كثيراً منا يتمتع بالأمن والأمان والستر والصحة ولا يفوته أن يتفسلف ويتغنى ببيت الشعر المشهور الذى يقول بأى حال عدت يا عيد، ولكن عندما نجد الوضع يختلف اختلافاً جذرياً مع أهل غزة من عدم وجود الأمن والآمان والصحة والستر، أضف عليها الجوع والعطش والقتل والإبادة الجماعية من عدو بربرى همجى لا يرحم، ورغم ذلك نجد من تفقد أسرتها كاملة، وتؤكد أمام العالم أجمع أن كل هذا فداء لدولة فلسطين الأبية، وأن دموعها ليست قهراً ولا هزيمة ولا استسلاماً بقدر ما هى دموع الهوان على أمة لفظت أنفاسها بعد أن عاشت كغثاء السيل عشرات السنين بعد أن قذف الله الوهن فى قلوب أبنائها، ونزع المهابة من قلوب أعدائهم تجاههم.
عجيب أمر هذا الشعب الذى يتنفس كرامة، وينطق عزة، ويأبى الخنوع والهزيمة رغم تعرضه لحصار لم نرَ مثله منذ قرون، حتى حصار النبى (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين فى شعب أبى طالب الذى تم كسره بنخوة بعض القريشيين المشركين آنذاك الذين قالوا أنهنأ بالعيش وقومنا يموتون جوعاً، إنها جاهلية تتفوق على مدنية هذا الزمان بحقوق إنسانه وحيوانه وجمعياته الحقوقية والبعيدة كل البعد عن أية حقوق سوى حقوق السامية والصهيونية والمصالح الغربية ليس إلا، أبكى وأفرح فى آن واحد عندما أجد نساء الشعب الفلسطينى يصنعن كعك العيد بالماء والدقيق بعد أن أصبح الزبد والسكر والمكسرات من المستحيلات، وفوق هذا كله يتغلبن على الجوع والحزن والقهر بابتسامات تقذف فى قلوب الأعداء والمتخاذلين آلاف الخناجر، لأنهن لم يخضعن ولو لحظة واحدة حزناً على فقد الأزواج والأبناء أو قهراً على فقد الأمن والسكن.
هنيئاً لك أيها الشعب الأبى، فقد اعطيت العالم الإسلامى دروساً بالغة فى الصبر والاحتساب والتضحية والموت دون الأرض والعرض دون كلل أو تردد.
هنيئاً لك يا شعب غزة العزيز الأبى الذى لم يكفر بمقاومته أو يحملها تبعات الموت والخراب ولو للحظة واحدة، ولكنه يقتسم اللقمة وشربة الماء معه ليستمر فى مقاومته هذا الاحتلال الغاشم الذى سيزول إن آجلا أو عاجلاً رغم الخداع الأمريكى بوقف إطلاق النار المصحوب بمساعدات عسكرية قيمتها ١٧ مليار دولار عبارة عن قنابل وصواريخ بالستية زنة الـ٥٠٠ رطل التى ترسلها للكيان ضد شعب ومقاوم يحصل على شربة الماء بأعجوبة، ورغم ذلك يسحب العدو جنوده وآلياته من قطاع غزة عشية السابع والعشرين من شهر رمضان الكريم بفضل المقاومة الباسلة ودعوات الضعفاء والثكالى والصابرين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق يوسف هموم وطن الأمن والأمان الوضع
إقرأ أيضاً:
مصر تجدد الثقة في الرئيس وترفض التهجير في العيد.
مصر قلب العروبة النابض: الشعب يصطف خلف قيادته رفضًا للتهجير وتأكيدًا على أصالة الموقف من القضية الفلسطينية
خرج الشعب المصري العظيم عن بكرة أبيه، في مشهد مهيب تجلى في صلاة العيد المبارك، ليقدم للعالم أجمع صورة صادقة عن معدنه الأصيل ووقوفه صفًا واحدًا خلف قيادته الرشيدة، ممثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. لم تكن الجموع الغفيرة التي ملأت الميادين مجرد احتفاء بالعيد، بل كانت استفتاء شعبيًا حقيقيًا يؤكد على ثقة المصريين المطلقة في رئيسهم ومواقفه الثابتة تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
لقد أثبت الشعب المصري، بوعيه الوطني العميق وإدراكه للتحديات المحيطة، رفضه القاطع لمخططات التهجير المشبوهة التي تستهدف النيل من الحق الفلسطيني. هذا الرفض الشعبي العارم هو صدى لموقف الرئيس السيسي الشجاع والصريح، الذي لم يتوانَ يومًا عن التأكيد على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية أو المساس بحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.
في المقابل، تجد قوى الظلام والجماعات المتطرفة، التي دأبت على محاولة بث الفتنة والوقيعة بين الشعب وقيادته، نفسها في عزلة تامة. لقد انكشف زيف ادعاءاتهم وبطلان مخططاتهم أمام وعي الشعب المصري الذي لفظهم وأدرك خيانتهم للقضايا الوطنية والقومية. هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على القضية الفلسطينية لم يقدموا لها سوى المزايدات الفارغة والمواقف الضبابية التي لم تخدم سوى أعداء الأمة.
إن خذلان هذه الجماعات المناوئة، التي تتستر بعباءة الدين أو تتخذ من الخارج منبرًا لبث سمومها، بات واضحًا جليًا. لقد فشلوا في تحقيق أي مكسب حقيقي للقضية الفلسطينية، بل على العكس، ساهمت مواقفهم المتذبذبة في إضعافها وتشويه صورتها. أما مصر، بقيادتها وشعبها، فقد ظلت وستظل السند القوي والداعم الأصيل للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة.
إن المشهد المهيب في صلاة العيد، بتلك الحشود المليونية التي هتفت تأييدًا للرئيس ورفضًا للتهجير، يمثل رسالة واضحة وقوية إلى كل من تسول له نفسه العبث بأمن المنطقة أو تجاهل إرادة الشعب المصري. إنها رسالة تؤكد أن مصر، بتاريخها العريق ومكانتها الراسخة، ستبقى الحارس الأمين على قضايا الأمة العربية، وأن الشعب المصري سيظل دائمًا في طليعة المدافعين عن الحق والعدل.
فتحية إجلال وتقدير لهذا الشعب العظيم ولقيادته الحكيمة على هذا الموقف الوطني المشرف الذي يعكس أصالة معدن المصريين وعمق انتمائهم لأمتهم العربية وقضاياها العادلة. وستبقى مصر، كما كانت دائمًا، قلب العروبة النابض وضميرها الحي.