بعد عملية دمشق... هل يفقد خامنئي الصبر الاستراتيجي أم يتجرع كأس السم؟
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
هل تتجه المنطقة إلى حرب إسرائيلية- إيرانية مباشرة بدل الحروب بالوكالة التي تفضلها إيران؟ ومن يسعى وراء حرب إقليمية: إسرائيل أم إيران؟. وهل تستطيع واشنطن تفادي التصعيد في لبنان وسوريا والعراق وكل المنطقة؟
الباحثان الأميركيان باربارا سلايفن وبهنام بن طالبلو، ناقشا هذا الموضوع في برنامج "عاصمة القرار" على قناة "الحرة".
باربارا سلايفن زميلة متميزة في "مركز ستيمسون" في واشنطن. وبهنام بن طالبلو، كبير باحثين في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" في واشنطن. وشارك في جزء من الحوار من القدس، المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور.
لم يكن لواشنطن "أي دور أو علم مُسبَق" بعملية دمشق"لقد أوضحنا لإيران عبر القنوات الخاصة "أننا لسنا مسؤولين عن الضربة التي وقعت في دمشق. ولم يكن للولايات المتحدة أي دور في تلك الضربة، ولم يكن لدينا علم مُسبَق بها"، تقول صابرينا سينغ، نائبة المتحدث باسم البنتاغون.
وتُضيف إن "الإسرائيليين لم يخبرونا بغارتهم في دمشق أو الهدف المقصود منها". وعلى ذلك يُضيف جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أن "تصريحات وزير الخارجية الإيراني بأننا مسؤولون عن الضربة في دمشق، وبأن اللوم يقع علينا هي مجرد هراء".
وينتقد النائب الجمهوري مايكل والتز إدارة الرئيس بايدن لأنها "تُسرِع لتبليغ إيران أنه ليس لأميركا أي علاقة بالضربة التي نفذتها إسرائيل على الحرس الثوري الإيراني في دمشق؛ فنحن نبعث للمسؤولين في طهران رسالة أساسية حول ما يمكنهم الإفلات منه، وإلى أي مدى يمكنهم المضي قدماً".
وينتقد شون دورنز في واشنطن إكزامينر "مسارعة واشنطن إلى نفي أي علاقة لها بالعملية، لأن ذلك قد يبعث بإشارة مفادها أن الولايات المتحدة تخشى من رد إيراني يستهدف القوات الأميركية في الشرق الأوسط. إن إظهار الضعف سيساهم أكثر في تقويض الردع الأميركي".
ويعتقد بهنام بن طالبلو أن إدارة بايدن نأت بنفسها عن هجوم دمشق "لانها تنأى بنفسها عن المنطقة بشكل عام، ولأنها منذ السابع من أكتوبر تحاول تخفيف التوتر مع ايران، التي ترى ذلك كعلامة ضعف أميركية. لهذا أتوقع أن يكون الرد الإيراني الاكثر احتمالاً هو استئناف العمليات ضد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. كذلك ربما نرى هجمات ضد المصالح الاسرائيليه في العالم".
تصف باربارا سلايفن نأي إدارة بايدن بنفسها عن هجوم دمشق بـ"المجهود الجيّد" من جانب واشنطن. ولكن "لا يمكننا ان نقول ان أميركا غير معنية. لا سيما أن إسرائيل عدائية، وتغامر بالكثير من تصرفاتها في المنطقة. أعتقد أن ما يقلق أميركا هو أن إسرائيل لا تحاول إنهاء حرب غزة بل توسيعها. أميركا تريد عدم التصعيد ولكن لا أعتقد أنها ستندجح في ذلك".
يوافق بهنام بن طالبلو على أن الولايات المتحدة قد لا تنجح في محاولتها تخفيف التصعيد، وذلك لأن "إيران تعتقد أنها تفوز رغم النجاحات الاسرائيلية قصيرة الأمد في قطاع غزة. وخامنئي سيتعامل مع خطاب عدم التصعيد الأميركي كعلامة على نجاح إيران".
