عربي21:
2024-09-19@22:51:42 GMT

يا بخت الإسرائيليين بجون كيربي

تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT

ربما لم يسطع نجم أحد من المسؤولين الأمريكيين في حرب غزة كما سطع نجم جون كيربي منسق السياسات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي فكثيرا ما كانت تصريحاته تسبق، أو ترافق، ما كان يدلي به وزير الخارجية أنتوني بلينكن أو مستشار الأمن القومي جاك سوليفان أو حتى الرئيس جو بايدن نفسه.

الرجل الذي يشغل هذا المنصب منذ مايو/ أيار 2022، ورقيّ مؤخرا إلى مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض ومساعد للرئيس، خدم في الجيش الأمريكي لزهاء الثلاثين عاما قبل أن يتقاعد برتبة عميد في سلاح البحرية عام 2015 وسبق له أن تولى عددًا من المناصب الأخرى منها مساعد وزير الخارجية ومتحدث باسمها ومساعد وزير الدفاع ومتحدث باسمها، بزّ الجميع في تصريحاته المؤيدة لإسرائيل بلا حدود.



بعد عشرين يوما من حرب إسرائيل الهمجية على غزة قال إن واشنطن لا تحاول فرض أي قيود على إسرائيل في عملياتها العسكرية و«لا تضع لها خطوطا حمراء» مجددا التأكيد كالعادة على «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» رغم استهدافها الواضح للمدنيين وخاصة النساء والأطفال.

الأسبوع الماضي فقط قال لتلفزيون «سي بي أس» بكل بساطة ودون أدنى تردد، أن بلاده لم تر حتى الآن أي دليل على أن الإسرائيليين انتهكوا القانون الإنساني الدولي، وذلك بعد أيام قليلة من ترديده لنفس الكلام خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض حين قال بكل ثقة «نشارك الفلسطينيين قلقهم إزاء بعض العمليات الإسرائيلية في غزة لكن كما قلت أمس لم نجد أن إسرائيل انتهكت القانون الإنساني»!!.

في بعض المناسبات تحوّل الرجل إلى شبه ناطق باسم الحكومة الإسرائيلية أو حتى جيشها ففي الخامس من هذا الشهر تطوّع بالقول إن «تقليل عدد الجنود الإسرائيليين في غزة يبدو وكأنه راحة وتجديد لبعض القوات وليس بالضرورة مؤشرا إلى عمليات جديدة قادمة». وفي اليوم نفسه نزّه التحقيق الذي أجرته إسرائيل في أعقاب قتلها لسبعة من عمال الإغاثة الدوليين من جمعية «المطبخ المركزي» من كل شائبة واصفا إياه بأنه «كان مستقلا وأجرته جهة غير تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية وتقييمنا سيعتمد على دراستنا لنتائجه».

بعد عشرين يوما من حرب إسرائيل الهمجية على غزة قال جون كيربي إن واشنطن لا تحاول فرض أي قيود على إسرائيل في عملياتها العسكرية و«لا تضع لها خطوطا حمراء»
تصريحات أخرى على نفس المنوال قال فيها «سنواصل تزويد إسرائيل بما تحتاجه في مجال الدفاع عن النفس» متبرعا أحيانا بلعب دور الشريك الكامل للعدوان على غزة حين يقول إن «محادثاتنا مع الإسرائيليين كان لها تأثير فالإسرائيليون ذهبوا إلى شمال غزة بقوة أقل بكثير مما كان مخططا له في الأصل لأننا قدمنا لهم النصائح حول تجاربنا في أماكن مثل الموصل والفلوجة» وإن «إدارة بايدن حثت إسرائيل على الانتقال إلى هجمات أقل شدة ضد حماس مثل المزيد من الغارات المستهدفة والتي من شأنها حماية المدنيين بشكل أفضل»!!.
كيربي لم يكن مختلفا عن باقي «الجوقة» الأمريكية في الحديث عن غزة، لكنه كان أكثرها استفزازا، فالرجل الذي خنقته العبارات واعتذر حين كاد يبكي في مقابلته مع «سي أن أن» مشيرا إلى الضحايا الإسرائيليين في هجوم 7 أكتوبر بدا باردا جدا عند التطرق في مناسبة أخرى لآلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين وصورهم أشلاء متناثرة تجوب العالم كله «فهي الحرب» كما قال بكل بساطة، وهو نفسه أيضا الذي بدا مختلفا عما كان يخوض فيه عن أوكرانيا وما لحق بها بعد الهجوم الروسي وذلك عندما كان يخوض في كل تفصيل فيها بتأثر بالغ.

ولعلّ أفضل ما قيل عن كيربي هو ما كتبه الكاتب الفلسطيني أحمد رفيق عوض حين قال في مقال بعنوان «كيربي ملك الدراما» إن «جون كيربي بعضلات وجهه المرنة وسهلة الحركة والقادرة على تمثيل أي موقف مهما بلغ تعقيده ونظرة عينيه الثاقبتين وحركة شفاهه الرفيعة التي يضيف بها على كلماته معنى آخر، كل ذلك جعل منه نموذجاً حقيقياً وملموساً لموقف واشنطن على إطلاقه، فهي تستطيع أن تتخذ الموقف ونقيضه بنفس اللحظة، وهو يستطيع أن يكون نصيراً للإنسانية وحقوق الإنسان هنا وأن يكون عكس ذلك هناك، لديه قدرة بلاغة وقاموس كبير من المفردات يستطيع من خلاله أن يصوغ موقف بلاده السياسي والعسكري أو حتى الأخلاقي بطريقة خليطة ما بين السذاجة والخبث و الذكاء وتصنع الغباء وإنكار الواقع أو تخيله أو خلقه».

