أكد خبراء أن كمين الزنة الذي نفذته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- ضد جنود الاحتلال، سيزيد من حالة الإرباك والإحباط داخل إسرائيل، في حين حذر أحدهم من تماهي واشنطن مع تل أبيب وسعيها لنصب كمين سياسي لحماس.

فبحسب الصحفي المختص بالشؤون الإسرائيلية وديع عواودة، فإن هناك حالة إحباط وإرباك غير مسبوقة في إسرائيل بعد دخول الحرب على غزة شهرها السابع وعدم تحقيق أهدافها، وإصرار حكومة بنيامين نتنياهو على عدم الحديث عن اليوم التالي للحرب.

وينقل عواودة -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- جزءا مما يدور في أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية مثل انهيار إستراتيجية نتنياهو في الحرب، وعدم امتلاكه لأي خطة، وسط مطالبة البعض بضرورة المضي قدما نحو صفقة تبادل تؤكدها الوقائع الميدانية، التي تعطي حماس أكسجينا وتمنحها قوة لعدم القبول بأنصاف صفقة.

وأشار إلى العوامل الضاغطة على إسرائيل مثل استمرار الخسائر البشرية في جنود الاحتلال والخوف والإرباك من تهديدات إيران وحزب الله، فضلا عن الخسائر الاقتصادية المتزايدة وشلل مختلف مناحي الحياة.

وأكد أن هناك قناعة متزايدة لدى أوساط إسرائيلية تعتقد أن نتنياهو يدفع إسرائيل إلى ما لا تريد خدمةً لمصالحه الشخصية، متوقعا زيادة في حجم الاحتجاجات والمظاهرات في الشوارع.

"صبر تكتيكي"

بدوره، يصف الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا، كمين الزنة بالعملية معقدة التنفيذ بعدما استغرقت 50 يوما، وجرت في منطقة اعتقد الاحتلال أنها آمنة.

ولخّص حنا المشهد بأنه ترجمة فعلية للصبر التكتيكي بعدما درست المقاومة أنماط الاحتلال وكيف يقاتل، وشدد على أن معايشة جنود الاحتلال القتال من مسافة صفرية شيء آخر سيؤثر على إسرائيل، وتضاف إلى سلسلة النجاحات التكتيكية التي تتراكم لدى المقاومة.

وأكد أن الخطر الأكبر على إسرائيل، يكمن في ما بعد غزة؛ إذ كان يقال للجيش الإسرائيلي إنه جيش لديه دولة، لافتا إلى أن سقوط العقيدة الإستراتيجية الإسرائيلية مثل الردع والإنزال المبكر والحسم السريع في ظل نجاح المقاومة في حربها الإعلامية.

وبيّن أن نتنياهو لم يحقق أهداف الحرب "فخسر الرأي العام الإسرائيلي والعالمي، بينما حماس تربح إذا لم تخسر"، مضيفا أن إسرائيل كانت تُمني النفس بأن تكون محبوبة غربيا ومهابة الجانب عربيا وإقليميا.

"فخ واشنطن لحماس"

بدوره، يعتقد الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن حسن منيمنة، أن واشنطن متفقة مع تل أبيب في أوليات الحرب بالقضاء على حماس واستعادة الأسرى المحتجزين ولكن تختلف معها في ترتيب الأولويات.

ويضيف منيمنة أن عملية القسام تؤكد أن القراءة الأميركية للأوضاع الميدانية في محلها؛ فإسرائيل عاجزة عن تحقيق أهدافها عسكريا، لذلك تسعى واشنطن عبر الوسائل الدبلوماسية لتحقيق ذلك.

وشدد على أن الطرف الأميركي ليس وسيطا بل متماهيا مع إسرائيل ويسعى لتحقيق أهدافها التي لم تستطع تحقيقها ميدانيا، مؤكدا أن الهدف ليس التوصل لوقف دائم لإطلاق النار وإنما ترتيب المعطيات.

وأضاف أنه في حال فشل مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى، ستتولى واشنطن مهمة ترويج أن إسرائيل أبدت ليونة ومرونة، ومن ثم تبرير أي عملية عسكرية لاجتياح رفح، محذرا من فخ تنصبه الولايات المتحدة لحماس وتحميلها كل ما يجري لغزة.

وخلص إلى أن نتنياهو يستفيد داخليا بحديثه الدائم حول ضرورة التوجه إلى رفح مثل استفادة الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم قبوله بعملية رفح وأنه يرفض استهداف المدنيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

المقاومة بالسكاكين.. الفصائل الفلسطينية تفاجئ الاحتلال بعمليات نوعية مؤلمة

قتل جندي طعنا بالسكين والاستيلاء على سلاحه وإلقاء قنابل يدوية داخل دبابة

طعن ضابط إسرائيلي و3 جنود واغتنام أسلحتهم

الإجهاز على قناص ومساعده من المسافة صفر

تنفيذ أول "عملية استشهادية" في غزة منذ 20 عامًا

الرؤية- غرفة الأخبار

بعد 442 يوماً من الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، لا تزال فصائل المُقاومة الفلسطينية تلقن الاحتلال دروسًا قاسية عبر تنفيذ العديد من العمليات النوعية والكمائن المركبة التي توقع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح وتدمر آلياته العسكرية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حملة عسكرية مُوسعة على شمال القطاع منذ أكتوبر الماضي، دمرت فيه كل ما تبقى من مظاهر الحياة، وفرضت حصارا مشددا لإجبار السكان على النزوح، كما استهدفت المستشفيات ومراكز الإيواء.