هل سترد إيران على "أكبر عملية اغتيال منذ مقتل سليماني"؟لم تكن عملية دمشق خبراً عادياً في منطقة مضطربة، بل حدثاً كبيراً أودى بحياة "أركان الحرس الثوري" الإيراني في الخارج. وقد وصفتها افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال بـ"أكبر عملية اغتيال منذ مقتل قاسم سليماني. فإيران دفعت أول ثمن حقيقي لحربها بالوكالة في الشرق الأوسط، بعد أن قتلت إسرائيل، في عملية دمشق، كبار المسؤولين الإيرانيين الذين يزرعون الفوضى في المنطقة".
الضربة "وضعت المرشد الأعلى الإيراني أمام حقيقة أن حربه بالوكالة ضد إسرائيل لها ثمن"، على حد تعبير مارك تشامبيون في بلومبورغ. فيما يعتبر شون دورنز في واشنطن إكزامينر، أن "إسرائيل تبعث برسالة لإيران عبر دمشق، رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل سترد على أي تصعيد إيراني على الحدود مع لبنان بصورة تتجاوز الحدود الإسرائيلية".
"المسؤولون الإيرانيون يتكلمون كثيراً عن الرد، ولكنهم يلعبون اللعبة على المدى الطويل"، برأي باربارا سلايفن، وذلك لأنهم "يدركون ان أميركا وإسرائيل تاثرتا سلباً بالفظائع التي ارتكبت في غزة.
وبالتالي من المنطقي بالنسبة لإيران "أن تنتظر قبل الرد". فيما يرى بهنام بن طالبلو أن التطور في قدرات الأسلحة الهجومية الإيرانية، لا سيما الصواريخ، يجعلنا لا نستبعد رداً إيرانياً، يتحدث عنه كبار المسؤولين الإيرانيين. ربما يكون هجوماً على المصالح الإسرائيلية في دولة ما. لكن تصريح السفير الإيراني في العراق كان ملفتاً، فقد قال أن هجوم دمشق ربما يكون فخاً لإيران".
هل نقلت عملية دمشق المنطقة إلى "مرحلة مختلفة"؟إن الضربة الإسرائيلية على قنصلية إيرانية في دمشق، وقتل مسؤوليِّن كبيريّن في الحرس الثوري، تشكل "تصعيداً كبيراً في التوترات الإقليمية، مما يشير إلى تحول محتمل في الصراع الإيراني الإسرائيلي القديم"، على حد تعبير الباحث الأميركي سينا طوسي.
ويقول السِناتور الديمقراطي بن كاردن، أننا في "وضع شديد الخطورة. ونشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد الصراع. الذي ليس من مصلحة أحد تصعيده، خاصة إسرائيل وإيران". فيما تعمل الإدارة الأميركية "بشكل دؤوب على تفادي التصعيد، سواء كان في لبنان أو سوريا والعراق، أو في البحر الأحمر واليمن وغيرها"، على حد تعبير وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، فإنه سيكون "لطبيعة رد إيران على إسرائيل آثار عميقة في الشرق الأوسط وخارجه"، وفقا لسينا طوسي.
إسرائيل- إيران.. من الحرب بالوكالة إلى المواجهة المباشرة؟يعتقد ولي نصر أن إيران "ستتريث في الرد على إسرائيل لكي لا ينتقل التركيز من غزة إلى سوريا وإيران" . فالكرة الآن في ملعب إيران، و"إسرائيل تريد دفع إيران للرد. قد يكون هدف إسرائيل هو حرب أكبر تتورط فيها الولايات المتحدة. وهدف عملية دمشق هو استفزاز إيران لا ردعها"، برأي الباحث ولي نصر.
ويقول السِناتور الديمقراطي كريس كونز إن "الردع الأميركي ضروري لكبح الاعتداءات الإيرانية في المنطقة، التي تعيش خطراً حقيقياً بالتصعيد منذ السابع من أكتوبر. فالرد الإسرائيلي والرد المضاد من قبل وكلاء إيران في المنطقة، يشكل تهديدا حقيقيا بالتصعيد".
وتتوقع صحيفة وول ستريت جورنال أن" تأمر إيران حزب الله بالانتقام من إسرائيل عبر جبهة لبنان". لكن – تضيف الصحيفة – "في الوقت الذي تدرس فيه إيران خياراتها، تحتاج طهران إلى سماع رسالة واضحة من البيت الأبيض بدعم إسرائيل، دعماً ثابتاً يجعل آيات الله يفكرون مرتين قبل إصدار أمر انتقام يندمون عليه لاحقاً".
