ساعات قليلة تفصل ملايين المسلمين عن موعد صلاة عيد الفطر المبارك، إذ يحرص كثيرون على أداء الصلاة وزيارة الأهل والأقارب، وتبادل التهاني والتبريكات، لذا يتساءل البعض عن حكم المعايدة بعد صلاة العيد.

ما حكم تبادل المعايدات بعد صلاة عيد الفطر؟

وقالت دار الإفتاء المصرية، إنّ التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام، مشروعة ومندوبٌة، مشيرة إلى أنه نظرًا لفضل شهر رمضان العظيم وعموم الرحمة فيه، وكثرة المنن التي يمنها الله تعالى فيه على عباده، كان حقيقًا بأن يهنِّئ الناس بعضُهم بعضًا بقدومه، مستشهدةً بقوله تعالى: «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ» [يونس: 58 ].

وأضافت الإفتاء في فتوى لها، أن التهنئة مَظْهَرٌ من مظاهر الفرح، ويجوز التهنئة بعيد الفطر، وجاء في القرآن الكريم تهنئة المؤمنين على ما ينالون من نعيم، وذلك في قوله تعالى: «كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» [الطور: 19]، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يهنِّئ أصحابه بقدوم شهر رمضان، فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ يَقُول: «جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ».

وأوضحت أنه قد نصَّ العلماء على استحباب التهنئة بالنعم الدينية إذا تجدَّدَتْ، فقال الحافظ العراقي الشافعي: «تستحب المبادرة لتبشير من تجددت له نعمة ظاهرة أو اندفعت عنه بلية ظاهرة»، وأن المعايدة تُظهر الفرح والسرور بقدوم العيد، وتُقوي أواصر المحبة والتآلف بين المسلمين، وتُنشر روح التسامح والتواصل بين الناس.

صيغ المعايدة بعيد الفطر

تختلف صيغ المعايدة وتكثر، وهذا بعض منها: 

- «كل عام وأنتم بخير»

- «تقبل الله منا ومنكم».

- «عيدكم مبارك».

- «كل عام وأنتم بخير وعافية».

ما يُسن فعله بعد صلاة العيد

من السنن الموروثة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العيد: 

- «التكبير والتهليل».

- «المصافحة والمعانقة».

- «تبادل التهاني والتبريكات». 

- «زيارة الأقارب والأصدقاء».

- «إدخال السرور على قلوب الفقراء والمحتاجين». 

والمعايدة بعد صلاة عيد الفطر سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا حرج في المعايدة قبل صلاة العيد أو بعدها، لكن يُفضل أن تكون بعد الصلاة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عيد الفطر دار الإفتاء صلاة عید الفطر صلاة العید بعد صلاة

إقرأ أيضاً:

حكم كتابة الفواتير التجارية بسعر أقل تهربًا من الضرائب.. دار الإفتاء تجيب

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم كتابة الفواتير التجارية بأقل من السعر الحقيقي تهربًا من الضرائب؟ حيث يقوم بعض التجار عند كتابة الفاتورة بوضع ثمن غير حقيقي للبضاعة المبيعة (أقل من ثمنها الذي بيعت به)؛ بُغْيَة تقليل قيمة الضرائب على البضاعة، فما حكم الشرع في ذلك؟ أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرًا).

وقالت دار الإفتاء إن ما يقوم به بعض التجار عند كتابة الفاتورة بإضافة بعض البنود غير الحقيقية، أو بوضع ثمنٍ غير حقيقي للبضاعة المبيعة؛ تهربًا من الضرائب محرم شرعًا، فهو صورة من صور الكذب والغش، وخيانة الأمانة، كما أنَّ فيه إضرارًا بالمصلحة العامَّة التي تتمثل في جمع الدولة هذه الأموال وصرفها في مشاريعها القوميَّة، ورعاية حاجة الفقراء والمساكين ومحدودي الدخل.

وأوضحت أن الضرائب: مقدار مُحدَّد من المال تفرضه الدولة في أموال المواطنين، دون أن يقابل ذلك نفعٌ مخصوص، فتُفْرَض على المِلك والعَمَل والدَّخْل نظير خدمات والتزامات تقوم بها الدولة لصالح مجموع أفرادها.

وقد أقرَّ جماعة من الفقهاء الضرائب، لكنهم لم يطلقوا عليها اسم "الضرائب"، فسمَّاها الحنفية "النوائب" جمع نائبة، وهي اسم لما ينوب الفرد من جهة السلطان، بحق أو بباطل.

وأشارت إلى أن وعَمْد إخفاء بعض هذه البيانات بالتخفيض أو التعديل غير الواقعي -كما إذا تَمَّ كتابة السِّعر في الفاتورة أقل من سِعر السلعة الحقيقي- أَمْرٌ مَحرَّمٌ شرعًا، ومُعاقَبٌ عليه قانونًا.

أَمَّا وجه التحريم الشرعي فلأنَّه من الزُّور؛ لاشتماله على معنى مخالف لصورته الحقيقية كَذِبًا وغِشًّا، فصورة الشيء الحقيقية: هو السعر الحقيقي الـمُعلَن عنه لقيمتها، وتَعَمُّد التخفيض هو الزُّور بعينه، والنصوص الشرعية دالة على حرمة الزُّور، ومنها قوله تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ [الحج: 30].

كما أنَّ الإخفاء الـمُتَعمَّد لهذه البيانات فيه إضرارٌ بالمصلحة العامة التي تتمثل في جمع الدولة هذه الأموال الناتجة مِن الضرائب وصرفها في مشاريعها القومية، أو رعاية حاجة الفقراء والمساكين ومحدودي الدخل، وقد جاءت الأحكام القطعية في الشريعة الإسلامية بتحريم الإضرار بالغير؛ فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده» متفق عليه.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز الدعاء على الظالم بالمرض؟ دار الإفتاء تجيب
  • كلمات من السنة النبوية  رددها بعد آذان الفجر
  • هل يجوز عمل أكثر من عُمرة في اليوم الواحد؟.. دار الإفتاء تجيب
  • حكم رفع اليدين في تكبيرات صلاة الجنازة.. دار الإفتاء تجيب
  • حكم كتابة الفواتير التجارية بسعر أقل تهربًا من الضرائب.. دار الإفتاء تجيب
  • فضل أداء صلاة قيام الليل في رمضان
  • ما مكان وقوف المرأة إذا صلت مع زوجها جماعة؟ .. الإفتاء تجيب
  • المراد بقوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
  • ما حكم حضور من لا يحتاج إليه في غسل الميت؟ .. الإفتاء تجيب
  • علي جمعة: ذكر الله عبادة يطمئن ويصلح بها القلب