ربما تساعد نماذج المخ المصغرة المزروعة في المختبر في تفسير سبب زيادة خطر الإصابة بالخرف لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتجاج المخ وإصابات الدماغ الرضحية الأخرى.

في دراسة جديدة نُشرت يوم الخميس (4 أبريل) في مجلة Cell Stem Cell، أبلغ العلماء عن نتائج تجربة قاموا فيها بتفجير هذه النماذج المزروعة في المختبر للدماغ البشري - والمعروفة باسم عضيات الدماغ - بموجات فوق صوتية عالية الكثافة.

 كان الهدف من الموجات هو محاكاة تلف خلايا الدماغ الناجم عن إصابات الدماغ الرضحية الشديدة.

أشار البحث إلى استراتيجية لمنع الآثار المترتبة على إصابات الدماغ، كما أفاد مؤلفو الدراسة. من الناحية النظرية، يمكن استخدام العلاج إما كإجراء وقائي أو كعلاج يتم تقديمه بعد الإصابة.

 ومع ذلك، هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات قبل أن يتم استخدام مثل هذا العلاج في البشر.

بدت عضيات الدماغ المستخدمة في الدراسة مثل كتل من خلايا الدماغ بحجم رأس الدبوس، بدلاً من نسخ مصغرة تمامًا من أدمغة بشرية كاملة الحجم. ومع ذلك، تلتقط العضيات جوانب من البيولوجيا البشرية يصعب دراستها في الحيوانات، مثل فئران المختبر. 

يمكن أيضًا زراعتها لتشمل أنواعًا معينة من الخلايا من مناطق مختلفة من الدماغ، مرتبة في طبقات كما لو كانت في رأس الشخص.

في هذه الدراسة، قام الباحثون بزراعة العضيات من خلايا تم جمعها من متبرعين بشريين أصحاء ومن أشخاص مصابين إما بالتصلب الجانبي الضموري (ALS) أو الخرف الجبهي الصدغي، وهما نوعان من الأمراض التنكسية العصبية. 

وجد العلماء أن الطفرات في جين يسمى C9orf72 تزيد من خطر الإصابة بكلا المرضين، وفي هذه الحالة، حمل جميع المتبرعين نسخة متحولة من ذلك الجين.

تم تعديل الخلايا التي تم جمعها من كل مجموعة في المختبر بحيث عادت إلى الخلايا الجذعية التي يمكن بعد ذلك إقناعها بالنمو إلى أي نوع من الخلايا.

 قام الباحثون بتفجير العضيات الناتجة بنبضات فوق صوتية لمحاكاة بعض تأثيرات إصابات الدماغ الرضحية، بما في ذلك موت خلايا الدماغ والتغيرات في بروتين يسمى تاو، والذي يشارك في مرض الزهايمر.

بالإضافة إلى ذلك، رأى الفريق تغيرات في بروتين يسمى TDP-43، والذي تم ربطه بكل من إصابات الدماغ الرضحية والعديد من الأمراض التنكسية العصبية في الماضي.

 يشارك البروتين، الموجود عادةً في نواة الخلايا السليمة، في التحكم في كيفية استخدام التعليمات في الحمض النووي لصنع البروتينات. ولكن في الحالات التنكسية العصبية، يتراكم TDP-43 في كتل.

تشير الأبحاث الجديدة إلى أنه بعد إصابة الدماغ الرضحية، تؤدي بروتينات TDP-43 المعطلة إلى إصابة خلايا الدماغ وقتلها. وجد الفريق أن جزءًا من سبب خروج هذه البروتينات عن السيطرة قد يكون بسبب هروبها من النواة.

كانت هذه التغييرات الضارة في TDP-43 أكثر انتشارًا في العضيات المزروعة من خلايا الأشخاص المصابين بالتصلب الجانبي الضموري أو الخرف مقارنة بتلك الموجودة في المتبرعين الأصحاء.