ويعتقد الكاتب الأميركي جوشوا كيتينغ أن "إسرائيل زادت مخاطر اندلاع حرب إقليمية . فالعملية الإسرائيلية في دمشق مثلت خطوة أخرى في مسلسل التصعيد. خاصة مع استمرار الحرب في غزة ، ودخول الحوثيين وحزب الله على الخط، والمخاوف من إمكانية اندلاع حرب إقليمية. وتنامي المخاطر من أن تجد القوات الأميركية نفسها في مرمى نيران الرد الإيراني على عملية دمشق. وأن تكون واشنطن هي من يتحمل الكلفة وليس تل أبيب، لأن طهران ترى في القوات الأميركية في العراق وسوريا أهدافا سهلة، بخلاف المواجهة المباشرة مع إسرائيل التي تتحاشاها إيران باستمرار".
ويضيف النائب الجمهوري مايكل والتز أن "الأهم بالنسبة لمسؤولي إيران هو استمرارهم في السلطة، والقدرة على الإفلات من العقاب عن أعمالهم. ومن المفارقات أنه بقدر ما يتحدث البيت الأبيض عن تجنب التصعيد، فإن هذا في الواقع هو الشيء الذي يدعو إيران إلى التصعيد. ما تعرفه إسرائيل هو أن النظام الإيراني هو المرض. وهذا ما يجب أن يتغير. والشيء الذي يمكننا القيام به لمساعدة إسرائيل أكثر هو تجفيف الأموال التي تجنيها إيران من بيع نفطها للصين"، برأي النائب الجمهوري.
سيكون لطبيعة رد إيران على إسرائيل آثار عميقة في الشرق الأوسط وخارجه. يقول الباحث الأميركي سينا طوسي: "إن العامل المحوري في هو موقف الولايات المتحدة من تصرفات نتنياهو. فهل سيمارس بايدن ضغوطاً قسرية على نتنياهو لتجنب صراع إقليمي أوسع يؤذي الولايات المتحدة، وتستفيد منه الصين وروسيا؟".
من جهته يقول المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور إن بلاده مستعدة لمواجهة اي تطور و"باستطاعتها صد أي هجوم من قِبل إيران او وكلائها في المنطقة، أو خارج المنطقة ضد أهداف إسرائيلية، أو أي اهداف يهودية. لكن إسرائيل غير معنية بأي مواجهة مباشرة مع إيران، لانها لا تريد الدخول في حرب إلا اذا فُرضت عليها. واعتقد بأنها ستحاول بكل جهدها تجنب مثل هذه الحرب"، برأي الكاتب الإسرائيلي شلومو غانور.
لمتابعة الحلقة كاملة اضغط على الرابط.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط فی المنطقة عملیة دمشق فی واشنطن فی دمشق
إقرأ أيضاً:
الاستخبارات السورية تحبط عملية إرهابية لـ داعش في العاصمة دمشق
سرايا - أفاد مصدر بجهاز الاستخبارات العامة في سوريا، السبت، بـ"إحباط محاولة تنظيم داعش القيام بتفجير مقام السيدة زينب في محيط العاصمة دمشق".
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن المصدر قوله: "جهاز الاستخبارات العامة بالتعاون مع إدارة الأمن العام في ريف دمشق، ينجح بإحباط محاولة لتنظيم داعش القيام بتفجير داخل مقام السيدة زينب في محيط العاصمة دمشق".
وأضاف: "أسفرت العملية عن اعتقال الأشخاص المتورطين في هذه المحاولة لتنفيذ عمل إجرامي كبير يستهدف الشعب السوري".
وتابع: "نؤكد أنا جهاز الاستخبارات العامة يضع كل إمكانياته للوقوف في وجه كل محاولات استهداف الشعب السوري بكافة أطيافه".
إقرأ أيضاً : جيش الاحتلال يعترض صاروخًا أطلق من جنوب قطاع غزةإقرأ أيضاً : لجنة تحقيق دولية: "مستعدون للتعاون مع دمشق لمحاكمة مجرمي نظام الأسد"إقرأ أيضاً : "الصحة بغزة": منظمات أممية أبلغتنا باستئناف توريد الوقود للمستشفيات
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1278
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 11-01-2025 01:24 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...