ويخلص الكاتب إلى القول إن «لغة هذا الرجل لغة تشبه سياسة بلاده وتاريخها أيضاً، فهي لغة الأطماع والعدوانية والشهوانية والاستعلاء في غلاف من ادعاء الأخلاقية والتنويرية والحداثة، لغة مضحكة عندما تدّعي الرفعة والأخلاقية والقانونية فيما هو تسويغ للاحتلال والاستحواذ والدفاع عن المصالح».

وكما قال ذات يوم الزعيم الراحل ياسر عرفات حين استشاط غضبا في مقابلة تلفزيونية بالغ فيها المذيع في محاولاته إيراد الرواية الإسرائيلية في كل نقطة يثيرها معه فقد التفت إليه متبرّما دون أن تغادره ابتسامة ساخرة واضحة قائلا «يا بخت الإسرائيليين بيك»!!.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه جون كيربي إسرائيل إسرائيل امريكا جون كيربي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إسرائیل فی ما کان

إقرأ أيضاً:

رسائل تهديد تصل هواتف المستوطنين الإسرائيليين بعد تفجيرات لبنان.. نُسبت لحزب الله

كشف إعلام عبري عن تلقي العديد من المستوطنين الإسرائيليين رسائل تهديد منسوبة إلى حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله، وذلك بعد موجتين من تفجيرات أجهزة الاتصالات اللاسلكية على نطاق واسع في لبنان، ما أسفر عن عشرات الشهداء وآلاف المصابين.

وأفادت القناة "13" الإسرائيلية، بتلقي مستوطنين إسرائيليين رسائل تهديد نصية (SMS)، نُسب بعضها إلى نصر الله، حملت عبارات مثل "عليكم الدخول على الفور إلى منطقة محمية" و"قل وداعا لأحبائك؛ ولكن لا تقلق. ستحتضنهم في الجحيم خلال ساعات قليلة".

ووفقا للقناة ذاتها، فإنه لم يتضح بعد هوية الجهة التي تقف وراء إرسال رسائل التهديد التي جاءت بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان عبر تفجيرات أجهزة اللاسلكي.


وأشارت إلى أن بلدية صفد الواقعة شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة، قالت في هذا السياق، إنه "خلال الليل، تلقى العديد من المواطنين (المستوطنين الإسرائيليين) رسائل تهديد وانتحال صفة تتضمن روابط ضارة. وهي محاولات من قبل العدو لإثارة الذعر. ويذكر الجهاز الوطني السيبراني أن المحاولات من هذا النوع تتزايد خلال الليل".

والأربعاء، شهدت مناطق في لبنان بما في ذلك العاصمة بيروت انفجارات جديدة لأجهزة لاسلكية مخصصة للاتصالات من نوع "ووكي توكي- أيكوم ICOM V82"، ما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين.

والثلاثاء، سقط عدد من الشهداء وأصيبت أعداد كبيرة من أعضاء حزب الله اللبناني ومن المدنيين، جراء تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي "بيجر"، التي بحوزتهم في لبنان.


وحملت الحكومة اللبنانية وحزب الله دولة الاحتلال المسؤولية عن موجة انفجارات أجهزة الاتصالات اللاسلكية "بيجر"، التي وقعت على نطاق واسع في لبنان، وامتد صداها إلى العاصمة السورية دمشق، حيث وقعت إصابات في صفوف عناصر حزب الله هناك.

وشدد حزب الله، في بيان، على أن "هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد".

وبحسب السلطات الصحية اللبنانية، فإن تفجيرات الثلاثاء أسفرت عن 12 شهيدا بينهم طفلان، وأكثر من 2750 جريحا بينهم 300 حالة خطرة.

فيما أسفرت التفجيرات التي وقعت يوم الأربعاء، عن استشهاد 20 شخصا على الأقل، وإصابة أكثر من 450 آخرين بجروح مختلفة، حسب أحدث البيانات الصادرة عن السلطات الصحية اللبنانية.

مقالات مشابهة

  • نصر الله: تلقينا ضربة قاسية وسنرد ونتمنى دخول الإسرائيليين برا
  • فيديو| جون كيربي: زيارة محمد بن زايد إلى أمريكا تاريخية
  • جون كيربي: زيارة محمد بن زايد إلى أمريكا تاريخية
  • ‏إعلام إسرائيلي: إصابات حرجة لعدد من الجنود الإسرائيليين في "يعرا" في الجليل الغربي شمالي إسرائيل
  • رسائل تهديد تصل هواتف المستوطنين الإسرائيليين بعد تفجيرات لبنان.. نُسبت لحزب الله
  • ارتفاع عدد المصابين الإسرائيليين بعملية تال حاي
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين تتظاهر في تل أبيب بسبب «الصفقة»
  • كيربي: زيارة رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة "تاريخية"
  • سيغرقكم طوفان الاستشهاديين.. القسام تتوعد الإسرائيليين
  • سموتريتش عن مقتل الجنود الإسرائيليين: "يوم مؤلم.. وسنواصل عملياتنا العسكرية"