للعودة للسلطة بأي ثمن.

ترامب وبايدن ليسا أصدقاء الحق ولا أصدقاء العالم الحر، ولا الفلسطينيين ولا اليهود المتنورين، بل هما أصدقاء الظلم إن استمرا في النهج القائم على تجاوز حقوق شعبنا وإرادته بالحرية والاستقلال
ترمب المهووس بحس الانتقام من كل الذين لم يصوتوا له في سباق 2020، عاد ليجد ضالته في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، كيف لا وهو صاحب ما سمي بصفقة القرن المشؤومة، وما عرف باتفاقات إبراهام التطبيعية، وهو أيضاً من أقر وبشكل صارخ بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في تحدٍ غير مسبوق للمواقف والقرارات الدولية. هذه الخطوات الصارخة وما صاحبها من جنون ترامب وصراحته المطبقة إنما شكلت المحرك وراء العودة إلى الملف الفلسطيني الإسرائيلي، ليستخدمه ضد غريمه بايدن، الذي يسميه «جو النعسان» أو «الرئيس الأسوأ»، لتطغى من جديد السمة الدينية والعقائدية على حجج ترامب، في تطور لافت وحساس وخطير. وعليه جاء تصريح ترامب الأخير الذي قال فيه: «أي شخص يهودي يصوت لبايدن، لا يحب إسرائيل.. كيف يمكن لشخص يهودي أن يصوت لبايدن أو لديمقراطي فهم يقفون إلى جانب الفلسطينيين بنسبة 100%. وعليه فإن نقطة الارتكاز للحرب الانتخابية بالنسبة لترامب إنما تتمحور حول العوامل التالية:

1ـ إنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي اخترق الموانع التاريخية وانتصر لدولة الاحتلال بصورة غير مسبوقة.
2- إن على اليهود وحسب ترامب أن يثبتوا حبهم لإسرائيل عبر التصويت له، وكأنه يخوض انتخابات لرئاسة حكومة إسرائيل وليس أمريكا.

3 ـ إن الحزب الديمقراطي، وحسب ترامب هو الحزب المنحاز للفلسطينيين على حساب إسرائيل.
خطاب التحريض هذا انطلى على الناخبين في الماضي القريب، لكن ومع انكشاف فداحة الأمور ميدانياً، وبشاعة المحرقة التي شهدتها فلسطين، فإن معايير التقييم اختلفت عن سابقاتها، فهل سحق قطاع غزة وقتل 34 ألف فلسطيني وتشريد 90% من سكان القطاع وتدمير 80% من مشافيه 90% من كنائسه و60% من مساجده و85% من جامعاته و80% من مدارسه يجعل من الديمقراطيين ورئيسهم بايدن، صديقاً للفلسطينيين؟ بايدن الذي وفر الغطاء السياسي والعسكري واللوجستي لإسرائيل في حربها على فلسطين، ووفر لها شبكة الأمان في مجلس الأمن، ومكنها من تجاوز قرارات محكمة العدل الدولية، هل هذا كله يجعل من بايدن متحيزاً للفلسطينيين؟ ثم إذا كان هذا الظلم الصارخ تحيزاً فكيف سيكون شكل العدائية للفلسطينيين؟

ما قول ترامب في عضو الكونغرس الجمهوري تيم ويلبيرغ عن ميشيغان، الذي أقر بضرورة إلقاء قنبلة نووية على غزة مكرراً ما قاله الوزير الصهيوني عمياحي إلياهو، بهذا الخصوص؟ هل هذا بمثابة التحيز لإسرائيل أم خطاب التأييد لإسرائيل؟ لقد وارب ترامب الحقيقة من جديد، واربها عن سبق إصرار وترصد خدمة لحملته الانتخابية، لكن آلاف اليهود المتنورين حول العالم، ومنهم مجموعة من المثقفين أمثال نعوم تشومسكي وإيلان بابيه ونورمان فنكلستاين وجدعون ليفي، وغيرهم الكثير وعبر مشاركاتهم التظاهرية أو مداخلاتهم الأكاديمية، ساهموا في تبديد السمة الدينية والعقائدية التي حاول نتنياهو إلصاقها بحرب «العماليق» المزعومة، وهو ما يرد في الوقت ذاته على كل المحاولات اليائسة لترامب.

