قضايا غريبة وقعت وأثارت الجدل تحول فيها القاتل إلى برئ، والجاني إلى مجني عليه، ألغاز كشفتها التحقيقات، وأزال عنها الستار دفوع المحامين في ساحات القضاء، اليوم السابع يقدم على مدار 30 حلقة خلال شهر رمضان المبارك، أبرز هذه القضايا ووقائعها المُثيرة.

 

-"الأم القاتلة"


لم يعد غريبًا على مسامعنا ، أن نقرأ خبرًا بالصحف أو نشاهد حلقة تليفزيونية ما، عن أم حاولت قتل أبنائها، قد يكون الأمر مثيرًا للدهشة والاشمئزاز، ولكنه أولاً وأخيرًا ليس جديدًا علينا، ولكن إبان عام 1983، كان الأمر صدمة بكافة المقاييس، فماذا فعلت ديان بأبنائها ؟ وما هي قصتها؟

ذهبت السيدة ديان إلى المستشفى بصحبة أبنائها الثلاثة، وهم في حالة مزرية ويحتضرون جراء إطلاق النار عليهم، وبسؤالها روت السيدة أنها وأثناء عودتها على الطريق من نزهة مع أبنائها، لمحت رجلاً يقف في منتصف الطريق ويلّوح لها بأن تقف.

فتوقفت بالسيارة لتعرف ما به، فقال لها أن تترك السيارة وتعطيه المفتاح وإلا قتل أبنائها، اختارت السيدة المجازفة وقذفت المفتاح بين الأشجار، فاغتاظ الرجل وأطلق الرصاص عليها هي وأبنائها ، فأصاب ظهرها بطلقة، وأصاب الأطفال بشكلٍ عشوائي، قادت بعدها السيدة سيارتها للمستشفى حتى تلحق صغارها بالعلاج المطلوب، وأدلت بمواصفات لرجل كثيف الشعر، وله ذقن ، ولكن لم يبلغ أحد في المدينة عن رجل بتلك المواصفات، بعد أن قام رجال الشرطة برسم صورته!

ذهب رجال الشرطة إلى موقع الحادث، كما أشارت إليه السيدة، ولكنهم لم يجدوا أي شخص بالمنطقة، ولفت أنظارهم عدة أشياء، فالسيارة التي كانت تقودها السيدة ، ليس بها أية آثار لإطلاق النيران على كرسي السائق ، فكيف أصابها بعدما ركبت سيارتها!

بالإضافة إلى شهادة أحد شهود العيان، الذي أدلى بمواصفات سيارة ديان، وقال أنها قد لفتت أنظاره نظرًا لأنها كانت تقود على سرعة منخفضة للغاية، وتلك ليست سرعة لسيدة ترغب في إنقاذ حياة صغارها، كما أضاف رجال الشرطة بأن السيدة ديان كانت هادئة الأعصاب للغاية على غير المعتاد في مثل هذه الظروف! فأية أم غيرها كانت ستملأ الدنيا صراخًا وعويلاً، وأبنائها يحتضرون بغرف العمليات، كما أنها تلقت خبر وفاة أحد أبنائها، بابتسامة خفيفة للغاية !

ولهذا تشكك رجال الشرطة، في قواها العقلية، أو في روايتها بوجه عام ، وشاء القدر أن تستفيق ابتنها الكبرى، ذات السبع سنوات من الغيبوبة عقب أسبوع من الحادث، لتجيب عن أول سؤال للمحققين، بإجابة صادمة، وهي أن أمها هي من أطلقت النيران عليهم هي وإخوتها .

وجهت الشرطة لديان تهمة القتل والشروع في القتل ، وبدأ رجال التحقيقات في جمع الأدلة لإدانتها، أمام المحكمة، وهنا كانت صدمتهم ، فقد عاشت ديان طفولة غريبة بعض الشيء، وكانت هي الأبنة الوحيدة لأبوين متدينان، ولكنهما كانا أيضًا متشددان للغاية، حتى أن ديان كان مفروض عليها قيود صارمة، لدرجة أنها كانت تتعرض للسخرية في المدرسة بسبب هيئتها وملابسها الغريبة، عن المجتمع الذي تعيش به .

وعقب دخولها المدرسة الثانوية، ألحقها والدها بكلية دينية، ولكنها كانت فرصتها لإفراغ رغباتها المكبوتة، فأقامت العديد من العلاقات مع الشبان، حتى تم فصلها من المدرسة، وعادت إلى منزل أهلها مرة أخرى، ولكنها كانت قد صارت أكثر تمردًا .

وتزوجت بعد ذلك من حبيبها ستيف داونز، بعد أن فرت من منزل أهلها وأنجبت منه طفلان ، وقد كان ستيف حبيبها منذ المدرسة ، ولكن سرعان ما دبت الخلافات بينهما، وقد ألقت ديان على ستيف باللوم بشأن فشل زواجهما، لكنه كشف بأن ديان كانت متعددة العلاقات، وخانته أكثر من مرة حتى أن طفلها الأخير ، كان من رجل آخر ولكنه سامحها، ووافق على أن يُكتب الطفل باسمه.

