سماحة مفتي عام المملكة يهنئ القيادة بعيد الفطر المبارك
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
فع سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أسمى عبارات التهنئة والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، سائلاً الله سبحانه أن يسدد خطاهما على طريق الخير ويمدهما بالعون والتوفيق.
وأشاد سماحته بما تحقق بفضل الله ثم بجهود القيادة الرشيدة في هذه البلاد المباركة وقال: "نحمد الله تعالى ونشكره على ما حققته بلادنا من تقدم وازدهار وما تنعم به من أمن وأمان واستقرار، وذلك بفضل من الله تعالى ثم بحكمة قيادتها الرشيدة وحرصها على أداء الأمانة، وتمسكها بعقيدة التوحيد وتعاليم الإسلام، كما نشكره تعالى ونحمده على اجتماع الكلمة ووحدة الرعية واصطفافها خلف قيادتها في ترابط وتلاحم ونبذ للفتن وسعي في كل ما من شأنه خدمة هذه البلاد المباركة وقيادتها على طريق العز والتمكين والريادة".
أخبار متعلقة جهود مباركة لمملكة الخير.. الوزراء يهنئون القيادة بمناسبة عيد الفطرحرس الحدود يقبض على 5 مخالفين لتهريب 44 كيلوجرامًا من مادة الحشيش بعسيروأضاف: "نشكر الله تعالى على نعمة الإسلام ونعمة الأمن والاطمئنان والاستقرار الذي تعيشه بلادنا، وذلك بفضل الله وتوفيقه ثم بتمسك قادة هذه البلاد بعقيدة التوحيد وتطبيق الشريعة وتعاليم الإسلام في جميع نواحي الحياة، وجميع أنظمة الحكم فيها، فلله الحمد والمنة على فضله وعطائه".العناية بالحرمين الشريفينوأشار إلى أن ما تواصله الحكومة الرشيدة والدولة المباركة من أسباب العز والسماحة والخير يتجلى في منجزاتها وحضورهاُ كافة، وذلك في كل ما تقوم به موفقة بإذن الله ومن شواهد ذلك العناية الفائقة بالحرمين الشريفين، ودعم سبل الخير والتبرع ومن ذلك ما وجه به -حفظه الله- وولي عهده الأمين من حملات الخير عبر منصة "إحسان" وما تبع ذلك مبادرة وتفاعل للخير يشهد به القاصي والداني ويستفيد منه المسلمون في العالم الإسلامي كافة.
ودعا الله تعالى للقيادة الرشيدة أن يكلل جهودها بالتوفيق المستمر، وأن يتم نعمه على هذه البلاد المباركة، وأن يحفظها من كل سوء وأن يديم على هذا الوطن نعمة الأمن والاستقرار, وأن يعيد هذه المناسبة المباركة على الجميع بالخير واليمن والمسرات وأن يتقبل صيام الجميع وقيامه.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس الرياض مفتي عام المملكة هيئة كبار العلماء خادم الحرمين الشريفين عيد الفطر ولي العهد هذه البلاد الله تعالى
إقرأ أيضاً:
بيان فضل العفو والتجاوز عن المعسر رغبة في الثواب
قالت دار الإفتاء المصرية إن مطالبة الإنسان بحقِّه في الشرع الشريف أمر مباح وليس بواجب، ما دام أن ذلك الحق المطلوب هو حقه الشخص وحده، لا يتعداه لغيره، مؤكدة أن الأصل أنه يطالب الإنسان بحقوقه.
بيان فضل العفووأوضحت الإفتاء أن أراد الإنسان العفو عن حقه والمسامحة فيه لتعسر المدين أو حاجته أو لرغبة فيما وراء العفو من الثواب والأجر، فإن ذلك من محاسن الأخلاق التي ندب الشرع إليها وحثَّ عليها؛ لما فيه من التآلف بين القلوب وتوطيد العلاقات الإنسانية بين الإنسان وأخيه.
وأضافت الإفتاء أنه تكاثرت الأدلة التي تحث على ذلك من القرآن الكريم والسنة المطهرة:
يقول الله تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 280]، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134].
قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (3/ 374، دار عالم الكتب): [﴿وَأَن تَصَدَّقُوا﴾.. ندب الله تعالى بهذه الألفاظ إلى الصدقة على المعسر، وجعل ذلك خيرًا من إنظاره] اهـ.
وقال أيضًا (4/ 207): [العفو عن الناس أجلُّ ضُرُوب فعل الخير؛ حيث يجوز للإنسان أن يعفو وحيث يتجه حقه] اهـ.
وقال الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب في "الهداية إلى بلوغ النهاية" (10/ 6320، ط. جامعة الشارقة): [ومعنى: ﴿فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ [الزمر: 18]، أي: يتبعون ما أمر الله به الأنبياء من طاعته؛ فيعملون به؛ أي: يستمعون العفو عن الظالم والعقوبة، فيتبعون العفو ويتركون العقوبة وإن كانت لهم.
وإنما نزل ذلك فيما وقع في القرآن في الإباحة فيفعلون الأفضل مما أبيح لهم؛ فيختارون العفو على القصاص والصبر على الانتقام اقتداء بقوله تعالى: ﴿وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمور﴾ [الشورى: 43]] اهـ.
وقال العلامة ابن رشد الجد في "المقدمات الممهدات" (3/ 425، ط. دار الغرب الإسلامي): [فأما في الدنيا: فالعفو والصفح عن الظالم أولى من الانتصار منه بأخذ الحقِّ منه في بدنه أو ماله؛ لقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 40]، وقوله: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134]، وقوله: ﴿وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ [الشورى: 43]، ولا يعارض هذا قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ﴾ [الشورى: 39]؛ لأن المدحة في ذلك وإن كانت متوجهة بهذه الآية لمن انتصر ممن بغي عليه بالحق الواجب ولم يتعد في انتصاره وكان مثابًا على ذلك لما فيه من الردع والزجر: فهو في العفو والصفح أعظم ثوابًا بدليل قوله بعد ذلك: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾] اهـ.
وقال الإمام القرافي في "الفروق" (4/ 293، ط. عالم الكتب): [الأحسن للمظلوم الصبر والعفو عن الظالم لقوله تعالى: ﴿وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ أي: من معزومها ومطلوبها عند الله تعالى.
وتابعت الإفتاء قائلة: فإن زاد في الإحسان على ذلك بأن دعا له بالإصلاح والخروج عن الظلم؛ فقد أحسن إلى نفسه بمثوبة العفو وتحصيل مكارم الأخلاق، وإلى الجاني بالتسبب إلى إصلاح صفاته، وإلى الناس كافة بالتسبب إلى كفايتهم شره] اهـ.
وأكملت: بل إنَّ المسامحة هنا وهي من المندوبات تفضل الواجب في هذه المسألة؛ وهو الإنظار إلى ميسرة لاستيفاء هذه الحقوق.