 يشير هذا إلى أنه بسبب هذه الآلية، قد تكون إصابات الدماغ الرضحية خطيرة بشكل خاص لأولئك الذين لديهم بالفعل خطر وراثي للإصابة بالخرف.

بعد ذلك، ذهب الفريق للبحث عن طرق لمنع الإصابات أو عكسها. قال المؤلف الرئيسي جاستن إيشيدا، أستاذ مشارك في بيولوجيا الخلايا الجذعية والطب التجديدي بجامعة جنوب كاليفورنيا، في بيان: "لقد اختبرنا بعد ذلك كل جين في الجينوم البشري لنرى ما إذا كان بإمكاننا إنقاذ تلك الإصابة عن طريق قمع أي جين فردي".

وجدوا جينًا لبروتين على سطح الخلايا - KCNJ2 - والذي عند إيقاف تشغيله، يوفر الحماية من آثار إصابات الدماغ الرضحية. جرب الباحثون ذلك في عضياتهم وفي فئران المختبر، ووجدوا تأثيرات ثابتة.

قال إيشيدا في بيان آخر: "قد يقلل استهداف KCNJ2 من موت الخلايا العصبية بعد إصابة الدماغ الرضحية. 

يمكن أن يكون لهذا احتمالية إما كعلاج بعد الإصابة أو كعلاج وقائي للرياضيين وغيرهم المعرضين لخطر كبير للإصابة بإصابات الدماغ الرضحية."

ولكن مرة أخرى، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لنقل مثل هذا العلاج من العضيات إلى المرضى من البشر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خلایا الدماغ

إقرأ أيضاً:

تعرف إلى أول منصة في العالم تربط بين البشر والذكاء الاصطناعي

نشر موقع "إنترستنغ إنجينيرينغ" تقريرًا قال فيه إن تفاعلات الذكاء الاصطناعي أصبحت أسهل بكثير وأكثر إثارة للاهتمام الآن. فحتى الآن، كان الذكاء الاصطناعي محصورُا في حدود شات جي بي تي وجيميني، ولكن يبدو أن هناك ثورة في الآونة الأخيرة.

وأوضح الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، أنه تم إطلاق تطبيق بترفلايز- وهو عبارة عن شبكة تواصل اجتماعي تتيح للبشر والذكاء الاصطناعي إجراء تفاعلات قوية مع بعضهم البعض عبر المنشورات والتعليقات والرسائل المباشرة.

وأضاف الموقع أن التطبيق كان في وضع الاختبار التجريبي وهو متاح الآن للاستخدام العام والتحميل المجاني على منصات أندرويد وآي أو إس.

إنشاء شخصيات ذكاء اصطناعي مستقلة: استكشف نهج "بترفلايز" الفريد من نوعه
وأفاد الموقع أنه على الرغم من رواج تطبيقات مثل كراكتر إيه آي وريبليكا واكتسابها شعبية، إلا أن ما يفعله بترفلايز أكثر إثارة للاهتمام؛ فهو يسمح للشخص الذي يقوم بالتسجيل في المنصة بإنشاء شخصية ذكاء اصطناعي (تسمى أيضًا بترفلاي) يمكنها إنشاء صور والتفاعل مع حسابات أخرى بشكل مستقل.

وأضاف الموقع أنه يمكن للشخص إنشاء العديد من شخصيات البترفلاي؛ حيث لا يوجد حد أقصى لذلك. وصُممت هذه الشخصيات لتتفاعل وتتعايش مع الحسابات البشرية التي يمكنها أيضًا النشر على الخلاصة والتعليق.


وعلى الرغم من أن هذه الفكرة تبدو رائعة، إلا أن الذكاء الاصطناعي كان سيئ السمعة في الماضي لتوليد أشياء غريبة، مثل الصور الغريبة واللغة المتكررة. ومع ذلك، تدّعي هذه الشركة التقنية الناشئة أنها تستخدم مزيجًا من النماذج مفتوحة المصدر التي تم ضبطها بدقة وإضافة مجموعة واسعة من التنسيقات مثل مقاطع الفيديو على المدى الطويل. كما أن كل شخصية بترفلاي لها خلفياتها وآرائها ومشاعرها الخاصة.