إن صداقة إسرائيل لا تكمن في تحريضها على القتل والاحتلال والغدر والاستيطان وإنما في إفهامها بأن زمن القمع ومصادرة كرامات الشعوب وسحق إراداتها وتهجير مكوناتها وإفناء أعراقها وإعمالها للأسلحة العابرة للحوم البشر، قد ولى إلى غير رجعة، وأن الحق أكبر من سيف الجلاد ودروعه ومتاريسه وأوهامه. تصريحات ترامب العنصرية فيها إهانة ليهود العالم وليس فقط يهود أمريكا وفيها إذكاء لنهج الفرقة الآدمية والصراع العرقي البشري.

ترامب وبايدن ليسا أصدقاء الحق ولا أصدقاء العالم الحر، ولا أصدقاء للبشرية ولا الفلسطينيين ولا اليهود المتنورين بل هما أصدقاء الظلم إن هم استمرا في النهج القائم على تجاوز حقوق شعبنا وإرادته بالحرية والاستقلال. فلسطين الوطن والهوية على مذبح الانتخابات الأمريكية، فهل تنتصر كلمة الحق؟ أم يستمر العمى السياسي الذي عاشته وتعيشه أمريكا منذ عقود؟ ننتظر ونرى!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانتخابات ترامب بايدن غزة امريكا غزة بايدن الانتخابات ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل ينسحب بايدن من السباق الرئاسي بعد مناظرته مع ترامب؟


قبل انتخابات الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر القادم٬ أقيمت أول مواجهة مباشرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب مساء الخميس الماضي على قناة "سي إن إن" الأمريكية.

ونشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرًا، ترجمته عربي 21، قالت فيه إن المواجهة بين المرشحين كانت أقرب إلى مشهد كوميدي عبثي وكان الخاسر فيها بايدن.

فوفقًا للاستطلاع الذي أجرته قناة "سي إن إن" فور انتهاء المناظرة؛ يعتقد 67 ٪ من المشاهدين أن ترامب فاز بالمناظرة بينما يعتقد 33٪ أن بايدن هو الفائز.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذا التقييم يتعلق بالأداء البدني والحسي والإدراكي للمرشحين للرئاسة أكثر من وجهات نظرهم السياسية.

فالأكبر سناً (بايدن) خسر، والأقل سناً (ترامب) فاز؛ حيث لا يملك الرئيس بايدن ـ البالغ من العمر 81 عاماً ـ سمعة جيدة فيما يتعلق بأدائه على المسرح، فقد كان بايدن يطارد عملياً ظل ترامب وكأنه يضرب الهواء في الحلبة.

أحدهما 81 عاماً والآخر 78 عاماً
وأوضحت الصحيفة أن هذه المنافسة بين هذين المرشحين تعتبر إلى حدٍ ما دليلاً على انهيار النظام السياسي الأمريكي المستقر.

فمستقبل أمريكا التي يعيش فيها 336 مليون شخص يعتمد على أداء هذين المرشحين المسنين، بينما لا تتوافق حقائق النظام الأمريكي مع أحلام الأجيال الشابة، وعندما يتعلق الأمر بالسياسة يشعر الشباب بتشاؤم شديد.

وذكرت الصحيفة أن الديمقراطيين اعتقدوا أن بايدن هو المرشح الذي يمكنه هزيمة ترامب في عام 2020. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أدى هذا الاعتقاد الغرض، لكن من المشكوك فيه أن يحقق نفس النتيجة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

فأداء بايدن في "سي إن إن" أربك الديمقراطيين؛ حيث تتعمق المخاوف حول عدم قدرة بايدن على الفوز ضد ترامب في السباق. وسيتضح مدى الضرر الذي تسبب فيه أداء بايدن بشكل أفضل في استطلاعات الرأي التي ستجرى في الأيام المقبلة.

"تقييم الأضرار"
وتساءلت الصحيفة: ماذا سيحدث إذا أظهرت إشارات قوية أنه لا يمكن المضي قدماً مع بايدن؟ مبينة أن الديمقراطيين التقليديين ـ في الغالب ـ يتبنون موقف "لا تغير الحصان أثناء عبور النهر"، ولذلك يبدو أن حملة الديمقراطيين ستركز على صرف الانتباه عن نقاط ضعف بايدن وإبراز مدى خطورة ترامب على أمريكا.


ومع ذلك، هناك العديد من الأصوات المتفرقة في المعسكر الديمقراطي، وفي الإعلام السائد، بما في ذلك "نيويورك تايمز"، تدعو إلى انسحاب بايدن.

