تقف القوى السياسية في لبنان على أطراف أصابعها في ظل أجواء متوترة للغاية، وتخوف من تفجر فتنة طائفية داخل البلاد، وسط الاتهامات المتبادلة بين حزب الله وحزب القوات اللبنانية حول المسؤول عن جريمة خطف وقتل القيادي في حزب القوات باسكال سليمان.

لبنان تعلن مقتل باسكال سليمان على يد خاطفيه.. تفاصيل رئيس دولة أوروبية يبحث مع لبنان حل أزمة الهجرة غير الشرعية.

. فيديو

ماذا جرى؟

تعرض باسكال سليمان للخطف، الأحد الماضي، بحسب ما أعلنه الجيش اللبناني وحزب القوات اللبنانية.أعلن الجيش اللبناني في بيان أن سليمان تم خطفه على يد عصابة سورية بهدف سرقة سيارته في جبيل، ونقلوا جثته إلى سوريا، وأوقفت مديرية المخابرات في الجيش معظم أعضاء العصابة.أعلن الجيش لاحقا، الثلاثاء، تسلم جثة سليمان من السلطات السورية، قائلا إنه سيُكشف عليها في المستشفى العسكري المركزي استكمالًا للتحقيقات، على أن تسلَّم إلى ذويه بعد ذلك.قال حزب القوات اللبنانية في بيان، الثلاثاء، إن التحقيق في جريمة قتل القيادي بالحزب باسكال سليمان يجب أن يكون واضحاً وشفافاً وعلنيّاً وصريحاً ودقيقاً بوقائعه وحيثياته، مشيرا إلى أنه حتى صدور نتائج هذا التحقيق، فإن الحزب سيعتبر الجريمة "اغتيالا سياسيا".

مشادات بين حزب القوات وحزب الله

بدا في التصريحات والبيانات الصادرة عن حزب الله وحزب القوات اللبنانية إِشارات لتحميل كل منهما للآخر المسؤولية عن الأوضاع الأمنية المتدهورة التي هيأت لجريمة اختطاف باسكال سليمان.وفي كلمة لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه، الإثنين، لتكريم القتلى الإيرانيين في قصف القنصلية الإيرانية في دمشق: "خُطف أمس (الأحد) شخص فخرج حزب القوات والكتائب والتلفزيونات الخبيثة، وقرروا أن حزب الله خطفه، وسمعنا كلاما يذكر بالحرب الأهلية، وخرج مناصروهم إلى الشوارع وسمعنا كلاما عن إخراج السلاح، على أساس أنهم أحزاب سياسية وديموقراطيون، بينما تحركهم الأحقاد الدفينة".

وخرج حزب القوات ببيان قال فيه إن مما أدى إلى عملية الاغتيال:

وجود حزب الله بحجة ما يسمى مقاومة أو حجج أخرين وهو وجود غير شرعي أدى لتعطيل دور الدولة، وأفسح المجال أمام عصابات السلاح والفلتان المسلح.الحدود السائبة التي حولها حزب الله إلى خط إستراتيجي بين طهران وبيروت حت عنوان وحدة الساحات؛ فألغى الحدود، ولم تقفل المعابر غير الشرعية وتُضبط المعابر الشرعية فستبقى هذه الحدود معبرا للجريمة."خصي" إدارات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية وغيرها من خلال منعها من العمل في مناطق معينة، أو في قضايا معينة، أو في أي أمر يتعلق بأي شخص ينتمي إلى محور الممانعة.أكد الحزب أنه ينتظر انتهاء التحقيق، ولكنه في الوقت نفسه دعا اللبنانيين "إلى مواصلة النضال سعيا إلى إنهاء مسببات الاغتيال والجرائم على أنواعها".

وردا على كلمة حسن نصر الله أورد حزب الكتائب على لسان النائب السابق إيلي كيروز بملاحظات، منها:

إن التحريض المتواصل وهذه المرة على القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية هو تَجنٍ مفضوح ومردود لأصحابه.إن مخاطبة المسيحيين لا تكون بالإصبع المرفوع للأمين العام والذي بدا في لغة الجسد متوتراً وخارجاً عن هدوئه المعهود.

