لا تزال كلماتى موجهة فى هذه الأسطر إلى وزارتى «التربية والتعليم» و«التعليم العالى» حول قصة الشاب الصغير إسلام، وكل من هم أمثاله وفى حالته المرضية القاسية من الإصابة بمرض السرطان، وللتذكير إسلام تم اكتشاف إصابته بسرطان فى المخ متأخراً وفى المرحلة الرابعة، رغم ذلك أصر بدعم من أسرته خلال فترة علاجه الصعبة التى تتواصل للآن على اجتياز امتحان الثانوية العامة بمجموع تسعة وسبعين فى المائة، ودعماً له ولمنحه الأمل، منحه مستشفى السرطان منحة دراسية هو وعدد آخر من أمثاله المرضى لدخول الجامعة، فالتحق بكلية حاسبات ومعلومات 6 أكتوبر.
دخل إسلام امتحانات العام الأول للكلية فى لجنة عادية، ورفضت الكلية ومن فوقها وزارة التعليم العالى عمل لجنة خاصة له مراعاة لحالته المرضية، فكان بديهى أن ينجح بصعوبة، طالب ذو رؤية مزدوجة، وآلام بشعة بالرأس، وضعف فى السمع، وعدم توازن، ومشاكل فى الكلى والتهابات فى البول، ومشاكل فى الأعصاب الطرفية وتحت العلاج الكيماوى الذى يفتت الجسم من الألم، ومركب له صمام بالمخ له خرطوم من الجنب لشفط المياه الزائدة بالمخ، بديهى ألا تكون كفاءته كطالب عادى مهما اجتهد وذاكر، ومهما بذل من جهد للإجابة عن أسئلة الامتحانات فى نفس التوقيت الممنوح للطلاب العاديين، لذا لم يتمكن من الحصول على تقدير جيد، وهو التقدير المطلوب لاستمرار المنحة الدراسية من المستشفى.
وللأسف كانت نتيجته فى السنة الأولى السبب فى إلغاء المنحة، حيث رسب فى مادتين، وقام بأداء امتحانهما فى الصيف ونجح، لكن نجاحه لم يشفع له للاحتفاظ بالمنحة، فتحملت الأسرة نفقات الكلية الخاصة، وفى الواقع السبب الحقيقى فى فقده للمنحة هو عدم التماس الرحمة لحالته، ورفض الجامعة ووزارة التعليم العالى كل طلبات أسرته المدعومة بالتقارير الطبية لعقد لجنة خاصة له مراعاة لظروفه الصحية، وهكذا اضطرت الأسرة التى غيرت كل حياتها وانتقلت من المنصورة إلى القاهرة من أجل علاجه فى مستشفى السرطان، اضطرت إلى أن تتكفل بمصاريف الكلية لتضاف على كاهلها أعباء أخرى جديدة لا قدرة لها على مواجهتها.
انتقل إلى السنة الثانية بالكلية، ودخل امتحانات الترم لهذا العام، ولأن حالته الصحية لم يبارحها السوء، ولم يخف عنها الألم، ومع رفض الكلية أيضاً عمل لجنة خاصة له، نام إسلام بالقرب من لجنة الامتحان من شدة الألم والتعب، وفاته امتحان إحدى المواد، وعاد لبيته باكياً مدمراً، لا يعرف ماذا يقول لأمه وأبيه اللذين ينتظران أى خبر مفرح لابنهما يهدئ من روعه وروعهما، ويطمئن قلوبهما بأن الدنيا لا تزل بخير وأن القادم أفضل، فإذا بإسلام يصاب بانهيار نفسى لتتعقد حالته الصحية، لأنه نام أمام اللجنة، ولم ينتبه أحد زملائه لغيابه عن الامتحان أو حتى يوقظه لدخول اللجنة، بديهى فى يوم الامتحانات الكل مشغول بنفسه.
