العدالة والتنمية التركي أمام تقاطع طرق بعد امتحان الانتخابات البلدية
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية دقت ناقوس الخطر
بعد عقدين على صعود سياسي متواصل على صهوة صناديق اقتراع البلديات في تركيا، يتكبد حزب العدالة والتنمية الحاكم، خسارة مدوية في الانتخابات المحلية بعد تصدر حزب الشعب الجمهوري المعارض صناديق الاقتراع في عموم تركيا للمرة الأولى في عهد العدالة والتنمية.
اقرأ أيضاً : تصعيد بين أنقرة وتل أبيب.. والاحتلال: سنلجأ للكونجرس لمعاقبتهم
هزيمة الحزب الحاكم تعد أول نقطة تحول تحمل نذر تغير في مزاج الشارع التركي امتداداً لمآلات الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2023، التي شهدت تراجع حصّة العدالة والتنمية في مدن كبرى مثل اسطنبول.
ولكن ما استدعى القلق داخل أوساط الحزب الحاكم هو فوز أكرم إمام أوغلو، أبرز الشخصيات المعارضة، مجددا برئاسة بلدية اسطنبول. هذا الانتصار عزّز من حظوظ أوغلو كمرشح رئاسي قوي مستقبلا. وفي الذاكرة قفز إردوغان إلى رئاسة الحكومة ثم رئاسة الجمهورية بعد نجاحه الملفت في إدارة بلدية إسطنبول، كبرى مدن تركيا الكوزموبوليتية.
"التصويت العقابي"التصويت العقابي كان حاضرا في هذه الانتخابات التي أصدرت تحذيرا شديد اللهجة إلى حزب العدالة والتنمية، لأسباب تتعلق بالأوضاع الاقتصادية المتردية، ومعدلات التضخم المرتفعة وتعاملِ الحكومة مع الحرب على غزة.
ما يزيد الأمر تعقيدا على حزب العدالة والتنمية، هو امتلاك حزب الشعب الجمهوري، فرصة لإثبات نفسه في الحكم المحلي لخمس سنوات قادمة، الأمر الذي يعزز من حظوظه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في 2028.
التحدي الثاني أمام حزب أردوغان هو الصعود السريع لحزب الرفاه من جديد، بقيادة فاتح أربكان، نجل رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان، إذ حلّ ثالثا بأكثر من 6 % في الانتخابات المحلية. وهذا إنجاز يقلق قيادة العدالة والتنمية وسط توقعات بسعي حزب أربكان لاستقطاب محافظين موالين للحزب الحاكم.
ويرى المحلل السياسي التركي محمد علي أردوغان، أن "السنوات الخمس المقبلة ستكون فرصة أمام حزبي الشعب الجمهوري والرفاه من جديد لإثبات كفاءتهما في البلديات وإقناع الشارع التركي. ومع ذلك فإن الرئيس أردوغان يملك أوراقا رابحة كإصلاح الاقتصاد وتغيير الدستور".
"تغييرات قريبة في هيكلة الحزب"خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية دقت ناقوس الخطر حيال مستقبل الحزب، ومن المتوقع أن تطلق العنان لتغييرات قريبة في هيكلة الحزب ودوائره القيادية، إضافة إلى إعادة تقييم ممارساته وخطابه لكسر جدران بدأت تفصل الحزب عن الشارع.
ووفقا للباحث في الشأن التركي طه عودة أوغلو، فإن الخطوات التي سيقدم عليها أردوغان هي التي سترسم الخطوط العريضة لمستقبل حزب العدالة والتنمية ولكن الأهم هو الوضع الاقتصادي.
ويخلص عودة أوغلو إلى استنتاج قاتم: "إذا لم يستطع أردوغان إنعاش اقتصاد البلاد في الفترة المقبلة فإن الطريق سيكون مسدودا أمام الحزب الحاكم، ما يعني بداية النهاية للعدالة والتنمية".
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: تركيا الأحزاب أنقرة اسطنبول فی الانتخابات المحلیة حزب العدالة والتنمیة
إقرأ أيضاً:
أردوغان: غزة لم تستسلم ولم ينحن أهلها أمام الظالم.. وعلينا تضميد الجراح
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، على أن أهالي قطاع غزة لم ينحنوا رغم سقوط عشرات آلاف الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى ضرورة البدء في المفاوضات الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال أروغان خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المنغولي أوخنانغين خورلسوخ في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة، إنه "رغم سقوط أكثر من 50 ألف شهيد معظمهم أطفال ونساء، فإن غزة لم تستسلم ولم يستطع أحد السيطرة عليها ولم ينحن أهلها أمام الظالم".
وأضاف "كتحالف للإنسانية نحتاج إلى العمل بجدية أكبر خاصة من الآن فصاعدا لضمان احترام وقف إطلاق النار وتضميد الجراح في غزة"، حسب وكالة الأناضول.
وشدد الرئيس التركي على ضرورة "بدء مفاوضات السلام الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية بأقرب وقت"، مؤكدا أهمية عدم السماح لدولة الاحتلال بانتهاك وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ودعا أردوغان خلال المؤتمر الصحفي، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفقا للأناضول.
وتطرق أردوغان إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الليلة الماضية بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، قائلا "آمل أن يكون الاتفاق مفيداً لكل إخواننا الفلسطينيين، وخاصة أهل غزة الذين يقاومون الظلم الإسرائيلي بصبر منذ 467 يوما".
ولفت إلى أن الفرحة والبهجة اللتين عمّتا شوارع غزة الليلة الماضية، كانتا نتيجة للإيمان الراسخ والنضال البطولي للفلسطينيين بالقطاع، مضيفا "الآن تنتظرنا مهام كبيرة للغاية، مثل إزالة الدمار الكبير الذي أحدثته إسرائيل في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة دون انقطاع".
وقال أردوغان "سنواصل مسيرتنا إن شاء الله للقيام بهذه المهمة على الجانبين، سواء في غزة وفي سوريا"، مشددا على أن استمرار دولة الاحتلال في هجماتها ومجازرها على الرغم من الاتفاق، يزيد مخاوف تركيا المحقة.
وقال الرئيس التركي إنه "لا ينبغي السماح للحكومة الإسرائيلية بانتهاك وقف إطلاق النار وإساءة استخدامه".
واستطرد بالقول "كما نقول منذ سنوات، إن السلام والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحققا إلا عندما يأتي السلام إلى فلسطين وينتهي الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون".
وختم أردوغان حديثه، قائلا "باسم بلدي وشعبي أحيي بكل احترام إخواني الذين قدموا الأرواح ولم يقدموا غزة للمحتلين، وأتذكر الشهداء الفلسطينيين بالرحمة وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى".
وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة بغزة، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، إلى 46 ألفا و788 شهيدا، بالإضافة إلى 11 ألفا و453 مصابا بجروح مختلفة.