بوابة الوفد:
2024-07-07@01:34:24 GMT

التنمية المصرية والعوائق الجيوسياسية (٢)

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق أن الولاية الجديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى تتزامن مع التوجهات العالمية الجديدة المستندة إلى تحويل الحدود إلى صلات وصل بين الدول، أبرزها مبادرة الحزام والطريق الصينية والممر الاقتصادى بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، مع تأكيد أن العالم وهو يسعى لتحقيق التنمية الشاملة إما أن يكون فى إطار من التعاون، أو بانتهاج سياسة عدوانية لا تبنى، بل تهدم حضارات، وفى ظل امتلاك مصر أهم موقع جغرافى فى الشرق الأوسط، فإن الشراكة الاستراتيجية بين مصر وبكين، من المؤكد أنها ستعزز من موقف الصين فى مواجهة الولايات المتحدة، كما أنها ستؤثر فى علاقة القاهرة بواشنطن.

وسيؤدى إلى وأد مبادرة الممر الاقتصادى لاسيما بعد أفول نجم إسرائيل المتوقع نهايته هذا العام على يد المقاومة الفلسطينية الباسلة، وهو ما يدعونا إلى ضرورة الاستعداد نحو الانطلاق لغد أفضل، وهو ما يؤكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة بذل الكثير من الجهود، مع التأكيد بأنه إذا توقفنا عن التنمية والتطوير سنكون بذلك نخالف الواقع الموجود حولنا. وهو ما تم التأكيد عليه أثناء حفل إفطار الأسرة المصرية حيث أكد الرئيس على الأتى أولا– الاستمرار فى تنفيذ إجراءات لإصلاح المسار الاقتصادى القائمة على توطين الصناعة، وخاصة الصناعات التحويلية، والتوسع فى الرقعة الزراعية، وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ودعم القطاع الخاص مع توفير إجراءات الحماية الاجتماعية اللازمة للطبقات الأولى بالرعاية. ويعتبر هذا تحولاً فى مسار عملية الإصلاح الاقتصادى، حيث تم التركيز على الاستثمارات الأجنبية المباشرة بعد أن عانت مصر بعد أزمة الأسواق الناشئة وأزمة جائحة كورونا وقيام الفيدرالى الأمريكى برفع أسعار الفائدة وهو ما أدى إلى خروج أكثر من 22 مليار دولار استثمارات أجنبية غير مباشرة سعياً وراء التربح فى أماكن أخرى، وهذا أضر كثيراً بالاقتصاد الوطنى، كذلك سعى مصر عبر برنامجها الاقتصادى إلى تمكين القطاع الخاص بنسبة لا تقل عن 65% من المشروعات التنموية، وهو ما جعل الدولة المصرية تضع سقفاً للاستثمارات الحكومية لا تزيد على تريليون جنيه سنوياً.ثانياً– دعم حالة الإصلاح السياسى التى بدأت منذ إطلاق الحوار الوطنى فى أبريل 2022، مع التأكيد على ضرورة استمراريتها والاستمرار فى دعم الشباب وتمكين المرأة، على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والمجتمعية، وهو الأمر الذى يتسق تماماً مع الركيزة التالية. ثالثاً– وضع قضية بناء الإنسان المصرى على رأس أولويات العمل الوطنى وفى الصدارة منها: توفير الحياة الكريمة اللازمة له، وسبل جودة الحياة بشكل عام من خلال توفير بيئة التعليم الجيد، والخدمات الصحية اللائقة، والسكن الكريم. وهنا لا بد من التشبث بهذه الركيزة التى أكدت كل النماذج التنموية العالمية أن مسار التعليم والبحث العلمى هما أساس السلام والاستقرار والازدهار الاقتصادى والتقدم الاجتماعى. ما يعنى أنه يجب علينا التحرك بشكل عاجل لجعل التعليم على قمة الأولويات، لاسيما أن الأبحاث الدولية أظهرت أن الصراع العنيف ينخفض بنسبة تصل إلى 37% عندما يكون للفتيان والفتيات قدرة متساوية على الوصول للتعليم. وبالتالى يجب تثمين دور الدولة الداعى إلى الاهتمام بقطاع التعليم، وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمى والابتكار لتكون فى سلم أولوياتنا الوطنية، ومده بكل أسباب التمكين باعتباره الأساس الذى من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام فى بناء متطلبات المرحلة المقبلة.رابعًا– الاستمرار فى سياسات الاتزان الاستراتيجى، التى تنتهجها الدولة المصرية، تجاه القضايا الدولية والإقليمية التى تحددها محددات وطنية واضحة، وسوف نتناول هذه المحددات الوطنية فى المقال القادم إن شاء الله.
رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د علاء رزق الولاية الجديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى الحزام والطريق الصينية وهو ما

إقرأ أيضاً:

معالى الوزير

التصريحات التى أطلقها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ردًا على ما أثير حول مؤهلات وزير التعليم الجديد وقال فيها إن أى وزير خاضع للتقييم، وإذا ثبت عدم كفاءته يتم تغيره.. ذكرتنى هذه التصريحات بفيلم معالى الوزير الذى كتبه بعبقرية الراحل وحيد حامد حول وزير تشابه الأسماء وفى حوار بين من قام بدور رئيس الوزراء الفنان عمر الحريرى مع مدير مكتبه عقب اكتشاف أنه ليس الوزير المطلوب قال مدير مكتب رئيس الوزراء: يا فندم هو راجل مهم فى الحزب، ولو منجحش «يتنتر» فى أول تعديل، وظل وزير تشابه الأسماء حتى مع كل حكومة جديدة رغم فساده.

