بوابة الوفد:
2025-01-02@23:56:52 GMT

العالم المعاصر وفقدان العقل (1-2)

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

عندما تتأمل الواقع المعاصر.. وهو واقع بكل المقاييس ردىء وسخيف ومقرف.. ونتساءل ونتعجب.. ترى أين العقل فى كل ما يحدث؟ مجاعات وحروب وأمراض وتهديدات هنا وهناك.. ولماذا كل ذلك؟ الإجابة ببساطة أن العالم فقد عقله ويسير فى طريق الخسران. فالعالم يفقد ويخسر نفسه.. إنه فن التحطيم والقتل والدماء والدمار.. لقد خسر الإنسان نفسه.

. وتلك هى المأساة.
فى رواية للعبقرى دوستويفسكى (فى قبوي) يقول:.. نستطيع أن نقول عن تاريخ العالم كل شىء، نستطيع أن نقول عنه كل ما يعن على البال ويدور فى الخيال. ولكن يستحيل علينا أن نقول عنه إنه مطابق للعقل: إن لساننا سيتلعثم منذ ننطق بأول حرف من هذا الكلام. وما الذى نلقاه فى كل يوم أيضاً؟ إننا نلقى كل يوم أناساً يظهرون لنا عقلاء حكماء، أناساً يحبون الإنسانية ويهدفون إلى أن يعيشوا حياة تستوحى العقل وتستلهم مبادئ الشرف بغية أن يؤثروا فى أقرانهم بالقدوة الحسنة، وأن يبرهنوا لهم على أن فى وسع الإنسان أن يلتزم فى حياته جانب الحكمة. ولكن ماذا يحدث عندئذ؟ إنكم تعرفون أن عدداً من محبى الحكمة هؤلاء ينتهى بهم الأمر عاجلاً أو آجلاً إلى أن يخونوا أفكارهم وأن يتورطوا فى قصص فاضحة!.
ينظر دوستويفسكى إلى الإنسان من الجانب الخفى أو المتوارى أو السلبى. فعلينا ألا ننظر أو ينحصر فكرنا فيما هو إيجابى.. بل هناك الجانب السلبى الذى يحلو للإنسان دوماً أن يبديه أو يظهره بشكل جلى بلا مواربة، فالإنسان راغب فى فعل ما هو أحمق وما هو حقير.. لماذا؟ تلك طبيعته.. هو يريد أن يقول إننى لى أكثر من وجه وليس وجهاً واحداً يود الجميع حصره فيه.. ومهما بذلنا أن نجعل الإنسان يعيش فى حالة من السعادة والفخامة إلا أننا نفاجأ بأنه يفعل ما هو شائن وحقير وبغيض كيف ذلك؟ إنه الإنسان!.
الإنسان المعاصر يحلو له أن يفقد ذاته! أن يعيش فى حالة من التعاسة.. إنه الاغتراب والتشيؤ.. يقول هيدجر: اللاماوى أصبح مصير العالم.. أصبح الإنسان بلا جذور، المتجول هو التجسيد الخاص للغريب الذى لم يفقد مأواه فحسب، بل فقد أيضاً وضعه فى الزمان على السواء وهو فى سعيه لكى يستعيد الأرض تخبط: باع روحه من أجل المال تارة، وباع نفسه الحقيقية من أجل أن يشترى نفساً زائفة تارة أخرى، وباع روحه من أجل الملذات الأرضية تارة ثالثة، وباع روحه للشيطان تارة رابعة، وباع نفسه لآلهة غير الله. صار مغترباً وهذا الوجود المغترب صار يتسيده ومن ثم طفق يعبده.. إنه فى هذا البيع قد تنازل عن ملكية ذاته. لقد اغترب.. إنه دخل بنفسه مصيدة اغترابه. وسوف نكمل الحديث عن ذلك الفقدان فى المقال القادم.

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكاديمية الفنون الواقع المعاصر

إقرأ أيضاً:

"المراوغة المعرفية" تقنية تقلل التوتر والتفكير وتحسن جودة النوم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

المراوغة المعرفية هي تقنية نفسية تهدف إلى تغيير الأنماط التقليدية للتفكير بهدف تهدئة العقل وتقليل التوتر أو القلق، تُستخدم هذه التقنية بشكل شائع لتحسين جودة النوم أو لتحقيق الاسترخاء، حيث تعتمد فكرتها الأساسية على تشتيت الذهن من خلال التفكير في أمور عشوائية وغير مترابطة، وهذا النهج يجعل من الصعب على العقل التركيز على الأفكار المقلقة أو المسببة للتوتر.

وتبرز “البوابة نيوز” كل المعلومات عن المراوغة المعرفية وفقا لـPsychology Today.

