بوابة الوفد:
2024-11-24@17:58:58 GMT

تجليات عيد الفطر

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

يأتى شهر رمضان، وتأتى معه السعادة، ويغمرنا الفرح بوجوده، ويأبى هذا الشهر الكريم أن يتركنا دون أن يكمل أيامنا بسعادة، فيأتى عيد الفطر ليجعلنا نحمد الله على كل النعم كمكافأة جميلة بعد جهد الصيام والطاعات، وتأتى معه فرحة تشمل جميع المسلمين فى كل أنحاء العالم.
احتفل المسلمون بأول عيد فطر فى الإسلام فى السنة الثانية للهجرة بعد صيام أول رمضان فى تلك السنة.


ويتميز عيد الفطر بإغناء الفقراء عن السؤال بدفع زكاة الفطر الواجبة على كل فرد مسلم لديه قوت يوم وليلة فى ليلة العيد، وتؤدى قبل صلاة العيد.
والعيد هو كل يوم فيه جمع، وأصل الكلمة من عاد يعود، وسمى العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد.
وعيد الفطر سمى كذلك لأن المسلمين يفطرون فيه بعد صيام شهر رمضان. وكان أصحاب رسول الله إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك، وقد جرت العادة فى كثير من الدول العربية بالتهئنة بقول: عيدكم مبارك، أو كل عام وأنتم بخير.
فى العيد تتجلى الكثير من معانى الإسلام الاجتماعية والإنسانية، فيه تتقارب القلوب على الود، ويجتمع الناس بعد افتراق، ويتصافون بعد كدر، وفى العيد تذكير بحق الضعفاء فى المجتمع الإسلامى حتى تشمل الفرحة بالعيد كل بيت، وتعم النعمة كل أسرة، وهذا هو الهدف من تشريع «صدقة الفطر» فى عيد الفطر.
ويتحقق فى العيد البعد الروحى للدين الإسلامى، ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعاً يشاركون فى تحقيق هذه المعانى واستشعار آثارها المباركة ومعايشة أحداث العيد كلما دار الزمن وتجدد العيد.
يأتى العيد على المسلمين بعد طاعة، فعيد الفطر يحل علينا بعد شهر رمضان، وهو شهر الطاعة والعبادة، ويتزود المؤمن فيه لعام كامل، فهو بمثابة محطة تعبئة إيمانية، يرمم بها المؤمن نفسه، ويعيد حساباته لعام ماضٍ، فيستغفر عن الذنوب، ويعدل عاداته السيئة.
فى العيد تتجلى جميع معانى الإنسانية والعطاء، ويغدق الأغنياء من مالهم للفقراء، فيشيع الفرح فى قلوبهم، وتسمو روح مشاعر الرحمة والإخاء فى النفوس، فللعيد أبعاد نفسية، وأبعاد دينية، وأبعاد اقتصادية أيضاً، فمن أبعاده النفسية الجميلة أن الهموم والأحزان يتم نسيانها فى العيد، كما يتجاوز الناس جميع ما يعكر صفو حياتهم فيه، وينسونه ولو فترة قصيرة، أما أبعاده الدينية، ففى إظهار الفرح فى العيد أجر وثواب عظيم من الله تعالى، أما أبعاده الاقتصادية، فتتمثل بما يقدمه المقتدرون للمحتاجين كعيدية وزكاة للفرح بها فى نهار العيد.
كى يشعر المرء بفرحة العيد، عليه أن يقيم العبادات التى تسبقه على أكمل وجه، فلذة العيد تأتى بعد التعب والمشقة التى تتركها العبادة فى النفس، ما يعزز من سمو الروح، ويجعل للعيد معنى أكبر وأعمق، ويجعل لتبادل التهنئة فيه ما يشعل فى النفس الفرح الغامر بأنها أدت ما عليها من واجب تجاه خالقها العظيم.
تقام فى العيد الكثير من الطقوس الاحتفالية الرائعة، التى تبدأ قبل قدومه كذلك، وذلك بالتحضير له بشراء الملابس، وتجهيز الحلويات وتحضير العيديات التى ستقدم للصغار وللأمهات والآباء، فالعيد فرصة رائعة لصلة الرحم، وزيادة الترابط الأسرى، واجتماع العائلة الممتد، والصغيرة فى بيت العائلة الكبير، وفرصة رائعة للخروج فى نزهات جماعية لكسر الروتين، وتعميق معانى الحب.
سامح من أساء إليك فى العيد، لكى تكتمل البهجة والفرحة فى أيام العيد، وتخلص من الأشياء التى تفسد الحياة خلالها، وانشر المصافحة والعفو والتسامح بينك وبين من أساءوا إليك فى الماضى القريب أو البعيد حتى تجد البهجة والسعادة فى أيام العيد وما بعدها، فإن هذه البهجة والفرحة عزيزة، وفى أيام قليلة فى العيد، لذلك اغتنم هذه الفرصة وابعد عن كل ما يعكر صفو هذه الأيام السعيدة الرائعة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن شهر رمضان جميع المسلمين الإسلام عید الفطر فى العید

إقرأ أيضاً:

إلى من يهمه الأمر

فى تعليقه على ندوة «تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأى العام الشبابى» التى عقدت بالمؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ، أكتوبر ٢٠١٦ قال الرئيس عبدالفتاح السيسى عن رسولنا الكريم «إن المرء ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً» مناشداً الإعلاميين تحرى الصدق فيما يكتبون أو ينشرون أو يذيعون وأعتقد أن الرئيس أصاب كبد الحقيقة التى نعانى منها جميعاً حتى كصحفيين وإعلاميين تربينا على مبادئ عريقة نعانى جميعاً من الدخلاء على المهنة نعانى جميعاً من المواقع الإلكترونية التى لا ضابط لها ولا رابط نعانى جميعاً من ماسورة القنوات الفضائية التى انفجرت فى وجه المجتمع وكانت سبباً رئيسياً فيما آل اليه أمر مجتمعنا الآن.. يا سادة وكما أكد أستاذنا ومعلمنا ونقيبنا وشيخ الصحفيين مكرم محمد أحمد رحمه الله عليه فإننا كصحفيين لنا ميثاق شرف صحفى أقسمنا جميعاً على احترامه ولدينا نقابة تحاسبنا اذا اخطأنا اما يا سادة المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية الممولة واللجان الإلكترونية فهى من لا ضابط ولا رابط ولا نعرف انتماءاتها ومن يوجهها وإن كان المحتوى خير دليل على توجه كل موقع وكل فضائية.

مقالات مشابهة

  • أيام معدودات.. موعد شهر رمضان المبارك 2025
  • الفنون الشعبية بنجران تجسد مفهوم الفرح في المناسبات
  • لوحات البوخاري.. تجليات تراثية وسرديات بصرية
  • رمضان عبد المعز: اللجوء إلى الله ضرورة في المحنة والشدة
  • موعد شهر رمضان 2025 في مصر
  • إلى من يهمه الأمر
  • بوب ديلان يشيد بنيك كيف وفرقة The Bad Seeds.. "الوقت الآن للفرح"
  • لهذا السبب.. حمادة هلال يتربع على عرش التريند
  • دراسة تكشف عن نوع من الفطر قد يبطئ نمو الأورام السرطانية
  • بالناس المسرة| «المجد لله في الأعالي» تُستخدم لخلق جو من الفرح والتأمل في حدث الميلاد