بينما ترسخت ترشيحات ترامب في المعسكر الجمهوري، فإن معسكر بايدن في حالة غليان؛ حيث لا يوجد أي احتمال لسيناريو الانسحاب سوى أن ينسحب بايدن بإرادته.

واعترف بايدن في خطابه ـ يوم الجمعة ـ أن أداءه على "سي إن إن" لم يبدو جيدًا لكنه يدافع عن امتلاكه المقومات لهزيمة ترامب، كما أشار بيان صادر عن حملة الديمقراطيين إلى أن أداء بايدن المنخفض كان بسبب "نزلة برد"، ولكن المراقبين يجون هذا الدفاع غير مقنع.

وأفادت الصحيفة أنه وفقًا للمعلومات التي نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية؛ يقيّم الديمقراطيون ـ من خلف الأبواب المغلقة ـ "حالة الطوارئ" ويطلبون من فريق القيادة في الكونغرس بالإضافة إلى زوجته جيل بايدن إقناع بايدن بالتراجع٬ لكن جيل بايدن قالت: "لا يوجد أحد في الوقت الحالي أريده أن يجلس في المكتب البيضاوي أكثر من زوجي".

من جانبهم؛ يحاول الرئيسين السابقين للحزب الديمقراطي باراك أوباما وبيل كلينتون تهدئة حالة الذعر السائدة في حملة بايدن.

ووفق الصحيفة؛ فقد تضمنت النقاشات أيضًا نيكي هيلي منافسة ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري؛ حيث شاركت هيلي تغريدة على حسابها على "إكس" قائلة، "دونوا كلماتي... بايدن لن يكون مرشح الديمقراطيين. أيها الجمهوريون، استعدوا!".

ويبدو أن هيلي تشير إلى أنه إذا تراجع بايدن، فيجب أن يتغير مرشح الجمهوريين أيضًا، كيف سيصبح ترشح كل من بايدن وترامب رسميًا في مؤتمرات الحزب في تموز/يوليو وآب/أغسطس القادم. وربما لا تزال هيلي، التي انسحبت من سباق الانتخابات التمهيدية، تأمل في الحصول على الترشح.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعسكر الديمقراطي، لديه العديد من الأسماء التي يمكن أن تكون مرشحة للرئاسة في حال انسحاب بايدن، بما في ذلك نائبة الرئيس الأمريكية كامالا هاريس، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير، وحاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم، وعضو مجلس الشيوخ عن نيوجيرسي كوري بوكر.


ووفقًا للعرف، يعتبر أن ترشح نائبة الرئيس هاريس سيكون أكثر ملاءمة في حالة انسحاب بايدن. ولكن أداء هاريس في منصب نائب الرئيس، كما تعكسه نسب الموافقة في الاستطلاعات، لا يبدو قوياً. لذا، بعض الديمقراطيين يفضلون انسحاب بايدن وهاريس معاً لترك الساحة لأسماء جديدة يمكنها مواجهة ترامب.

واختتمت الصحيفة التقرير بالقول إن جميع هذه الخيارات تعتمد على موافقة بايدن على الانسحاب ودعمه القوي للمرشح الرئاسي ونائب الرئيس الجديد. في الوقت الحالي، لا يبدو أن هناك احتمالًا لمثل هذا الأمر في الأفق.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يتوقع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية
  • هل ينسحب بايدن من السباق الرئاسي بعد مناظرته مع ترامب؟
  • إيلون ماسك يعلق على مناظرة الانتخابات الأمريكية بين ترامب وبايدن
  • المحكمة العليا الأمريكية تعيد قضية حصانة ترامب إلى محكمة أدنى
  • مكسب كبير لترامب.. ماذا يحدث حال انسحاب بايدن من سباق الانتخابات الأمريكية؟
  • بالفيديو.. القادة الديمقراطيون يعلنون دعمهم لبايدن في سباق الانتخابات
  • درس المناظرات على مسرح الديمقراطية الأمريكية
  • سيناتور أمريكي: بايدن هو الديمقراطي الوحيد الذي يمكنه هزيمة ترامب في الانتخابات
  • هل سينسحب «بايدن» من السباق الرئاسي؟
  • غلاف "التايم" ينتقد حالة بايدن في سباق الانتخابات.. ذعر في صفوف الديمقراطيين