مسؤول الخامات بـ«صناع الأثاث بدمياط»: الأخشاب مردودها الاقتصادي كالبترول
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
«فوائد اقتصادية كبيرة يمكن أن تنتج عن مبادرة 100 مليون شجرة»، حسبما يشير سعيد زكريا، رئيس الجمعية التعاونية لتوطين خامات الأثاث، ورئيس لجنة توطين الخامات المحلية فى الصناعة بنقابة صناع الأثاث بدمياط، وأحد أصحاب مصانع الأثاث، وذلك إذا ما تم استغلال وتوظيف المبادرة بالشكل الصحيح، حيث إنها فى هذه الحالة ستُنتج موارد طبيعية من الخشب لا يقل مردودها الاقتصادى عن البترول، مع ميزة إضافية أننا يمكن أن نتحكم فى زراعة الأشجار من خلال خطة للزراعة، بعكس الحال مع البترول.
ويضيف زكريا: «تجارة الأخشاب على مستوى العالم اسمها «تبييض الأخشاب» وذلك لقوة مردودها الاقتصادى على بعض الدول والمستثمرين، وعلى سبيل المثال فإنه سنة 2020 أيام الأزمة العالمية التى ترافقت مع جائحة فيروس كورونا، كان تداولها هذا العام، حوالى 336 تريليون يورو، على مستوى العالم، طبقاً لإحصاءات للأمم المتحدة، وسجلت تجارتها برغم الأزمة الاقتصادية فى العالم آنذاك، أرقاماً مرتفعة جداً مثل البترول، حسب تأكيده.
يمتلك رئيس لجنة توطين الخامات بنقابة أثاث دمياط رؤية لتوظيف مبادرة 100 مليون شجرة اقتصادياً، لإنتاج جزء كبير من أخشابنا محلياً، وتقليل الفجوة الدولارية فيما يتعلق باستيراد هذه الخامات، من خلال وضع خطة مستدامة لزراعة أشجار خشبية، ولو فى العمق الصحراوى بجوار محطات الصرف الصحى، والبدء فى استغلال أجزاء منها اقتصادياً بعد 5 أو 6 سنوات من الزراعة، بما يمكن أن يوفر حسب قوله نحو نصف مليار دولار عائداً سنوياً، يسمح الفائض منه بالمزيد من التوسع فى زراعة مساحات أكبر، وهكذا، مؤكداً أنه بذلك لن تقل «أهمية الشق الاقتصادى والاجتماعى للمبادرة عن أهمية الشق الخاص بالمناخ والبيئة».
ويزيد من أهمية ذلك، حسبما يضيف زكريا: افتقاد مصر حالياً للخامات الأولية من الأخشاب وخبرة تداولها الاقتصادى، وهو ما وضح أكثر خلال الأزمة التى شهدتها مصر السنة الماضية، بعد وقف الأذونات الاعتمادية فى الاستيراد واستبدالها ببعض بنود جمركية حدت من استيراد خامات الأخشاب ورفعت أسعارها، وجعلت بعض المحتكرين فى السوق يرفعون بعض أسعار الخامات لأربعة وخمسة أضعاف، ثم 7 أو 8 أضعاف سعرها قبل الأزمة كما هو الحال مع «خشب الزان» مثلا،ً وذلك فى خلال 10 شهور من القرارات التى أخذتها الدولة لوقف الحد من تسريب الدولار خارج مصر، وهو ما صب فى النهاية فى ارتفاع السعر بطريقة شبه جنونية، وهذا لم يكن فى صالح المستهلك أو سوق العمل الصناعى والتجارى، وأدى لحدوث شلل إنتاجى وتسويقى فى القطاع.
ويعتقد «زكريا» أنه لو تم تطبيق الفكرة بطريقة علمية صحيحة، سيكون مردودها الاقتصادى هائلاً، ناهيك عن الحد من الفجوة الدولارية فى الاستيراد، واستقرار الكيانات الحرفية والصناعية فى قطاع كبير كقطاع صناعة الأثاث، بما يصب فى جودة الاقتصاد المصرى وزيادة ارتفاع القوة الشرائية للمستهلك، وتلك أهم الحوافز التى تشجعنا فى تنفيذ هذه المبادرة، مشيراً إلى أنه لو وُضعت برامج احترافية للتوطين من حيث الخبرة والتطبيق والرعاية وتبنى الدولة لها بالقرارات اللازمة سيكون الناتج بعد 7 سنوات أن احتياج مصر من تلك الخامات سيتقلص لنحو 40% سنوياً فقط مما هو عليه الآن، والمليار ونصف المليار دولار التى نستورد بها أخشاباً ستصل إلى نصف مليار فقط إذا وفرنا احتياجات السوق خلال 10 سنوات.