بحلول عام 1982، حصلت ديان على وظيفة في هيئة البريد، وهناك قابلت روبرت، زميلها الذي وقعت في غرامه، وأقامت معه علاقة وتعلقت به كثيرًا ، وخلال هذا الوقت حصلت ديان على الطلاق، واتجهت لروبرت تحثه على تطليق زوجته أيضًا ليتزوجها هي، ولكنه رفض ذلك لأنها لديها ثلاثة أطفال.

ظلت ديان تلاحقه وهو مصر على الرفض، فطلبت نقلها إلى مسقط رأسها، وأخذت أبنائها الثلاثة لتعيش معهم إلى جوار والديها، ورغم ذلك ظلت تلاحق روبرت بالرسائل الغرامية، ولكنها أدركت أنه لا يريد أبنائها الثلاثة، فقررت الخلاص منهم ، حتى يخلُ لها العيش مع حبيبها!

وبتجميع الأدلة ، توصلت الشرطة إلى خطة ديان في التخلص من أبنائها، وبسؤال روبرت أقر بأنه لم يكن ليتزوجها في جميع الأحوال، حتى وإن لم يكن لديها أطفال، وكشف رجال الشرطة عن خطة ديان، حيث تحججت بزيارة صديقتها مع الأطفال، وسلكت طريقًا نائيًا بحجة أن يروا الطبيعة، ثم توقفت وأطلقت عليهم النار بدم بارد، وقادت سيارتها للمستشفى ببطء شديد حتى تضمن وفاتهم جميعًا، ولكن شاء القدر أن تستفيق ابنتها الكبرى لتروي ما حدث تفصيلاً.

أغلقت القضية، وتم حسمها تمامًا مع شهادة ابنتها الكبرى، وتم الحكم عليها بالسجن المؤبد، ولكنها هربت عقب عشرة أعوام، وتم إعادتها إلى السجن مرة أخرى عقب عشرة أيام من هروبها ، وبذلك أغلقت القضية وتم حسم الجاني .







المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: غرائب القضايا اغرب القضايا اخبار الحوادث رجال الشرطة

إقرأ أيضاً:

في عيد الشرطة الـ 73.. الفريق أول عبد المجيد صقر يهدي وزير الداخلية درع القوات المسلحة

استقبل اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد خليفة رئيس أركان القوات المسلحة، ووفد من كبار قادة القوات المسلحة لتقديم التهنئة، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 73 لعيد الشرطة.

من جانبه أكد الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، في مستهل كلمته أن بطولات رجال الشرطة فى معركة الإسماعيلية الخالدة تُعد نموذجا للتضحية والفداء وتوضح عزيمة وصلابة رجال الشرطة فى مرحلة فارقة من النضال الوطنى وتعكس تلاحم الشعب المصري مع شرطته دفاعا عن أمن الوطن والمواطنين، مشيرا إلى أن بطولات الشرطة عبر العصور شاهدة على نبل البطولة وشرف الصمود معربا عن تقديره للتضحيات المتواصلة التي يقدمها رجال الشرطة فى مواجهة الإرهاب ومكافحة شتى أنواع الجرائم وأي محاولة للمساس بأمن الوطن واستقراره.

وأشاد وزير الداخلية، بدور القوات المسلحة الباسلة فى دعم الأمن والاستقرار بكافة ربوع البلاد وهو ما ساهم فى دفع عجلة التنمية والبناء والتطوير التى تشهدها مصر، مؤكدًا على عمق الروابط والتعاون الوثيق بين رجال الشرطة وأشقائهم بالقوات المسلحة باعتبارهما جناح الأمن والاستقرار للأمة المصرية، مشيرا إلى أن التاريخ سيظل يخلد الجهود والتضحيات التى يقدمها رجال الشرطة والجيش لتحقيق أمن الوطن وتطلعات الشعب المصرى العظيم.

وفى ختام اللقاء أهدى الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي، اللواء محمود توفيق وزير الداخلية درع القوات المسلحة، كما قدم وزير الداخلية درع هيئة الشرطة للقائد العام للقوات المسلحة وكذا رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

اقرأ أيضاًوزير الداخلية يستقبل الفريق أول عبد المجيد صقر ورئيس الأركان للتهنئة بعيد الشرطة

«النائب العام» يشهد تكريم المتدربين من أعضاء النيابة العامة الليبية وبعض دول إفريقيا

مقالات مشابهة

  • أمريكا.. عطلت أجهزة الإنذار وأشعلت النار في أطفالها الثلاثة
  • بمناسبة عيد الشرطة.. وزير الداخلية يستقبل وفدًا من القوات المسلحة
  • في عيد الشرطة الـ 73.. الفريق أول عبد المجيد صقر يهدي وزير الداخلية درع القوات المسلحة
  • هدايا تذكارية من قطاع الأحوال المدنية للمواطنين بمناسبة عيد الشرطة
  • لقاء أمني مغربي إسباني ألماني يستعرض تأمين مونديال 2030
  • إتفاق مغربي إسباني ألماني بمدريد للتعاون المشترك لتأمين مونديال 2030
  • عيد الشرطة.. لماذا 25 يناير؟
  • الكاميرا ترصد جريمة في مصر.. تخلصت من رضيعتها في المنور
  • أمين الفتوى: السيدة زينب كانت صورة حية للصبر على البلاء
  • مفتش شرطة بالعيون يضطر لاستخدام سلاحه لتوقيف شخص هدد الأمن العام