ما التداعيات؟

في هذه الأجواء المتوترة يُخشى من أن تفجر حادثة مقتل سليمان تداعيات سريعة، لعل أبرزها:

تفاقم التوتر الطائفي: حيث تصاعد التوتر بين المسيحيين والمسلمين في لبنان بأن اعتبرها البعض استهدافًا للمجتمع المسيحي.فقدان الثقة في الدولة: فقد تسببت الجريمة في زعزعة الثقة بالمؤسسات الأمنية والقضائية، وازدادت المطالبات بإصلاحها.الضغط على الحكومة: تواجه السلطات ضغوطًا كبيرة بخروج احتجاجات شعبية وغيرها لكشف ملابسات الجريمة وإجراء تحقيق شفاف قبل تفجر فتنة داخلية لا تتحملها الأحوال الاقتصادية للبنان.إمكانية تأجيل الانتخابات: قد تؤدي الجريمة إلى تأجيل الانتخابات النيابية المقررة العام الجاري.ضخ الأموال: على المستوى الاقتصادي قد تُثني جريمة الخطف المستثمرين عن ضخ أموالهم في لبنان، كما قد تتأثر السياحة؛ مما يُفاقم الأزمة الاقتصادية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القوى السياسية في لبنان أجواء متوترة فتنة طائفية حزب الله القوات اللبنانية حزب القوات اللبنانیة باسکال سلیمان حزب الله

إقرأ أيضاً:

قماطي: لبناء إستراتيجية دفاعية وحزب الله مُنفتح سياسياً

أكد نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" الوزير السابق محمود قماطي، أن "الحزب سيمارس أقصى درجات التعاون والانفتاح سياسياً"، وقال: "نحن كنّا منفتحين، وما زلنا وسنبقى كذلك، لأننا نعتبر أن هذا الوطن بحاجة إلى التفاهم والحوار السياسي والتعاون بين كل الأطراف اللبنانيين للوصول إلى نتائج".     وتابع: "نقول إن كل الأمور خاضعة للحوار، ونحن حاضرون لنتحاور حولها، لنبني هذا البلد لبنان ما بعد العدوان الإسرائيلي، ولذلك سوف نأتي إلى الاستحقاق الرئاسي بكل تفاهم، وسيكون الثنائي الوطني اللبناني على موقف واحد في الاستحقاق الرئاسي وفي كل الاستحقاقات الأخرى لإنعاش وبناء هذا البلد".   كلام قماطي جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لثلة من شهداء "المقاومة الإسلامية" في بلدة الجية، في حضور مسؤول قطاع الجبل بلال داغر، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات البلدية والثقافية والاجتماعية، وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وفي كلمته، قال قماطي: "إذا كنّا شركاء حقيقيون في الوطن، علينا أن نبني استراتيجية دفاعية تدافع عن هذا الوطن، فالجيش وحده لا يستطيع أن يواجه العدو، وكُلنا يعلم ذلك، وليته يستطيع، فنحن لسنا ضد أن يكون قادراً على المواجهة وحده، ولذلك هناك شراكة ضرورية حتمية وطنية لا بُد منها بين المقاومة والجيش لندافع عن وطننا، وما حصل وما يحصل اليوم في كل المحيط حولنا، دليل على ذلك، ونحن لا نقبل أن يصبح لبنان في مهب الرياح الإقليمية والدولية".  

مقالات مشابهة

  • حجج باسيل وحزب الله برفض ترشيح عون استمرار لسياسة التعطيل؟
  • خروقات متواصلة.. الاحتلال يواصل أعمال التفجير والنسف في القرى الجنوبية اللبنانية
  • ‏مصادر طبية في غزة: مقتل 58 فلسطينيا وإصابة 86 آخرين في غارات إسرائيلية خلال الساعات الـ 24 الماضية
  • اعلام القوات: بعد خراب البصرة يطالبون السياديين بالتحرُّك
  • حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة
  • ‏مصادر فلسطينية: مقتل 11 فلسطينيا ليل أمس خلال غارات جوية إسرائيلية على منطقة تقع غرب مدينة خان يونس
  • أكرم القصاص: ما جرى في السابع من أكتوبر له تداعيات واسعة على الأوضاع في سوريا وإيران وحزب الله
  • ياسين استقبل طائرة كويتية محمّلة بمساعدات طبية جمعتها الجالية اللبنانية
  • قماطي: لبناء إستراتيجية دفاعية وحزب الله مُنفتح سياسياً
  • اسهم عون ترتفع… كيف سيكون موقف القوّات اللبنانية؟