ويوضح، فى هذا السياق، أن المليار ونصف المليار دولار التى يتم الاستيراد بها الآن لا نستورد بها كلها خشباً مصمتاً فقط، وإنما تشمل أيضاً الأبلاكاش والقشرة وغير ذلك، ونحن لا نمتلك تكنولوجيا الأبلاكاش والقشرة كفرنسا وأمريكا وإيطاليا وتركيا، إلا أنه يستطرد قائلاً: «طبعاً حين سيكون لدينا خامات من الأخشاب، سيأتى إلينا مستثمرون يستثمرون فى هذه الصناعات، وهو ما سيجذب استثمارات ويفتح مجالات استثمارية كبيرة قائمة على زراعة الأخشاب، وسيتطلب إنشاء مدارس أكاديمية لتأهيل الطلاب بالخبرة العلمية والتطبيقية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مبادرة 100 مليون شجرة 100 مليون شجرة
إقرأ أيضاً:
توقعات بالإفراج عن زكريا الزبيدي ضمن المرحلة الثانية من التبادل
توقعت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إطلاق سراح الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي، وذلك خلال المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية السبت المقبل.
وأفادت الصحيفة بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لإطلاق سراح الزبيدي (50 عاما) الذي يعتبر رمزا في جنين، مشيرة إلى أنه سوف يراقبه من الناحية الاستخباراتية.
وأضافت أن الجيش هدد بأنه سيستهدف الأسير الزبيدي "حال شوهد يحمل سلاحا أو يمارس نشاطا إرهابيا"، على حد وصف الصحيفة.
وحينما اعتقل جيش الاحتلال القيادي في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، زكريا الزبيدي عام 2019، وصفه قائد كبير في المخابرات الإسرائيلية بـ"قط الشوارع" الذي وقع أخيرا في المصيدة.
وكان الزبيدي نجح في التسلل من زنزانته عبر نفق، مع 5 من رفاقه في الأسر، من سجن جلبوع شديد التحصين فجر السادس من سبتمبر/أيلول 2021، في عملية وصفها المراقبون بـ"الأسطورية".
لحظة اعتقال قوات الاحتلال الزبيدي بعد فراره من سجن جلبوع عام 2021 (رويترز)
وللقيادي الفلسطيني تاريخ طويل في مقاومة الاحتلال، حيث قضى سنوات من عمره داخل السجون الإسرائيلية. كما فقد الزبيدي والدته (سميرة) وشقيقه (طه) برصاص قوات الاحتلال عام 2002، وكذلك شقيقه داوود الزبيدي عام 2022، ونجله محمد الزبيدي في سبتمبر/أيلول الماضي.
إعلانووفقا لتقارير فلسطينية، فإن سلطات الاحتلال هدمت منزل زكريا الزبيدي 3 مرات، وبحسب عمه جمال الزبيدي، فإن زكريا "شب على مقاومة الاحتلال، لا يعرف القيود، واجه الآليات الإسرائيلية بالحجارة، ثم بالسلاح، قاد كتائب الأقصى، ونفذ عمليات بطولية".
وأصيب زكريا بعمر 13 برصاص جيش الاحتلال خلال مشاركته في ضرب القوات الإسرائيلية بالحجارة، واعتقل للمرة الأولى بعمر الـ 15، وسجن 6 أشهر. بعدها اعتُقل بتهمة إلقاء عبوات حارقة على القوات الإسرائيلية، وحكم بالسجن 4 سنوات ونصف سنة.
في 2001، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى (2000ـ2005) بات الزبيدي قائدا عسكريا لكتائب "شهداء الأقصى"، وقاد الزبيدي المجموعات المسلحة، وقيل عنه في وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه "الحاكم الفعلي لجنين".
حصل الزبيدي على الثانوية العامة، ودرجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، رغم حياة المطاردة والمقاومة والاعتقال، وحضّر لرسالة ماجستير في جامعة بيرزيت، تحت عنوان "الصياد والتنين.. المطاردة في التجربة الفلسطينية من عام 1968-2018".
نجا زكريا الزبيدي من عدة محاولات اغتيال من قبل الاحتلال الإسرائيلي (الفرنسية) محاولات اغتيالكما استطاع الزبيدي أن ينجو 4 مرات من محاولات اغتيال، أبرزها في 2004، حيث قتلت قوات الاحتلال 5 فلسطينيين، بينهم طفل (14 عاما)، بعد استهداف مركبة كان يُعتقد أن الزبيدي فيها.
وفي العام ذاته اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة مخيم جنين لتصفية الزبيدي، لكنها اشتبكت مع مقاومين، ما أدى إلى استشهاد 9 فلسطينيين، وتمكّن الزبيدي من الفرار.
عام 2005، كُشف كمين لقوات إسرائيلية خاصة قرب منزل تحصن فيه الزبيدي. وفي 2006، حاول الاحتلال اعتقال الزبيدي، غير أنه فشل وتمكن الأخير من الفرار.
في 2007، أعلنت إسرائيل عفوا عن مسلحي "شهداء الأقصى"، بينهم زكريا الزبيدي، لكنها ألغته في 2011 رغم التزامه بالشروط. ثم بقي الزبيدي في رام الله حتى اعتقاله من قوات الاحتلال في 27 يناير/كانون الثاني 2019.
إعلان