ولقد فاجأت الفصائل الفلسطينية إسرائيل في الأيام الأخيرة بتنفيذ عمليات نوعية مركبة أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الثامن عشر من ديسمبر الجاري، أعلنت كتائب القسام أن أحد مُقاتليها تمكن من الإجهاز على جندي إسرائيلي بجوار دبابة "ميركافا" والاستيلاء على سلاحه، وإلقاء قنبلتين يدويتين داخل الدبابة، وذلك غرب مدينة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.

وفي اليوم التالي، تمكن أحد مقاتلي كتائب القسام من طعن ضابط إسرائيلي و3 جنود من نقطة الصفر والإجهاز عليهم واغتنام أسلحتهم الشخصية في مُخيم جباليا في شمال غزة.

وفي يوم 20 ديسمبر، نفذت الكتائب عملية أمنية معقدة، إذ تمكن عدد مقاتل من القسام من الإجهاز على قناص صهيوني ومساعده من مسافة صفر في مخيم جباليا شمال القطاع، وبعد ساعة من الحدث، تنكر القساميّ مرتدياً لباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول لقوة إسرائيلية مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه فيهم بحزام ناسف وإيقاعهم بين قتيل وجريح.

وبالأمس، قالت كتائب القسام: "في عملية مركبة، تمكن مجاهدو القسام من الإجهاز على 3 جنود صهاينة طعناً بالسكاكين واغتنموا سلاحهم الشخصي، ثم اقتحموا منزلاً تحصنت به قوة راجلة وأجهزوا على جنديين من أفرادها عند بوابة المنزل، واشتبكوا مع الآخرين من مسافة صفر وسط مخيم جباليا شمال القطاع".

وفي نفس اليوم، تمكن عدد من مقاتلي القسام من إلقاء قنابل يدولية إسرائيلية الصنع صوب جنود بجوار ناقلة جند، مؤكدة: "أوقعناهم بين قتيل وجريح وسط مخيم جباليا".

وتعليقاً على هذه العمليات، قال المحلل الفلسطيني سعيد زياد، إن الأيام الماضية شهدت تنفيذ أول عملية استشهادية في قطاع غزة بحزام ناسف منذ منذ عشرين عاما، مضيفا: "هذه العملية لها دلالات عظيمة، أولها حالة الاستبسال منقطعة النظير، والالتحام غير المسبوق بين العدو والمقاتلين".

وأوضح في تصريحات تليفزيونية: "توقيت العملية مهم جدا، لأنها جاءت في خضم السياق التفاوضي، وتكتيكها الذي يعيدنا إلى زمن عمليات يحيى عياش، والوسيلة المتمثلة بالحزام الناسف، كلها سيكون لها تأثيرات كبيرة على السياق التفاوضي وشكل الحرب ونهايتها، بل سيمتد تأثيرها إلى شكل الصراع بأسره".

وفي سياق آخر، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة بإنهاء الحرب على قطاع غزة، مطالبة حكومة الاحتلال بالتوصل لاتفاق الآن يضمن الإفراج عن جميع الأسرى.

وقالوا في بيان: "علينا إنهاء الحرب من أجل ضمان عودة المختطفين الآن، إنهاء الحرب ليس إخفاقا وليس ثمنا والأهم عودة أبنائنا المختطفين، كما نطالب الرئيس ترمب بالضغط لإبرام صفقة شاملة فالأسرى لن يصمدوا حتى الشهر المقبل..  ونتنياهو وزمرته ضللوا الشعب من أجل إحباط الصفقة، كفى ضغطا عسكرياً يقتل المختطفين بدلا من إعادتهم".

مقالات مشابهة

  • صحافة عالمية: نتنياهو يجري حسابات سياسية لدعم صفقة الأسرى
  • لابيد وليبرمان يهاجمان نتنياهو: حكومته غير شرعية ويحاول إفشال صفقة التبادل
  • نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
  • باحثة سياسية: نتنياهو يخطط لنصر مطلق في الشرق الأوسط وليس غزة فقط
  • المقاومة بالسكاكين.. الفصائل الفلسطينية تفاجئ الاحتلال بعمليات نوعية مؤلمة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو وزمرته ضللوا الشعب لإحباط الصفقة
  • عائلات المحتجزين بغزة: إنهاء الحرب ليس إخفاقا والأهم عودة أبنائنا
  • في رسالة لذوي الأسرى.. القسام تنشر صورة نجل نتنياهو على شواطئ ميامي
  • نتنياهو يتحدث عن بداية هجوم 7 أكتوبر - لن أقبل بوجود حماس على الحدود
  • أول تعليق من حماس بشأن إحراق المستوطنين أحد المساجد في قرية مردا