الآن إسلام وصل إلى حالة صحية خطيرة، رفض معها الطبيب إعطاءه الجرعات الكيميائية، وقال إن جسده بلغ إلى مرحلة من الضعف والألم لا يمكنه معها تحمل المزيد من الجرعات، والكلية تطلب تقارير طبية متواصلة فى كل غياب له عن حضور المحاضرات أو السكاشن أو تعثر فى أداء امتحان مادة، رغم أنه مسجل لديها مريض سرطان، وحالته واضحة، وكثيراً ما تحدث له مضاعفات فى ليلة المحاضرات أو الامتحان، فلا يتمكن من الذهاب للكلية، وبدلاً من أن تراعى الكلية حالته وتعفيه من نسبة حضور المحاضرات، وتسمح له بأداء الامتحان فى يوم آخر، ترفض وتتمسك بالتقرير الطبى أولًا، وتضيع عليه فرصة تعويض امتحان المادة.
ما يذهلنى فى قصة إسلام عدم الرحمة من الكلية ومن وزارة التعليم العالى التى من المؤكد أن الكلية تنفذ أوامرها بعدم عمل لجان خاصة لمن هم فى مثل حالة إسلام الصحية، وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فكرية أحمد الشاب الصغير التعلیم العالى
إقرأ أيضاً:
تدشين دورات “طوفان الأقصى” لكوادر والطلاب الكلية الأكاديمية الحديثة في البيضاء
الثورة نت| محمد المشخر
دشنت الكلية الأكاديمية الحديثة للعلوم التطبيقية والتقنية بمحافظة البيضاء اليوم، بالتنسيق مع ملتقى الطالب الجامعي الدورات التدريبية العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى “ضمن التعبئة العامة.
وفي التدشين، أكد وكيل وزارة الإدارة والتنمية المحلية أحمد الشوتري، أن المرحلة الراهنة تتطلب تعزيز الجهود في التحشيد والاهتمام بتدريب وتأهيل الكوادر والطلاب ليكونوا على أتم الاستعداد والجهوزية لأي مواجهة ضد أعداء الأمة أمريكا و”إسرائيل”.
ولفت إلى أن تدشين دورات “طوفان الأقصى” يأتي في إطار تعزيز الجهوزية والتأكيد على الاستعداد لتنفيذ أي مهام تطلب منهم ضمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس “التي يخوضها اليمن نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وتطرق، إلى مواقف اليمن مع الأشقاء في فلسطين بفضل القيادة الثورية الحكيمة المؤيدة والداعمة للمستضعفين والمظلومين في قطاع غزة.
وأكد الوكيل الشوتري، دور الجميع في التوعية بأهمية الدورات العسكرية المفتوحة للاستعداد لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
نوه وكيل المحافظة ناصر علي الريامي، بأهمية الدورة في اكتساب الخبرات العسكرية الأولية والجهادية التي سيستفاد منها في الحاضر والمستقبل.
ولفت الى ما تمثله دورات “طوفان الأقصى” من أهمية في مسار التدريب والتأهيل للاستعداد للمعركة الكبرى من أجل تحرير فلسطين.
وأكد، الحرص على حمل الثقافة الجهادية في إطار إعداد العدة لمواجهة العدو الأمريكي والصهيوني.
بدورهما، أشار عضو هيئة التدريس بجامعة البيضاء الدكتور عزام عبدالمحسن، ومسؤول شؤون الطلاب في الكلية الأكاديمية بالمحافظة عبدالله النجار، إلى أهمية مشاركة كوادر الكلية الأكاديمية الحديثة للعلوم التطبيقية والتقنية بمدينة البيضاء في الدورات العسكرية المفتوحة استعداداً للمواجهة المباشرة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني في إطار الاستعداد للخيارات وقرارات القيادة لمواجهة الأعداء وخوض معركة “الجهاد المقدس والفتح الموعود”.
وتطرقا إلى مواقف اليمنيين في نصرة الفلسطينيين بالتوجه لمسار التدريب استعدادا لمواجهة التهديدات الأمريكية الإسرائيلية واتخاذ خطوات ترسيخ الوعي تجاه العدو الحقيقي للأمة والدعوة لتحرك أحرار الشعوب لدعم القضية الفلسطينية.