نهج المراوغة المعرفية:

طُور هذا النهج بواسطة الدكتور لوسيان دالير، المتخصص في علوم النوم، بهدف مساعدة الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في النوم أو الذين يعانون من الأفكار المزعجة، ويقوم النهج على إشغال العقل بنشاط ذهني بسيط وممتع وغير مرهق، مما يقلل من التفكير المفرط ويبطئ النشاط العقلي.
 

استخدامات المراوغة المعرفية:

1. تحسين النوم:

• تُعد التقنية مفيدة بشكل خاص لمن يعانون من الأرق أو صعوبة النوم بسبب التفكير المفرط.

• من خلال تشتيت العقل بأفكار عشوائية، يصبح من السهل على الشخص الاسترخاء والنوم.

2. إدارة التوتر والقلق:

• تساهم في تخفيف التوتر من خلال تركيز العقل على أفكار بسيطة وغير مترابطة بدلاً من الانشغال بالأفكار السلبية.

3. زيادة التركيز:

• يمكن استخدامها كأداة لتصفية الذهن قبل أداء مهام تتطلب تركيزًا عاليًا.

4. تعزيز الإبداع والتفكير الحر:

• التفكير العشوائي قد يؤدي إلى ظهور روابط جديدة وأفكار إبداعية.

5. إعادة ضبط العقل:

• تُستخدم أحيانًا لإعادة تهدئة العقل بعد يوم مرهق أو تجربة عاطفية صعبة.

 

كيفية تطبيق نهج المراوغة المعرفية:

1. اختيار كلمة عشوائية:

• اختر كلمة بسيطة وحيادية مثل “قطة” أو “ماء”.

• الكلمة يجب أن تكون غير مثيرة لأي أفكار سلبية.

2. إعادة ترتيب الكلمات أو التفكير في كلمات مشابهة:

• تخيّل كلمات تبدأ بنفس الحرف أو ترتبط بالكلمة الأصلية.

3. التفكير العشوائي وغير المنطقي:

• تخيّل مشاهد غير مترابطة بناءً على الكلمة المختارة، مثل قطة تطير في السماء أو قطة على شاطئ البحر.

• الهدف هو كسر الروتين العقلي ومنع التركيز على المشكلات.

4. التكرار حتى الوصول للاسترخاء:

• استمر في هذه العملية حتى تشعر بالنعاس أو هدوء العقل.

فوائد نهج المراوغة المعرفية:

1. التخلص من التفكير السلبي:

• يساعد في استبدال الأفكار المقلقة بأفكار خفيفة وغير مترابطة.

• على سبيل المثال: التفكير في أسماء عشوائية للفواكه أو الأماكن.

2. تشتيت العقل بالعشوائية:

• التركيز على كلمات أو أفكار غير مترابطة يمنع العقل من الاستمرار في التفكير المركّز حول الأمور المزعجة.

• يمكن استخدام تطبيقات مخصصة أو قوائم عشوائية لدعم هذه الفكرة.

3. تهيئة الدماغ للاسترخاء:

• تقليل نشاط التفكير المنظم يساعد في تهدئة القشرة الأمامية للدماغ، المسؤولة عن التفكير المنطقي، مما يُعِدّ الدماغ للنوم أو يقلل من الإجهاد.

تطبيقات للمراوغة المعرفية:

• يمكن استخدام تطبيقات مثل MySleepButton الذي طوّره الدكتور دالير.

• يمكن أيضًا ممارسة التقنية يدويًا باستخدام الخيال الإبداعي دون الحاجة إلى تطبيقات.

تُعد المراوغة المعرفية أداة فعّالة للتعامل مع القلق والتوتر، وهي خيار مثالي لمن يبحثون عن وسيلة لتحسين النوم أو الاسترخاء بشكل طبيعي وبسيط.

مقالات مشابهة

  • جنبلاط استقبل شيخ العقل.. وهذا ما تم بحثه
  • د. رحاب التحيوي تكتب: درس مواد الحبس في مشروع المسئولية الطبية
  • "المراوغة المعرفية" تقنية تقلل التوتر والتفكير وتحسن جودة النوم
  • إنقاذ مهاجرين وفقدان العشرات بعد غرق قارب أقلهم من ليبيا إلى إيطاليا
  • ومضى عام ولم تمضِ حرب غزّة
  • محلل سياسي يتحدث عن قلق وفقدان الثقة بالمنظومة الدفاعية في إسرائيل
  • إنجاز جديد للدبلوماسية الإماراتية
  • غزة المنسيِّة
  • تنمية الإنسان
  • سعاد تطلب الخلع: فقير في المشاعر ومابيعرفش يقول كلام حلو