بوابة الوفد:
2024-10-03@07:34:09 GMT

لا تحدثوا ضجيجاً فالعرب نائمون

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

حددت إسرائيل موعد اجتياح جيش الاحتلال برياً لرفح، واحتفظت بتوقيته سراً دون الإعلان عنه وفقاً لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الاثنين الماضى، بهدف تدمير الملجأ الأخير للفلسطينيين النازحين إلى الجنوب، دون الالتفات إلى مباحثات السلام الدائرة الآن لرأب الصراع والوصول إلى حلول جذرية فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى.


المخاوف باتت تتجه إلى تنفيذ إسرائيل للاجتياح الدموى خلال عيد الفطر المبارك، مستغلة فى ذلك انشغال المسلمين والعرب فى الاحتفالات التى تقام من المحيط إلى الخليج بهذه المناسبة.
إذا استغلت إسرائيل الأعياد، وانشغال العرب والمسلمين فى التهام الكعك والبسكويت، عبر عملية مباغتة وفقاً لسياستها فى التفاوض على أرض الواقع لتحقيق أكبر المكاسب، فإن الأمر سوف يتحول إلى كارثة إنسانية بكل المقاييس وإلى تسونامى بشرى لم يشهد له العالم مثيلاً من قبل.
الاجتياح سيكون أمراً شديد الخطورة وسوف يسفر عن سقوط آلاف الشهداء من الفلسطينيين الذين سبق أن تم إجبارهم على النزوح من شمال غزة وخان يونس إلى رفح، ما يعرض 1,4 مليون فلسطينى إلى الموت فى مجازر ومحارق اليهود.
مجلس الأمن الدولى فشل فى تنفيذ قراره بوقف الحرب خلال شهر رمضان، واليوم انتهت فاعلية القرار بانتهاء مدته المطلقة دون تحديد موعد محدد للتنفيذ، وبالتالى سوف يفشل كذلك فى وقف الاجتياح البرى الذى يتوقع حدوثه فى أى وقت.
الولايات المتحدة الأمريكية ستبقى الداعم الأول لتل أبيب، ولن تتخلى عنها أبدا مهما كانت الظروف، والذين لا يعرفون طبيعة العلاقات بين الدولتين، نقول لهم إنها علاقات راسخة واستراتيجية منذ تأسيس دولة الاحتلال عام 1948، وهى قائمة على الدعم الأمريكى عسكرياً ومالياً وسياسياً.
أما التوتر الذى يقال إنه موجود حالياً فإنه بين حكومتين بسبب تأثير سلوك حكومة الاحتلال على إدارة بايدن فى فترة حرجة وحساسة قبيل الانتخابات الأمريكية، آملة فى تحسين موقف بايدن أمام منافسه ترامب، ومحاولة كسب المزيد من أصوات الناخبين الأمريكيين، خاصة أولئك الذين يرفضون حرب الإبادة التى تتعرض لها غزة من قبل الجيش الإسرائيلى.
باختصار.. رفح تحولت إلى صندوق للموت ومصيدة لإنهاء القضية الفلسطينية، وجيش الاحتلال يعمل وفق خطط محكمة موضوعة مسبقاً تحت إشراف أمريكى مباشر ودعم أوروبى وتواطؤ عربى.
ونخشى أن يأتى اليوم الذى لا يستطيع فيه العرب رفع رؤوسهم من تحت الرمال خشية مواجهة الحقيقة المؤلمة، فإغلاق ملف القضية الفلسطينية للأبد يأتى تنفيذاً لانطلاق الحلم اليهودى بالوطن الأكبر، وبداية حقيقية للقضاء على إسلامنا وعروبتنا.
تبقى كلمة.. تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بتحديد الموعد النهائى لاجتياح رفح برياً يأتى هذه المرة ليس كسابقه، ويجب ألا نتعامل معه على أنه قذائف فى الهواء لبث الرعب فى قلوبنا وتسليم الأشقاء فى غزة بنهاية المصير.
ولكنه حقيقة مؤلمة وسوف يحاسب الجميع على الفاتورة، ولن يتغافل التاريخ عن حكاية أمة قوامها 486 مليون عربى فرطت فى أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين، وسلمت مفاتيح بيت المقدس للذئب اليهودى ليكتب على أبواب القدس: تسلم مفاتيحها الفاروق عمر بن الخطاب عام 16 هجرية، وسلمها أحفاده من الحكام العرب لليهود بعد 1429 عاماً فى عام 1445 هجرية.. لا تحدثوا ضجيجاً فالعرب نائمون.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار إسرائيل اجتياح جيش الاحتلال وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو

إقرأ أيضاً:

وطنك لا يخذلك

قبل أن يغادر الأطالسة منطقتنا إلى مواجهات أكثر أهمية بالنسبة لهم، فى شرق أوروبا حيث روسيا وجنوب شرق آسيا حيث الصين وكوريا الشمالية، ها هم يدعمون إسرائيل بقوة من أجل إحداث تغييرات استراتيجية عميقة، تبقى لإسرائيل وجودها، وتمنحها ليست القدرة فقط وإنما الهيمنة.
اختفى إسماعيل هنية، واختفى حسن نصر الله، واختفت معهما قيادات وكوادر سياسية وعسكرية، وقبلهما اختفت دول وجيوش عربية، كانت تضع المواجهة مع إسرائيل عنوانا أبديا لها.
تصر إسرائيل على شرق أوسط جديد، وكانت تتوهم خلو الساحة من القوى العربية والإسلامية التقليدية، وهى مصر وسوريا والسعودية والعراق وإيران، وقوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والقوى الداعمة لها والممولة أيضا.
ونجحت إسرائيل عبر الأطالسة، فى هدم العراق جيشا ودولة، وقوضته وأزكت فيه نار الطائفية. كما نجحت فى تقويض أركان سوريا سياسيا وعسكريا، وأصبحت سيادتها منتهكة يوميا.
ولا تكشف الهجمات المميتة على حزب الله فى لبنان، خللا أمنيا فحسب، وإنما تكشف خللا بنويا وتحديا وجوديا للحزب، الذى حصد نتائج تدخلاته فى الأزمة السورية الداخلية تارة، وتبعيته الهيكلية والسياسية لإيران.
ولا يمكن استدعاء البعد المذهبى وإلقاء التبعية على فصيل وحده دون الآخر.. فكما ظهرت ميليشيات شيعية، كانت هناك ميليشيات سنية استخدمت لهدم الدول السنية نفسها، وأكبرها كان تنظيم «داعش» الإرهابى الذى لم يوجه رصاصة واحدة نحو إسرائيل، وراح يحارب بالوكالة عنها. 
وتبقى مصر ثابتة فى محيطها الإقليمي، هى والجارة الشقيقة السعودية، التى تعرضت هى الأخرى قبل سنوات لابتزاز أمريكى غربى، كان هدفه نهب خيراتها.
وعندما وقف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قبل أيام، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأمسك بخريطتين ادعى أن إحداهما هى خريطة الخير والأخرى خريطة الشر، أظنه كان يسعى مجددا كما سعى دوما لوضع القوى السنية فى المنطقة فى مواجهة القوى الشيعية، واستدعاء البعد الطائفى فى معركته الشخصية مع إيران.
لكن قادة المنطقة أذكى من ذلك، خصوصا أن رجع الأنين من الغطرسة الإسرائيلية لا يزال يسمع فى غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن والعراق.
تبقى كلمة وهى التمسك بالأوطان، والتماسك فى مواجهة القوى الاستعمارية.
فهذة القوى قد تأتى على ظهر بارجة حربية أو حاملة طائرات، وقد تأتى عبر أموال ضخمة تشترى السياسيين والمثقفين والإعلاميين، وقد تأتى عبر جهات مدنية أو قنوات فضائية تشتت الأفكار، وتؤلب المجتمعات على نفسها.
وأضم صوتى إلى صوت فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق فى بيانه الذى طالب فيه بالالتفاف حول الرئيس ومؤسسات الدولة فى هذة الفترة الحرجة، وحسن الولاء للوطن.. فوطنك لا يخذلك.

مقالات مشابهة

  • مركز الدراسات الإستراتيجية: إيران تُزايد على العرب في دعم القضية الفلسطينية
  • ضرب مواقع نووية أو مصالح استراتيجية.. ملامح الرد الإسرائيلى على إيران
  • الخارجية التركية تدين الهجوم الإسرائيلى البرى على لبنان
  • خبير استراتيجي: إسرائيل تريد استعادة الردع الذي فقدته بالهجوم على لبنان
  • خبير بمركز الأهرام: إسرائيل تسعى لاستعادة الردع الذي فقدته بالهجوم على لبنان
  • وزير الخارجية لـ«البوابة نيوز»: التصعيد الإسرائيلى في لبنان انتهاك صارخ لسيادة دولة عربية شقيقة
  • تقرير بريطانى: الغزو البرى الإسرائيلى للبنان أمر لا مفر منه
  • وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى فى حوار مع «البوابة نيوز»: مصر تدين التصعيد الإسرائيلى وتدعو لاحترام سيادة لبنان.. وهدفنا الأساسى منع انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية
  • وطنك لا يخذلك
  • «المحامين العرب» يطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإيقاف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان