لم يكن سكان مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان غربي البلاد بمعزل عن من يعيشون في مناطق الاقتتال الأخرى بل استقبلوا رمضان هذا العام وسط معاناة بالغة، واليوم يودعونه بمرارة على ضوء ظروف معيشية صعبة فكيف يستقبلون “عيد الفطر المبارك” هذا العام؟

الأبيض: التغيير

دخلت حرب “الجنرالات” في السودان عامها الأول بينما تستعد فيه الأسر السودانية داخل البلاد لاسيما المتواجدين في مناطق الصراع لاستقبال عيد الفطر المبارك وسط معاناة إنسانية ظلت تصاحبهم منذ إندلاع الحرب وحتى دخول الشهر الفضيل الذي اقترب أن ينتهي ولم تنتهي معاناتهم بعد.

ولم يكن سكان مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان غربي البلاد بمعزل عن من يعيشون في مناطق الاقتتال الأخرى بل استقبلوا رمضان هذا العام وسط معاناة بالغة، واليوم يودعونه بمرارة على ضوء ظروف معيشية صعبة فكيف يستقبلون “عيد الفطر المبارك” هذا العام؟

لا مظاهر للفرحة

في هذا الصدد يقول إبراهيم كوكو  لـ (التغيير) تبقى لدينا يوم لاستقبال عيد الفطر المبارك لكن لم نشعر حتى الآن بمظاهر فرحة لان همومنا كلها باتت تنحصر في كيفية توفير قوت يومنا وبعد كل ذلك نقول “الحمدلله” على أننا أفضل حالا مقارنة بالكثير من الأسر الأخرى “ما ضايقة أي طعم للحياة” بسبب ظروف الحرب، على حد تعبيره.

ولكن “ص .أ” الذي رفض ذكر اسمه لاحظ ان حركة الشراء داخل الأسواق وإقبال الناس خلال هذه الأيام بات ضعيف جدا، خاصة بالتزامن مع عيد الفطر المبارك وذلك نسبة لتردي الأوضاع الإقتصادية.

و يضيف لـ (التغيير) بأن فرحة العيد ومظاهره التي كانت تبدو خلال السنوات الماضية أصبحت مفقودة منذ إندلاع الحرب، ويذهب في حديثه إلى أنه على الرغم من ذلك بات الهم الوحيد لهم هو رسم الفرحة على وجوه الأطفال، إلا أن نظرة الانكسار لم تفارقهم نتيجة لغلاء الأسعار داخل الأسواق.

صورة حديثة من سوق الأبيض- كاميرا التغيير ركود وغلاء أسعار

اما ام الحسن حامد، وهي بائعة شاي وكانت قد ذهبت للتسوق تجهيزا للعيد قالت لـ (التغيير) أن هنالك حالة من الركود داخل السوق وغلاء في الأسعار وأن ذلك أصبح فوق طاقتهم الأمر الذي افقدنا طعم العيد للمرة الثالثة منذ اندلاع الحرب.

بينما قال محمد الصادق لـ( التغيير) ان العيد هذا العام بلا شك طعمه اقل من العام الماضي نتيجة للحرب المستمرة وما سببته من إنعدام الأمن والأمان حتى أصبحوا يتخوفون بشكل يومي من انفجار الأوضاع داخل المدينة الأمر الذي جعلهم يتجاهلون فرحة العيد.

و لثلاثة اعياد ماضية منذ إندلاع الحرب ظل النازحين داخل مراكز الإيواء بالمدينة يفتقدون إلى كل مظاهر الفرح بعد ان فروا من منازلهم تاركين كل شئ خلفهم وفي ذات الوقت يعيشون أوضاعا إنسانية كارثية في كافة الجوانب المعيشية.

و في هذا الجانب قال عبد العزيز محمد، وهو أحد من النازحين المتواجدين داخل مراكز الإيواء الواقعة شرق المدينة، أن شهر رمضان هذا العام قد ذهب بـ” السمح و الشين” على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي ما زالوا يمرون بها.

و مضى في حديثه لـ (التغيير) قائلا انهم فقدوا الإحساس بطعم فرحة العيد هذا العام مقارنة بأعياد ماضية لكثير من الأسباب كان من بينها أنهم بعيدين عن منازلهم ويضيف ان ما يتمناه هو القدرة على اسعاد اطفالهم في عيد هذا العام.

ظروف طاحنة

وكانت قد سُلبت فرحة الاحتفال بالعيد لدى الأسر المستقرة والنازحة داخل مدينة الأبيض خلال عيدي “الفطر والاضحى” من العام الماضي بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي فرضتها الحرب والتي أدخلت مدينتهم دائرة الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ اندلاعها في منتصف أبريل من العام الماضي.

وعلى الرغم من انشغال البعض بالتجهيزات والاستعداد لاستقبال عيد الفطر هذا العام، إلا ان معظم سكان المدينة يتفقون على أنهم يأملون بأن ينجحوا في التغلب على ما فرضته عليهم الحرب من ظروف طاحنة لما يقارب العام.

صور حديثة من الأبيض- كاميرا التغيير

وقد عادت مظاهر الحياة بصورة تدريجية إلى شوارع المدينة، بعد أن شهدت هدوءاً كبيراً على أعقاب تراجع حدة العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع بالمدينة منذ بدء شهر رمضان.