الشاهد هنا ليس الفيلم، ولا حتى الوزير، وإنما تصريحات الدكتور مصطفى مدبولى ولى عليها عدد من الملاحظات رغم الجهد الكبير الذى قام به فى اختيار تلك الحكومة.

أولًا: هذه الوزارة هى أطول وزارة أخذت وقتًا فى المشاورات وصلت إلى ثلاثة أسابيع وعلى لسان الدكتور مصطفى مدبولى نفسه انه التقى بأكثر من مرشح لكل وزارة فهل الوزير الذى وقع عليه الاختيار بغض النظر عن مؤهلاته هو الأكفأ خصوصًا فى وزارة مثل وزارة التعليم التى جف لسان الجميع بأنها البداية لأى أمة تسعى للنهوض والتقدم؟

ثانيًا: الأجهزة الرقابية تفحص ملفات أكثر من مرشح وليس مرشحًا واحدًا ورئيس الوزراء هو من يختار وعلى الدكتور مدبولى أن يقول لنا لماذا اختار هذا الوزير بالذات مع كامل الاحترام له، وربما كان هناك من هو أفضل منه؟

ثالثًا: لماذا ننتظر أن نرى أداء الوزير إن كان رئيس الوزراء يرى أنه يمكن تغيير أى وزير إذا ثبت عدم صحة الاختيار، خاصة أن الدكتور مدبولى نفسه قال ليست لدينا رفاهية أن نجرب

الحكومة الجديدة الحقيقة غالبية وزرائها على درجة من الكفاءة ومدعومة بشكل كبير من رئيس الدولة وتنعقد عليها آمال كبيرة للسير للأمام، والبعد عن العجز الذى صاحب الحكومات الجديدة.

هنا نحن لا نستهدف وزير التعليم الجديد أو غيره وإنما نتحدث فى سلامة الوزارة الجديدة بشكل عام.

ووزير التعليم الجديد اضطر لأن يخرج ويدافع عن شهاداته التى طالها التشكيك، ما يؤكد أن الأمر ليس بالبساطة.

كان من الممكن أن يمر هذا الموضوع لو كان الأمر فى وزارة أخرى غير وزارة التربية والتعليم التى تحتاج إلى وزير لديه أعلى المؤهلات المطلوبة، ولديه تجربة أكبر من إدارة مدرسة خاصة أو شهادة دكتوراة حولها لغط وإن كنا حتى الآن لا نعرف القدرات الحقيقية للوزير وقد يفاجئنا بأداء كبير فى الوزارة.

ليس عيبًا بالتأكيد تصويب أى خطأ والاختيار فى النهاية من فعل البشر ولا يمس كرامة الوزير أو رئيس الوزراء إجراء أى تعديل أو تغيير..

أقترح أن يقدم الوزير الجديد رؤية وخطة واضحتين قابلتين للتنفيذ وعلى أساسها يتم البت فى قرار استمراره أو تغيره حتى تستقيم الأمور ويطمئن الجميع.

من الممكن أن يكون الوزير لديه رؤية أفضل ممن سبقوه ولا غضاضة فى عرضها فلا أحد يستهدفه بشكل شخصى والجميع يريد فقط وزير يليق بوزارة مثل التعليم.

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • احتماء أصحاب الشركات فى البورصة بقوانين الغير عبر «الأفشور» جريمة
  • وزيرة التنمية المحلية تبحث مع محافظ دمياط الملفات الخدمية ومشاكل المواطنين
  • ملفات تنتظر وزير الثقافة الجديد| مثقفون يقدمون حلولا للنهوض بالعمل الإبداعى .. «عبلة»: لا بد من الاهتمام بالجانب الاقتصادى .. «شبلول» يطالب بإعادة دعم الكتاب الورقى
  • الإرادة السياسية والمشروع الوطنى للتعليم
  • معالى الوزير
  • هل ساهم اتحاد التأمين في تحقيق رؤية مصر 2030؟.. بيان رسمي
  • المجلس الوطنى الفلسطينى يدين اغتيالات الاحتلال الإسرائيلى فى جنين
  • هجوم فى غير محله
  • رائد سلامة يكتب: توصيات الحوار الوطني حلول جاهزة أمام الحكومة
  • المحاور والعوائق في التفاوض السوداني