وذكر الموقع أن فو تران، وهو مدير هندسة سابق في سناب قام بتصميم "بترفلايز"، لأنه شعر أن منتجات الذكاء الاصطناعي لم تعد مثيرة للاهتمام بالنسبة للمستهلكين، بخلاف الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقال فو لـ "تك كرانش": "مع الكثير من أشياء الذكاء الاصطناعي التوليدي التي بدأت في الظهور، ما تفعله هو التحدث إلى الذكاء الاصطناعي من خلال مربع نصي، ولا يوجد أي مضمون حوله".

وأضاف فو: "لقد فكرنا، حسنًا، ماذا لو وضعنا مربع النص في النهاية ثم حاولنا بناء المزيد من الشكل والمضمون حول الشخصيات والذكاء الاصطناعي نفسه".

وبين الموقع أن عشرات الآلاف من المستخدمين لديهم بالفعل إمكانية الوصول إلى النسخة التجريبية من بترفلايز. وكشف فو أن المستخدمين يقضون في المتوسط من ساعة إلى ثلاث ساعات في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي على التطبيق.

وتابع الموقع قائلًا إن تطبيق بترفلايز جاء بنسخة محدثة من كراكتر أيه آي، وهي شركة ناشئة شهيرة مدعومة من شركة 16زد للدردشة الآلية. ويتيح التطبيق للمستخدمين التفاعل مع خيارات الذكاء الاصطناعي القابلة للاستخدام.

من ناحية أخرى، يريد تطبيق بترفلايز السماح للمستخدمين بإنشاء شخصيات ذكاء اصطناعي والسماح للبشر والذكاء الاصطناعي بالتعايش مع بعضهم البعض. ومن أكثر ميزات التطبيق الفريدة أنه يتيح للمستخدمين إنشاء شخصية الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم في غضون ثوانٍ.

وقال الموقع إن كل ما يجب على الشخص فعله هو وصف الشخصية الخيالية بالتفصيل (من المثالي أن تكون من جملة إلى جملتين). كما يوفر بترفلايز أيضاً خيار "عشوائية" الشخصية، مما يسمح بتعيين نوع معين من شخصيات الذكاء الاصطناعي بشكل عشوائي.

واختتم الموقع تقريره مشيرًا إلى أنه يمكن لأي شخص يشترك في المنصة إنشاء حوالي 300 شخصية بترفلاي من خلال قضاء 5 ساعات على التطبيق يوميًا. ويتيح لتطبيق البترفلايز التفاعل مع المزيد من البترفلايز أو البشر. وإلى جانب الترفيه؛ يمكن للتطبيق أيضًا أن يكتسب شهرة واسعة لإعادة تعريف عصر التكنولوجيا.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

مقالات مشابهة

  • "حمى غرب النيل" تضرب وسط إسرائيل.. 4 وفيات وعشرات الإصابات
  • تقدّم علمي.. هذه الطريقة تمنع تلف خلايا الكبد!
  • دور الساعة البيولوجية في علاج السرطان.. دراسة تحسم الجدل
  • نوع من البذور يعزز صحة الدماغ والعين
  • 5 أطعمة لتعزيز الذاكرة والوقاية من مرض الزهايمر
  • مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
  • دراسة تكشف تأثير الصداقة القوية في المراهقة على صدمات الطفولة المبكرة
  • تعرف على أول منصة في العالم تربط بين البشر والذكاء الاصطناعي
  • تعرف إلى أول منصة في العالم تربط بين البشر والذكاء الاصطناعي
  • أحد أحدث التطورات في مجال علاج السرطان.. «التخصصي» ينجح في إنتاج أول خلايا تائية علاجية