و مع اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، شهدت مدينة الأبيض مواجهات عسكرية دامية بين طرفي القتال ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وسط المدنيين جراء القصف العشوائي المتبادل بين الطرفين.

ومنذ 15 أبريل الماضي تحاول قوات الدعم السريع دخول المدينة والسيطرة عليها فيما يواصل الجيش حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية داخل المدينة.

وتتمتع مدينة الأبيض حاضرة شمال كردفان بموقع استراتيجي في غرب البلاد حيث تضم أكبر سوق للصمغ العربي على مستوى العالم وأسواق أخرى للمحاصيل والماشية إلى جانب ارتباطها بطريق الصادرات الرابط بين ولايات السودان المختلفة.

الوسومآثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع عيد الفطر المبارك مدينة الأبيض ولاية شمال كردفان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع عيد الفطر المبارك مدينة الأبيض ولاية شمال كردفان عید الفطر المبارک مدینة الأبیض الدعم السریع شمال کردفان هذا العام

إقرأ أيضاً:

خسائر فادحة .. حرب السودان تدخل عامها الثالث

دخلت الحرب في السودان، اليوم الثلاثاء، عامها الثالث بعدما خلّفت عشرات الآلاف من القتلى وأدت إلى تشريد 13 مليون شخص متسببة بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث دون أن تلوح لها نهاية في الأفق.

خطوط المواجهة
اندلعت الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في 15 أبريل/ نيسان 2023.
وعلى مدار عام ونصف العام، اجتاحت قوات الدعم السريع غرب السودان ووسطه، بينما تراجع الجيش شرقا وقام بنقل الحكومة من الخرطوم إلى بورتسودان على البحر الأحمر.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، شن الجيش بعدما عزز صفوفه وأعاد بناء ترسانته، هجوما من الشرق واستعاد وسط السودان.
وفي مارس/آذار الماضي، أعلن البرهان أن العاصمة الخرطوم “خالية” من قوات الدعم السريع، مرسخا بذلك انتصار الجيش.
ومنذ ذلك الحين، صعّدت قوات الدعم السريع هجماتها في إقليم دارفور، وشنت هجوما عنيفا على الفاشر، آخر عاصمة ولاية في المنطقة الغربية الشاسعة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش.
ومن شأن السيطرة الكاملة على دارفور أن تعزز سيطرة الدعم السريع على غرب السودان وأجزاء من الجنوب، في حين يسيطر الجيش على الشمال والشرق.

خسائر فادحة
واتسمت الحرب بالعنف المروع ضد المدنيين، لكن أيضا بعدم وجود حصيلة مؤكدة للقتلى.
وفي العاصمة الخرطوم وحدها، لقي أكثر من 61 ألف شخص حتفهم خلال الأشهر الـ14 الأولى من الحرب، من بينهم 26 ألفا نتيجة العنف المباشر، وفقا لكلية لندن للصحة والطب الاستوائي.
وقال مبعوث واشنطن السابق إلى السودان توم بيرييلو في مايو/أيار من العام الماضي إن بعض التقديرات تشير إلى أن إجمالي عدد القتلى يصل إلى 150 ألفا.
واتهم كلا الجانبين باستهداف المدنيين عمدا ونهب المنازل وعرقلة وصول المساعدات المنقذة للحياة.
ويتفاقم الجوع مع إعلان المجاعة العام الماضي في 5 مناطق في كل أنحاء البلاد، بما في ذلك 3 مخيمات رئيسية للنازحين في دارفور وأجزاء من الجنوب.
ووفقا للأمم المتحدة، يعيش 8 ملايين شخص حاليا على شفا مجاعة شاملة، بينما يواجه قرابة 25 مليون شخص، أي حوالي نصف السكان، جوعا حادا.
تدمير الرعاية الصحية
وبعدما كانت البنية التحتية الصحية في السودان هشة في السابق، أصبحت الآن في حالة يرثى لها.
وتؤكد بيانات رسمية أن قرابة 90% من المستشفيات في المناطق المتضررة من الحرب أصبحت خارج الخدمة، إما بسبب القصف أو اقتحام المقاتلين لها أو خلوها من الموظفين والإمدادات.
ومنذ بدء الحرب، قتل ما لا يقل عن 78 عاملا صحيا بنيران الأسلحة أو القصف على منازلهم أو أماكن عملهم، وفقا لنقابة الأطباء.
ومع حلول أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، سجلت منظمة الصحة العالمية 119 هجوما على المرافق الصحية.

الجزيرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بمشاركة السديري.. أبناء العلا بجدة يحتفلون بعيد الفطر المبارك
  • مشاهد مذهلة تحدث في اليمن والمواطنون يعبرون عن دهشتهم.. شاهد
  • مرور عامان: تقرير خاص عن الحرب السودانية وتداعياتها الإنسانية
  • شيخ الأزهر يستقبل رئيسة البرلمان السلوفيني ويتفقان على ضرورة إنهاء الحرب في غزة
  • أمير القصيم يستقبل الوكلاء ومديري الجهات الحكومية بالمنطقة
  • خسائر فادحة .. حرب السودان تدخل عامها الثالث
  • الهجرة الدولية: ثلثا سكان السودان في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية
  • الحرب في السودان مستمرة.. ما سيناريوهات العام الثالث؟
  • بعد مرور عامين على حرب السودان … كيف أثرت على حياة المدنيين ؟
  • مدينة زمزم .. للنازحين .. ليس كل سكان المعسكرات نازحين