ما أهداف زيارة عبد اللهيان لدمشق بعد استهداف القنصلية الإيرانية؟
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
تثير الزيارة التي يجريها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى سوريا، بعد أسبوع من الغارة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، التي أسفرت عن مقتل عدد من قادة "الحرس الثوري"؛ تساؤلات حول دلالتها وأهدافها وتوقيتها.
والاثنين، التقى وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان رئيس النظام السوري بشار الأسد في دمشق الاثنين، وشارك في افتتاح المبنى الجديد للقنصلية الإيرانية، بعد تعرض المبنى القديم لقصف من قبل الاحتلال.
وتوعد عبد اللهيان بالرد على الهجوم، وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن عبد اللهيان افتتح المبنى القنصلي الجديد في السفارة الإيرانية بمشاركة وزير خارجية النظام فيصل المقداد، مؤكدة أن الوزيرين تفقدا موقع الهجوم الإسرائيلي.
وقال عبد اللهيان خلال مؤتمر صحفي، إنه أجرى "مباحثات ومشاورات مهمة للغاية مع بشار الأسد وتطرقا إلى العلاقات الثنائية والمواضيع الإقليمية والدولية المهمة لا سيما قضية فلسطين وقصف القنصلية الإيرانية في دمشق".
وتابع الوزير الإيراني: "أقول من هنا من دمشق بصوت عالٍ إن الولايات المتحدة مسؤولة عن هذه الجريمة الإرهابية ضد القنصلية الإيرانية ويجب أن تتحمل مسؤوليتها، كما أن الكيان الصهيوني سيعاقب على جريمته"، معتبراً أن "عدم إدانة واشنطن والأوروبيين للهجوم يدل أن واشنطن منحت الضوء الأخضر لإسرائيل لارتكاب هذه الجريمة".
من جانبه، اعتبر المقداد أن الهجوم بـ"الانتهاك للقوانين الدولية ولجميع القيم التي قامت عليها البشرية"، وقال رداً على سؤال حول ما إذ كان النظام السوري سيرد على تدمير القنصلية الإيرانية على أراضيه؟: "سواء أعلنا أو لم نعلن عن كيفية مقاومتنا لهجمات الكيان الصهيوني وليس فقط على السفارة الإيرانية، نلاحظ أنه صعد هجماته علينا في الفترة الأخيرة، السؤال لماذا يصعدون عدوانهم، أقول قد تقوم بشيء ولا تعلن عنه وهذا هو سر الموقف السوري".
زيارة "رد اعتبار"
ويرى الباحث المختص بالشأن الإيراني، ضياء قدور، أن من بين أهداف زيارة عبد اللهيان إلى دمشق، إعادة الاعتبار في ظل حالة الغموض التي تُهيمن على ردود أفعال إيران على استهداف قنصليتها، وانتقامها المستقبلي "المزعوم"، لا سيما شكله وحجمه المتوقع.
ويعتبر في حديثه لـ"عربي21" أن الافتتاح المجدد السريع للقنصلية الإيرانية بـ"الرسالة الإيرانية الواضحة لـ"إسرائيل" والدول العربية، والتي مفادها أنه "لا يمكن إجبار إيران على تخفيض مجال نفوذها في سوريا تحت رافعة الضغوط العسكرية والأمنية هناك".
وقال قدور إن إيران تؤكد أنه رغم الضربة المعنوية المؤلمة التي تلقتها في سوريا من حيث التوقيت والموقع والحساسية، وبقيت بلا رد حتى الآن، إلا أن هذه التحركات لن تؤدي سوى إلى توقف مؤقت للنشاطات الإيرانية في سوريا، وأن إيران قادرة على ترميم قواعدها بسرعة واستبدال الشخصيات غير القابلة للتعويض، كما في حالة قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني.
وقبل يوم من وصول عبد اللهيان، أعلنت إيران عن استئناف العمل القنصلي في سفاراتها بدمشق، بعد توقفه إثر الغارة، وأكدت مصادر إيرانية أن "القسم القنصلي في سفارة إيران في سوريا استأنف أنشطته بعد توقف دام أربعة أيام".
تخادم الملفات
أما الخبير بالشأن الإيراني نبيل العتوم، فيشير إلى أن زيارة عبد اللهيان تأتي في إطار جولة إقليمية، آخرها العاصمة العُمانية مسقط، مضيفاً لـ"عربي21" أن "سلطنة عمان تقوم بدور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة".
وبهذا المعنى، يرى أن الهدف من الزيارة هو "تحويل التهديدات التي تتعرض لها إيران في سوريا إلى فرص"، معتبراً أن "إيران تركز أكثر على استراتيجية تخادم الملفات، بمعنى أنها قد تتطلع لتحقيق مكاسب متعلقة بملفها النووي وأموالها المجمدة، مقابل عدم الرد المباشر على استهداف قنصليتها، وخاصة أن ظروف طهران لا تساعدها على خوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل".
ترتيب أولويات المرحلة القادمة
في المقابل، يضع المستشار الدولي المقرب من إيران هادي دلول الزيارة في إطار ترتيب الدبلوماسيات للمرحلة القادمة، ويقول لـ"عربي21": "من المؤكد أن إيران وسوريا يحتاجان للتعاون الأمني في هذه المرحلة".
وتابع بالإشارة إلى اختلاف طريقة إدارة الأزمة والرد من قبل إيران عن طريقة الدول العربية "المتعجلة"، وذلك في إشارة إلى المنتقدين لإيران بسبب عدم الرد على استهداف السفارة والهجمات الأخرى التي استهدفت مصالح إيران في سوريا.
ولا زال الاحتلال يترقب الرد الإيراني، حيث توعد أكثر من مسؤول إيراني بالرد على استهداف القنصلية، وآخره يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني محذرا، قائلاً: إن "سفارات الكيان الصهيوني لم تعد آمنة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الزيارة الإيراني الاحتلال دمشق إيران الاحتلال زيارة دمشق المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القنصلیة الإیرانیة عبد اللهیان على استهداف فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الشرع يلتقي بوالدة صحفي أمريكي مغيب في سوريا منذ 2012.. ما قصته؟
استقبل قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، والدة الصحفي الأمريكي أوستن تايس المغيب في سوريا منذ عام 2012، وذلك بعد وصول الأخيرة إلى العاصمة دمشق قادمة من الولايات المتحدة.
وتهدف زيارة ديبرا تايس إلى دمشق لتكثيف جهود البحث عن ابنها الذي اختفى أثناء عمله على تقارير في سوريا كمراسل مستقبل لصحيفة "واشنطن بوست" وشركة "ماكلاتشي" للنشر.
وكان تايس من أوائل الصحفيين الأميركيين الذين وصلوا إلى سوريا بعد اندلاع الثورة السورية واستخدام النظام المخلوع القمع المفرط في مواجهة الاحتجاجات الشعبية عام 2011.
ونشرت وكالة الأنباء السورية "سانا" صورا تظهر الشرع خلال اجتماعه مع والدة الصحفي الأمريكي المغيب في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، مساء الأحد.
ونقلت وكالة "رويترز" عن والدة الصحفي الأمريكي، قولها في دمشق "أتوق إلى ضم أوستن بين ذراعي خلال وجودي هنا. سيكون ذلك أفضل شيء".
وتأمل ديبرا أن يقوم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بمتابعة قضية ابنها. وقالت "آمل في الحصول على بعض الإجابات. وبالطبع، لدينا حفل تنصيب يوم الاثنين، وأعتقد أن هذا يجب أن يحدث تغييرا كبيرا".
وأضافت "أعلم أن الرئيس ترامب مفاوض بارع، لذا لدي ثقة كبيرة فيه. لكن الآن لدينا شخص مجهول في هذا الجانب (السوري). من الصعب معرفة ما إذا كان أولئك الذين يتقلدون زمام الأمور الآن لديهم معلومات عن (ابني)".
وتعود قصة تايس إلى عام 2012، حينما قرر السفر إلى سوريا، للعمل كصحفي مستقل، لتغطية الثورة هناك، لصالح وكالات أنباء وصحف منها "واشنطن بوست" و"أسوشييتد برس" وغيرها.
لكن في 14 آب/ أغسطس من العام نفسه، استقل تايس سيارة من داريا بضواحي دمشق، للتوجه إلى لبنان، لكن حاجزا لنظام الأسد أوقفه هناك واختفى بعدها.
وعقب تلك الحادثة بخمسة أسابيع، ظهر في مقطع مصور لمدة 40 ثانية، وهو محتجز على يد مسلحين غير معروفين، وحمل المقطع عنوان "أوستن تايس على قيد الحياة".
وصرحت عائلته حينها بأنها لم تتلق أي معلومات عنه أو عن هوية محتجزيه أو أي مطالب لإطلاق سراحه، لكنها رجحت أنه لا يزال على قيد الحياة.
ومنذ ذلك الحين، ورغم تعاقب الرؤساء على البيت الأبيض، فإنه لم يعثر على أثر لتايس، وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها مليون دولار، لمين يدلي بمعلومات عن مكان احتجازه.